أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مثقفون مع الأصولية الإسلامية (16) د. محمد بيومى مهران















المزيد.....

مثقفون مع الأصولية الإسلامية (16) د. محمد بيومى مهران


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 12:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الدكتور محمد بيومى مهران (1928- 2008) نموذج ل (المُثقف) الذى انحاز للغة العلم فى بعض كتبه. فكتب عن الامبراطورية المصرية التى ((بلغ اتساعها وقوتها أيام تحتوت – موس الثالث ، الذى هو أعظم المحاربين على الإطلاق)) وعندما حاول الغزاة من شعوب البحر غزو مصر ((فإنّ مصر تصدّتْ لهذا الطوفان البربرى الهمجى)) وأنّ مصر بلغتْ ذروة المجد والقوة أيام الفراعين العظام من التحامسة والرعامسة)) (تاريخ الشرق الأدنى القديم- دار المعرف المصرية- عام 1976- ص8، 9) وإذا به فى الصفحة التالية مباشرة يتخلى عن لغة العلم وتتغلــّب عليه اللغة الدينية فكتب ((وفى أوائل القرن السابع الميلادى ، وفى مكة المكرّمة ، وفى بيت أشرف الخلق جميعًا- مولانا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- بدأتْ الدعوة إلى الإسلام. ومن هذه الأرض الطاهرة- الحجاز الشريف - انتشرتْ راية الإسلام إلى جميع أنحاء المعمورة ، تنشر التوحيد والحب والعدل والإخاء والمساواة. وفى أيام الفاروق عمر بن الخطاب- رضوان الله عليه- بدأتْ طلائع النور تـُشرق على أرض مصر، فجاء عمرو بن العاص يحمل معه هداية الإسلام ونور الإيمان . ونطقتْ بالعربية لغة القرآن العظيم)) (ص 10)
وبغض النظر عن تحليل مضمون ذلك الخطاب الدينى ، يُلاحظ العقل الحر أنه ذات الخطاب الذى كتبه وقاله كل الأصوليين الإسلاميين من (كبار العلماء) إلى صغار خطباء المساجد. وقوله ((جدنا رسول الله)) مع إشادته بجدودنا ملوك مصر القديمة ، يعنى أنه مؤمن بأنّ شعبنا ينتمى إلى أصليْن (مصرى وعربى) إذن هو يتبنى مقولة الثقافة المصرية السائدة البائسة ، كما أنه خالف لغة العلم عندما قال أنّ عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص استهدفا (نشر الإسلام) فى حين كان الهدف احتلال مصر. والحصول على خيراتها (كما فعل الغزاة السابقين) ويفرضون شتى أنواع (الجباية القسرية) من جزية وخراج وضيافة اجبارية. وأى نشر للإسلام هذا مع رغبة العرب الغزاة فى التلصص على خصوصية شعبنا بما فى ذلك النظر إلى أجساد النساء ، والمثال على ذلك عندما بنى (خارجة بن حذافة) غرفة. فبلغ ذلك عمر فكتب إلى عمرو ((بلغنى أنّ خارجة بنى غرفة. وقد أراد أنْ يطلع على (عورات) جيرانه. فإذا أتاك كتابى هذا فاهدمها)) (ابن الحكم- فتوح مصر وأخبارها- دار التعاون- عام 74- ص77) فبدلا من عقاب (خارجة) لأنه يتلصّص على أجساد النساء اكتفى عمر بهدم الغرفة التى بناها (خارجة) وأى نشر للإسلام عندما يقرأ العقل الحر الحوار الذى دار بين عمر وعمرو عن (مشروع) غزو مصر إذْ قال عمرو إنّ (فتحها) قوة للمسلمين . لماذا؟ ((فهى أكثر الأرض أموالا. وأعجزها عن القتال والحرب)) (ابن الحكم- ص47) وابن العاص قال ذلك عن خبرة عندما زار الإسكندرية قبل الغزو ((فرأى عمارتها وكثرة ما بها من أموال والخير ما أعجبه. فازداد عجبًا)) (ابن الحكم- ص 46) السؤال المسكوت عنه فى الثقافة المصرية البائسة هو : لو أنّ مصر كانت صحراء جدباء ليس فيها زرع ولا ماء ، فهل كان ابن العاص سيُفكر فى (فتحها / غزوها) ؟ وقبل الغزو بسنوات أرسل (النبى) محمد رسالة تهديد للمقوقس قال له فيها ((اسلم تسلم وإلاّ عليك إثم القبط)) فتقبـّـل المقوقس (عظيم القبط) التهديد بالخنوع الشهير لدى المُتعلمين المصريين فأرسل الهدايا ل (النبى) وإذا تغاضينا عن الهدايا العينية (ألف مثقال من الذهب وعشرون ثوبًا لينـًا من نسيج مصر وبغلة شهباء وقدور بها عسل (بنها) وبعض العود والمسك - ابن سعد فى الطبقات الكبرى) فكيف سمح ضمير المقوقس أنْ يكون من بين تلك الهدايا بشر؟ هما ماريه وأختها سيرين ويعتبرهما ابن الحكم من (الجوارى) فأخذ (النبى) ماريه ليتسرى بها ووهب أختها لحسان بن ثابت. وكان من ضمن (الهدايا البشرية) هابو (أحد أقارب ماريه) وكيف قبل محمد أنْ يكون البشر ضمن الهدايا ؟ وبينما كتب المُتعلمون المصريون أمثال د. مهران عن (إسلام الهداية والنور) فإنّ عائشة زوجة محمد كانت أكثر واقعية ولم تنخدع بحكاية (الهداية والنور) إذْ بعد أنْ أنجبتْ ماريه ابنها إبراهيم ذهب (النبى) إلى عائشة ((ودعاها فى تلطف لترى ما فى الصغير من ملامح أبيه. فأحسّتْ عائشة كأنّ سهمًا نفذ إلى قلبها فقالت فى غيظ : ما أرى بينك وبينه شبهـًا)) ثم تستمر تلك (الدراما) التى لم يلتفتْ إليها مبدعو السينما ، إذْ بعد حديث عائشة التى شكـّـكتْ محمد فى نفسه فإنّ ((أهل المدينة اتهموا مارية إفكـًا وبهتانـًا واتهموا قريبها (هابو) وقالوا ((عِلج يدخل على عِلجه)) ولكى يتخلــّص محمد من تلك المحنة القاسية قال لعلى بن أبى طالب ((اذهب واضرب عنقه)) وعندما ذهب وجد (العبد) هابو يتبرّد فى بئر(يستحم) فأمره على بالخروج من البئر. فخرج عاريًا فإذا هو مجبوب فكفّ على عنه ولم يقتله)) (رواه ثابت البنانى عن أنس وأخرجه مسلم فى صحيحه عن طريق زهير بن حرب فى باب (براءة حرم النبى من الريبة) وأخرجه ابن عبد البر) وهذا النص (أو تلك الدراما التى أتمنى أنْ يتفاعل معها (واحد فقط) من مبدعى السينما) تضع العقل الحر أمام (1) أنّ عائشة (رضى الله عنها) زوجة النبى وأم المؤمنين) تـُشكـّـك زوجها (النبى) فى عدم قدرته على الإنجاب وبالتالى فإنّ الطفل إبراهيم ليس ابنه. كما أنها طعنتْ فى شرف مارية. (2) أنّ أهالى (المدينة) التى ((بدأت طلائع النور تـُشرق منها)) كما ذكر د. مهران اتهموا ماريه وهابو فى شرفهما ، ليس هذا فقط وإنما استخدموا اللفظ العربى (عِلج) فقالوا ((عِلج يدخل على عِلجه)) ولفظ (عِلج) فى قواميس اللغة العربية يعنى ((العِلج بوزن العِجل الواحد من كفار العجم والجمع علوج)) (مختار الصحاح- المطبعة الأميرية بمصر عام 1911- ص 474) وكتب أ. خليل عبد الكريم ((العلوج مقلوب العجول ويعنون بها الفلاحين الذين يزرعون الأرض فى البلاد المقهورة)) (الصحابة والصحابة- سينا للنشر- عام 97- ص52) والملحوظة الثالثة أنّ (النبى) أمر على بن أبى طالب (كرّم الله وجهه) بقتل هابو، دون تحقيق (وهل عرف العرب التحقيق؟) وأنّ على (كرّم الله وجهه) امتشق سيفه وبادر بتنفيذ الأمر، لولا قانون المصادفة (لو صدقتْ الرواية التراثية العربية) عندما تأكد على (رضى الله عنه) أنّ هابو (مجبوب) والمعنى فى قواميس اللغة العربية أنه مخصى بالكامل . أى لولا تلك المصادفة لتمّ قتل المسكين هابو (4) من الذى ارتكب جريمة خصى هابو؟ المعروف تاريخيًا والموثق أنّ شعبنا لم يعرف هذه العادة البشعة وأنها كانت منتشرة لدى العرب ، فهل لأنه أتى إلى الجزيرة العربية ضمن هدايا المقوقس تم خصيه بمراعاة أنه قريب ماريه ويتردّد عليها كما ورد فى كتب السيرة ؟ أسئلة مسكوت عنها ولا يجرؤ (كبار كبار المُتعلمين المصريين) من طرحها ، أو حتى مجرد التفكير فيها.
