أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - إعجاز كتابة حروف القرآن (3)















المزيد.....

إعجاز كتابة حروف القرآن (3)


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 17:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ثانيا: الحذف والزيادة:
(1): الألف:
(أ)- حذف الألف:
صاحب
إذا وردت كلمة صاحب بدون ألف في الوسط؛ فهذا معناه أن الشخص بينه وبين صاحبه صداقة حقيقية وتقارب وتلاصق، لدرجة أن الألف أزيلت لتدل أن هذا الصاحب ليس بينه وبين صاحبه أي حواجز أو سدود أو عوائق..
يقول سبحانه ( وكان له ثمر فقال لصحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا واعز نفرا.. قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ..)... جاءت كلمة "صاحبه" في الآية الأولى بدون ألف، لتبين صورة صاحبين متلاصقين ومتقاربين لا حواجز بينهما ولا سدود؛ فلما كفر صاحبه بالساعة وحدث بينهما الافتراق، ووضعت بينهم الحواجز تغير ًرسم الكلمة إلى"صاحبه" بألف وسطية لتوحي بنوع من الانفصال الإيماني بينهم ..
ولو تدبرنا كل كلمة "صاحب "في القرآن الكريم كله لوجدناها تسير على هذا القاعدة؛ يعني في حالات وجود الألف الوسطية نجد أن هناك نوعاً من الانفصال فمثلاً حينما يتكلم القرآن الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه الكافرين يقول( ما ضل صاحبكم وما غوى)- (ما بصاحبكم من جنة)- (وما صاحبكم بمجنون)..
لكن حين يذكر القرآن الكريم أبا بكر رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتى كلمة "صحبه" بدون ألف لتبين الصحبة الحقيقية والالتصاق الإيماني( إذ يقول لصحبه لا تحزن إن الله معنا )

كذلك تأتى كلمة "صحبة" بمعنى (الزوجة) بدون ألف وسطية؛ لتبين رابطة الزوجية بين الزوج وزوجته، كما يقول تعالى:
(يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَحِبَتِهِ وَأَخِيهِ) المعارج12
( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) عبس{36}

وحين يتكلم القرآن الكريم عن الأبوين الكافرين فإنه يقول: "وصاحبهما في الدنيا معروفا " حيث جاءت صاحبهما بألف وسطية لوجود حاجز الكفر بينهم.. أما حين يتكلم عن موسى مع العبد الصالح فانه يقول له " إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصحبنى " بحذف الألف لوجود الالتصاق الإيماني بينهما..

ومثل هذا الالتصاق الذي يُرمز إليه بحذف حرف الألف، نجده في كلمة (لامستم) حيث كتبت بدون ألف؛ للدلالة على الالتصاق الذي يزيل الفوارق بين شخصين؛ فيلتصق كل منهما بالآخر..
{وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً}النساء43
{وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ}المائدة6

(ب) زيادة الألف
بسم – باسم
وردت كلمة (بسم) بدون ألف وسطى، ثلاث مرات في القرآن؛ بالإضافة إلى فواتح السور:
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [الفاتحة: 1].
{ بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا } [هود: 41].
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [النمل: 30].

كما وردت كلمة (باسم) بألف وسطى، أربع مرات في القرآن:
{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [الواقعة:74].
{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [الواقعة:96].
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق:1].
{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [الحاقة:52].

نجد هنا عدم حذف الألف من كلمة (باسم ربك) ليرمز وجود الألف إلى أن اسم (ربك) ليس خالصا لله وحده، إنما يدخل فيه الإله وغير الإله، يعني كل سيد يكون تحت يده عبدا يطلق على هذا السيد رب هذا العبد،.. كما يطلق الرب على الأب فيقال: رب الأسرة، ويطلق على السيد الذي يكون تحت يده عبد، كما جاءت إليه الإشارة في سورة يوسف (قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) وقوله تعالى: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}..
وكما جاء في قصة هدم الكعبة من قبل جيش أبرهة، عندما قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإن للبيت رباً يحميه..
أما عندما يُذكر (الله) فيقول (بسم الله) يعني بحذف الألف لترمز إلى أن هذا الاسم خالصا لله لا يشاركه فيه احد من المخلوقات، ولترمز أيضا إلى أن الله قريب من عباده.. لأن لفظ الجلالة (الله) هو العلم على الذات الإلهية الذي لا يشاركه فيه أحد..

