أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)















المزيد.....



قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 23:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بعد ثورة شعبنا فى طوبة/ يناير2011 التى سطا عليها الأمريكان والإسلاميون (إخوان وغير إخوان) ومجلس طنطاوى/ عنان العسكرى، كتب كثيرون أعضاء تيار( ثوار بأثر رجعى) عن الفساد فى نظام مبارك ، وتجاهلوا أنّ ذاك الفساد تمتد جذورة إلى كارثة أبيب/ يوليو52. فبعد كارثة هزيمة عام56 تم إنشاء (مديرية التحرير) عام 57 لاستصلاح واستزراع الأراضى غرب الدلتا. ورغم تضليل الإعلام الناصرى عن أنّ المشروع (نقلة حضارية) للاعتماد على الذات فى الزراعة ، فإنّ عضو مجلس الأمة (سيد جلال) قال إنه مشروع فاشل وتقدّم بسؤال للمجلس عن الاستغلال وإساءة التصرف فى الأموال العامة المرصودة له. وأنّ بعض أعضاء المجلس يتولون وظائف فى مديرية التحرير، رغم أنّ قانون المجلس يمنع الجمع بين الوظيفة وعضوية المجلس . وانصبّ الهجوم على مجدى حسنين (من ضباط يوليو) المسئول عن مديرية التحرير. فكانت حيلة- أو تحايل- عبد الناصر لإنقاذ مجدى حسنين أنْ أوصى باعتبار مديرية التحرير مؤسسة خاصة لا عامة بهدف حماية الفاسدين ، رغم علمه بأنّ ميزانية مديرية التحرير من الأموال العامة ومدرجة بميزانية الدولة. والبغدادى الذى ذكر تفاصيل تلك المأساة خالف ضميره ولم يخجل وهو يروى الواقعة التالية : أرسل إليه بعض الأعضاء بصفته رئيس مجلس الأمة خطابًا لمناقشة الموضوع ، فإذا به يُرسل الخطاب لعبد الناصر ليعرف رأيه. وذكر أنّ مجدى حسنين اتصل بعبد الناصر وهو يبكى . فطلب عبد الناصر من أعضاء مجلس الأمة الموافقة على إسقاط العضوية عن الأعضاء الذين عملوا فى مديرية التحرير، ولا يوافقون على إسقاطها عن مجدى . فهل هناك حماية للفاسد أكثر من ذلك ؟ بل إنّ البغدادى طلب من عبد الناصر استبعاد إسقاط العضوية عن أعضاء المجلس الذين استغلوا موقعهم النيابى ويُكتفى بلومهم . أى أنّ الفساد شبكة عنكبوتية. ورغم ذلك كتب البغدادى أنّ وقوف عبد الناصر مع مجدى فيه اعتداء على الدستور ((والعمل على حماية انحراف حدث فعلا)) وكما وُجد فى عهد السادات ومبارك (ترزية القوانين) فإنهم من مدرسة يوليو52، إذْ عمل أعضاء اللجنة الدستورية فى جلسة 6نوفمبر57على تقنين ما طلبه عبد الناصر باعتبار مديرية التحرير مؤسسة خاصة. وأنّ أغلبية أعضاء مجلس الأمة وافقوا على ذلك كما حدث فى كل برلمانات يوليو(من عبد الناصر إلى مبارك) ويعترف البغدادى أنه لم يُحدّد موقفه من كل ما حدث وأنه فكر فى الاستقالة من رئاسة مجلس الأمة. ثم اعترف بأنه لم يفعل واستمر فى موقعه حتى جاءتْ كارثة الوحدة مع سوريا فى فبراير58 (مذكرات البغدادى- المكتب المصرى الحديث- عام 77- ج 2- من ص9- 26)
وعن الوحدة بين سوريا ومصر، اعترف البغدادى بالصراع بين البعثيين المؤيدين للوحدة والشيوعيين السوريين الرافضين لها. وكان من رأى الشيوعيين السوريين أنّ الوحدة مع مصر ((ستهدم نشاطهم فى سوريا)) فعلى أى أساس بنى الشيوعيون رأيهم؟ هل يملكون قراءة الكف؟ بالطبع لا. ولكنهم يملكون قراءة واقع الشمولية الدكتاتورية للناصرية. وتحقق تخوفهم عندما اشترط عبدالناصر على الوفد السورى ((ضرورة حل الأحزاب السياسية القائمة فى سوريا أسوة بالوضع القائم فى مصر)) ووافق الوفد السورى على هذا الشرط . وأنّ عبد الناصر- كما ذكر البغدادى- تصوّر أنّ الوحدة ستـُوفر له القدرة للسيطرة على الأمور فى سوريا ، خاصة عندما أصرّ على أنْ يكون هو رئيس الدولتيْن . وفى 23ديسمبر58 وصف عبد الناصر الشيوعيين السوريين بالانتهازيه لأنهم (أعداء القومية العربية)) وأمر باعتقال حوالى 300شيوعى مصرى وسورى. ولأنّ وزير الداخلية السورى (عبدالحميد السراج) عرف ميول عبدالناصر الدموية لذلك سبقه بأسبوعيْن واعتقل عددًا من الشيوعيين السوريين ، فكان هذا عربون الولاء لعبد الناصر، رغم أنّ الشعب السورى أطلق عليه السلطان عبدالحميد إشارة إلى سلطان تركيا المستبد فى عهد الخلافة العثمانية. ويعترف البغدادى بأنه ((وضح لنا من بداية عملنا قوة السراج وقبضته البوليسية على الشعب السورى)) وذكر أيضًا ((لمسنا عدم ارتياح كثيرين من الشعب السورى لقانون الإصلاح الزراعى الذى صدر فى سبتمبر58 ليُطبق فى سوريا. وكانت النتيجة أنْ قام السراج باعتقال بعض المزارعين السوريين لمجرد أنهم طلبوا مقابلة أعضاء اللجنة. فمنعهم السراج فأرسلوا برقيات إلى عبد الناصر فاعتقلهم)) وكما منع عبدالناصر فى مصر السياسيين (القدامى) من حق العمل السياسى ، كذلك فعل فى سوريا عندما فصل 70موظفـًا سوريًا من وظائفهم فى وزارة الحربية ((بحجة أنهم ينتمون لأنظمة سياسية)) ورغم أنّ البعثيين السوريين كانوا مع الوحدة فإنّ عبد الناصر كان يتشكك فى نواياهم ، لذلك توجـّسوا من إنشاء (الاتحاد القومى) فى سوريا على النمط المصرى مع إلغاء الأحزاب. واعترف البغدادى أنه علم من الصحفيين المصريين العاملين فى سوريا ، أنّ السوريين يشعرون بالخوف وعدم الأمان بعد الوحدة. وذكر البغدادى أنّ عملية (التطهير) التى أمر بها عبد الناصر داخل الجيش السورى ، أثارتْ سخط وتذمر الضباط وحتى الجنود السوريين باعتبار ما حدث تدخل فى الشأن السورى ، خاصة بعد تولى بعض المصريين قيادة الجيش السورى وانفرادهم بالامتيازات الخاصة دون زملائهم السوريين. وأنّ السراج رغم جبروته اشتكى من تصرفات عبدالحكيم عامر، لأنه لم يأخذ رأيه فى عملية (تطهير) الجيش السورى . وانتقد بعض الزعماء السوريين محمد حسنين هيكل بسبب مقاله فى الأهرام بعنوان (يا سيادة الزعيم الأوحد) لما فيه من أخطاء معلوماتية.
ثم جاءتْ الكارثة عندما أصدر عبد الناصر قرار تعيين عبد الحكيم عامر فى أكتوبر59حاكمًا لسوريا وتفويضه سلطات رئيس الجمهورية والإشراف على لجان الاتحاد القومى . فقدّم بعض الوزراء السوريين استقالتهم رغم أنهم من البعثيين المؤيدين للوحدة . ثم تصاعدتْ الأزمة بتقديم الوزارء استقالاتهم الجماعية. وتفاقمتْ الأزمة عندما تصوّر عبد الناصر أنّ الوزارء السوريين سيخضعون لبطشه خاصة عندما اجتمع بهم وقال لهم ((اللى مش عاجبه يمشى)) وأنه هو الذى يختار الوزراء ليتعاونوا معه ((فى حدود السلطة التى يمنحها لهم)) وذكر البغدادى أنه عاتب عبد الناصر لأنه كان عنيفـًا مع الوزراء السورين ، فردّ عليه أنه ((رغب أنْ يفهموا أنّ المشاركة فى الحكم الذى يتحدثون عنه غير وارد وبعيد المنال)) ثم توالتْ الاستقالات بعد أنّ شبّه عبد الناصر الوزراء السوريين ب ((التلاميذ فى الفصل وأنّ مسئولية الوزير لا يتحملها تلميذ)) وتوالتْ الكوارث عندما أصدر عبد الناصر قرارًا فى يونيو60بتعيين 600(ستمائة) عضو فى مجلس الأمة لدولة الوحدة (400لمصر و200لسوريا) وقرارًا آخر بتعيين اللجنة التنفيذية للاتحاد القومى وأنْ يكون السراج هو رئيس المجلس السورى وكان تعليق البغدادى ((أصبح السراج بذلك هو المُسيطر والمُهيمن على أهم وأخطر الأجهزة فى سوريا . وتجمّعتْ فى يديه سلطات ضخمة مكنته من زيادة قبضته الحديدية والبوليسية على الشعب السورى الذى كان كثير الشكوى من الأسلوب البوليسى الذى يتبعه السراج . وبدأتْ الشائعات تنتشر برغبة الشعب السورى فى الانفصال . وأنّ قرارت التأميم فى يوليو61شملتْ بعض المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية السورية لذا ((كان وضع تلك القرارات سيئــًا عند فئة من الشعب السورى ليست بالقليلة)) وفى سبتمبر61(أى بعد شهريْن من التأميم) حدث انقلاب عسكرى فى سوريا (من 31- 74) وبذلك انتهتْ كارثة الوحدة الفوقية/ البائسة. ومات المولود الذى وُلد مشوّهـًا.
وعبد الحكيم عامر- الذى منحه عبد الناصر ثقته مع أربع ترقيات- اتصل بعبد الناصر قبل منتصف ليلة 27سبتمبر وأبلغه أنّ (كل شىء تمام وهادىء)) وبعد عدة ساعات وقع الانقلاب (111) وهو ما فعله عامر فى كارثة بؤونة/ يونيو67((كله تمام يا ريس.. رقبتى يا ريس)) وطالما أنّ الولاء يشمل تقديم (الرقبة) للرئيس، لذلك احتفظ به عبد الناصر ليُساهم معه فى ذبح جنودنا فى 67. ولأنّ عبد الناصر يرفض الاستجابة للمُتغير الواقعى ولا يهتم بمصلحة شعبه ، لذا أمر بإعداد أفراد من الصاعقة والمظليين المصريين لسوريا. كما أمر بإعداد ثلاث مدمرات للتحرك . كما تحمّس لفكرة إرسال قوات عسكرية بحرًا إلى ميناء اللاذقية. والبغدادى يُصر فى مذكراته على القيام بدور(المُبرراتى) فكتب ((كان الهدف من إرسال قوات عسكرية مصرية إلى سوريا معنويًا ونفسانيًا وليس بغرض الدخول فى معركة عسكرية مع القوات السورية إلا إذا اضطررنا لذلك)) ووفقــًا لعلم المنطق فإنّ الجملة الأخيرة تنسف الفقرة كلها. فهل قوات الصاعقة والمظلات والمدمرات البحرية مهمتها التأثير النفسى والمعنوى أم إرهاب الشعب السورى؟ استمر عامر فى التضليل فقال أنّ موقف قادة الانقلاب ضعيف ، فأمر عبد الناصر قادة الجيش بتحريك قوات المظلات والصاعقة وإسقاطهم عند الغروب فى مطار اللاذقية. وأنْ تتحرك الثلاث مدمرات واتخاذ إجراء إرسال لواءيْن مشاة بأسلحتهم مع الأسلحة الأخرى المُساعدة وكذا لواء مُدرّع عن طريق البحر الأحمر. وأنْ يجرى الاستيلاء على جميع بواخر النقل العربية لاستخدامها فى نقلهم (من 112- 117) وأهم مشهد فى تلك الكوميديا السوداء أنه بينما عبد الناصر يُصدر أوامره لغزو سوريا ، كان عامر- فى نفس الوقت- يُغادر دمشق مُتجهًا للقاهرة. فأين كتاب سيناريو الأفلام (فى العالم المُسمى العربى) ليُبدعوا فيلمًا خالدًا لو امتلكوا الضمير الحى والموهبة ؟ خاصة أنه بعد وصول عامر للقاهرة (ومغزاه انتصار الانفصاليين) إذا بعبد الناصر يرفض الاستجابة لصوت العقل فيُدلى بتصريح من منزله بأنه ((لا يقبل المساومة. ومُصر على مقاومة الانقلاب)) وتستمر فصول المأساة : إذْ أنّ قوات المظلات والصاعقة المصرية وقطع الأسطول البحرى الثلاث تحركتْ بالفعل فى طريقها إلى اللاذقية. وذكر البغدادى أنّ ((الصدام العسكرى ستكون نتائجه لصالح القوات السورية. وربما تـُصاب قواتنا بخسائر جسيمة. وسينتهى الأمر بهزيمة عسكرية لنا ويصل صداها فى العالم العربى وفى الخارج)) فكانت النتيجة أنْ أصدر عبد الناصر أوامره بوقف تلك العملية. ولكن كان الفوج الأول من الطائرات قد وصل اللاذقية وقام بإسقاط جنود المظلات والصاعقة. وكان عددهم ثمانية ضباط ومائة وعشرين جنديًا . والبغدادى الذى ذكر هذه المعلومات لم يكتب كلمة واحدة عن مصير الجنود والضباط المصريين واكتفى بأنْ كتب ((تمكنا من الاتصال لاسلكيًا بالقوة التى تم إسقاطها وتسليم أنفسهم لقائد القوة البحرية فى اللاذقية)) فماذا حدث بعد ذلك ؟ عند هذا الحد يصمت ولا يبوح بما لديه من معلومات عن مصير جنودنا المصريين . وتستمر فصول تلك التراجيديا عندما قال بعض الوزارء السوريين المُتمسكين بالوحدة لعبدالناصر((إنّ الأمر يستحق المجازفة حتى لو وقع الصدام والاشتباك العسكرى)) فردّ عليهم ((لو حدث وأغرقتْ لنا باخرتيْن وخسرنا المعركة سننزل للحضيض ونـُصبح كاليمن)) (119) والبغدادى الذى انتقد عبدالناصر ووصفه بالدكتاتور وأنه لم يتخذ أى إجراء ضد استبداد عبد الحميد السراج فى سوريا ولا فشل عامر ولا أى إجراء ضد مدير مكتبه شمس بدران الذى كان كبار الضباط والوزراء يرتعبون منه الخ ، ورغم ذلك عندما ذكر اسم المناضل (فرج الله الحلو) سكرتير الحزب الشيوعى اللبنانى ، لم يكتب كلمة واحدة عن التعذيب البشع الذى تعرّض له ، وأخيرًا وضعوه فى حوض به مواد كيماوية ، بعد ثلاث سنوات وسته شهور من التعذيب فى سجن المزة فى سوريا ، وكان الموجّه عبد الناصر والمنفذ عبدالحميد السراج (لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع لكتاب د. فخرى لبيب- الشيوعيون وعبد الناصر- ج1- ص59، 552) والبغدادى يُصر طوال صفحات كتابه على ترديد الخدعة الناصرية (الإقليم الشمالى – عن سوريا- والإقليم الجنوبى عن مصر) هكذا بجرة قلم- كما يقول شعبنا فى أهازيجه العبقرية- أصبحتْ مصر- بقدرة عبد الناصر الخارقة- مجرد (إقليم) ووفق روايته فإنه قال لعبدالناصر كيف يتم إلغاء اسم مصر((أقدم اسم فى التاريخ)) (135) ويكتب أنّ مجلس الأمة لم يكن له أى دور ولم يُعبّر عن الشعب بسبب بطش عبد الناصر، فماذا فعل هو عندما كان رئيس مجلس الأمة ؟ ولماذا استمر فى منصبه ؟ وذكر أنّ مرتبات جميع الضباط والموظفين المصريين فى سوريا كانت تـُدفع من ميزانية مصر(134)
ورغم تلك الولادة المُشوّهة فإنّ عبد السلام عارف (الرجل الثانى بعد عبد الكريم قاسم فى العراق بعد ثورة 58) قابل عبد الناصر- من وراء ظهر عبد الكريم قاسم- وطلب منه انضمام العراق للوحدة. فتحمّس عبد الناصر له ووجه إعلامه لترسيخ مقولة أنّ عبد السلام عارف مُفجر الثورة العراقية وليس عبد الكريم قاسم . رغم اعتراف البغدادى أنّ عبد السلام عارف كان يُعامل الضباط العراقيين معاملة سيئة فانفضوا من حوله. وفى مارس59 حدث تحرك من الجيش العراقى ضد عبد الكريم قاسم ، فأرسل عبد الناصر كل ما يحتاجه الجيش العراقى من سلاح ومحطة إرسال متنقلة (وهذا أحد نماذج تبديد موارد مصر) ووصل تدخل عبد الناصر فى الشئون الداخلية للدول العربية لدرجة أنه كلف عبد الحميد السراج بزرع رجال من العملاء السريين فى العراق للعمل ضد عبد الكريم قاسم . وعندما طلب بعض العراقيين تدخل الطيران المصرى فإنّ عبد الناصر((رفض تخوفـًا من كشف الدور الذى تقوم به مصر ونحاول إخفائه)) ووصل الأمر- كما اعترف البغدادى- بأنّ عبد الناصر اعتبر ما يجرى فى العراق ((معركة شخصية بينه وبين عبدالكريم قاسم)) أى أنّ التدخل فى شئون الآخرين أشبه بكرة الخيط المُنفلتة. إذْ طلب عبدالناصر تدبير مظاهرة تهدف إلى إثارة الشعب العراقى ضد قاسم ، وكانت حجة عبد الناصر التى كرّرها فى خطبه أنّ عبد الكريم قاسم والشيوعيين عملاء للاستعمار(وحتى لو سلــّم العقل الحر بذاك الادعاء ، فهل هذا يُبرّر التدخل فى الشئون الداخلية أم يهتم بمصلحة مصر؟ وهل هو مندوب السماء لمحاربة الشيوعية؟) ووصل شطط عبد الناصر أنْ أصدر قرارًا بإبعاد خالد محيى الدين عن جريدة المساء لاعتقاده بتعاطفه مع الشيوعيين العراقيين ((وأنه لم يلتزم بالتوجيهات الخاصة لوسائل الإعلام- كطلب عبد الناصر- بأنْ تظل تـُردّد أنّ ثوار الموصل يُقاتلون رغم اندحارهم وهروب الكثيرين منهم)) ويوم 15مارس59 خطب عبد الناصر ((وقال إنّ المعركة الدائرة فى العراق وج.ع.م لابد لإحداهما من أنْ تقضى على الأخرى . لذلك ستنتقل المعركة لأرض العراق لإرهاق قاسم عن طريق تشجيع بعض القبائل على شن غارات لإقامة الفوضى فى العراق)) ورأى ((عبد الناصر ضرورة توزيع السلاح على قبائل شمر لاشتباكهم مع الشيوعيين وحكومة قاسم حتى يضمن استمرار المعركة)) واستمرّ هذا الفصل المأساوى الذى تدفع الشعوب ضريبته حتى قام عبد السلام عارف بانقلابه فى فبراير63ضد قاسم الذى قام (الثوار) الجُدد بقتله هو وبعض زملائه (من 77- 104)
وعن العلاقة المُلتبسة بين عبد الناصر وعامر، تلك العلاقة التى بدأتْ بترقية عامر أربع ترقيات فى قرار واحد ـ ثم فشله فى حرب 56 ثم جبروته مع السوريين ، فإنّ عبدالناصر- كما حكى البغدادى- قال له ((بعد انفصال سوريا عن مصر، رغب عبد الحكيم عامر فى ترك قيادة الجيش. ووافقته على تركها ولكنه عاد وتمسك بها . وقام بعمل تنقلات داخل الجيش ووضع معارفه وأصدقاءه وضباط دفعته فى المراكز المهمة. وأنت تعلم أنّ تعيين القيادات الرئيسية والترقيات إلى رتبة اللواء وما فوقها من سلطة رئيس الجمهورية. ولكن عبد الحكيم طلب منى تفويضه فى كل هذا على مرات متتالية ووافقته عليها . وطلبتُ منه بعد أزمة سوريا العمل على زيادة الحرس الخاص المُعيّن لحراستى ليُصبح قوته لواء به كتيبة مدرعات وكتيبة مدافع ماكينة. وأنْ يُعسكر الحرس بالقرب من منزلى زيادة فى الحيطة ولكن لم يتم شىء . فما معنى هذا ؟ هل هو تكتيك لعمل معين ؟ هل أنا أستغفلتْ فى كل هذا ؟ ثم يطلب الاستقالة ويُصر عليها. وإذا قبلتُ يتدخل الجيش لإعادته)) (170) وأرى أنّ هذا النص بالغ الأهمية ، لأنه يكشف عدة حقائق منها : (1) رغم كل الأخطاء التى ارتكبها عبد الحكيم عامر (والتى توجب محاكمته) على فشله ، فإنّ عبد الناصر ظلّ متمسكــًا به ، وترك الأمر لهوى ورغبة عامر فى الاستقالة ، رغم أنه كان يُناور بها ولا يستقيل بالفعل كما ذكر عبد الناصر(2) لماذا لم يتخذ عبد الناصر أى إجراء ضده وهو يملك السلطة التنفيذية ؟ (3) والأكثر فداحة أنّ عبد الناصر منحه سلطته فى تفويض سلطة رئيس الجمهورية فى ترقية الضباط من رتبة لواء فما فوق وهو يعلم بما فعله عامر من تعيين معارفه والمقربين منه والموالين له ؟ (4) يكشف هذا النص أنّ العلاقة الشخصية بينهما أهم من مصلحة الوطن ، خاصة بعد فشل عامر فى حرب56 ، فلماذا أبقى عليه ليُشارك فى جريمة كارثة بؤونة/ يونيو67؟ (5) أما أخطر وأهم ما فى هذا النص هو طلب عبد الناصر أنّ ترتفع آلية حراسته الشخصية لمستوى (لواء) بالكامل به كتيبة مدرعات وكتيبة مدافع . وهذا يعنى أنّ عبد الناصر ليس (الرئيس المحبوب جماهيريًا) كما زعم الإعلام الناصرى/ العروبى . وأنه مهتم بأمنه (الشخصى) فى الوقت الذى اعتقل فيه الشرفاء من كل التيارات السياسية. بل إنّ عددًا من ضباط الجيش كونوا تنظيما باسم (الضباط الأحرار) فى يناير62وهو ما اعترف به عبد الناصر وأنّ الذى وشى بزملائه أحد ضباط سلاح المدفعية (171)
وكما تغاضى عبدالناصر عن تصرفات وأخطاء عامر، تغاضى عن جرائم مدير مكتبه شمس بدران الذى وصل به الأمر لدرجة أنْ أرسل خطابات لجميع المؤسسات العامة والشركات أبلغهم فيها أنّ أى وظيفة تخلو لابد من إخطار مكتب عبد الحكيم عامر. وأنْ لا يتم التعيين فيها إلاّ بعد موافقة مكتب القائد العام . ولكن عبد الناصر بعد أنْ علم بما فعله بدران استبعد أنْ يقوم بمثل هذا العمل دون علمه وعلم عبد الحكيم عامر(172) فأى رئيس هذا الذى يعطى ثقته للفاسدين؟ ولماذا كان رد فعله (استبعاد) أنْ يفعل بدران ما فعله ؟ وبالفرض أنّ بدران لم يفعل ، فلماذا لم يطلب عبد الناصر التحقيق فيما وصل إليه من معلومات ؟ كل تلك الأسئلة مسكوت عنها فى الإعلام العروبى/ الناصرى ، وهى أسئلة فيها الإجابة عن مذبحة شعبنا فى بؤونة/ يونيو67.
لم يهتم عبد الناصر بما يحدث من فساد السياسيين المصريين الذين منحهم ولاءه ، لأنّ همه الأول والأهم ((كان الدخول فى معركة كبيرة مع الرجعية العربية)) (182) وإذا كان الإعلام العروبى الناصرى روج لأكذوبة تقسيم الأنظمة العربية إلى (رجعية وتقدمية) فإنّ المؤرخ المرحوم محمد رؤوف عباس ردّ على تلك الأكذوبة بعد أنْ ترجم كتابًا عن ضحايا هيروشيما وناجازاكى . رفض الأهرام توزيع الكتاب . ذهب لمكتبة الخانجى التى قبلتْ الكتاب لتصديره إلى دول جبهة الرفض (العراق، سوريا، ليبيا، الجزائر) وكان ذلك عام75. طلب منه صاحب المكتبة عددًا من النسخ لإرسالها لتلك الدول للحصول على موافقة الرقابة على الكتب فيها. ذهبتْ النسخ وجاء الرد برفض دخول الكتاب فى الدول الأربع المذكورة. فكان تعليق د. رؤوف ((فاكتشفتُ زيف تشدق النظم العربية (التقدمية) بشعارات معاداة الامبريالية الأمريكية. ومدى ارتباط أجهزتها الأمنية بالولايات المتحدة الأمريكية)) (مشيناها خطى- كتاب الهلال- ديسمبر2004- ص 185، 186) ووصل أمر العلاقة المُلتبسة بين عبدالناصر وعامر(التى تحتاج لمحلل نفسى على مستوى سيجموند فرويد) لدرجة أنّ عبد الناصر اقترح فى جلسة 24سبتمبر62 أنْ ((يُعيّن عامر نائبًا عامًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة حتى يتمكن من مزاولة سلطات القائد الأعلى الذى هو رئيس الجمهورية)) (البغدادى- ص187) أى المزيد من التنازل لهذا الضابط الفاشل ، الذى زاده التدليل المزيد من التدليل ، وهو ما اعترف به عبدالناصر فى جلسة 21نوفمبر62 إذْ قال إنّ ((حكيم غير مقتنع بالقيادة الجماعية. وضرب ستارًا حول الجيش . وأنا- هل يُعقل أنْ أعمل بطريقة سرية حتى أحصل على معلومات عن الجيش. وهل نسمح أنْ يقود الجيش على شفيق؟)) واعترف عبدالناصر أنه يُقدّم عامر على المجموعة رغم عيوبه وأنه أخطأ فى هذا)) (من 198- 200) ورغم ذلك تركه عبد الناصر فى منصبه حتى يشترك معه فى مذبحة الجيش المصرى فى بؤونة/ يونيو67. وأكثر من ذلك اعتراف عبد الناصر أنه ((كان يُحاول دائمًا إرضاء عبد الحكيم ، ولو أنّ هذا الإرضاء على حساب المصلحة العامة)) (204)
وعندما شعر عبد الناصر بوجود تكتل داخل الجيش لصالح عامر ضده قال إنّ لديه معلومات ((تـُفيد أنّ صلاح نصر- مدير المخابرات العامة- يجتمع يوميًا مع عبد الحكيم ويعمل لصالحه. وأنه يعتقد أنّ جميع تليفوناتنا مراقبة من المخابرات ، ولهذا أمر بتغيير جميع نمر تليفوناته. وأنه لن يستخدم فى اتصالاته غير النوع المعروف باسم p.x وأمر بتركيب هذا النوع من التليفونات فى منازلنا جميعًا لاستحالة مراقبته لصعوبات فنية على حد قوله)) (207) وهذا النص يؤكد أنّ التجسس على تليفونات المواطنين شمل أيضًا التجسس على مكالمات الضباط بما فيهم عبد الناصر، أى اكتملتْ دائرة الدولة البوليسية/ الناصرية لتشمل رئيس الدولة. واستطرد عبد الناصر فذكر ما يؤكد صفة (التدليل) إذْ قال إنّ عامر((هو الطفل المُدلل الذى يُدمر ويـَكسر ما تقع عليه يداه عندما يُحرم من شىء له رغبة فيه. ويعتقد أنه هو الذى بنى هذه القوة السياسية التى يتمتع بها الآن. إننى أنا الذى عملتُ على بنائها لإعتقادى أننا شخص واحد)) فقال البغدادى ((إنّ الخطأ هو الخلط بين الصداقة والعمل)) فردّ عبد الناصر((أنا أعلم ولكن لم يخطر بذهنى أنْ يصل حكيم إلى ما وصل إليه)) (208) وهذا النص يضع أمام العقل الحر الملاحظات التالية : (1) اعتراف عبد الناصر أنّ حكيم (كما كان يُحب أنْ يُسميه) طفل مُدلل (2) ومع ذلك ترك هذا الطفل المُدلل حتى كارثة بؤونة/ يونيو67 (3) اعتراف عبد الناصر أنه هو الذى ((بنى القوة السياسية التى يتمتع بها عامر)) وهذا صحيح ، ولكنه كذب دون أية مساحيق للتجميل عندما أضاف ((لإعتقادى أننا شخص واحد)) لأنّ كل من كتبوا عن تلك الفترة الحالكة من تاريخ شعبنا- بما فيهم خالد محيى الدين المُدافع عن ناصر والناصرية- اعترفوا بأنّ عبد الناصر كان هو الواحد الأحد الذى لا يقبل معه أى شريك فى الحكم .
وعندما تأزمّت الأمور بين الصديقيْن (ناصر وعامر) ووصلتْ لدرجة التآمر للانقلاب ضد عبد الناصر من بعض ضباط الجيش الموالين لعامر، فإنّ عبد الناصر لم يحتمل السكوت فقال لعامر فى جلسة 11ديسمبر62((لماذا تربط نفسك دائمًا بالجيش وتتمسك بقيادته؟ هل عندما قامتْ (الثورة) كان هدفنا أنْ تتولى أنت قيادة الجيش وأتولى أنا رئاسة الجمهورية ؟ من الذى اقترح تعيينك قائدًا عامًا للجيش ؟ أليس أنا ؟ وإذا كان الأمر كذلك أليس من الطبيعى بعد انفصال سوريا وموقف الجيش منه أنْ تـُحاسب على ما جرى ؟ وقد أصررنا على بقائك عندما طلبت أنْ تستقيل. وأنا أعلم أنّ موضوع انفصال سوريا عمل لك خسارة (قالها بالإنجليزية) set Back ولهذا السبب حاولتُ أنْ أعوضك عنه. وكان غرضى أنْ أعوض لك ما خسرته بعد انفصال سوريا . وأنّ الإعلان عن صواريخ الظافر والقاهر لم يكن القصد منه عسكريًا لأنه من المفروض أنْ يظل هذا الأمر سرًا من الناحية العسكرية. ولكن كان الغرض من هذا الإعلان هو كسب بعض ما خسرناه من عملية الانفصال . والمكسب أساسًا عائد عليك شخصيًا)) (215، 216) وهذا النص يضع أمام العقل الحر الملاحظات التالية : (1) اعتراف عبد الناصر بأنه كان يجب محاسبة عامر على ما ارتكبه من أخطاء فى سوريا (تجاهل الإشارة إلى أخطائه فى حرب56) فلماذا لم يُحاسبه وهل مصر شركة قطاع خاص أو طابونة وهو (عبد الناصر) صاحبها وله حق عدم محاسبة العاملين فى شركته؟ (2) ما الخسارة التى خسرها عامر؟ لم يذكر النص نوع تلك الخسارة؟ فهل هى مادية أم سُمعة عامر المُشينة التى كتب عنها سوريون كثيرون بعد الانفصال ؟ (3) لماذا أصرّ عبد الناصر على تعويضه عن تلك الخسارة ؟ (4) اعتراف عبد الناصر بأنه هو الذى أصرّ على بقائه بعد أنْ تقدّم باستقالته (5) أشار(ناصر) إلى صواريخ الظافر والقاهر. واعترف أنّ الغرض من الإعلان عنها كان سياسيًا (أى مسح عار ما حدث فى الوحدة المشئومة) وشاء قانون المُصادفة أننى عملتُ فى عام 1965فى مكتب (المشير للصناعات الحربية وصناعات الطيران) حتى عام 67. وكنتُ أحضر تجارب إطلاق تلك الصواريخ (المزعومة) واعترف لى المهندسون المصريون أنها أشبه ب (لعب الأطفال) وأنّ كبير(الخبراء) الألمان مجرد سباك فى بلده. وكان عند محاولة إطلاق الصاروخ يُطلق من فمه صوتــًا تعلمه من شعبنا بغرض الاستهزاء ثم يقول (بايظ) وينقصه (مسمار) والمسمار للابد أنْ يأتى من ألمانيا ، فكان لابد من سفر الوفد المصرى/ الألمانى للحصول على المسمار. يأتى المسمار داخل صندوق كبير. داخل صندوق أصغر. داخل صندوق أصغر. يخرج المسمار الملفوف بورق السلوفان ، فكانت سخرية المهندسين المصريين المريرة ، لأنّ ذاك المسمار يستطيع أى خراط مصرى فى أى ورشة شعبية صناعة مثله. ولكن أهم شىء فعله الإعلام الناصرى (الذى طبـّـل وزمّر لأكذوبة الصواريخ الظافر والقاهر) أنه حجب عن شعبنا معلومة غاية فى الأهمية ، وهى أنّ المدعوين (خبراء ألمان) كانوا من ألمانيا الغربية وليس من ألمانيا الشرقية ، فى مفارقة مذهلة : إذْ كان عبد الناصر وأبواق دعايته الناصرية يشنون الهجوم على ألمانيا الغربية بصفتها من دول (الاستعمار) الغربى . فأين السيناريست والمخرج والممول ليصنعوا فيلمًا بديعًا عن تلك التراجي/ كوميدى؟
تعمّدتُ ذكر العلاقة الملتبسة بين ناصر وعامر(مع التركيز والاختصار قدر الإمكان) كتمهيد ضرورى للدخول إلى أبشع كارثة تعرّض لها شعبنا وقواتنا المسلحة الباسلة فى بؤونة/ يونيو67، والتى سيحسبها قرّاء الألفية الرابعة من خوارق ألف ليلة وليلة. والتى تناولها البغدادى فى الفصل الأخير من الجزء الثانى من مذكراته.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (1)
- طغيان اللغة الدينية وأثرها على الشعوب
- قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب
- رد على الأستاذ أحمد عليان
- قراءة فى مقدمة ابن خلدون
- كارثة العروبة على مصر
- العلاقة التاريخية بين الدين والقومية
- القرن التاسع عشر وتحديث المدن المصرية
- الخيال والإبداع الروائى
- تحايل إيزيس على (رع)
- الأنثروبولوجيا والفولكلور والثقافة القومية
- التعليم الدينى وجذور العنف
- الفرق بين أسطورة أوديب اليونانى والأمير المصرى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (16) د. محمد بيومى مهران
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (15) د. حسين مؤنس
- الملاح والثعبان رئيس الجزيرة
- العداء للمعرفة والتعصب الدينى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (14) أحمد صبحى منصور
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (13) محمد أحمد خلف الله
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (12) د. قاسم عبده قاسم


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)