وهل نشـْر الإسلام يكون بالجيوش المسلحة بأدوات القتل أم ب (المُبشرين) بالدين؟ الإجابة فى رسالة عمر إلى عمرو ((إنى قد أمددتك بأربعة آلاف رجل)) ولكن عمر أشفق على عمرو ((فأرسل الزبير فى إثره فى إثنى عشر ألفـًا)) (ابن الحكم- ص50) أى أنّ المجموع 16 ألف مُسلح فى جيش العرب الغزاة. أليس هذا هو فعل كل الغزاة ؟ وأسلوب الغزو لم يُطبقه العرب على شعبنا فقط وإنما طبقوه على العرب أمثالهم فذكر الماوردى ((يجوز لأمير الجيش فى حصار العدو أنْ ينصب عليهم المنجنيقات . فقد نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الطائف منجنيقــًا. ويجوز أنْ يهدم عليهم منازلهم ويضع عليهم البيات والتحريق. وإذا رأى فى قطع نخلهم وشجرهم صلاحـًا يستضعفهم به ليظفر بهم عنوة أو يدخلوا فى السلم صلحـًا فعل. فقد قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم كروم أهل الطائف فكان سببـًا فى إسلامهم . وأمر فى حرب بنى النضير بقطع نوع من النخل . وكانت اللحاء منها أحب إليهم من الرضيع فقطع بهم وحزنوا له إنما قطعت نخلة وأحرقت نخلة. فقال أحد شعرائهم : ألسنا ورثنا الكتاب الحكيم / على عهد موسى فلم نصرف/ وأنتم رعاة لشاة عجاف/ بسهل تهامة والأحنف/ يرونَ الرعاية مجدًا لكم/ كذا كل دهر لكم مجحف/ فيا أيها الشاهدون انتهوا/ عن الظلم والنطق الموكف/ لعلّ الليالى وصرف الدهور/ تديلُ من العادل المنصف/ بقتل النضير وإجلائها / وعقر النخيل ولم تخطف)) فردّ عليه شاعر الرسول (حسان بن ثابت) : همُ أوتوا الكتاب فضيّعوه/ فهم عمىٌ عن التوراة بورٌ/ كفرتم بالقرآن وقد أتاكم/ بتصديق الذى قال النذير/ فهان على سراة بنى لؤى/ حريقٌ بالبويرة مستطيرُ)) فلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بهم جلّ فى دور المسلمين وقالوا يا رسول الله : هل لنا فيما فعلنا أجر؟ وهل علينا فيما تركنا وزر؟ فانزل الله تعالى ((ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين)) (الماوردى- الأحكام السلطانية والولايات الدينية- مطبعة مصطفى البابى الحلبى بمصر- عام 1973- ص52، 53)
وهذا النص عن تلك الواقعة يضع أمام العقل الحر حقيقة تغافل عنها د. مهران مثله مثل كل الأصوليين الإسلاميين وهى (1) أنّ مشيئة (الله) جاءتْ متوافقة مع مشيئة (النبى) فى قطع الشجر وحرقه (2) أنّ أتباع محمد يسألون عن (الأجر) مثلهم مثل أى مرتزقة. والماوردى الذى يُعتبر أحد مراجع الأصولية الإسلامية يُفرّق بين الشجر الذى أنبته (الله) والشجر الذى يغرسه البشر. وكتب أنّ الأول يُحرم قطعه أما الثانى فلا يُحرم قطعه (ص167) وإلى الذين يتشدقون بالوحدة العربية والوحدة الإسلامية فإنّ الماوردى فى شرحه لأصل اسم (الحجاز) كتب ((سُمى حجازًا لأنه حجز بين نجد وتهامة. وما سوى الحرم منه مخصوص من سائر البلاد بأربعة أحكام : أحدها أنْ لا يستوطنه مُشرك من ذمى ولا معاهد . وجوّزه أبو حنيفة. وقد روى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت : كان آخر ما عهد به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ قال : لا يجتمع فى جزيرة العرب دينان)) وأجلى عمربن الخطاب