أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المجلات الثقافية قبل يوليو1952















المزيد.....

المجلات الثقافية قبل يوليو1952


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 22:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المجلات الثقافية قبل يوليو1952
طلعت رضوان
شهدتْ مصر نهضة فكرية فى أواخر القرن التاسع عشر، وتمثلتْ هذه النهضة فى ظهور العديد من الصحف والمجلات. وتبيّن لى من الاطلاع على المُتاح منها ، أنها سعتْ لترسيخ قواعد دولة عصرية ومنها : التطور، الجامعة، المجلة الجديدة، الحديث ، العصور الخ ومن الصحف : الجريدة ، السياسة ، الفجر الجديد ، الملايين الخ.
مجلة الهلال :
فى العدد الأول من شهر فبراير1893 الموافق 26طوبة 1609خبر عن إصدار قاموس طبى (إنجليزى- عربى) تأليف د. خليل أفندى خير الله. ويشتمل على المصطلحات الطبية والعلمية والصيدلية. ويُطلب من دار الهلال بمصر.
وفى عدد مارس (22 أمشير1609) مقال بعنوان (علم التاريخ وتاريخه) وفيه شرح لمعنى علم التاريخ الذى يهتم بمعرفة أحوال الأمم وعاداتهم . ثم تطرّق للتاريخ الطبيعى وقسّمه إلى ثلاثة أقسام : علم الحيوان وعلم النبات وعلم المعادن المُتعلق بعلم الجيولوجيا الذى يبحث عن طبقات الأرض. وذكر أنّ المصريين القدماء ((أكثر الناس استخدامًا للنقش على الحجر وتدوين حوادثهم بالكتابة الهيروغليفية..الخ)) ثم تحدث عن الشاعر اليونانى هوميروس وأنّ أشعاره مصدرًا من مصادر التاريخ . وتمتـّع كاتب المقال بالموضوعية فأضاف ((أما التاريخ بالصفة التاريخية المُنطبقة على حدود هذا العلم ، فأول من دونه هيرودوت فى القرن الخامس ق.م))
وفى عدد شهر إبريل 1893(24برمهات1609) مقال من 15صفحة من القطع الكبير عن محمد على وأعماله وحروبه ضد الوهابيين. ودور كل من ابنيه طوسون وإبراهيم فى الانتصار على الحركة الوهابية وهروبهم من مكة.
وفى عدد مايو1893(24برموده 1609) مقال بعنوان (تاريخ اللغة العربية) عن خصائص اللغة العربية قبل الإسلام وبعده. وأنّ الظروف الاجتماعية تولـّد الكلمات الخاصة بها مثل ألفاظ : خليفة وأمير المؤمنين الخ . ثم تناول الكلمات الدخيلة على اللغة العربية وضرب عدة أمثلة وبتوسع من الألفاظ الأجنبية التى دخلتْ على اللغة العربية من اللغات اليونانية والسريانية والعبرانية والحبشية والقبطية. ونقل عن الإمام محمد الشوكانى ما يلى ((وفى القرآن من اللغات الرومية والهندية والفارسية والسريانية ما لا يجحده جاحد ولا يخالف فيه مخالف ، حتى قال بعض السلف أنّ فى القرآن من كل لغة من اللغات. ومن أراد الوقوف على الحقيقة فليبحث فى (أصول) كلمات مثل : المشكاة ، الإستبرق ، القسطاس ، الياقوت ، الأباريق والتنور الخ))
وفى نفس العدد تحت باب (تاريخ الشهر) خبر عن احتفال المصريين بعيد شم النسيم وكان يوم 10 إبريل وذكر كاتب الخبر ((وهو احتفال وطنى خرج فيه الناس إلى المتنزهات وكان السرور عامًا ولم يحدث ما يكدر الراحة)) وخبر عن رواية (الرجل الجُهنمى) وهى رواية أدبية غرامية تعريب حضرة الكاتب شاكر أفندى شقير. وخبر عن رواية (إستر) وهى رواية تاريخية تأليف سليم أفندى تادرس وجورجى أفندى عبود. وهى عن الحكاية المشهورة فى التوراة عن الملكة إستر. وخبر عن صدور مجلة (رياض التوفيق) وهى علمية تاريخية أدبية تصدر أول كل شهر أفرنجى . وإدارة تحريرها (جمعية رياض التوفيق) بأسيوط . وخبر عن صدور جريدة سياسية أدبية اسمها (الرأى العام) تصدر يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
وفى عدد يونيو1893 (25بشنس 1609) مقال عن الروائى الفرنسى فيكتور هيجو ومقال عن الفيلسوف ابن سينا. وذكر كاتب المقال معلومة قلما يذكرها أحد وهى أنّ والد ابن سينا ((من بلخ فى شمال أفغانستان . وكاتب المقال مُتخصص يجيد مادة البحث فذكر فى نهاية المقال قائمة بمؤلفات ابن سينا وقسّمها إلى : الطب ، الفلسفة ، الفقه والتوحيد ، المنطق ، اللغة وعلومها ، العلوم الطبيعية والرياضية. وأخيرًا مؤلفاته فى الآداب والسياسة والموسيقى وغيرها . وفى نفس العدد مقال بعنوان (التعصب والتساهل) ذكر فيه كاتبه أنّ ((التعصب لغة شد العصابة. وتعصّب على فلان مال عليه وقاومه. وتعصّب فلان فى دينه ومذهبه)) ونقل عن الحكماء المصريين أنّ التعصب ((غلو المرء فى اعتقاده الصحة بما يراه وإغراقه فى استنكاره ما يكون مُخالفـًا لذلك ، مُدّعيًا لذاته العصمة ، مُقتادًا الناس لميوله بالعسف والإكراه)) وعن التساهل نقل عن أحد الحكماء المصريين أنه ((رضا المرء برأيه اعتقاد الصحة واحترامه رأى غيره كائنـًا ما كان)) وأضاف ((فمنْ أمعنَ النظر فى هذه الحدود لغة واصطلاحًا يحكم بأنّ التعصب مُسبّب لأكثر الشرور والفتن ومقاوم للقوانين المدنية. وأنّ التساهل أصل فى فطرة الإنسان وهو معدن الصلاح ومصدر الخير والسعادة والوفاق)) وأنّ ((التعصب زميل الاستبداد وهو شأن الذين تأخذهم مآخذ الطيش والجهالة. ولا يعرفون من العلم إلا ما قرأوه على معلمهم فى طفولتهم))
وفى عدد أول يوليو1893(25بؤونة1609) مقال بعنوان (تاريخ الكتابة وأصل الخطوط) ذكر فيه كاتبه أنّ الإنسان فى بداية تاريخ البشرية لجأ للكتابة الصورية ، أى الكتابة التى تعتمد على الرسم وأنّ هذه الكتابة كانت أكثر استعمالا وشيوعًا فى الأزمنة القديمة وأشهرها الكتابة الهيروغليفية أو القلم المصرى القديم ولا تزال آثارها باقية ومنقوشة على الآثار المصرية. ومنها أيضًا الكتابة الحيثية والصينية والآشورية التى تحولت للقلم المسمارى . وهناك أمم أخرى اتخذتْ الكتابة الصورية فى بعض جزر المحيط وأواسط أستراليا. ثم ذكر أنّ أرقى أنواع الكتابة الصورية ، الكتابة الهيروغليفية. فإذا طـُـفتَ الديار المصرية فإنك تشاهد آثار الهياكل والتماثيل والمسلات والأهرام وما لا يحصيه عد ، وكلها مغطاة بالكتابة الهيروغليفية. ولم يهتد أحد لحل هذه الكتابة وفهم المراد منها حتى كانت الحملة الفرنسية ، وفى جملتها جماعة من العلماء الفرنسيين ، إلى أنْ اهتدى شامبليون إلى حل بعض رموزها بواسطة حجر وجدوه فى مدينة رشيد عليه كتابة بالهيروغليفية وترجمتها بالحرف الديموتيكى والحرف اليونانى القديم . وجاء من بعده جماعة من العلماء أجهدوا الفكرة فى إتمام قراءتها بمساعدة اللغة القبطية. واستدلوا من دراستها أنّ المصريين القدماء استخدموا تلك الكتابة قبل التاريخ المسيحى بآلاف السنين.
مجلة العصور:
صدر العدد الأول فى سبتمبر1927مُحرّرها وصاحب امتيازها إسماعيل مظهر. وكان يضع على غلاف كل عدد ((حرّر فكرك من كل التقاليد والأساطير الموروثة حتى لا تجد صعوبة ما فى رفض رأى من الآراء أو مذهب من المذاهب ، اطمأنتْ إليه نفسك وسكن إليه عقلك ، إذا انكشف لك من الحقائق ما يُناقضه)) وفى عدد فبراير29مقال أ. عمر عنايت بعنوان (المدينة اليهودية المستقبلة) رصد فيه ظاهرة سيطرة المال اليهودى الآخذ بخناق العالم والمُسيّر لأموره وكتب ((إنك إذا بحثتَ كل حركة هدّامة فى الوقت الحاضر تجد أنّ محورها الدعاية اليهودية. الأمر الذى يُمكننا مشاهدته فى موقعين : فى روسيا وفلسطين . وأنّ اليهود يُريدون أنْ يُشيّدوا فى فلسطين نقطة ارتكاز يُوجّهون منها جهودهم حيث شاءوا . إنّ فلسطين ليست سوى العش الذى ستولد فيه المدينة اليهودية المستقبلة)) بعد هذا التمهيد يُفاجأ القارىء بأول نبوءة من نبوءات عنايت فكتب ((يشعر الصهيونيون أنهم فى حاجة لحماية أقوى دول العصر حتى تـُثبّتْ أقدام مدينتهم الجديدة ، وعندئذ يكون من أيسر الأمور عليهم إزالة تلك الحماية بفضل نفوذهم ومالهم. وبريطانيا نفسها تشعر بنمو الصل اليهودى تدريجيًا بين أحضانها وعبثا تحاول أنْ تزيل عنها ويلاته المستقبلة مع علمها بأنّ امبراطوريتها أول من يتحمل صفعات اليهود المُميتة))
وهذا ما حدث بحذافيره كما كتب عنايت فاليهود اعتمدوا على بريطانيا وحصلوا منها على وعد باغتصاب فلسطين . ومنذ وعد بلفورعام 17وحتى التقسيم عام 47 ظلتْ بريطانيا تساند اليهود الذين أعطوا ظهورهم لها واتخذوا من واشنطن قبلة الولاء الجديدة ، بعد أنْ تأكدتْ حقيقة أنّ أمريكا هى الدولة العظمى الأولى فى العالم بعد الحرب العالمية الثانية. وفى تحليله لمُتغيرات السياسة الدولية ذكر عنايت أنّ ((فلسطين هى مركز الشرق الأدنى فى المستقبل)) ثم ذكر بعض المشرعات التى يتم التخطيط لها ومدى تأثيرها على المنطقة العربية فكتب ((هناك مشروع لمد أنابيب النفط من الوصل - أغنى الأقطار فى النفط – إلى ثغر حيفا الفلسطينى وستتصل بغداد بحيفا بالقضبان الحديدية والطيارات ومن يدرى ما يُخبئه الغيب من المُخترعات والمُكتشفات الغربية)) وبعد الكلمة الأخيرة وبدون فواصل سجـّـل نبوءته الثانية فنصّ على ((فإنّ فلسطين ستكون يومًا ما ملكـًا لبنى إسرائيل . ثم يأتى الوقت الذى يلتفتُ فيه اليهود إلى الهيمنة السياسية والتوسع أيضًا)) وأظن أننى لستُ فى حاجة للتعليق على هذه النبوءة التحذيرية التى تحققتْ بعد أنْ احتلتْ إسرائيل سيناء لعدة سنوات ولازالت تحتل كل أراضى فلسطين والجولان السورية.
أما نبوءته الثالثة فهى عن تأثير الدعاية اليهودية لصالح إسرائيل بعد أنْ تكون دولة معترفـًا بها دوليًا فكتب ((سنسمع يومًا من الأيام أنّ حيفا هى عروس البحر المتوسط))
وفى نبوءته الرابعة فكأنه يمتلك آلة سحرية لم يتوصل العلم إليها بعد مثل بللورات ألف ليله فكتب عن مصر ومستقبلها إذا لم تنتبه للمخطط الصهيونى ((يجب أنْ نتطلع إلى ذلك اليوم، فإنه سيكون الحد الفاصل عهديْن : عهد مصر الذهبى وعهدها المُظلم . فبعد ذلك اليوم ستكون مصر كمية مُهملة وستكون عضوًا أثريًا فى مملكة داود الجديدة)) وهذا ما تحقق بالفعل.
وفى العدد التالى (مارس29) أضاف عبد الحكيم عبد الله الجهنى المزيد من المعلومات عن المخطط الصهيونى وإقامة مشروعات زراعية وصناعية على أرض فلسطين . وقال إنّ مستر (ود جوود) العضو بمجلس العموم البريطانى اقترح أنْ تتنازل مصر عن سيناء للفلسطينيين.
وفى عدد إبريل 29 نص محاضرة أحمد أفندى خيرى عن أهمية اكتشاف الراديوم الذى مهّد للاكتشافات المتعلقة بالكهرباء والالكترون . والتطور الذى حدث بعد دور مدام كورى وزوجها. وشرَحَ نظرية النسبية لأينشتاين ونظرية (الكوانتوم) أو الكم . وفى عدد مايو29 كتب إسماعيل مظهر مقالا بعنوان (المذهبية والارتقاء) من 16صفحة من القطع الكبير تعرّض فيه لأربعة أنواع من المذهبية تؤدى إلى التعصب وانتهى إلى أنّ الارتقاء والمذهبية عدوان. ولن يكون ارتقاء مع المذهبية ((وعلينا أنْ نـُضحى بأحدهما ليخلص لنا الآخر. ولا جـُرم أننا نـُضحى بالمذهبية لنخلص بالارتقاء ونتـّجه إليه فى خطانا نحو الحضارة الحديثة))
مجلة الكاتب المصرى :
رئيس تحرير المجلة طه حسين وصدر العدد الأول فى أكتوبر45 وآخر عدد فى مايو48. وكتب د. على شلش ((وقبل أنْ يصدر العدد الأول كانت الشائعات قد سبقته حول صلة المجلة بالصهيونية)) ورغم الهجوم القاسى ضد طه حسين انطلقتْ المجلة فكانت الموضوعات المنشورة فيها أبلغ رد على هذا الاتهام ففى عدد أكتوبر46عرضٌ لكتاب (قضية فلسطين) تأليف نجيب صدقه والعرض كتبه محمد سعيد العريان الذى قال ((ليت كل صهيونى يُتاح له قراءة الكتاب ليعرف بأى باطل يتمسك . وليت كل عربى يقرؤه ليعرف عن أى حق يُدافع)) وعلى مدار أربعة أعداد نشرتْ المجلة فى بابها الثابت (شهرية السياسة الدولية) أنباء تطورات قضية فلسطين فى المحافل الدولية. وكان يكتب هذا الباب د. محمود عزمى . لذا كتب على شلش أنّ طه حسين وكـُـتاب المجلة لم يتجاهلوا فلسطين ولم يسكتوا عن الإشارة إلى الخطر الصهيونى ، الأمر الذى أتاح للمجلات الأسبوعية التفوق مثل مجلة (الفجر الجديد) التى مولها اليهود المصريون ودرجتْ على مساندة القضية الفلسطينية. ونشرتْ بيانات استنكار للصهيونية.
فى العدد الأول كتب طه حسين عن برنامج المجلة ((الشعب المصرى أول من كتب بالقلم واتخذ الحروف رمزًا للكلام . وقد اتخذتْ هذه الدار من الكاتب المصرى القديم اسمًا لها وشعارًا. وهذه المجلة تستمد برنامجها وخطتها من تاريخ مصر القديم والحديث . ومن المُهمة التى نهضتْ بها مصر منذ أنْ شاركتْ فى الحضارة الإنسانية. وستأخذ المجلة نفسها بقانونيْن لن تحيد عنهما : أحدهما الشدة على نفسها وعلى كتابها فيما تنشر. والقانون الثانى هو الحرية الواسعة الكاملة السمحة فيما تنشر وتختار من آثار القدماء والمحدثين من شرقيين وغربيين ، لا تنظر فى ذلك إلاّ للفن الخالص وإلى قيم الثقافة العليا))
فى عدد نوفمبر45مقال للمفكر سلامة موسى ذكر فيه أنه ((بين سنة 1907وسنة 1910 ظهرتْ قوة جديدة فى مصر أثــّرتْ فى توجهى النفسى ، كانت هذه القوة أحمد لطفى السيد الذى دافع عن البديهية الواضحة وهى أنّ مصر يجب أنْ يملكها المصريون دون الأتراك ودون الإنجليز. ولطفى السيد جعل من المستطاع لى- بوصفى غير مسلم- أنْ أكون وطنيًا فى مصر))
وإذا كان سيد قطب أحد المكفراتية الكبار بعد يوليو52 فإنه كان شيئـًا آخر قبل ذاك التاريخ ، من ذلك ما كتبه فى عدد فبراير46 عن الشاعر الإيرانى حافظ الشيرازى وعن قصيدته التى قال فيها ((لقد انقضى الصيامُ وأقبل العيد/ وارتفعتْ القلوب بالابتهال والضراعة / واحمرتْ الخمرُ فى حانوتها / فاطلب الكأس بما تملك من قدرة واستطاعة)) ثم ربط سيد قطب هذه القصيدة بما كتبه أحمد شوقى ((رمضان ولىّ هاتها يا ساقى/ مشتاقة تسعى لمشتاق)) وكتب قطب عن حافظ شيرازى ((هو فى هذه الدنيا الجميلة مشغول بسبحاته ولحظاته، عن مواصفات المجتمع وزحمة الأطماع ومعترك الحياة. إنه مستهتر فى عشقه الصوفى أو الغزلى. نشوان بخمره الإلهية. وليقل من شاء كيف شاء فهو خير عند نفسه وعند الله من المرائين المنافقين ومن الوعاظ الثقلاء))
وفى نفس العدد يتواضع طه حسين فيعرض مقالا للكاتب عبد اللطيف شرارة بعنوان (كيف نـُحارب الطائفية) نشره فى مجلة (الأديب) قال فيه ((إنّ التوفيق بين الدين والفلسفة محاولة عقيمة. قام بها ابن سينا فانتهى به الأمر إلى اعتباره زنديقــًا من قِبل رجال الدين. قصير النظر من قِبل الفلاسفة. كما أنّ التوفيق بين دين ودين انتهى على يد كثيرين فى أوروبا وفى الشرق إلى مآسٍ ردّد التاريخ صداها)) وفى عدد مايو46 كتب طه حسين مقالا بعنوان (ثورتان) الأولى عن قائدها سبارتاكوس فى إيطاليا والثانية عن ثورة الزنج وقادها عبدالله بن محمد . وفى عدد ديسمبر47 مقال بعنوان (كيف نشأت المدنية) للأستاذ سليمان حزين . وفى عدد يناير48 كتب سليمان حزين مقالا بعنوان (نشأة الزراعة وأثرها فى تاريخ الحضارة) وبعد أنْ مهـّد الحديث عن الزراعة بنشأتها الأولى بمصر، وأنّ هذه النشأة هى التى وفرت الاستقرار الذى هو صانع الحضارة، كتب ((إنّ الذى يتهدّده الجوع لا يمكن أنْ يكون له فكر مثمر أو روح مستقر. بل إنّ الحياة الفكرية ذاتها لا يمكن تنشأ أو تنمو إلاّ إذا توفرت للإنسان الطمأنينة والأمان . وأنّ الحياة المُستقرة استلزمتْ قيام عدد من الحرف والصناعات والعلوم المُـكملة للزراعة))
وفى عدد يوليو47 كتب سلامة موسى مقالا بعنوان (فلسفة للحياة وديانة للضمير) ذكر فيه أنّ الفكر الدينى عنده انتقل أو تطوّر من التسليم بالغيبيات إلى الإيمان بالقيمة الاجتماعية للدين أو الفلسفة وإلى تربية الضمير. ثم تطرّق إلى فلاسفة الثورة الفرنسية الذين ((ألغوا الديانة المسيحية وأسّسوا ما أسموه ديانة العقل)) والإنسان العادى حين يقرأ تاريخهم يصفهم بالوصف المألوف ويقول إنهم (كفرة) ولكننا حين نتأمل سلوكهم نجد أنهم كانوا مسوقين بروح دينى . ولستُ أشك فى أننى حين انكببتُ على دراسة الفراعنة، إنما كنتُ أنبعث بروح دينى قومى وقد عرفتُ المرحوم كامل باشا غبريال وكان يدرس اللغة المصرية القديمة. وحاول أنْ يحملنى على درسها. وما زلتُ أذكر الأثر السيكولوجى فى (علاقتى) بصديقى كامل باشا غبريال ، ((فإنه لتعلقه بلغة المصريين القدماء صدّ عن المسيحية باعتبارها ديانة أجنبية طردتْ الديانة المصرية القومية. وكان كثيرًا ما يعقد المقارنات بين عقائد الكتاب المقدس (التوراة والأناجيل) وبين عقائد المصريين القدماء كى يُقنعنى بأفضلية الثانية على الأولى من حيث الأخلاق السامية والقيم البشرية العالية))
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر فى عهد النهضة والمرأة : 4- روزاليوسف
- مصر فى عصر النهضة والمرأة : 3- نبوية موسى
- مصر فى عصرالنهضة والمرأة : 2- هدى شعراوى
- مصر فى عهد النهضة والمرأة
- شهادة ضباط عاشوا مذبحة يونيو67
- نظام يوليو1952 والعداء للديمقراطية
- التأريخ بين الموضوعية والعواطف الشخصية
- التنمية والقهر قبل وبعد يوليو1952
- ضباط يوليو 1952 والسفارة الأمريكية
- قراءة فى كتاب شامل أباظة (حلف الأفاعى)
- قراءة فى مذكرات إبراهيم طلعت
- الأزهر فى سباق الارتداد للخلف
- غياب الدولة المصرية عن تاريخها الحضارى
- الإعلام المصرى البائس والنخبة الأشد بؤسًا
- الصراع المصرى / العبرى : الجذور والحاضر
- قراءة فى مذكرات أحمد حمروش
- قراءة فى مذكرات عبداللطيف البغدادى (3)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (1)
- طغيان اللغة الدينية وأثرها على الشعوب


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المجلات الثقافية قبل يوليو1952