أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق والمأزق السياسي الحالي














المزيد.....

العراق والمأزق السياسي الحالي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق والمأزق السياسي الحالي

في زحمة الأحداث ومجريات الأرض نرى أن المشهد العراقي على صفيح مشتعل لا يكاد يهدأ في منطقة حتى تشتعل النيران في منطقة أخرى في سلسة متصلة من الخروقات والانتهاكات الأمنية المستمرة التي تتضح معالم وأسباب الدوافع التي تدفعها يوما بعد يوم , ولا أستبعد كل ما يطرح من فرضيات ولا أستثني أي فكرة طالما أنها تحمل الصدق والكذب دونما دليل تعزيز أو دليل نفي ولكن من الواضح أن الخاسر الأكبر هو الشعب العراقي الذي يدفع وحده ثم السياسات الطفولية وعدم النضج الذي مهد للقوى الظلامية وأعداء الشعب العراقي أن يصولوا ويجولوا بدون متابعة ولا تعقيب وكأن الدولة مستباحة لهم .
الاتهام بالتقصير في أداء الواجب والتستر على الفشل يقابله أدعاء بالتستر على المجرمين وإيوائهم واحتضانهم ومن ثم تتراشق الكتل السياسية بالتهم والتهم المتبادلة دون أن يطرح أحد مشروعا وطنيا جامعا يحصن العراق أولا والمنطقة من خطر الإرهاب , الدوافع دوما التشكيك وعدم الجدية ومحاولة كسب الوقت لأجل الفوز بتشكيل الحكومة القادمة وكأن ذلك هو نهاية النهايات التي يقف عندها الشعب العراقي ويحقق كل ما يريد ,في حين أن الإرهاب يوظف كل هذه الخلافات بوسائل عديدة منها العسكرية ومنها النفسية وبث روح الشقاق والتفرقة والكسب الميداني وما من تخطيط ولا رؤية مقابلة تستهدف أسس وجوده وعوامل النمو والتمدد .
الحكومة التي هي المسئولة قانونيا ودستوريا عن تأمين السلامة الوطنية والدفاع عن مواطني الدولة تقف اليوم أشبه بالعاجزة من تحقيق ما يساوي الثمن الذي يدفعه الشعب يوميا من دمه ومن إنسانيته ومن ثروته , وغير قادرة على تغيير واقع التعاطي مع مسألة الإرهاب ولم تستفيد من تجربة السنوات العشر ولا تتمكن من فرض تكتيكات قتالية محددة تحول زمام الأمور من يد العصابات الإرهابية ليدها وذلك لجملة عوامل من أهمها أختراق المنظومة الأمنية الوطنية وتشتيت الجهد الأمني والأستخباراتي وعدم كفاءة ونزاهة الكثير من القادة والأمرين الذين هم يتعاملون مباشرة مع الفاعلية الإرهابية , وضعف التدريب والتجهيز المتناسب مع نوعية وكمية وكفائية حرب العصابات التي تخوضها داعش والقوى المسلحة الأخرى .
القوى المعارضة لحكومة المالكي والتي هي شريك في الائتلاف الحكومي تعمل كل ما بوسعها لسحب البساط من تحت أقدام السيد المالكي من خلال المناورة في الشعارات وتضخيم الأخطاء والتعريض بالجيش والقوات المسلحة ولا تمارس مسئوليتها القانونية والدستورية والوطنية بالتفريق بين الصراع على السلطة بين مكونات العملية السياسية وبين الصراع الوطني ضد أعداء العراق ولم تبذل جهد حقيقي لتقديم مشروع وطني جاد يحمل عناصر تجمع البعض من القوى المسلحة والتي خلافها الأساسي مع حكومة المالكي وفرز العناصر اللا وطنية والعناصر الإرهابية ومن ثم التعامل مع المسألة العراقية تعامل وجود مقابل تهديد وطني شامل .
الحليف الاستراتيجي الولايات المتحدة يثبت للعراقيين كل يوم أنه لم يعد مهتما بكل المشاكل التي سببها أحتلاله للعراق ولا تجرؤ أي قوة عراقية أن تحمل المسئولية القانونية للولايات المتحدة عن تنصلها عن الأتفاق الإطاري الذي ابرم مع الحكومة العراقية والذي ينص في بنوده على أن التعاون العسكري والمساندة والتجهيز والتسليح أحد أهم مسئوليات الولايات المتحدة بعد انسحابها من العراق وأن ذلك التزام قانوني متبادل , حتى أن ما قدمته للجيش العراقي من أسلحة ومعدات لا يرتقي إلى مستوى يمكن معه أن يخوض الجيش العراقي حربا حقيقة ضد الإرهاب كما لم يسمح للعراق بالتصرف بطريقة وطنية للحفاظ على سيادته واستقلاله من خلال استيراد الأسلحة والمعد-ات من جهات اخرى .
اللاعب المهم أيضا في الساحة العراقية حكومة إقليم كردستان تتصرف كأنها غير معنية بالأمر بقدر ما يعني تعزيز واقعها كحكومة خارج الوجود العراقي ولم تساهم وهي الشريك الأساسي في الحكومة المركزية بتحمل مسئولية محاربة الإرهاب وتعتبر أن الأمر من مسئولية الجيش الوطني بحدود خارج الإطار مستثنية البيشمركة من تحمل جزء مهم من مهام الحرب بالرغم من ان تسليحه ورواتبه من ضمن ميزانية الحكومة المركزية وهذا انتقاص من تحمل وطنية القضية , وتحاول حكومة كردستان ان تزج بالبيشمركة في المناطق المتنازع عليها لتثبيت وجودها فقط ليس إلا ولا يهمها موضوع المشاركة في التصدي للإرهاب .
إن هذه الخارطة السياسية والأمنية التي أفرزت معسكرات عديدة داخل الواقع العراقي لا يمكنها ان تتفق على قضية محددة دون أن تكون المساومات والابتزاز والتعاطي بروحية لا تمت للمسئولية الوطنية ولا الأخلاقية بصلة لتعطي نظرة سلبية تجاه ما يضمن وحدة وسلامة وأستقرار العراق كدولة , يساعد في ذلك عوامل خارجية كثيرة منها دعم الإرهاب من جهات دولية وإقليمية باتت معروفة , أو تحصين مواقع لحلفاء قوى أجنية لها أهداف وغابات داخل العراق وهذا ما لا يخفى على ولا ينكره أحد , وكذلك أفرازات الصراع السوري ونتائجه على المنطقة مضافا له الإهمال الدولي المتعمد اقضايا المنطقة والمشكلات المزمنة التي تزداد تعقيدا مع مرور الأيام .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والأعراب حقيقة الواقع ووهم التأريخ
- فصل البذرة والطين _ الفصل الأول من روايتي ماركس العراقي
- ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج1
- ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج2
- الفلسفة والإيمان بحدود الزمن
- القيم الأخلاقية والتغيرات الأجتماعية
- أحتاجك صمتا
- الدفاع عن الأسرة والمجتمع العراقي
- نوره وسائق القطار _ قصة قصيرة
- الأخلاق والدين نتاج العقل والتجربة
- في معنى تحديد الهوية
- انتصار الفلسفة
- العودة الى معنى الخلاص الحضاري
- مختارات في الحب
- العقل والفعل التاريخي في التغيير
- المسلمون والنظرية الفكرية (الميزان)
- سرياليات
- حماية الأسرة العراقية في زمن ضياع العراق.
- من يقتل العراق ؟.
- أهمية تجريد الفكر العربي من الإسلاموية شرط أساسي للتحرر


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق والمأزق السياسي الحالي