رضى الله عنه أهل الذمة من الحجاز. وضرب لمن قدم منهم تاجرًا أو صانعًا مقام ثلاثة أيام ويخرجون بعد انقضائها فجرى به العمل واستقر عليه الحكم فمنع أهل الذمة من استيطان الحجاز)) (ص 167، 168) أعتقد أنّ د. مهران لابد وأنه قرأ كتب التراث العربى ، خاصة وأنه كتب أكثر من كتاب تحت عنوان (السيرة النبوية الشريفة) وعمل بجامعة محمد بن سعود الإسلامية بالرياض من عام 1973- 77 ثم عمل بجامعة أم القرى بمكة من 83- 87 ورأس قسم التاريخ والآثار المصرية والإسلامية بكلية آداب جامعة الإسكندرية. ورأس قسم التاريخ بجامعة الكويت من عام 61- 77. فلماذا استسلم للغة الدينية وهو يشيد بعمر بن الخطاب وبابن العاص ؟ اللذيْن كتب عن أفعالهما المؤرخون العرب والمؤرخون المسلمون ما ترفضه قواعد العدالة الإنسانية.
ويبدو لى أنّ د. مهران كان مُتأرجحًا بين الانحياز للغة العلم والانحياز للغة الدينية. فعن لغة العلم كتب عن جدنا العظيم الملك سنفرو ((كان ملكـًا عادلا، رحيمًا عطوفـًا. عمل على تدعيم أركان العدالة. ونشر لواء الحق بين أفراد شعبه. فاتخذ من ماعت (ربة العدالة) لقبًا له. وخلف من بعده شهرة واسعة للحاكم المثالى فى الخير وحـُسن التصرف)) (تاريخ الشرق الأدنى- مصدر سابق- ص41) وكتب عن البدو الآسيويين الذين عبروا حدود مصر الشرقية ثم تسرّبوا إلى الدلتا أنهم ((نشروا فى مصر الفوضى والإرهاب)) (82) كما نقل آراء كثيرين من العلماء الذين رأوا أنّ الهكسوس الذين احتلوا مصر من العرب بما فيهم المفكر العراقى الكبير د. جواد على الذى كتب فى كتابه الموسوعى (تاريخ العرب قبل الإسلام) أنّ الهكسوس ((عرب صرحاء من أقدم العرب زمانـًا)) بل إنّ د. مهران أكد على هذا المعنى فكتب ((ربما كان الأقرب إلى الصحة أنهم خليط من بدو شمال الجزيرة العربية وسكان جنوب فلسطين)) (من 131- 134) ويعترف بكرم جدودنا ملوك مصر وسماحتهم عندما وافقوا على أنْ يعيش العبريون أتباع موسى فى مصر. وأنْ يُقيموا معبدًا لإلههم (يهوه) فى اليفانتين (أسوان) (325) وكان أكثر صراحة عندما كتب ((انتهتْ الأمور باليهود أنْ نسوا لمصر أنها أطعمتهم من جوع وآوتهم من تشرد وكستهم من عرى . فردوا لها الجميل نكرانـًا وكانوا عليها للفرس أعوانـًا وفى حاميتهم جنودًا)) وأنّ المصريين كانوا يكرهون بنى إسرائيل ، والسبب ((لأنهم كانوا أعوان الفرس وأعوان الهكسوس . ثم ازدادت الكراهية والمقت بعد أنْ رأوهم بعد أطول إقامة فى البلاد خونة وجواسيس ومثار فتن ودسائس وأذنابًا لأعداء البلاد. ويعملون على هدم مصر واستعباد أهلها. ثم سرعان ما تحوّلتْ الكراهية والمقت إلى ثورة ضد الأجانب بصفة عامة واليهود بصفة خاصة)) (380)
فإذا كان الهكسوس الذين احتلوا مصر فى الزمن القديم من ((بدو شمال الجزيرة العربية)) كما ذكر د. مهران ، فإذا بهم (العرب) يأتون فى القرن السابع الميلادى ليغزوا مصر من جديد ويجلسون مكان الغزاة السابقين عليهم ويطمعون فى خيرات مصر ويستعبدون شعبنا ، كل ذلك لم يره د. مهران ولم يستوقف عقله. وليته التزم الصمت إنما أضاف فى آخر فقرة من كتابه بعد أنْ وصف غزو الإسكندر لمصر أنه كان ((ظاهره الرحمة وباطنه العذاب)) فكتب ((وبقيتْ مصر كذلك (مزرعة لأوروبا تجنى ثمارها وتقطف الطيب من خيراتها) وهذا صحيح لا خلاف حوله ولكنه أضاف (( حتى جاء عمرو بن العاص يحمل معه هداية الإسلام ونور الإيمان.. إلخ)) (ص402) وهكذا بينما سيادته أدان هكسوس الزمن القديم فإذا به يُرحّب بهكسوس العصر الوسيط بقيادة عمرو بن العاص. وبينما غزو الإسكندر باطنه العذاب ، فإنّ غزو العرب باطنه وظاهره (الرحمة) وكأنّ هناك فرق (أى فرق) بين غزاة وغزاة وبين احتلال واحتلال ونهب ونهب . وما رآه د. مهران واعتقد به هو ما رآه كل الأصوليين الإسلاميين من كبارهم إلى صغارهم من خطباء الجمعة فى المساجد ، فكل هؤلاء الأصوليين يصفون ابن العاص بأنه ((الفاتح العظيم)) ولكنهم يصمتون تمامًا ، ولا يُحرّكون عقولهم ليتأملوا قوله لجنوده المرتزقة من العرب الذين حضروا معه لغزو الإسكندرية إذْ قال لهم ((من ركز رمحه فى دار فهى له ولبنى أبيه. فكان الرجل (العربى) يدخل الدار فيركز رمحه فى منزل منها ثم يأتى آخر فيركز رمحه فى بعض بيوت الدار، فتكون الدار لقبيلتيْن ولثلاث قبائل)) (د. عبد الله خورشيد البرى- القبائل العربية فى مصر- دار الكاتب العربى للطباعة والنشر- عام 1967- ص 230) إنّ أوامر ابن العاص لجنوده العرب ((من ركز رمحه فى دار فهى له ولبنى أبيه.. إلخ)) لم يفعل مثلها كل الغزاة السابقين الذين احتلوا مصر، ومع ذلك تهيم الثقافة المصرية السائدة البائسة والمنحطة حبًا وغرامًا بابن العاص .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (15) د. حسين مؤنس
- الملاح والثعبان رئيس الجزيرة
- العداء للمعرفة والتعصب الدينى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (14) أحمد صبحى منصور
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (13) محمد أحمد خلف الله
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (12) د. قاسم عبده قاسم
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (11) رجاء النقاش
- رد على الأستاذ أحمد المصرى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (10) الدكتور جلال أمين
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (9) فاروق عبد القادر
- رد على الأستاذة ساره
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (8) صلاح عبد الصبور
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (7) أحمد بهاء الدين
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (6) نعمان عاشور
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (5) د. محمد عماره
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (4) محمد سيد أحمد
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (3) نجيب محفوظ
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (2) د. مصطفى محمود
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (1) د. حسن حنفى
- المؤسسة الإعلامية والأصولية الدينية


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مثقفون مع الأصولية الإسلامية (16) د. محمد بيومى مهران