عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 23:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الفلسفة التي تؤمن بحدود الزمن وحدود التأريخ تنكر وحدة الحدث لأنها لا تفرق بين الحدوث والحدث بين الفعل والواقع,لا بد لنا أن نفرق الوجود المحدود بإحداثيات وحدود وبين الوجود الحر الذي هو الواقع أصلا,لأن عقل الإنسان هو الذي صنع الحدود وليس الواقع,مثلا كانت معلومات الإنسان قديما تختلف بالشكل والتكوين والحدود والمدى عنها اليوم مع بقاء الوجود كما هو ,العقل هو الذي صنع ذلك وصنع هذا وهو قادر أيضا على الانفلات من تلك الحدود ليكتشف حقيقة قصر نظره هو وأن الوجود هو النقيض للحقيقة التي طالما سلم بها بأنه ماهية وعرض.
اعود إلى نقطة الافتراق الرئيسية بين الفلسفة بكافة عصورها ومسمياتها وبين فلسفة ما بعد الفلسفة,هذا الفكر الخارق الذي لا يعتمد ولا يؤمن بالحدود اولا ولا يتوقع أصلا أن هناك حدود العالم الوجودي أصلا غير محدد .العالم الافتراضي أكبر , العقل الإنساني محبوس بعالم الوجود المحدد بقوانين سابقة , العلم اليوم يثبت بالدليل القاطع انه غير محدد ولا محدود وحتى وجود الوجود ما هو إلا صورة ذهنية تلتقطها عدسة العقل فبالتالي التحديد ليس في الوجود اصلا بل بعدسة العقل هي التي تجعل الاشياء بحدود قدرتها لا بحدود واقعها وبالتالي فأن العبور من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي بحاجة إلى تحرير العقل من عدسة الواقع وانفلاته من حاجز الممكن والمعقول عندها سيقف على حافة اللا حدود الوجودية ليرى الحقيقة شيء اخر غير التي يرسمها الواقع , لذا فالفلسفة البعدية تؤمن يقينا ان الواقع يناقض العقل وأن العقل يمكن أن بسبق الوجود للحاق بحركة الزمن التي تمت من أمد بعيد وبعيد جدا
وفقا لمنطق مسار الرؤية الحرة التي أمنها بها بعدم محدودية الوجود المادي وأتساعه اللا متناهي تبقى مساحة شاسعة بيت المفترض أصلا كواقع مجسد محسوس ومدرك وهو الواقع الذي يفهم حدوده العقل ويتقيد بها وبين قدرة النظر العقلي الممكن من خلال مفهوم الخلاص من الحدود ومنطق الممكن الواقعي لا الممكن العقلي المتجرد من واقع الواقع , والله تعالى يقول وما بلغتم من العلم إلا قليلا,هذا القليل بمعنى عدم الكمال أو التساوي مع الواقع الذي هو في الأصل كما هو والذي لا تدركه العقول ولا الألباب واقع الخلق كما هو محيط بنا ونحن تحت دائرة الفلك المحيط,لأن التساوي يعني العلم بالإحاطة وتجاوز فلكيتها ثم النظر لها من خارجها,أي أن الإحاطة تستوجب خروج العلم من دائرة المحيط (داخلا) إلى المحيط (خارجا) , هنا نقع في أشكال عقلي كيف يكون العقل داخل الواقع من جهة وفي خارجه أيضا وفي ذات الوقت , هذا اولا وثانيا الخروج يستلزم أن نشارك المحيط أي العاقل الذي أحاط بالواقع كما هو لا كما نحن ندركه نشاركه بالضرورة بكل شيء بعلمه أي الشراكة مع الله بالعلم والتساوي بالقدرة عليه وهذا ما لا يمكن ايضا عقلا لفارق الفرق بين الصانع والمصنوع لأننا أصلا جزء من علم الله .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