أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء الشعور بالمواطنة















المزيد.....

حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء الشعور بالمواطنة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 08:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حقائق جديدة عن الشخصية العراقية
3:الوعي الانتخابي واحياء الشعور بالمواطنة

أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

مع ان الظواهر السلبية التي شخّصناها في الحلقتين السابقتين هي الشائعة في الشخصية العراقية،فان ظواهر ايجابية جديدة بدأت تتشكل فيها،أبرزها تتحدد باثنتين:
1. الوعي الانتخابي:
بعيدا عن اشكالية مفهوم الانتخابات واساليب حساباتها وفق نظام سانت ليغو الذي يمنح صوت الناخب من المرشح الذي انتخبه الى مرشح آخر من قائمة اخرى في توزيع المقاعد الشاغرة للقوائم الفائزة..وغيرها كثير،لكن ما يعنينا هنا هو أربعة أمور:
1.حصول وعي انتخابي لدى ما يزيد على (12) ملوين عراقي ،بصرف النظر عن الجهة التي منحوها اصواتهم:( طائفة،قومية،عشيرة،حزب،شخص...).ما يعني ان الناخب العراقي صار يدرك ان له دورا في العملية السياسية ،وانه امتلك ارادة حرّة في تقرير شكل الحكم ما كان يمتلكها عبراكثر من تسعين سنة.
2.امتلاك الناخب العراقي لثقافة معرفية جديدة من خلال اطلاعه على البرامج السياسية للقوائم الانتخابية،والمفاضلة فيما بينها،وصار يفهم ان شؤون الناس والوطن يجب ان تدار بموجب خطط واستراتيجيات تعتمد العلم وليس على ما يشتهي الحاكم.
3.ان الوعي الانتخابي هذا جعل الحاكم يخشى المحكوم،وصار المواطن العراقي يدرك لأول مرّة ان الشعب سيكون هو الحاكم ،وانه بامكانه ان يطيح بالحاكم الذي لا يخدمه.
4.ان الوعي الانتخابي هذا سيتطور كمّا ونوعا خلال السنوات الاربع المقبلات ،اذ سيتسع حجمه وتقل نسبة العازفين عن المشاركة في الانتخابات،وسيضعف التصويت للطائفة والعشيرة لصالح الشخصيات الوطنية والكفاءات العلمية والاكاديمية.

