أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك














المزيد.....

الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 12:23
المحور: المجتمع المدني
    




الكره والاختلاف
تحليل سيكوبولتك
أ.د.قاسم حسين صالح

اضحى مفهوم (الاختلاف) كثير التداول في العقدين الأخرين ضمن سياق الحديث عن العيش المشترك والتسامح مع الاخر المختلف. فالناس مختلفون بالفطرة، وهذا الاختلاف يمثل بالمطلق ابداعا حقيقيا للطبيعة. فاذا قارنا الاختلاف من منظور فني خالص سنرى بوضوح كم هو جميل وممتع للعين والاذن والذوق ولكل نوافذ الانسان الى العالم الاخر. فالقبح يكمن في الرتابه والروتين والنمطية،فيما الجمال يتجسد في التنوع والاختلاف،تماما كما الحديقة التي ترى فيها ورود الجوري،الياسمين،القرنفل،الكاردينيا..وبكل الألوان من الابيض الخالص الى الأحمر الغامق.وعندي ان المجتمع العراقي هو حديقة المجتمعات العربية بهذا التنوع والاختلاف الجميل..الذي سيأتي زمن تفوح فيه عطور المحبة على جيرانه والعالم.
لكن للاختلافات وجهها السلبي حين تعزز القهر والتحقير والتدمير وايقاع الاذى والعنف ومحاولة اقصاء الاخر وتكون دائما مشحونة بالكره. وبهذا المعنى يعدّ الكره وظيفة للاختلاف وانموذجا معرفيا للعنف (الانتقام) الذي نعتبره نحن السيكولوجيين من بين اعراض البرانويا و السادية.
وهنالك مفارقة هي ان الديانات المختلفة تنادي كلها بالمحبة والاخاء والمساواة، لكنك تجد على صعيد الواقع ان انصار كل ديانة،او مذهب يتحول الى صراع على السلطة واحتقار لمعتقد الاخر ورموزه وسعيه الى اقصائه والقضاء عليه،ما يعني ان التمحور والانغلاق على فكرة او معتقد والتعصب له يعني ببساطة كرها للاخر ونفورا منه وسعيا الى اقصائه.وأنه عندما تسعى جماعة ما الى فرض قيمها على الجماعات الاخرى بالقوة، فأن الكره سيكون نتيجة حتمية، ولعل السبب الاساسي الذي يؤجج مشاعر الكره ناجم ايضا عن امتلاك اقلية لثروة فاحشة وشعور الاكثرية بالعوز والحيف والقهر.

ان مراجعة سريعة للتاريخ البشري (وماضينا القريب شاهد !) تكشف عن حقيقة غير مريحة على الاطلاق،تتلخص في ان الناس ينقسمون دائما الى تكتلات جماعية ثم جماعات ثم فئات...،وغالبا ما تكون النزعة الى التملك والحاجة الى الاحساس بالقوة والتميز قاعدة هذا الانقسام. وعادة ما يتم تبرير هذا الانقسام على اساس سبب او دافع واحد: ان يكرهوا بعضهم بعضا يعني ان يتسبب كل منهم للاخر بالاذى والضرر، وبالتالي يشير الانقسام في هذه الحالة الى التنافر والمواجهة وتكون الاختلافات فيه مشحونة بالكره والنزعة للتناحر والصراع،ينتج عنها بالضرورة شخصيات تعصبية تتولى قيادة امور ومصير جماهير تتحكم بها انفعالات الطائفة والعشيرة والقومية..والايديولوجية ايضا..وللأسف فان امة العرب تكاد تنفرد في ان انظمة الحكم فيها ملك لعائلة او عشيرة اشاعت الكره والحقد بين الناس لاحتكارها السلطة والثروة،زادتها بعد التغيير(الديمقراطي) ان اشاعت الفساد ونهب مسؤولين مليارات الدولارات وترك ملايين يعيشون تحت خط الفقر.
ان ما نحتاج اليه هو شخصيات قيادية تؤمن بالاختلاف الجميل..ومتسامحة،ليس بمعناها المتداول ولكن بمضمونها السيكولوجي الذي يعني أنها:
• اقلّ تعصبا (للقومية، للطائفة، للعشيرة، للحزب...) واكثر مرونة اجتماعيا،بمعنى ليس لديها اتجاهات ثابتة نحو اعضاء جماعتها او اعضاء الجماعات الاخرى.
• تتقبل الرأي والرأي الاخر على قاعدة النسبية والتفكير العقلاني المنطقي، التي لا تفصل بينهما الشخصيات المتطرفة.
• تبحث عن المنطق والتفسير العقلاني في محتوى الاحكام الدينية،بعكس الشخصية المتعصبة التي تؤمن بها كواقع قائم غير قابل للجدل ولا حتى المناقشة.
• تقيم علاقاتها التبادلية على اساس تقاسم الوجود والتفاؤل بالمستقبل والثقة والايمان بضرورة وجود الآخر،بخلاف الشخصية المتعصبة التي تنزع الى الشك بالآخر وعدم الثقة به ومنافسته تمهيدا لاقصائه.
• تحب الجديد وتقبل عليه لأنها شخصية انبساطية تنثر الفرح على الناس، في حين تخاف الشخصية المتعصبة من الجديد وتنغلق على نفسها في حالة من الشعور باليأس،وبوجه يبدو لناظره وكأنه مأتم حزن.
لقد أخذ منّا الكره الناجم عن الاختلاف مع الآخر أعزّ ناسنا،وسرق احلام حتى اطفالنا..فلنغتسل من امراضنا في أحواض التغيير ،ولنجعل من عراقنا حديقة العرب المتنوعة بكل ما هو جميل.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسائل السيطرة على التشاؤم لدى العراقيين
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك