أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي الحسناوي - شاهد على جريمتين














المزيد.....

شاهد على جريمتين


مهدي الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




قدري إن أولد في زمن بائس يسمى ب(زمن الزيتوني) أوفي (زمن بيت الترباس) لم يكن بيت الترباس بيتي ,ولكن بمرور الزمن أصبح بيت الترباس بيتي ,لأنني تعلمت فيه بندقية عيار 7.62ملم,هذه خلاصة العمر,ولدت وانأ لم أفهم في حياتي إلا قرقعات الحروب وصدى الانتصارات المتوالية والتي ,أصبحنا فيما بعد منها أسياد العالم بالغربة واللجوء السياسي وكثرة المقابر الجماعية وكثرة من بترت أذانهم بسبب رفضهم دخول بيت الترباس ويلعقوا معنى حلاوة النصر كما ذاقها الآخرون,مايقودني إلى كتابة هذه الكلمات هو هذه الحادثة ,بالأمس وانأ استقل سيارة تاكسي لسائق ذاق حلاوة النصر في حروب (حارس البوابة الشرقية) فعندما سلمت عليه قال أنا لا افهم شيئا مما قلته أنت.. وهذه مشكلتي فقلت لماذا.. إنها حالة غريبة.. ,قال السائق أنا كنت جنديا ودخلت ثلاث حروب متتالية ولا أجيد إلا الرمي بالقاذفة(أر بي جي 7) ومن كثرة ما استخدمت هذا السلاح في انتصاراتنا المحسودين عليها قال أصبت بمرض غريب إلا وهو إنني لا أميز الكلام ولكن اسمعه ,..أنا أحس عندما تتكلم معي أنت ألان ,أحس بأصوات متعالية كأنها قرقعات الحروب ومتألم كثيرا في حياتي .حدقت فيه متأملا وقلت مالذي جناه هذا المسكين من قادسياتنا الثلاث سوى مرض غريب لاتستطيع مختبرات العالم المتطورة إن تكشف علاج لهذا العراقي البائس ,ولكن هذه نتيجة حتمية يجب أن نقر بها ونقف عندها إلا وهي إذا الحاكم جاهلا فهو يخلف الجهل والخراب والحروب .

بعد انتمائي في سنوات مبكرة في مرحلة الدراسة المتوسطة بداية الثمانيات ,انتمائي إلى (حزب الدعوة الإسلامي)عن طريق الشهيد البطل السيد نعيم علي إدريس,والذي القي القبض عليه في دولة الكويت منتصف الثمانينات عن طريق المخابرات العراقية وأعدم في مفترق طريق سوق بصرة,وقتها فكرت بترك العراق ولكن لم اترك العراق ,فكان الوطن حاضرا بين يدي دائما ,في كتاباتي وقلبي,وبدأت العمل مع صفوف المعارضة وكنت شاهدا عيان لجريمتين عالميتين ارتكبهما(قائدنا الضرورة)آنذاك أولى هذه الجريمتين هي جريمة قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية ,وكنت حاضرا مع صفوف المعارضة إثناء قصف طائرات (علي كيماوي )هذه المدينة و رأيت شعب يباد ورأيت خلاصة جرائم العالم ,كنت وقتها احمل بيدي اليمنى طفل فقئت عيناه واحمل واقتاد باليسرى رجل عجوز ,كانت بالنسبة لي حدث مرعب علما بأنني كنت في مقتبل العمر ,وكان الحادث بالنسبة لي قضية أخرى ,فأصبت وقتها بالسلاح الكيماوي وكانت نسبة الإصابة 38 بالمائة ,ومازلت أعاني من هذه المواد ,بعدها وفي مرحلة التسعينات مرحلة الموت البطئ بالنسبة لشعبنا المظلوم ,تم تجفيف اكبر بيئة طبيعية عرفها العالم والمستشرقون الأجانب ,تم تجفيف الاهوار ودخلت العراق سرا عن طريق إحدى الدول المجاورة ورأيت شعب يباد وحياة جميلة تحتضر وماتت الاهوار وانتهت الحياة فيها ,وماتت البيئة التي عاشها
(وليفرد ثسيجر)الرحالة البريطاني والذي كتب كتاب رائع عن بيئتنا الجنوبية ,وماتت معشوقة( ليدي دارور المستشرقة الألمانية وكنت الشاهد ,فبعد هاتين الجريمتين كان لدي طموح أن أوثق هكذا جرائم فباشرت في عام 2000 بتأليف كتاب عن الاهوار وانتهيت من تأليف الكتاب عام 2002 وفي عام 2003 سقط (الرئيس)وعدت إلى الوطن وكتاب الاهوار مخطوط معي ,فذهبت به بعد إحداث سقوط (الرئيس )عام 2004 إلى وزارة الثقافة لكي يطبع ولكي يقرأ العالم ويستذكر بأن (الرئيس القائد)ارتكب جريمة كبرى اسمها جريمة( قتل الاهوار),وقتل الاهوار ليس قتل البشر فقط
وإنما قتل النبات والحيوان والحياة وكان للكتاب صدى لأبأس به بعد طبعه .
أما جريمة قصف حلبجة فأنني مازلت متواصل بالكتابة عنها لأنني أريد أن أوثق مرحلة مهمة من تأريخنا العراقي,أوثق ليس الجرائم فحسب ,وإنما أوثق لحظة موت, كان الشعب يذبح وكان البعض يمدح والبعض الأخر يردح والاخريصدح ,واقصد شعراء .وردا حين وغجر ,ولكن كلمة غجر قليلة بالنسبة لهولاء ,لأن الغجري أحيانا عنده ثوابت وقيم ,ولكن هولاء عديمي الثوابت والقيم ,وربما رأى الكثير من ابنأء شعبنا إحدى جرائم فدائيي صدام وهم يقطعون الرقاب ومتلثمين بالملابس السوداء ,ورأى شعبنا كيف هتفوا بأهازيجهم حينما ذبحوا احد أبناء مدينتنا الناصرية ,وهذا الفلم عرض على شاشة قناة العراقية ,صدقوني وقتها قلت بعدما شاهدت هذا الفلم ,قلت إنها إحدى محاور (ثقافة العنف في العراق)والتي هي إحدى منجزات (القائد الضرورة ) يذكرني هذا الفلم بطقوس الهنود الحمر وتخلفهم والذي أصبح مادة إعلامية دسمة لا فلام شركات هوليود الأمريكية

كاتب وشاعر عراقي
[email protected]



#مهدي_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفط كردستان لايفرقنا ونضال الأمس يجمعنا
- وداعا ايها السومري
- دمعة حب فوق تراب هيروشيما العراق
- ليالي الشتاء مهدي الحسناوي
- تحية الى التونسي
- السيد مهدي الحكيم مشروع سياسي عراقي معارض،اغتيل في المنفى
- الصحف والمجلات الأدبية العراقية
- الحرب في شعر المنفى العراقي
- دعوة للمساهمة والكتابة
- غريب على الخليج
- عبد الوهاب البياتي
- المنفى والحنين في شعر المنفى العراقي
- أيوب يرحل مرتين
- ناطحات الخراب لعلي شبيب ورد , نصوص الحرب بلغة ساخرة
- شاهد عيان على جريمتين عالميتين.
- أبو حسن بهلول سوق الشيوخ (مات مجولا)/مهدي الحسناوي/
- من هو الصحفي
- رحلتي إلى نقابة الصحفيين(المقر العام)


المزيد.....




- خريطة جديدة تقترب من حل لغز بناء الأهرامات.. ماذا اكتشف العل ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 35386 شخصا
- دراسة: متوسط العمر المتوقع في العالم سيزيد بنحو 5 سنوات بحلو ...
- 5 قواعد لتخفيض خطر الوفاة بنسبة 39 بالمئة
- كيف تحفّز الجسم على استخدام الدهون المشبعة كمصدر للطاقة؟
- وزير داخلية سلوفاكيا يحذر: البلاد على شفا حرب أهلية
- إيران على عتبة النادي النووي
- إجلاء آلاف الأشخاص من منطقة خاركيف، ومخاوف من تطويق القوات ا ...
- قتيل سادس في كاليدونيا الجديدة نتيجة الاضطرابات المستمرة (في ...
- -معاريف-: الأمريكيون مقتنعون ببقاء حماس في اليوم التالي بعد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي الحسناوي - شاهد على جريمتين