2.الشعور بالمواطنة:
المفهوم الشائع للمواطنة هو الشعور بالانتماء للوطن،فيما تعني ابعد من ذلك.فوفقا لموسوعة دائرة المعارف البريطانية تعني المواطنة :(علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من حقوق وواجبات في تلك الدولة).وتعمل على خلق هوية مشتركة في علاقة تتجاوز روابط الدم والقرابة، وتجعل السياسة موضوعا مشتركا فيما بينهم لتقرير مصيرهم، وتعتمد الفرد اساس الشرعية السياسية وجزءا من الجماعة التي تنتخب البرلمان الذي يشكّل الحكومة.
وتاريخيا نقول، ان اوجع ضربة سددت للمواطنة العراقية تلك التي تلقاها صدام حسين في حفرته على يد الضابط الامريكي الذي كان (يفلّي)شعر رأسه.ذلك لأن النظام السابق ساوى في الانتماء بين العراق – الوطن ورئيس النظام بشعاره (صدام هو العراق)، واختزل بهذه المعادلة وطنا بحضارات عريقة وشعبا بقوميات وتنوعات مختلفة في شخص رجل واحد،وبانهيار النظام ونهاية رئيسه المخزية،انفرط العراقيون كانفراط حبات المسبحة وتوزعوا على انتماءاتهم القائمة على (سايكولوجيا الاحتماء)..وانتهى الامر الى نتيجة حتمية هي ان الولاءات المتعددة في المجتمع الواحد الذي ينهار فيه انتماؤه الذي يوحّده ،طوعا او قسرا، لابد ان تتصارع فيما بينها على السلطة حين لم يعد هنالك دولة او نظام .ولقد مهد لهذا الحال (مجلس الحكم) الذي وجّه الضربة الثانية الموجعة للمواطنه،باشاعته الانتماءات القومية والمذهبية والدينية،التي تحولت الى ممارسات انتخابية واحترابات وصراعات اماتت الشعور بالانتماء الى الوطن عند معظم العراقيين ،بين ملايين هجرته رغما عنها وتوزعت على الشتات، وبين من عاش غريبا في وطنه!.
وللمرة الاولى بعد التغيير،شهدت الانتخابات التشريعية الحالية (2014) احياء الشعور بالمواطنة بعد دورتين انتخابيتين طغت في كليهما الانتماءات للهويات الفرعية، بفعل سيكولوجيا الضحية في الأولى(2005) وسيكولوجيا الاحتماء بالطائفة والعشيرة في الثانية (2010).ومع تعدد القوائم الداعية للتغيّر،فان قائمتي (التحالف المدني الديمقراطي) و (الوطنية )هما ابرز القوائم الانتخابية في احيائهما للهوية الوطنية تحديدا،اذ هدفت الأولى الى ( إقامة الدولة المدنية ونبذ المحاصصة الطائفية) فيما اتخذت الثانية (الوطنية) اسما لها وهدفت ايضا الى (بناء الدولة المدنية،دولة المواطنة) وتبنت شعار (العراق يستحق الأفضل).
ومع ان (التحالف والوطنية) هدف كلاهما الى احياء الشعور لدى الناخب العراقي بالانتماء للوطن ،لكنهما تباينا في حجم التأثير،لأسباب نوجز اهمها في الآتي:
1.الدعاية الاعلامية.
حققت (الوطنية) دعاية اعلامية ضخمة عبر فضائيات لها جماهيرية واسعة،فيما كانت دعاية (التحالف) متواضعة جدا،لأسباب تتعلق أهمها بالامكانات المادية.
2.الخطاب الاعلامي.
امتاز الخطاب الاعلامي لـ(الوطنية) بالتجانس،بل كان موحّدا في شخص رئيسه الذي امتلك حضورا اعلاميا دؤوبا،فيما لم يكن هنالك متحدث (رسمي)باسم التحالف له حضور اعلامي مميز،فضلا عن ان الدعايات الفردية لعدد من مرشحيه أوحت للناس بأن التحالف ليس موحّدا.
3.كان اللاعب الرئيس في ائتلاف الوطنية هو شخصية رئيسه السيد اياد علاوي لما يمتلكه من تاريخ سياسي، وصفات هي في نظر كثيرين تعدّ من مواصفات الشخصية الكارزمية،فيما كان اللاعب الرئيس في (التحالف المدني الديمقراطي) هو الحزب الشيوعي العراقي الذي يمتلك تاريخا نضاليا مجيدا،ويتمتع بصفات الصدقية والنزاهة السياسية التي يعترف بها حتى من لهم مواقف ايديولوجية وسياسية مضادة.
ومع ان القائمتين سيكون عدد ممثليهما في البرلمان الجديد بحدود العشرينات نائبا،لكن وجودهم فيه سيكون له تأثير في تنمية الشعور بالهوية الوطنية العراقية واشاعة الوعي الانتخابي داخل البرلمان وخارجه. وقد يكونون،في هذه القضية،مثل الذي يغرّد خارج السرب لأن البرلمان تنتظره قضايا أكبر(الأمن،الخدمات،الارهاب،البطالة،الاقتصاد..)،لكن عليهم،وآخرين بنفس الشعور من قوائم أخرى، أن يشيعوا هذه التغريدة بين العراقين،لأن في مضمونها السيكولوجي دعوة للمحبة والسلام ونبذا للكراهية والاحتراب.
وتبقى كل القضايا معلقة على تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة وما ستواجهه من اشكاليات اصعبها انه ليس بامكان كتلة ولا كتلتين معا تشكيل اغلبية برلمانية،واعقدها محاولات دولة القانون لتولي السيد نوري المالكي ولاية ثالثة وما ستمارسه من ضغوط على التحالف الذي تنتمي اليه والتوافقات التي ستقدمها لمن سيضمن لها الآغلبية البرلمانية،ومحاولات الكتل الاخرى المعارضة لتولي المالكي الشأن العراقي ثالثة،واجتهادات التحالف الوطني لتوحيد الصف الشيعي والآلية التي سيعتمدها في اختيار رئيس الوزراء،ومساومات الكتل الكبيرة في نوعية التحالفات ما اذا كانت مبدئية او مصلحية صرفة..وهي امور لا يمكن التكهن بها في غياب ثوابت التنبؤ(القيم والمباديء الوطنية)..فالعملية السياسية في العراق جرت فيها (التوافقات) عبر عشر سنوات مضنيات لمصالح شخصية وطائفية وحزبية ،الوطن والناس فيها..منسيان!.
9 ايار 2014



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!
- العراقيون والصراع واللاوعي الجمعي..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(112):نوبة الذعر


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء الشعور بالمواطنة