سموات – سموت
وردت كلمة (سموت) بهذا الرسم بدون ألف صريحة 190 مرة في القرآن الكريم كله... ووردت مرة واحدة فقط بألف صريحة بعد حرف (و) بالرسم القرآني (سموات) وذلك في سورة فصلت: { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} ما السبب؟
لأنه هنا يشير إلى قضية كبرى هي قضية خلق السماوات والأرض وترتيب هذا الخلق ومدته وتقدير الأقوات في الأرض.. لذا فإن الأمر يحتاج إلى تدبر وتفكر، فجاءت كلمة (سموات) هنا متميزة عن باقي الكلمات في القرآن كله لتلفت النظر إلى هذه القضية..

الميعاد – الميعـد
وردت كلمة (الميعاد) بألف في وسط الكلمة 5 مرات في القرآن الكريم... وكلها تتكلم عن الميعاد الذي وعده الله.. لذلك جاء هذا الميعاد واضحاً وصريحاً ولا ريب فيه..
قال تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [آل عمران: 9].
{ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [آل عمران: 194].
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [الرعد: 31].
{ { قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ } [سبأ: 30].
{ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ } [الزمر: 20].
ووردت مرة واحدة فقط بدون ألف (الميعـد) حين نسب هذا الميعاد إلى البشر حيث يقول تعالى: { وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَـدِ } [الأنفال:42].

سعوا – سعو
وردت (سعوا) بألف مرة واحدة، ووردت (سعو) بدون ألف مرة واحدة أيضاً في القرآن الكريم كله، وتوحي كلمة (سعو) بدون ألف إلى أن هذا السعي في إنكار آيات الله متسرع جداً بدون تدبر ولا تفكر..
-{ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } [الحج51].
-{ وَالَّذِينَ سَعَوْ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} [سبأ5].
وهكذا نجد أن كلمة (سعو) حُذفت منها الألف لترمز إلى أن هذا السعي سيكون جزاؤه عاجلا في الدنيا قبل الآخرة. فنقص الألف من كلمة (سعوا) ترمز إلى سرعة مجيء هذا الرجز، وهذا يدل على انه يكون في الدنيا وليس في الآخرة، ولو تتبعنا كلمة الرجز في القرآن كله سنجدها تشير إلى عذاب في الدنيا كما يقول عز وجل:
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }البقرة59
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ }الأعراف134
{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ} (الأعراف135)
{إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (العنكبوت34)

وسئل – فسئل
وردت كلمة (أسال) في القرآن الكريم كله بدون حرف الألف في وسط الكلمة؛ مثل:
{ فَسْئلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} [يونس: 94].
{وَسْئلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا } [يوسف: 82].
{وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } [النساء: 32].
{ فَاسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ } [النحل: 43].
ويرمز حذف حرف الألف، من وسط الكلمة، إلى أن السؤال دائماً يأتي في عجلة وتسرع وتلهف؛ لأن الإنسان دوما يتعجل سرعة الإجابة، كما يقول المثل "صاحب الحاجة مجنون"، وكما يقول القرآن الكريم: {وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً}؛ لذلك جاءت كلمة (اسأل) بدون حرف الألف لترمز إلى سرعة السؤال والتلهف في انتظار الجواب.

(2): الياء:
(أ) حذف الياء:
تحذف الياء لغرضين هما: السرعة والخفاء، وهذا مثل قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ }هود105 وذلك ليرمز إلى سرعة مجيء وعد الله..
{وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء146 وحذفت الياء هنا لترمز إلى سرعة ثواب الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وتدل كذلك على خفاء هذا الثواب.
وقوله تعالى: {وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً}الكهف24
وحذفت الياء هنا لترمز إلى سرعة استجابة الله لطلب المؤمنين، وكذلك خفاء ما أعد الله للعباد من الثواب والحساب، فتم إخفاء الياء هنا لترمز إلى خفاء هذا الأمر!
وقوله تعالى: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} الكهف64 وحذفت الياء هنا لترمز إلى سرعة قول موسى عليه السلام، وتعجله لهذا الأمر الذي كاد ينفذ صبره وهو ينتظره..
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} (الفجر4) حذفت الياء لترمز إلى سرعة سريان الليل، وكذلك لأن ظلام الليل يخفي الأشياء عندما يسري على الكون.

(ب) زيادة الياء:
أما زيادة الياء فهي تدل على المبالغة في الشيء؛ إما مبالغة من جهة أن هذا الفعل حسن فعله، وإما مبالغة من جهة شدة الإنكار والتوبيخ لمن يفعل هذا الشيء، كما في قوله تعالي: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِين مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ؟!)آل عمران144
وقوله: (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآىء نَفْسِي)يونس15 فهنا زيدت الياء لترمز إلى المبالغة في الاستنكار!

وقد تكون زيادة الياء للدلالة على المبالغة في فعل الشيء لأنه حسن وجميل..، مثل قوله تعالى:
-{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَآىء ذِي الْقُرْبَى)النحل90
-وقوله: {وَمِنْ ءانَآىء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}طه130
وقد تكون زيادة الياء لترمز إلى المبالغة في القوة والشدة.. مثل قوله تعالى: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)الذاريات47

وأحيانا توضع الياء لتدل على المبالغة في وجود الحجاب والحاجز والسد الذي لا يمكن اختراقه أو إزالته بحال من الأحوال، مثل قوله تعالى:
-(وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَآىء حِجَابٍ)الشورى51
لكن إذا كان هذا الحجاب يمكن اختراقه وإزالته فإن الياء لا تزاد، مثل قوله تعالى:(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ) الأحزاب53

وقد تزاد الياء لترمز إلى شدة الوضوح والظهور بما لا يخفي على عين بصير، ومن أمثلة ذلك:
{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ، وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِي الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34

ومن الملاحظ أنه يتم حذف إحدى الياءين إذا كانت الثانية علامة للجمع، نحو قوله "النبيّن" و "الأمّيّن" و "ربّنيّن" و "الحواريّن" إلا موضعا واحدا تم رسم الياءين فيه في قوله تعالى:
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) وذلك للعناية بهذا المقام الذي يجب أن يتنافس فيه المتنافسون، وأنه سيكون مقاما عليا يراه وينظره الناس أجمعون من شدة الوضوح والغبطة لمن تبوأ هذا المقام العلي.

رَءَا- رأى:
وعلى نفس القاعدة السابقة في زيادة (الياء) في الفعل كي ترمز إلى المبالغة في هذا الفعل، وأنه ليس فعلا عاديا- ورد كذلك فعل الرؤية (رأى)؛ فقد ورد هذا الفعل في القرآن 13 مرة، كلها رسمت هكذا (رءا) ما عدا موضعين رسمت بهذه الصورة (رأى) يعني بزيادة الياء، ومن أمثلة المواضع التي رسمت فيها هكذا (رءا):
{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَءَا كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ} (الأنعام76)
{فَلَمَّا رَءَا أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ}هود70
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَءَا بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}يوسف24
{وَإِذَا رَءَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} النحل85
{ورَءَا الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً} الكهف53
{وَلَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22
أما الموضعان اللذان ورد فيهما رسم رأى بالياء:
- {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}النجم11
- {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}النجم18
وقد تمييز هذان الموضعان بزيادة الياء لترمز إلى أهمية الرؤية التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، وأنها رؤية تختلف عن الرؤى الباقية..

وكتابة الألف على شكل الياء تكرر في الكلمات التي فيها عناية خاصة أيضا مثل قوله تعالى:
{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} هود72
قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً}الفرقان28
قوله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر56)
قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (يوسف84)

وكذلك كتبت كلمة (لدى) مرة بالألف ومرة بالياء، فقد كتبت في سورة غافر بالياء في قوله تعالى:
{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}غافر18، وذلك لترمز إلى شدة المعاناة في يوم القيامة، وكأن القلوب وصلت إلى الحناجر واستقرت فيها ومكثت هناك.. أما في سورة يوسف فقد كتبت بالألف هكذا (لدا) حيث يقول تعالى:
{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا الْبَابِ..} (يوسف25)؛ لأن الباب ليس مقصودا بذاته ولم يستقر زوجها في الوقوف عنده، إنما تحول عنه سريعا، وقد ألمع الأمام الداني إلى ذلك بقوله: (وقال المفسرون معنى الذي في سورة يوسف "عند" وفي سورة غافر بمعنى "في" فلذلك فرّق بينهما في الكتابة) .

يتبع...



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعجاز كتابة حروف القرآن (2)
- إعجاز كتابة حروف القرآن (1)
- سويداء القلب
- ما ودعك ربك وما قلى
- عورة المرأة
- الفارقليط وختم الأنبياء
- تأثر القرآن بثقافة العصر الذي نزل فيه (*)
- اللغة الفارسية والمحاكاة
- معنى الكتابة في القرآن
- بين الصداقة والحب
- الشجرة الملعونة
- أينقص الدين وأنا حي؟
- لماذا أحبك (نقد قصيدة)
- كيف حملت العذراء بالسيد المسيح
- قافلة الرقيق
- في شغل فاكهون
- في البدء كان الكلمة
- التجسد
- حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
- الصلاة الربانية وسورة الفاتحة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - إعجاز كتابة حروف القرآن (3)