أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المتعلمون المصريون و(الورم) العروبى















المزيد.....

المتعلمون المصريون و(الورم) العروبى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 22:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتعلمون المصريون و (الورم) العروبى
طلعت رضوان
ماذا يتوقع الإنسان عندما يقع كتاب فى يده بعنوان (الشخصية المصرية فى الموروث الشعبى) الصادر عن هيئة قصور الثقافة عام 2014وهو تجميع للدراسات التى تم تقديمها لمؤتمر عن (الشخصية المصرية) لمركز بحوث التراث والحضارة بجامعة قناة السويس – بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة الفترة من 5- 7 مايو2014؟ ونظرًا لأنّ العنوان مُـلفت للنظر، حرصتُ على قراءته. وعندما قرأتُ عناوين (الدراسات) أيقنتُ أننى وقعتُ فى (فخ) التضليل ، ثم قالت لى نفسى : لا تتعجّـل الحـُكم ، فعملتُ بنصيحتها وقرأتُ الكتاب كله رغم أنه مكوّن من 562 صفحة من القطع المتوسط ، لعلّ حكمى المُسبق بوقوعى فى (فخ) التضليل يكون خاطئـًا ولكن مع الانتقال من (دراسة) إلى (دراسة) كنتُ أنزلق إلى (عمق الفخ) فبينما عدد (الدراسات) 18دراسة لم يكن بينها إلاّ دراستان لصيقتان بالموضوع : الأولى دراسة د. أيمن تعيلب بعنوان (بلاغة الأمثال الشعبية بين مصر وغينيا) والثانية دراسة الأستاذة ابتهال العسلى بعنوان (المعارف المرتبطة بالمهارات الحرفية على المنتجات النحاسية) وكان مصدر استشعارى ب (الفخ) قبل قراءة الكتاب عندما قرأتُ على غلافه الأخير((لقد جمع هذا المؤتمر الشعبى العربى. إلخ إلخ)) فما علاقة هذا الكلام بعنوان المؤتمر (الشخصية المصرية فى الموروث الشعبى)؟
البحث الأول بعنوان (حلاق بغداد) وبالطبع كما يقول شعبنا المصرى فى أهازيجه ((الجواب بيبان من عنوانه)) فإنّ الموضوع لا علاقة له بالشخصية المصرية. وعندما تذكـّر(الباحث) أنه يكتب عن (الشخصية المصرية) حشر تلك الكلمات ((فإذا كانت البيئة العراقية أفرزتْ نموذج المُحتال فى فن المقامات فى الأدب الفصيح، فإنّ البيئة المصرية أفرزتْ نظائر له ومنها الحلاق الثرثار فى الأدب العامى)) وهكذا تصوّر أنه بسطريْن فى (بحث) مكوّن من 16 صفحة يكون قد أرضى (ضميره العلمى) والتزم بعنوان المؤتمر عن الشخصية المصرية.
البحث الثانى بعنوان (أتابك العسكر- عصر الأتراك الجراكسة) لا يزيد عن كونه دراسة تقليدية بها (تعريف) بالأتابك والمهام المُسندة إليهم وعلاقتهم برجال الدولة. ولكن يُحمد لكاتبة (البحث) أنها لم تفتعل و(تحشر) بضع كلمات عن (الشخصية المصرية) كما فعل غيرها.
البحث الثالث بعنوان (علماء ووطنيون : محمد كريم ، الشيخ عبد الله الشرقاوى وعمر مكرم) ثم عنوان جانبى (تفسير الشخصية المصرية) فأخذتُ ألهث وراء كلماته لأعثر على هذا (التفسير) فلم أجد كلمة واحدة ، وإنما وجدتُ كتابة تاريخية تقليدية عن الثلاثة المذكورين ، وهى كتابة موجودة فى كل الكتب التى أرّختْ لحياتهم ، دون تقييم علمى لمواقف من اختاروا محمد على لحكم مصر، وماذا كان سيحدث لو أنّ (المشايخ) هم الذين حكموا ، هل كانوا سيفعلون ما فعله محمد على (تحديث مصر) ؟ أم الاستمرار فى آليات العصور الوسطى المؤمنين بها ؟
البحث الرابع بعنوان (الحضارة فى التراث العربى القديم) وبالطبع فإنّ هذا العنوان يُغنى عن أى تعليق، للتأكيد على ابتعاده عن (الشخصية المصرية) التى هى محور المؤتمر.
البحث الخامس بعنوان (البطولة والتمرد فى الوجدان الشعبى المصرى : موال أدهم الشرقاوى نموذجًا) ورغم أننى أتحفظ على سيرة أدهم الشرقاوى بسبب أعمال القتل ، تعشـّمتُ أنْ أجد علاقة بين سيرته (الشعبية) والشخصية المصرية فلم أجد جديدًا ، وإنما وجدتُ كتابة تقليدية عن ((الوجدان الشعبى الذى تعاطف مع أدهم وأفعله)) ولكى (يملأ) الباحث بحثه بالكلام فإنه كتب فى المقدمة عن البطولة فى الأساطير المصرية والإغريقية وأضاف ((أما العرب فقد عرفوا البطولة من الواقع وحقائقه لا من الخيال وخوارقه)) أما فى (متن البحث) فقد نسى نفسه تمامًا وتكلم عن الهكسوس وعن الحملة الصليبية وعن الاحتلال العثمانى وعن الحملة الفرنسية وثورة القاهرة الأولى وثورة عرابى وثورة 1919. ثم تكلم عن سيرة عنترة ((ذلك العبد الأسود)) وسيرة (ذات الهمة) التى ((تـُمثل تمردًا إيجابيًا على وضع المرأة المتدنى فى المجتع العربى)) ثم تكلم عن سيرة الظاهر بيبرس وسيرة حمزة البهلوان ((التى استوعبتْ بطولة شطار العراق ضد النفوذ الفارسى)) وأنّ حمزة البهلوان وتابعه عمر العيار، فإنّ ((سيرتهما تؤرخ لجذور فكرة القومية العربية الإسلامية فى مواجهة القومية الفارسية المُـتغطرسة)) وهكذا يُسفر الباحث عن وجهه الأيديولوجى دون أى غطاء. ثم ينتقل إلى سيرة الزير سالم وحكاية كليب الذى رمى ناقة للبسوس بسهم فقتلها إلى آخر القصة دون كلمة نقد واحدة عن تلك الحرب التى استمرّتْ 40سنة وكان المطلب العبثى أنْ ((يعود كليب حيًا)) وأنّ (اليمامة) أصرّتْ على أنه ((لا تصالح)) وهو ما انزلق إليه الشاعر أمل دنقل فى قصيدته الشهيرة مُردّدًا تلك العبثية التى يأباها أى عقل حر. المهم أنّ (البحث) عن أدهم الشرقاوى الذى أخذ 41 صفحة لا علاقة له بالشخصية المصرية. كما أنّ (الباحث) نقل المثل الذى صاغه المتأثرون بالتراث العبرى، سواء كانوا من بنى إسرائيل أو من العرب أو من (المصريين) بالاسم فقط (قالو لفرعون إيش فرعنك إلخ) دون تحليل لمضونه المُعادى لجدودنا ملوك مصر العظام ، ودون تحليله فى ضوء علمىْ اللغويات والمصريات ، حيث أنّ كلمة (فرعون) تعبير عبرى نحته أتباع موسى بسبب حقدهم على الحضارة المصرية وقصدوا به (الطغيان) بينما هو- وفق الكتابة المصرية- (بر- عا) بمعنى (البيت الكبير) أى مقر الحكم ، مثل البيت الأبيض أو القصر الجمهورى إلخ.
البحث السادس بعنوان (الشخصية المصرية فى تاريخ الامبراطورية الرومانية) فتكلمتْ (الباحثة) عن موقع مصر الجغرافى ثم عن (الخلفية التاريخية) وتنقل حديثـًا عن (النبى) محمد قال فيه ((إنكم ستفتحون (= تغزون) أرضًا يُذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرًا)) فما علاقة ذلك بالشخصية المصرية ؟ وهل العرب الغزاة عملوا بتلك النصيحة ، أم نهبوا مصر وخرّبوها وفرضوا على شعبنا الاختيار بين أمر من أمور ثلاثة: الإسلام أو الجزية أو القتال ؟ وطبعًا فإنّ (الباحثة) لا شأن لها بهذا السؤال مثلها مثل كل (المـُتعلمين) المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة والبائسة. الشىء الايجابى الوحيد فى ذلك (البحث) ما كتبته (الباحثة) حيث ((حافظتْ الشخصية المصرية خلال حكم أسرة فلافيوس على لغتها ولم تتأثر بالحكم الرومانى)) وأنّ الامبراطور (تيوس) عمل على إعادة مكانة الآلهة المصرية خاصة الإلهة إيزيس. وأنّ الامبراطور (دوميتيان) كان راعيًا لديانة إيزيس وهو الذى أعطى الصفة الرسمية لديانة إيزيس فى روما ((كذلك ظهرتْ فى مصر بعض العملات تحمل أسماء للآلهة بأزياء يونانية وبألقابها المصرية)) ورغم أهمية هذه المعلومات ، يظل السؤال معلقــًا : ما علاقة ذلك بالشخصية المصرية ؟
البحث السابع بعنوان (رواية الملك كورش : هل حقــًا رواية؟) عن رواية للكاتبة زينب فواز. ورغم أهمية البحث فإنّ مكانه فى مؤتمر عن (الرواية) وليس عن الشخصية المصرية. كما أنّ الباحث ذكر أنّ ((كورش أول من صاغ قانونـًا لحقوق الإنسان)) مُـتجاهلا دور جدودنا المصريين القدماء فى هذا المجال ، مثل النص الذى قال فيه أحمس (طارد الهكسوس) لابنه ((لن يُباع أو يُشترى الإنسان كالحيوانات كما كان الهمج الهكسوس يفعلون)) وكان تعليق أ. سامى حرك الذى نقل هذا النص أنه ((الإعلان العالمى الأول لإلغاء العبودية)) فى كتابه (الكنانة وكيف بدأتْ الحضارة) دار ومكتبة الحرية- عام 2014- ص 50)
البحث الثامن بعنوان (الشخصية المصرية بعيون عثمانية) وهو مجرد سرد عن مؤلفات مصطفى عالى غاليبولى الذى كان يتعسّـف فى تأويل بعض الآيات القرآنية مثل قوله ((بات واضحًا من خلال آيات القرآن الكريم أنّ مصر ذات صفات سوداء وصفات قبيحة. وهذا ثابت بالآية (اهبطوا مصر) وهذا تأكيد ودلالة على الهبوط ويعنى النزول إلى درجة أقل ودرجة أدنى ويتضح أيضًا فى قوله تعالى (سأوريكم دار الفاسقين) (الأعراف/ 145) وأنّ الرسول محمد قال ((إنّ مصر ستـُفتح (= الغزو) فانتخبوا خيرها ولا تتخذوها دارًا)) وحديث أنّ إبليس دخل مصر فباض فيها وفرخ ، وكان تعليق المؤلف العثمانى ((يتضح أنّ مصر بؤرة فسق وفجور ويظهر ذلك فى أهلها وشعبها ويظهر من الأحاديث النبوية)) وكل ذلك دون كلمة نقد واحدة أو تحليل لتلك التـُهم عن مصر فى بحث عن الشخصية المصرية من الباحث أو الباحثة (د. نهاد) حيث أنه اسم مشترك والمفترض أنه (مصرى) أو أنها (مصرية)
البحث التاسع بعنوان (مهرجانات الإسماعيلية : تراث وحضارة) ليس فيه كلمة واحدة عن الشخصية المصرية وإنما فيه ((الثقافة المصرية جزء من الثقافة العربية ، تراثــًا وحضارة ومستقبلا)) هكذا مرة واحدة فى رفع سقف (الباحثة) العروبى ، وفى ترديد ومُزايدة لما تقوله الثقافة المصرية السائدة والبائسة منذ كارثة أبيب / يوليو1952.
البحث العاشر بعنوان (الجماعة الشعبية ومفهوم الشرف) ذكر فيه (الباحث) بعض الأمثال الشعبية عن تفضيل الولد على البنت ، دون تحليل أنّ هذه الأمثال كانت من تأثير التراث العربى لأنّ تراثنا المصرى ، منذ مصر القديمة ، لم يعرف هذا التفضيل ولا هذه التفرقة ، لدرجة أنّ الأنثى كانت ترث مثل أخيها الذكر. وبالتالى فإنّ حكاية (المنديل) الذى يحرص أهل العروسة على رؤيته وعليه دم بكارتها هى من أثر التراث العربى الذى احتقر المرأة.
البحث الحادى عشر بعنوان (الذات المصرية فى شعر البادية فى مطروح) تكلم فيه (الباحث) عن فيلم (الحدود) الذى كتب قصته المبدع الكبير محمد الماغوط وجسّده المبدع الجميل دريد لحام عن أكذوبة (القومية العربية) و(الوحدة العربية) وكل هذا جميل ، ولكن ما علاقته بالشخصية المصرية؟ أو حتى بالعنوان الذى اختاره (الباحث) ؟ فلا توجد كلمة واحدة ترد على هذا السؤال.
البحث الثانى عشر بعنوان (الشخصية المصرية فى العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية : شخصية بدو سيناء نموذجًا) فيه كلام عن ((العرف والقانون العربى القديم)) ونقل حديث محمد عن أنّ الله اصطفى قريشًا إلى آخر الحديث الذى ينتهى بهاشم ثم محمد نفسه. وأنّ المجتمع العربى ينقسم إلى (أفخاذ) و(بطون) و(قبائل) ودلل على ذلك بما ورد فى القرآن ((وجعلناكم شعوبًا وقبائل)) ولكنه لم يُحلل المعنى الوارد فى الآية عن غياب فكرة (الدولة) State وتكلم عن الرجل البدوى الذى (يسترحم) خصمه ليعفو عنه وذلك أمام زوجته وأولاده . ويعتبر (الباحث) أنّ ((القوانين العربية القديمة أقدم من تشريعات اليهود)) فى حين أنّ العكس هو الصحيح وأنّ العرب هم الذين أخذوا كل تشريعاتهم من اليهود مثل قاعدة (العين بالعين) الواردة فى التوراة ثم وردتْ فى القرآن ومع ملاحظة أنّ اليهود والعرب نقلوها عن قانون حمورابى . ولكنه ذكر معلومة مهمة أنّ البدو (فى القرن الحادى والعشرين) ما زالوا يُطبّقون ((قاعدة شرعية إسلامية : العين بالعين إلخ)) دون أى تعليق من سيادته على هذا الفعل اللا إنسانى . وذكر معلومة مهمة أخرى : أنه رغم حالة التوحش تلك ، فإنّ البدو يُحرّمون ((عمل الفحم من الشجر، لأهمية وجود النباتات فى الصحراء)) أى أنّ (البيئة) هى التى فرضتْ عليهم (سَنْ) هذا العرف الذى ارتقى لدرجة التشريع (تحريم قطع الأشجار) ورغم هذه المعلومات يبقى السؤال معلقــًا : ما علاقة هذا كله بالشخصية المصرية؟
والبحث الثالث عشر بعنوان (الإدفوى وكتابه الإمتاع بأحكام السماع) مجرد عرض لحياة الإدفوى ابن مدينة إدفو بجنوب مصر وكتابه وعدد الصفحات إلخ ولكن ليس فيه كلمة واحدة عن موضوع المؤتمر الذى نسيه (الباحث) وهو الشخصية المصرية.
البحث الرابع عشر بعنوان (المعتقدات الدينية لدى المصريين القدماء بين الموروث البشرى والوحى الإلهى) وبعد أنْ تفاءلتُ بهذا العنوان ، صدمنى (المتن) خاصة وقد بدأ فى (المقدمة) بداية تشى بأصوليته حيث كتب ((الحمد لله نحمده ونشكره ولا نكفره ونـُعادى من يكفره)) فإذا كان من حقه التعبير عن الشكر وعن إيمانه بعدم (الكفر) فهل من حقه أنْ يُعلنها صريحة أنه ((يُعادى من يكفره)) ؟ وبعد أنْ كتب أنّ المصريين القدماء ((كانوا أكثر الشعوب تدينـًا)) مسح كلامه وتناقض مع نفسه فكتب ((وإنْ كنا لا نـُسلــّم بهذا الرأى)) ثم ينتقل من التناقض إلى الكلام الإنشائى المُـعادى للغة العلم فكتب ((والإنسان لا يستطيع أنْ يعيش بدون دين)) وهذه كتابه مع (المطلق) ضد (النسبى) خاصة وهو يكتب فى القرن الحادى والعشرين حيث تزايدتْ أعداد من لا يؤمنون بأى دين خاصة بين شعوب أوروبا. فكيف يعيشون (بدون دين) بل ويتقدّمون؟ ورغم ذلك لم ينتبه لتناقضه عندما كتب ((لعلّ ما يُميز العقيدة المصرية هو اعتقاد المصريين القدماء باليوم الآخر)) أليس هذا الاعتقاد هو ما نقله العبريون فى الديانه العبرية ؟ وكتب كذلك أنّ ((كتاب الموتى دراسة فى الفكر الأخلاقى)) ورغم ذلك كتب بلغة الأصوليين الإسلاميين ((وهكذا انحرف المصريون وانحدروا بعقيدتهم من عبادة الإله الواحد إلى عبادة ما سواه من حيوان أو إنسان)) ويبدو تناقضه لأنه كتب فى الفقرة التالية مباشرة ((فى مصر تفجّرتْ ثورتان : زراعية وصناعية قبل غيرها بقرون طويلة)) إذن الإيمان بدين معيّن لا علاقة له بالتقدم البشرى فى مجال الزراعة والصناعة. وينسى أنه يتكلم عن (الشخصية المصرية) فينقل بعض الآيات القرآنية كاملة عن الذين كفرا وقالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم ، وأنّ الله ثالث ثلاثة. وبغض النظر عن الرسالة التى يُريد توصيلها للقارىء ، يُطل السؤال المعلق : ما علاقة ذلك بالشخصية المصرية؟
000
وما فعلته هيئة قصور الثقافة عام 2014 لم يكن المرة الأولى ، وإنما هذا دأبها فى (مؤتمرات أدباء الأقاليم) حيث يكون عنوان المؤتمر شيئـًا و(الأبحاث) المُـقدّمة لا علاقة لها بالعنوان ، وهو ما تكرّر كثيرًا ، فعلى سبيل المثال فى المؤتمر الذى تم فى الفيوم الفترة من 30 نوفمبر إلى 2ديسمبر2013 كان العنوان الرئيسى (صحيحة لغويًا وليس الرئيس) للمؤتمر (الثقافة المصرية والمستقبل) وعندما وقع الكتاب الذى فيه تجميع للأبحاث فى يدى ، وجدتُ أغلب (الباحثين) يتكلمون خارج الموضوع ولديهم مرض (حشر) أى كلام عن (العروبة والإسلام) فى (أبحاث) تتناول (الثقافة المصرية) وفى محور بعنوان (الهوية المصرية بين محاولة النسج ومحاربة النسخ) فإنّ مقـدّم (البحث) كتب فى المقدمة أنّ الهدف ((من كتابة محور الهوية المصرية ودورها فى الحراك الثقافى هو بيان أهمية الهوية من خلال الوسطية الإسلامية واللغة العربية وتجلياتها فى الأدب العربى لا سيما الشعر والرواية)) فما علاقة ذلك ب (الهوية المصرية) ؟ ثم ذكر بعض العناوين لكتب ودراسات كل منها فى سطر أو سطريْن ، فكانت كتابة أشبه بالأرشيف ولا علاقة لها حتى بأبجديات كتابة الأبحاث ، فهو مثلا ذكر فى سطر ونصف دراسة للدكتورة آمنة نصير عن (مكانة الحوار بين الإنسان وأخيه الإنسان) فما قيمة هذا السطر ونصف للقارىء ، خاصة وأنّ الباحث لم يذكر كلمة واحدة عن الدكتورة آمنة بصفتها من الأصوليين الإسلاميين المُـعادين للحضارة المصرية التى يرونها (وثنية) وفى سطر ونصف كتب عن بحث لدكتور آخر بعنوان (لغة الحوار بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية) وهكذا فى كل صفحات (البحث) المكوّن من عشرين صفحة من القطع المتوسط ، وإذا كان قد نسى (أو تجاهل) أنه يكتب عن (الهوية المصرية) فلم ينس أنْ يكتب عن ((تجربة المفكر (الإسلامى) الجزائرى مالك بن نبى الذى حاول أنْ يضع شروطــًا لنهضة الأمة الإسلامية فى العصر الحديث)) أى أنّ (الباحث) ابن أصيل للثقافة المصرية السائدة والبائسة التى سيطرتْ على المتعلمين المصريين بعد كابوس أبيب / يوليو1952، فسيادته مشغول بوهم اسمه (الأمة الإسلامية) وكأنه لم يعرف أنّ الإسلام (دين) وليس (وطن) وبغض النظر عن جهله بتلك الحقيقة فما علاقة ما كتبه مالك بن نبى عن (نهضة الأمة الإسلامية) بمحور(الهوية المصرية) ؟
000
إننى أسأل السادة المسئولين عن المؤتمرات (الثقافية) بهيئة قصور الثقافة : كيف يحدث هذا الخطأ المنهجى فى تقديم الأبحاث ، فأنا أعلم بوجود (لجنة) تتلقى (الأبحاث) فلماذا تـُوافق على (أبحاث) لا علاقة لها بالعنوان الرئيسى للمؤتمر؟ وأرى أنّ الإجابة أحد احتماليْن لا ثالث لهما : الأول أنهم قرأوا ولم يهتموا بابتعاد (الأبحاث) عن عنوان المؤتمر. الثانى أنهم لم يقرأوا. وفى الحالتيْن تتكرّر (المأساة) : وقت ضائع وأموال مـُهدرة ، كما أثبتتْ التجربة طوال السنوات الماضية منذ نشأة فكرة (أدباء الأقاليم) استبعاد (أهل التخصص) مع وجود بعض الاستثناءات وأغلبها لأنّ فلانـًا أكاديميًا فى جامعة أو صحفيًا رئيس تحرير مجلة أو صحيفة إلخ . فهل يأتى يوم وتلتزم هيئة قصور الثقافة بالمنهج العلمى فى الموافقة على (الأبحاث) ؟ وإذا كانت تلك مهمة عسيرة التحقق ، نظرًا لفساد المنظومة الثقافية عبّر60 عامًا ضمن الفساد العام ، فهل يُمكن أنْ يصدر قرار شجاع بإلغاء مؤتمرات أدباء الأقاليم حرصًا على المال العام ؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج الثانى للمسيحيين المصريين
- الُمُتنبى بين الشعر والنفاق
- رد على الأستاذ يحيى توتى
- تحرير فلسطين وتحرير إسبانيا
- الصحابة الأثرياء : المال والسلطة
- ماذا فعل الصحابة ببعضهم البعض ؟ (3)
- ماذا فعل الصحابة ببعضهم البعض ؟ (2)
- ماذا فعل صحابة محمد ببعضهم البعض ؟
- مجابهة الأصولية الإسلامية (2)
- مجابهة الأصولية الإسلامية (1)
- شجاعة الشيخ على عبد الرازق وتناقضاته
- العداء الإسلامى/ العروبى للقومية المصرية
- الفرق بين (الجهل) و(الأمية)
- المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف
- قتل الفلاسفة بين المُحرّض والمُُنفذ
- مصر وكيف كانت البداية
- تيارالقومية المصرية قبل يوليو1952 (4)
- تيار القومية المصرية قبل يوليو1952(3)
- تيار القومية المصرية قبل يوليو1952 (2)
- تيار القومية المصرية قبل يوليو1952 (1)


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المتعلمون المصريون و(الورم) العروبى