مفهوم المقاومة الشعبية

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مفهوم المقاومة الشعبية
المقاومة الشعبية شكل من أشكال الدفاع عن النفس أجتماعيا أزاء خطر محدق ويهدد النظام العام والرغبة العامة للمجتمع , ومن حق كل مجتمع إنساني أن يواجه الخطر المحدق به كلما كانت الأسباب والمبررات تقود على الأعتقاد بأن هناك تحدي مصيري يواجهه المجتمع ,والمقاومة الشعبية ليست بديلا عن حق الدفاع المقدس عبر المؤسسات الطبيعية التي تتمثل في المؤسسة العسكرية والأمنية وهي بالحقيقة خيار أضافي يعزز من قوة المؤسستين ويزيد من دعمها , أما في حالة تفكك أو غياب هاتين المؤسستين يبقى خيار المقاومة الشعبية هو الأول والأولى والأجدر.
بعد سقوط الموصل بيد داعش والفصائل المتحالفة معها والتي ساندتها وفي ظل ظروف غاية في التعقيد أمنيا وسياسيا وتخاذل الكثير من قادة وضباط ومراتب الجيش العراقي المكلف بحماية الموصل والمحافظات المجاورة والتي يشكل 80% من تعدادها على الأقل من سكانها ,أصبح الواجب تهيئة رديف وقوة أمداد وتحصين وإمساك للأماكن التي سيتم تحريك بعض القطعات منها لتعزيز الوضع الدفاعي والبدء بصفحة التصدي والهجوم , نهضت الكثير من الفاعليات الشعبية من مؤسسة دينية وعشائرية وبقية القوى السياسية للدعوة لتشكل جزء أساسي ومهم من المقاومة الشعبية التي تؤازر وتساند الجيش والقوى الأمنية على تحقيق الهدف النهائي من القضاء على القوى الإرهابية والتنظيمات المسلحة .
ضرورة المقاومة الشعبية الآن في العراق تتجلى من خلال وقع الحدث النفسي أولا وتوفير مرونة حقيقية للقيادة العسكرية في تحريك القطعات من مكان إلى أخر دون الخشية من حدوث إرباكات أو اختراقات غير متوقعة والعامل الأهم هو ما تشكله من حشد سياسي وأجتماعي قد يعيد للتضامن الأجتماعي دوره في حماية الجبهة الداخلية ويحصن خطوط الدفاع ,إضافة إل تخيف النزاع السياسي والصراعات الحزبية التي أنهكت العراق طيلة العشر سنوات الماضية , هذا من جهة ومن جهة أخرى المقاومة الشعبية في المناطق الحمراء والتي هي في تماس مع المسلحين والعصابات الإرهابية توفر قاعدة معلومات مهمة وضرورية لتعزيز وتنسيق الرد العسكري وتساهم في تهيئة أرض المعركة بما أنها أدرى من غيرها بالواقع وبالأرض وتمنع على المسلحين فرصة التغلغل بين العناصر المدنية والتغطية على نشاطاتها .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل