دولة العراق ماتت سريريا

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 16:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لقد نجح نوري المالكي في جر العراق الى صراع مذهبي بامتياز دون أن يستشعر نتائجها وقد تبعه الكثيرون من اللذين انطلقوا نتيجة لدوافع متعددة لا ارغب الخوض فيها، لأن هذه الدوافع واضحة ومعروفة للجميع فلا حاجة لتأكيدها، ولكني استغرب من استغلال القيادات السياسية لهذه الأحداث الكارثية للدعاية الشخصية او الحزبية ومنها:
• عندما رأيت ارتداء المسؤولين وخاصة وزير حقوق الإنسان ورجال الدين للملابس العسكرية، استشعرت بأن محاربة عصابات داعش الإرهابية تحولت الى فرصة للدعاية الشخصية للقيادات الحزبية، فلن تزيد الملابس العسكرية أية صفة قيادية لهم، وكان عليهم محاولة معالجة الأسباب بدل الانجرار وراء فخ نوري المالكي لإطالة بقائه في الحكم، فكان من الاجدى رفع راية السلام لمنع هدر دماء العراقيين بدل القيام بحركات تمثيلية هذلية وبإخراج سيئ، أن القائد الكاريزمي يستنهض همم الرجال حتى بسكوته لا بملابسه العسكرية.
• عندما يخصص رئيس مجلس الوزراء الفاشل وادعى التغابي والجهل بما يدور في حكومته مبلغ 625 الف دينار شهريا لكل متطوع الذين بلغوا اكثر من مليون متطوع، اي نصف مليار دولار شهريا و6 مليار دولار سنويا عدى التجهيزات وكلفة التنقلات بين المواقع حيث تمثل 5٪-;- من الدخل الوطني العراقي وهذا المبلغ كافي لبناء بنى تحتية في كثير من المحافظات العراقية المهملة من قبل سلطة منطقة الخضراء في بغداد، فهل يعتقد نوري المالكي بأن زيادة عدد قواته الى اكثر من مليونين فرد ستدعمه لشرعنة فشله وجهله في إدارة العراق.

لدي بعض الأسئلة سنحصل على أجوبتها بعد حين:
• هل فكر العقلاء من القوم عن نتائج زج الشباب في حرب مذهبية على المجتمع بعد أن يمارسوا قتل أخوتهم من الشعب العراقي بحجة محاربة عصابات داعش وكيف سيندمجون مرة أخرى في بيئات التي جاءوا منها؟
• هل يدرك العقلاء من القوم بأن نوري المالكي سيدخل التاريخ بإنهائه لدولة العراق بحدودها الحالية التي تشكلت قبل 93 سنة؟
• هل فكر العقلاء من القوم بأن تأسيس دولة شيعية او سنية في العراق لا يمكن أن تبقي على العراق كدولة واحدة بحدودها الحالية؟
• هل يدرك العقلاء من القوم بأن استمرار الصراع في العراق سيكون أسوء في نتائجها من الصراع في سوريا؟
• هل يظن نوري المالكي بأن في إشعاله الحرب ضد الأنبار وغطرسته في التعامل مع مطالب المتظاهرين والمعارضين لحكمه سيبقيه في الحكم؟

جيش العراق
لقد تسييس الجيش العراقي منذ 1968 وخاصة بعد ارتقاء ضباط البعثيين للمراتب العليا في الجيش دون مؤهل مهني او أكاديمي مما خلق خللا في هيكلية الجيش العراقي وتذمر القيادات العسكرية المحترفة والمؤهلة مهنيا وأكاديميا، فماذا أنجز الجيش العراقي منذ 1968:
• دعم حزب البعث في الحكم لفترة أربعة عقود.
• تدمير 4000 قرية في كوردستان.
• تنفيذ حملة الأنفال في كوردستان.
• ضرب حلبجة ومناطق متاخمة للحدود مع تركيا بالأسلحة الكيماوية ولكن منع تورغت اوزال الرئيس التركي السابق للبعثات الأممية المستقلة لفحص المواقع التي ضربت قرب الحدود التركية بالأسلحة الكيماوية نتيجة لصفقة بترولية ضخمة مجانية فلم توثق تلك الواقعة ، فتبجح طارق عزيز وزير الخارجية في وقتها متحديا الرأي العام العالمي ناكرا لعملية الإبادة بالكيماوي في القرى الحدودية مع تركيا بقوله: "أتحدى أن يجدوا عصفورا ميتا بالكيماوي".
• سحق الانتفاضة الشعبانية في عام 1991.
• تجنيد الشباب لفترات طويلة في الجيش, فحرموهم من التعليم او من الحياة الطبيعية, فمن الرجال من قضى نصف عمره مجندا في الجيش لدعم حروب صدام مع إيران وغزو الكويت.
• اما الجيش العراقي بعد 2003 فتكونت من مليشيات فيلق بدر التي حاربت الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية ففقدوا مبادئ المواطنة بحمل السلاح العدو ضد شعبهم، وتقلدوا الرتب العليا دون تأهيل أكاديمي في الجيش العراقي الجديد فكانوا اسودا على الشعب العراقي بسنته وشيعته وجرذان أمام عصابات داعش.

كلمة أخيرة:
• أن إطالة بقاء نوري المالكي في الحكم ولو لأيام معدودة تقربنا اكثر واكثر من تفكيك العراق كدولة ودفنها في صفحات التاريخ.
• أن نوري المالكي ليس السبب الوحيد فيما نحن فيه الآن وإنما كل القيادات الحزبية التي شاركت في الحكم والتي اكتفت بنصيبها من كعكة الحكم وامتيازاتها على حساب الشعب العراقي.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل