أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف















المزيد.....

المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف
طلعت رضوان
أختلف مع الأصدقاء الذين سخروا أو حتى نقدوا الأستاذ الدكتور ياسر برهامى بسبب فتواه التى نصّ فيها على ترك الزوج زوجته تـُغتصب فى حالة ((تأكده أنّ دفاعه عنها لن يُـفيد)) وأباح للزوج الهرب أثناء اغتصاب زوجته. واختلافى مع الأصدقاء أسبابه كما يلى :
(1) أنّ الدكتور الشيخ صاحب الفتوى يُعبّر عن إيمانه بما هو مقتنع به من تراث غزا مصر من صحراء العرب (وهذا حقه)
(2) هذه الفتوى ليس لها أى تأثير على شعبنا المؤمن بتراث جدودنا المصريين منذ آلاف السنين ، وهو التراث الذى صاغه فى تعبير بالغ الدلالة عن مفهوم (الشرف) فنقشَ حكمته الخالدة عن حرمة ((العِرض والأرض)) أى أنّ شعبنا ربط بين الدفاع عن عِرضه من النساء (أمه ، زوجته ، ابنته ، أخته الخ) وبين الوطن ، ومغزى هذا الربط هو المساواة التامة بين (الوطن) و(المرأة) سواء كانت أمه أو زوجته الخ . وتأكد ذلك بما سمعته من نكت (جمع نكتة وصحيحة لغويًا) من الأميين ، وكانت ترجمة وتعبيرًا عن صلابة موقفهم فى الدفاع عن معنى (الشرف) فى تراثنا المصرى.
(3) أنّ هذه الفتوى (لو أنّ الثقافة المصرية السائدة البائسة والمنحطة) وظــّـفـّـتها التوظيف الموضوعى المُعبّر عن ثقافتنا المصرية وعن تراثنا المصرى ، لكان فى ذلك الكثير من الخير، لأنّ شعبنا الذى انخدع طوال أكثر من ستين عامًا منذ كارثة أبيب/ يوليو1952 أننا عرب كما روّج الإعلام والتعليم العروبييْن / الناصريين ، والغالبية العظمى من المتعلمين المحسوبين على الثقافة المصرية من شعراء وروائيين وباحثين وإعلاميين ، شعبنا الذى انخدع بتلك الأكذوبة ، سيُدرك الفرق بين الثقافة العربية الغازية التى تحتقر المرأة وتمنع الزوج من الدفاع عن زوجته والابن من الدفاع عن أمه والأخ من الدفاع عن أخته ، وبين ثقافته القومية التى رفضتْ الخنوع لهذا التراث البدوى المُعادى لأبسط أشكال التحضر.
(4) إنّ فتوى الأستاذ الدكتور الشيخ دعّمها برأى أحد فقهاء السنة (العز بن عبد السلام) المولود فى دمشق (القرن السادس الهجرى – الثانى عشر الميلادى) أى مضى على زمنه أكثر من 900سنة. وبالتالى يتأكد للعقل الحر أنّ صاحب الفتوى وأتباعه لا يعيشون فى زمننا وإنما فى زمن العصور الوسطى . وتبعًا لذلك (لو لدينا إعلام وطنى) يحق لشعبنا أنْ يرفض كل الأصوليين الحالمين بعودة عقارب الزمن للوراء.
(5) يتميّز د. برهامى بالصراحة ولا يُخفى معتقداته ، عكس الشيوخ الذين يختلفون معه ولكنهم فى نفس الوقت ينطلقون من ذات الأرضية أى أنّ مرجعتهم هى المرجعية الدينية وهو ما تبيّن من ردود أفعالهم وتصريحاتهم (أنظر- على سبيل المثال فقط الصفحة الدينية بصحيفة الأهرام 25/4/2014- ص 39) كما أنّ د. برهامى لم يفعل ما فعله أدعياء الليبرالية الذين ضللوا شعبنا ، مثل الكاتب الشيوعى الشهير الذى نحت مصطلح (متأسلمين) ومشتْ الثقافة السائدة البائسة وراءه فى ترديد هذا المصطلح غير العلمى ، فى دفاع واضح عن كل من يرتكب جرائم القتل والتدمير ضد شعبنا (مسيحيين ومسلمين) فى تركيزه على أنهم لا يُعبّرون عن الإسلام ، بينما هم أكثر وضوحًا وصراحة منه ، لأنهم يستشهدون بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية . ولذلك لجأ هذا الشيوعى الشهير إلى الترويج لمصطلح (صحيح الإسلام) و(الإسلام الصحيح) وكأنه لا يعرف بداهة الاختلافات العميقة والجذرية بين الفقهاء على مدار أكثر من ألف سنة ، لا بين السنة والشيعة فقط ، وإنما بين السنة والسنة أيضًا ، ولعلّ ما فعله أبو الحسن الأشعرى أنْ يكون فيه الدرس للأفاقين فى ثقافتنا السائدة إذْ أنه بعد تبحره فى الاعتزال صعد إلى المنبر وقال ((اشهدوا علىّ أنى كنتُ على غير دين الإسلام . وإنى قد أسلمتُ الساعة)) فكان الأزهرى المستنير(عبد المتعال الصعيدى) على حق عندما كتب ((وحينئذ يكون المعتزلة فى نظره كفارًا لا مسلمين . وكان الأجدر به ألا يتنكر لمذهب مكث معتقدًا صوابه أربعين سنة. فلا يصح أنْ ينفى الإسلام عنهم أو يُقال أنهم فسّاق مسلمون ، وإنما هم مجتهدون يُثابون على صوابهم ويُعذرون فى خطئهم)) (المجددون فى الإسلام – من 150- 162)
(6) يؤكد ما أذهب إليه عن إيمان د. برهامى بتراث البداوة ودفاعه عنه والترويج له ، أنه بعد فتوى ترك الزوج زوجته تتعرّض للاغتصاب (ويفلت هو بجلده) وفق تعبير شعبنا العبقرى ، أنه أفتى بفتوى أخرى عن حالة ضبط الزوج زوجته مع عشيقها ، قال فيها أنه يجوز للزوج قتلهما بشرط ((رؤية الفرج فى الفرج)) وأضاف أنه ((لا يُـقبل شرعًا ادعاؤه إلاّ بالشهود أو اعتراف أولياء القتيليْن)) وجاءتْ تلك الفتوى على موقع (أنا سلفى) ردًا على سؤال من أحد الأشخاص الذى سأل : ما حكم الشرع فى زوج رأى زوجته تزنى مع رجل ولم يتمكن من قتلها وعشيقها ، لكنه قتلهما بعد ذلك ؟ فقال فضيلة د. برهامى أنه ((لا يجوز له القتل لمجرد رؤيتهما عارييْن ، ما لم ير الفرج فى الفرج)) وهذا الشرط لم يخترعه د. برهامى ، وإنما نقله عن الفقهاء العرب المسلمين ، لكن هذا الشرط يضع العقل الحر أمام حالة عبثية/ فانتازية أقرب إلى مسح اللامعقول ، لأنه من المستحيل توفر هذا الشرط إلاّ فى مشهد من مشاهد العرى (البورنو)
(7) أنّ الشيخ الدكتور برهامى فى دفاعه عن التراث البدوى المُعادى للمرأة والمنحاز للرجل يربط فتاواه بموقفه من المصريين المسيحيين ، إذْ ظهر على إحدى القنوات الفضائية فوصف عيد القيامة المجيد بأنه ((أكفر الأعياد عند النصارى وأنّ الذين يعتقدون بصلب المسيح وقتله وقيامته هم كفار ومشركون بالله)) (جريدة المصرى اليوم 25/4/2014)
(8) لا يمكن فصل فتاواه السابقة عن موقفه من شكل المجتمع العصرى ، إذْ سبق له أنْ صرّح كثيرًا بأنه ضد الدولة المدنية ووفق نص كلامه ((إنّ لفظ الدولة المدنية مستورد ويعنى دولة لا دينية) وأضاف فى فيديو على موقع (أنا سلفى) لماذا يُصرون على إدراج هذا اللفظ ؟ أنا ضد مصطلح دولة دينية ذات مرجعية إسلامية)) وعلى نفس الدرب قال أصولى آخر(عادل عفيفى) رئيس حزب الأصالة ((إنّ الحزب ضد أنْ تكون مصر دولة مدنية ، لأنّ اسم المدنية ستار للعلمانية)) (المصرى اليوم 16 أغسطس 2011) وإذا كان البعض يعتبر أنّ د. برهامى من المُـتشددين فإنّ د. محمد عمارة الذى تفتح له الصحف الحكومية والخاصة صفحاتها وتعطيه مساحات ثابتة قال فى تعليقه على حديث المرحوم المفكر فرج فوده فى ندوة معرض الكتاب الشهيرة ((بديل الدولة الدينية دولة لا دينية)) (مجلة المصور17/1/ 92) وكان د. عمارة أكثر صراحة عندما أعلن فى ندوة بجامعة عين شمس عن ضرورة قيام الدولة الدينية فى مصر(مجلة المصور25/3/94) وأسفر د. عمارة عن وجهه الحقيقى المنقوش بالأحادية عندما قال : على (الأقلية) المسيحية أنْ تخضع لمشروع (الأغلبية) المسلمة ، أى مشروع الدولة الإسلامية (نقلا عن د. رفعت السعيد – الأهالى 6/7/94)
إذن الأستاذ الشيخ الدكتور ياسر برهامى ليس وحده المُدافع عن الأصولية الإسلامية، إنما هو أحد أفراد تلك الكتيبة الجهنمية المُعادية للحداثة وللجماهير الشعبية وللعدالة الاجتماعية وللمفهوم العلمى لمعنى (المواطنة) والكارثة أنهم يمتلكون القدرة المالية على إنشاء المواقع الالكترونية التى أنتجها من يطلقون عليهم (كفار) ورغم ذلك فإنّ الفضائيات والأرضيات تحتفى بهم وتستضيفهم ليبثوا سمومهم فى جسد الوطن (مصر) وليضعوا المزيد من الوقود لإشعال الحرائق فى الوطن ، وليُضاعفوا من حمى الاحتقان الدينى ، ليس بين المسيحيين والمسلمين فقط ، وإنما بين المسلمين والمسلمين أنفسهم . وكل ذلك يتم عن إيمان لا يتزعزع بأنّ : الأصولى المؤمن القوى خير من الأصولى المؤمن الضعيف .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل الفلاسفة بين المُحرّض والمُُنفذ
- مصر وكيف كانت البداية
- تيارالقومية المصرية قبل يوليو1952 (4)
- تيار القومية المصرية قبل يوليو1952(3)
- تيار القومية المصرية قبل يوليو1952 (2)
- تيار القومية المصرية قبل يوليو1952 (1)
- الفن التشكيلى قبل يوليو1952 (2)
- الفن التشكيلى قبل يوليو1952 (1)
- نماذج من الكتب الصادرة قبل يوليو1952
- الصحافة المصرية قبل يوليو1952
- المجلات الثقافية قبل يوليو1952
- مصر فى عهد النهضة والمرأة : 4- روزاليوسف
- مصر فى عصر النهضة والمرأة : 3- نبوية موسى
- مصر فى عصرالنهضة والمرأة : 2- هدى شعراوى
- مصر فى عهد النهضة والمرأة
- شهادة ضباط عاشوا مذبحة يونيو67
- نظام يوليو1952 والعداء للديمقراطية
- التأريخ بين الموضوعية والعواطف الشخصية
- التنمية والقهر قبل وبعد يوليو1952
- ضباط يوليو 1952 والسفارة الأمريكية


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف