من قتل الدكتور محمد بديوي الشمري؟

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 15:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لم يقتل الضابط في الحرس الرئاسي الشهيد محمد بديوي الشمري بل عملية قتله كانت نتيجة الى ما آلت إليها الأوضاع من حكم الأحزاب والأقزام العراق, أن ثقافة القتل والإسقاط لكل من يخالف الآخر أصبحت شائعة في كل العراق للأسباب التالية:
• الحزبي المدعوم من حزبه يرتفع فوق القوانين والأعراف.
• الفاسد والفاشل في الإدارة ينجو من العقاب والإقالة بمكرمة من القائد او الحزب.
• الفصل العشائري اصبح شريعة مطبقة في كل انحاء العراق وأصبحت الألقاب العشائرية الصحيحة والكاذبة تسبق تعريف مؤهلات الشخص العلمية والثقافية والإدارية والاقتصادية والرياضية والفنية والحرفية وغيرها من المعرفة والفنون.
• العمالة الى القوى الخارجية الإقليمية والدولية أصبحت شهادات قوة وتزكية للسياسيين المتسلطين على الرقاب العراقيين بدل أن تكون صفات عار وخيانة للوطن.
• الفساد الإداري والعمولات أصبحت معطيات أساسية للمشاريع التجارية والصناعية والاستثمارية ومن عناصر تكلفة المشروع والمواد التجارية.
• فشل الحكومة ورئيسها في إدارة الدولة وتبني سياسة التأجيج الطائفي والقومي وحتى الحزبي حولت الحكومة الى سوق لتقاسم المغانم والمصالح بين الأحزاب والقوى التي تخشاها وسيًست القضاء واتجهت الى التفرد بالحكم والدولة.

ادون هنا بعض البنود من الأساسيات للحقوق الإنسان التي تُدرج بها الدول وفقا لهذه المعايير هي:
• الحق في الحياة (اي يعيش حرا لا يُستعبد او يُستعمر من قبل اية قوة غاصبة محلية او إقليمية او دولية).
• الحق في محاكمة عادلة (أي محاكم غير مسيًسة لصالح رئيس الحكومة).
• الحق في حرية التعبير (اي لا يحاسب على آراءه ويستبعد من الانتخابات او يقتل).
• الحق في حرية التنقل والعمل في اي مكان في دولته ( اي حق التنقل حتى داخل المنطقة الخضراء (المدينة المحرمة)).
• الحق في اختيار المعتقد (اي حرية اختيار الدين والمذهب والحزب فلا يقتل على هويته المذهبية او السياسية او بسبب آراءه في نقد الحكومة والأحزاب).

السؤال: هل يتمتع العراقي بأدنى حقوقه الإنسانية؟
الجواب: لا
ولو كان العراقي يتمتع بأدنى مقومات الإنسانية وخاصة حقه في الحياة والعمل والتنقل لما وجدنا لاجئا واحد يعيش خارج العراق ويتحمل كل أنواع المشاق ليصل الى ارض الأحرار متحملا كل أنواع المصاعب والأهوال والمخاطرة بالموت سالكين طرقا لم يطرقها بشر في عصر السيارات, فلو ندون تجارب العراقيين في رحلاتهم بحثا عن الحرية والكرامة لدونا مجلدات يعجز القارئ عن إدراكها او قبولها, لأن لكل لاجئ قصة تفوق التوقعات, فمنها رحلة مهندسان عراقيان من السودان الى ليبيا على ظهر الجمال عبر الصحراء الكبرى ليكتشفوا طريقا لم يطرقها قبلهما أحد, فمهدا لسفن الصحراء شاحنات لتسير بالمئات العراقيين وكأنهم شحنات أغنام لتعبر الصحراء الكبرى بدون معيار للإنسانية ومن لم يتحمل مصاعب الطريق يفقد حياته ويدفن في الصحراء. فلم تكن الدول تسمح للعراقيين الدخول اليها في بداية التسعينات بدون تأشيرات غير الأردن واليمن والسودان وليبيا.

فبأي منجزات سيقنعنا نوري المالكي وحزب الدعوة لنعيد انتخابه فهل ننتخبه وهو يردد شعار الجاهلية "الدم بالدم" وهو المسئول التنفيذي الأول المباشر في العراق أم لنظريته الاقتصادية ليرفع من مستوى الشعب العراقي الى مصاف الدول المتحضرة أم لرؤيته الاجتماعية ليجعل من الشعب العراقي شعبا سعيدا* في مقدمة الدول المنطقة بدل ترتيبه في مرتبة 105 لتأتي بعده موريتانيا وتسبقه الأمارات العربية المتحدة بـ 91 مرتبة (دولة) والتي استقلت في 1971 وتحولت من قبائل متصالحة الى دولة اتحادية مقارنة بالعراق كدولة بدستور وشريعة منذ أيام حمورابي قبل 3750 سنة.

أن المسئولين عن مقتل الدكتور الشهيد محمد بديوي الشمري هم:
1. بول بريمر الذي حل الجيش والقوات المسلحة العراقية وأسس نظام سياسي وجيش طائفي بعيد كل البعد عن تطلعات وأماني الشعب العراقي وجعل السلطة بيد مجموعة من أحزاب انتفاعية.
2. الحكومة العراقية وخاصة وزارة الدفاع والداخلية, بسبب عدم استتباب الأمن في العراق رغم الميزانية الضخمة والعدد الهائل من القوات المسلحة والمليشيات التابعة لها.
3. الأحزاب المشاركة في الحكم بسبب التنافر بينها وحصر أهدافها بالمصالح الحزبية بدل المصالح الوطنية.
4. عدم أعلان عجز الرئيس الجمهورية بعد مرور اكثر من عام من غيابه والاحتفاظ بقوات حمايته ليحرسه في بغداد وهو عاجز عن أداء وظيفته وغائب خارج العراق.

كلمة أخيرة:
أننا نعيش عصر الفوضى في اللادولة العراقية.

* أصدرت الأمم المتحدة تقريرا لقياس السعادة في العالم وفقا لترتيب الدول مستندين على المعطيات التالية:
1. معدل دخل الفرد.
2. الرعاية الاجتماعية.
3. الصحة ومتوسط العمر.
4. حرية اختيار نوع الحياة.
5. كرم الشعب.
6. الفساد

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل