أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - انشقاق القمر وكشط السماء















المزيد.....

انشقاق القمر وكشط السماء


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 13:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن الصعود إلى القمر يعتبر من أكبر المعجزات التي حققتها البشرية، وتصلح لأن تكون معجزة لنبي من الأنبياء، ومع ذلك قلما ينظر أحد إلى هذا الشيء كمعجزة تستحق الاهتمام!
وهذه علامة من علامات آخر الزمان، عندما يقول الله عز وجل: (اقتربت الساعة وانشق القمر) يقصد بانشقاق القمر: انشقاق مجاله الجوي بواسطة سفن الفضاء، حيث اخترقت مجاله فشقته، فيقال شققت الثمرة، إذا علمت ما بداخلها وبما تحتويه.. وهذا ما لم يحدث من قبل؛ لأن سفن الفضاء أول أثر من أثار البشر تهبط على سطح القمر..

لذلك يقول عز وجل في آية أخرى: (وإذا السماء كُشطت): وكشط الشيء معناه: رفع عنه شيئا كان قد غطاه. يقال كشط الغطاء عن الشيء، نزعه وكشفه عنه. وكشط الجمل: نزع جلده. (المعجم: الرائد)
وعلى هذا يكون المعنى أن السماء قد كُشف عنها غطاءها الذي كان يغلفها، وهذا تشبيه مجازي حيث تم تشبيه السماء كأنها هدية وصلتنا من صديق، أو كأنها جهاز جديد اشتريناه، فكان مغلفا بواسطة ماكينات المصنع فلم تمسه يد، حيث تم تغليفه بشكل آلي فلم يفتح إلا عندما اشتراه صاحبه ففتحه واستعمله؛ وبالتالي فقد أصبحت السماء مستباحة للجميع ومستعملة من الجميع، ولم يكن هذا الأمر قد تحقق من قبل، فالآن تحوم في السماء الطائرات، وتخترقها سفن الفضاء والأقمار الصناعية وغير ذلك من المخترعات التي صنعها الإنسان لتجوب السماء وتكتشف ما تحتويه من الكواكب والمجرات.. وبهذا فكأن السماء كشطت كما يكشط غلاف شيء ثمين، ثم تعبث فيه الأيادي الكثيرة.

باختصار نقول: إن الله عز وجل كثيرا ما يقسم بالقمر، فيقول على السبيل المثال: (كلا والقمر- والليل إذ أدبر- والصبح إذا أسفر- إنها لإحدى الكبر- نذيرا للبشر) (المدثر32-36)

لماذا أقسم الله بالقمر هنا؟ هذا يدل على أن القمر سيكون له شأن عظيم في المستقبل، فهنا أقسم الله بالقمر، ثم قال (والليل إذ أدبر) يعني تولى وذهب وكيف سيذهب الليل؟
سيكون ذلك من خلال اكتشاف الكهرباء لأنها ستنير ظلمة الليل وتبددها فيصبح الناس كأنهم بلا ليل، لأن اليوم أغلب نشاطات البشر تكون في الليل على عكس ما كان الحال عليه قبل اكتشاف الكهرباء، فقد كان دخول الليل إيذانا بهجوع الناس ورجوعهم إلى بيوتهم انتظارا لانبلاج الصبح كي يزالوا أعمالهم، فقال الله عز وجل عندما يذهب الليل من خلال اكتشاف الكهرباء فهذا سيكون نذيرا من النذر الأولى للبشر، وهو نذيرا ليوم القيامة.
ويقول عز وجل في آية أخرى (والليل إذا عسعس) قال المفسرون معنى عسعس الليل إذا كان غير مستحكم الظلام، وقال آخرون معنى عسعس: أدبر وذهب.

إذن نعود إلى آية انشقاق القمر فنقول إن التفسير المروي عن ابن عباس أنه اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا: إن كنت صادقا فاشقق لنا القمر فرقتين، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن فعلت تؤمنون" قالوا : نعم ؟ فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما قالوا؛ فانشق القمر فرقتين..
أقول هذا التفسير ليس خطأ، إنما صحيح في وقته، فإذا مر وقته ونسي الناس هذه المعجزة أصبح للآية تفسير آخر مختلف، يتناسب مع العصر، ومع تقدم العلم ومع المكتشفات العصر الحديث، لأن القرآن يواكب العصر، ويستوعب الزمن وليس العكس، فالقرآن الكريم مثل الكون لا تنقضي عجائبه ولا تقف اكتشافاته إلى يوم القيامة، فالكون هو كتاب الله المنظور والقرآن هو كتاب الله المسطور، وستبقى الاكتشافات في هذا القرآن إلى يوم الدين، لأنه كلام إلهي جعله الله معجزة للبشر، فلا يمكن لمفسر من المفسرين أن يفسر القرآن ثم تغلق أبواب التفسير وينتهي الأمر، إنما ستبقى التفاسير متجددة مع تجدد القضايا في كل زمان ومكان.

فحقائق القرآن يتجلى منها في كل عصر للعارفين ما لم يتجل لسواهم، لأنه الكتاب الذي لا تنتهي هدايته ولا تنفد معارفه

والدين الحق هو الذي دوما يسبق عقل الإنسان، وليس عقل الإنسان هو الذي يسبقه، لأن الإنسان إذا سبق دينه ودعه وأعرض عنه، وحقائق القرآن ومعارفه سبقت عقول الناس الذين نزل فيهم عهودا طوالا، ويسبقهم اليوم أطول مما سبقهم في الماضي..
ولا ضير على الدين أن يثبت ويستقر، بل على الدين الصالح أن يثبت ويستقر، وإنما الضير أن يفهمه زمن ولا يفهمه زمن، وأن يكون فيه حائل بينه وبين عقل الإنسان وضميره في زمن من الأزمان، وتنزه القرآن عن هذا الجمود والفهم المغلوط.

وتجدد معاني الآيات حسب العصر وتقدم الزمن، هو المقصود بالنسخ في القرآن الكريم، وليس معنى النسخ إبطال حكم نص قرأني بورود نص آخر يبطله، لأن من معاني النسخ: الإزالة والمحو، يقال: نسخت الشمس الظل: إذا أزالته، ونسخت الريح آثار الدار: إذا غيرتها"
ويقصد بهذا المعنى إزالة معنى قديم وحلول معنى جديد حسب العصر الذي يعيش فيه المسلم، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)(الرعد39) يعني يمحو الله ما يشاء من المعاني القديمة لبعض الآيات ويثبت معاني جديدة مناسبة حسب تقدم الزمن، فيجعل الناس تنسى المعاني القديمة وتأخذ بالمعاني الجديدة وتسلم بها تمام التسليم.

وهذا الفهم مأخوذ أيضا من معنى قوله تعالى: (أَوْ نُنسِهَا) من النسيان، وليس المقصود بالنسيان نسيانها من النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال المفسرون، إنما نسيان معناها القديم وتجاوزه بشكل تلقائي مع تقدم الزمن ومروره؛ لأنها لم تعد صالحة لذلك الزمن، فهذه الآيات وإن كانت موجهة للمسلمين الأوائل في وقت نزول الوحي، إلا أنها تتعامل مع قضايا أبدية ترتبط بأيامنا الحالية..
إن القرآن بمثابة كائن حي يكيف نفسه مع ترقي الإنسان في كل زمان ومكان، تماما مثلما تكيف الخلية البشرية الحية نفسها مع الجسم الإنساني في كل الظروف والأحوال..
وهذا معنى صلاح القران لكل زمان ومكان، فالتفسير التقليدي لبعض الآيات كان صالحا للزمن الذي نزلت فيه الآية، ومع تقدم الزمن جدت أمور أخرى اقتضت تفسير آخر مناسب، وهذا أصل من أصول القرآن العظيم، أن الله يزيل معنى من المعاني ويأتي بمعنى جديد، حسب تقدم الزمن ومستجدات الأحداث وهو معنى قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب) يعني يمح معنى من المعاني القديمة ويثبت معنى آخر مناسب للعصر.
ويمكننا تشبيه القرآن بالنهر الجاري المملوء دائما بالماء، لا يمكن أن نجد به نفس الماء الذي كان يجري منذ لحظة، لأنه لا يستقر، فالنهر دائما يغير نفسه بنفسه، ومع ذلك فهو نفس النهر الذي وجد منذ زمن طويل، لكن الماء لا يبقى بل يتغير.
ويصبح القارئ للنص القرآني يتلقاه وهو مزود بالأعراف والتقاليد الثقافية التي اكتسبها؛ فيتقابل أفقان لفهم النص القرآني: أفق النص، وأفق القارئ الذي يريد فتحه على المستقبل؛ فينصهر هذان الأفقان فيولدا قراءة النص وتملكه وفهمه!

أما أن نرى النص القرآني (نصا مغلقا) استنفذ طاقته كما تستنفذ الشيخوخة كيان الإنسان وطاقته وحيويته؛ فهذا تعطيل لكتاب الله أن يكون صالحا لكل زمان ومكان..
فالله عز وجل وصف القرآن بأنه (روح) في قوله {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا}. وهذا الوصف يفيد كما أن الروح هي الأساس الذي يقوم عليه كيان الإنسان وحياته، كذلك القرآن هو (روح) الكون. والروح لابد لها أن تتكيف مع الإنسان في كل مراحل حياته، فنجد روح الشخص في الطفولة تختلف عن روحه في المراهقة، و الشباب والرجولة!

ويجب على المسلم أن يستشعر عندما يقرأ القرآن الكريم أنه يقرأ نصا إلهيا مقدسا، وليس نصا بشريا كتبه إنسان محدود الأفق والتفكير ومعرّض للخطأ والصواب والزلل..



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجوى الفيسبوكية
- إعجاز كتابة حروف القرآن (4)
- إعجاز كتابة حروف القرآن (3)
- إعجاز كتابة حروف القرآن (2)
- إعجاز كتابة حروف القرآن (1)
- سويداء القلب
- ما ودعك ربك وما قلى
- عورة المرأة
- الفارقليط وختم الأنبياء
- تأثر القرآن بثقافة العصر الذي نزل فيه (*)
- اللغة الفارسية والمحاكاة
- معنى الكتابة في القرآن
- بين الصداقة والحب
- الشجرة الملعونة
- أينقص الدين وأنا حي؟
- لماذا أحبك (نقد قصيدة)
- كيف حملت العذراء بالسيد المسيح
- قافلة الرقيق
- في شغل فاكهون
- في البدء كان الكلمة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - انشقاق القمر وكشط السماء