النباش

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 01:04
المحور: الادب والفن
    

أحفر الأرض الثكلى
بأظافري الحافية
أشق دروبا في
الطبقات الثاوية
لعلي أعثر على عظامي
البالية
لعلي أستنشق أريجا
يدلني على رائحتي الميتة
على همساتي الباقية
أحفر الأرض
بأظافري الحافية
التي هدها العياء
وسكنتها الموت الباقية
النباش
يشقك أنت
ليشق نفسه
يتنفس ذاتك
ليتنفس نفسه
يزرع حياة
فتنبت على أرضك
وتكبر الشجرة
وتحمل اسمك
على صروح الأمل
متنفسة الماضي المنطمر
النباش
يعتريه حزن
يمتشق الحياة
لكنها حياتك
يطرد الموت
لكنها موتك
ويبحث عنك
لكن البحث خاب
ركب الضياع
تنفس السراب
اختلج الأحلام
النباش
مـات
تكلس كالأحجار
تحول دمه كالسخام
أسودا أسودا
في عين الدم كالمحار
كالسمك النتن الذي يعيش
في الصحراء
كالأودية المتلفعة برداء الجفاف
النباش
يشق القبور
ويحفر الأرض الثكلى
التي ابتلعت أحفادها
بلا رحمة
النباش
يهدم الصروح بلا روية
ينشد المستقبل
كأن الحياة ولدت تحت ظلال
التقية
مرتحل بين الذوات التي
عمها الخراب
وسقطت جدارا تلو الجدار
واستوت الأرض تلو الاستواء
وجاء النباش
يبحث عن الذات
بين الحطام
وتكلست بين رفوف الزمان
وعشش الذباب
وتغوطت الموت
كأن الحلم مات
وبكى الأمل
كأن الدم طاله الانحباس
والبلابل كفت عن التغريد والهيام
وعشش الغراب
وأطلق نعيقا
كأنه الموت المفلطح
على الأوكار
النباش
يشق الأرض باحثا
عن العظام المهترئة
عن عظامي المنكسرة
عن حلمي الميت
عن أملي المفقود
عن سغبي المبتور
عن رقصتي الميتة
عن حشرجتي المقموعة
عن طفولتي المبتورة
عن حبي الجائع
عن ضحكتي الحرة
عن عدمي الميت
النباش
أيها الحفار
عن أحلامي الغائبة
عن حياتي المطمورة
في عوادي الزمن المهدورة
عن طفولتي الممسوخة
التي اهترأت عظامها
بالهراوات الملعونة
.......
منك أنت أيها التعيس
منك أنت أيتها المريضة
أيتها المسعورة
كالكلب التائه
في البوادي المغمورة
النباش
أيها الخنزير التائه
في البراري الموؤودة
فلتشق الصخور
والقبور
والجحور
والحزن المبتور
بين الأتربة
المطمورة
.................
النباش

19يونيو 2014 - المحمدية

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل