أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الحمامة والغراب ...... صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين الشاعر الدرويش














المزيد.....

الحمامة والغراب ...... صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين الشاعر الدرويش


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


الحمامة والغراب
صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين الشاعر الدرويش

من القصائد النثرية التي تشكل بؤرة فكرية تمثل رؤية الشاعر أديب كمال الدين لوجود الإنسان في الأرض وعلاقة المأساة المزمنة به , نجد ذاك الترابك الديالكتيكي بين السلام والحرية والجمال من جهة وبين السواد والكراهية والفناء اللا متوقف حاضرا بقوة في بنائية القصد وبنائية اللفظ , الغراب الذي يمثل الشر المستديم حتى في لحظات الأنتقاء والتصفية سيكون حاضرا لأن وجود الإنسان عند كمال الدين وجود لمفهوم الصراع فهو يعتقد أن البقاء مرتبط بالصراع وأن أي نتيجة تؤل من غير وجود التناقض يعني الفناء , لذا فوجود الحمامة ضروري كوجود الغراب والعكس صحيح.
الشيء الملفت للنظر في قصائد الصديق أديب كمال الدين هي مسألة تقاسم المسئولية بين الخالق والمخلوق وبين الخير والشر وبين الإنسان ممثلا للوجود والشيطان ممثلا للعدم , هذه المسئولية لا يمكن نكرانها على الجميع وبدرجات فحينما يقول :.
وحدي – وقد كنتُ طفلاً صغيراً-
رأيتُ جناحَ الغراب،
أعني رأيتُ سوادَ الجناح،
فرميتُ الغرابَ بحجر.
هل أصبتُه؟
لا أدري.
هل أصبتُ منه مَقْتَلاً؟
لا أدري.
لماذا كنتُ وحدي الذي رأى.
فهو لا يبرئ نفسخ من المساهمة بهذا الصراع بل يتطوع ليقول وبكل شجاعة أنه هو المذنب الذي لا غفران لذنبه ولا إعفاء لمسئولية أثارة الشر من مكمنه , قد يكون الإنسان بجهالة قد مارس الخطيئة ولكن الشر لا يعرف للزمن أحكام فهو منتقم مستمر :.
وحدي – وقد كنتُ طفلاً صغيراً-
رأيتُ جناحَ الغراب،
لكن الملفت بالنظر أن الحمامة التي تمثل الخير والسلام تتطوع لمداراة الجرح هذا الجرح لا يمكن أن يكون متعافي إلا بالرماد , دلالة الرماد هنا مزدوجة مرة تشير لفكرة العنقاء ومرة تسير للحياة بعد الموت ,لكنه وحده أديب كمال الدين أستطاع أن يصوغ للدلالة مفهوم أكبر من هذا :.
فاقتربت الحمامةُ منّي
ووضعتْ على رأسي حفنةَ رماد:
حفنةً صغيرة،
مليئةً بالغموضِ والأسرار.
ليس الرماد كما قلنا إنها مع ضآلتها تبقى مليئة بالغموض والأسرار مليئة بالغيب باللا متوقع واللا مدرك واللا معقول لأن الحمامة هنا لن تستدعى بل كانت متطوعة تحمل أسرار الغد وليس أسرار الغيب , أديب كمال الدين درويش من زمن الأولياء الصالحين يستدعي مشكلة الوجود من بطن سفينة نوح ليعلن أن الإنسان شريك للشيطان في المأساة لأن الحمامة كانت متطوعة لكنها لا تكفي أن تأت في كل مرة ما لم يغط الإنسان جمجمته من منقار الغراب .
منذ ألف ألف عام:
الغرابُ ينقرُ جمجمتي
فينبثقُ الدمُ عنيفاً كشلال.
والحمامةُ تضعُ فوق جمجمتي،
دون جدوى،
هذا الإقرار بعدم الجدوى ملخص هزيمة الإنسان أمام الغراب ونوح منذهل من اللوحة التي أمامه لكنه فعل ما يمكن أن يكون أفضل شيء لنا عندما حمل الحمامة لكنه غير مسئول أن يضع لنا غطاء للجمجمة أو يطرد الغراب من السفينة لأن ذاك يعني نهاية الحكاية , فهل عرف كمال الدين من خلال هذه المقطوعة أن الأولى له أن لا يرمي الغراب بحجر أو أنه يسكن كما الباقين في قعر السفينة دون ان يطالع ببصيرته صوب الصواري ليرى ذلك السواد الخفي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات من الفكر الاجتماعي والأجتماعي الديني
- مكافحة الكراهية والتطرف
- (مشروع مقترح قانون)
- دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع
- مفهوم الخرافة في الفكر الفلسفي الأفتراضي
- من مهمات الفكر العربي
- فكرة الزعامة وأنحراف الزعيم
- تجرد من
- السيد مسطرة _ قصة قصيرة
- الحب المحرم
- نهاية الديكتاتورية الجديدة في العراق
- الديمقراطيون المدنيون ومهمات المرحلة القادمة.
- سأمضي بقافلتي الصغيرة
- الزعامة والزعيم في المجتمع العراقي
- ساعة الحقائق الزائفة
- الإبداع معنى ودلالة
- حكومة أزمة أم حكومة أدارة أزمة ؟.
- أنا يا أنت _قصيدة نثر
- الإمام علي في ذكرى مولده
- أشباحي ودروب الحارة


المزيد.....




- مسؤول تشادي يشيد بالعلاقات مع موسكو ويتحدث عن أهمية نشر الثق ...
- تسريح مذيع كوميدي شهير من عمله بسبب نكتة عن نتنياهو!
- هل أول أيام العيد حزين على المصريين؟.. توقعات ليلى عبداللطيف ...
- ملك الأردن يؤكد أهمية ترجمة مخرجات مؤتمر الاستجابة الإنسانية ...
- الحلقة 164 من مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة المؤسس عثم ...
- Salah Addin 28 عرض مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة ...
- أقوى أفلام كرتون مدبلجة .. تنزيل تردد قناة سبونج بوب نايل سا ...
- -القلب يعشق كل جميل-: أم كلثوم تغنّي فرحة الحج بلغة البسطاء ...
- ظهور خاص لبيلا حديد في كليب فنان عربي (فيديو)
- وفاة الملحن المصري الشاب أمير جادو


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الحمامة والغراب ...... صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين الشاعر الدرويش