أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - امال طعمه - من قلب أم ..لإبنتها الصغيرة















المزيد.....

من قلب أم ..لإبنتها الصغيرة


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 16:23
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


كنت طوال الليل أحلم بك ..حلمت بك طفلة صغيرة جاءت الي من السماء هدية ..نعمة كبرى ..حلمت بك كيف حملتك أول مرة..كيف تطلعت لك عيناي بدهشة بذهول باستغراب ........وبحب لا أكاد أتصور أن يضاهيه حب ..احتضتنك داخلي طيلة تسعة اشهر.. وها أنت خرجت للدنيا تعلنين وجودا جديدا ..وحياة أخرى..أجمل!

وقصة جميلة مثيرة، نعم مثيرة! مثيرة بمجرد وقوعها وحدوثها وساعاتها التي تمر بهذه الدنيا بل دقائقها! حلمت بك كيف كنت صغيرة متنفخة! كيف كانت عيناك تنظر وكأنها تعرف كل الذين حولها وكأنها انتظرت المجيء وتعرف مسبقا التفاصيل ..أعرف أن الصور لم تكن مطبوعة في عينيك ولكن عينيك الجميليتين الصغيرتين أعطتني هذا الشعور ..حلمت كيف كان لون عينيك حين خرجت للقائي أخيرا تشبه عيني أبي زيتيين غريبتين..فرحت أن شيئا ما فيك ذكرني بأبي البعيد عني حينها.. ملامحك كلها درستها من اللحظة الأولى لكني وقتها لم أرك مثل أي شخص كنت أحس أني أعرفك من قبل أن تأتي في داخلي ولكنك أيضا لم تشبهي أحد لم تشبهي سوى نفسك ! أنت فريدة بذاتك ،تذكرت في حلمي بكائك وكيف أخذوك مني بعد طول انتظار لفحصك ..رأيتهم بجانبي يفعلون شيئا ما داخل فمك ..خفت كثيرا لم أكن اعرف هذي الأمور! صرخت هل هناك شيء ما؟ طمأنوني كما يطمئنون كل امرأة حديثة العهد بالأمومة أو هكذا هم يظنون! المرأة أصلا هي أم!
أرجعوك الى حضني لتجربين تجربة شبه جديدة! ولتحبين احساسا جديدا من أحاسيس الحياة ومذاقا غريبا في فمك! كنت قريبة مني كأنما كنت داخلي من جديد! بين ذراعي وقريبة من نبضات قلبي فهل سمعتها كيف كانت تدق فرحة ومتأهبة للحب الذي جاء من أحشائي! كم من الحنان أحاط تلك اللحظات الأولى لم أدر حينها هل تدفق الحنان مني أنا ام أنا التي أخذت كل الحنان؟!

جئت أنت الى هذا العالم فصار العالم عندي أفضل! حضورك أنسني في وحشة الأفكار ووحشة ماض ووحشة ما سيأتي من الأيام، أنت فقط باستطاعتك مسح الحزن فأنت أحضرت الفرح كله وأنت من أعاد الى أنوثتي لقب أم لأول مرة ! فزت باللقب نعم فزت بفضلك كان مقدرا هناك في السماء في لوح ما في صفحة ما من دفتر الحياة أن تأتي لي أنا بالذات، تلك نعمة أشكر ربي عليها بالذات!
كنت كالطفلة الصغيرة سعيدة بأمومتي نعم كنت أما وصرت طفلة بسعادتي!!


حلمت بك كيف كنت؟! كيف تغيرت؟ كيف في يوم ما كنت أراك شقراء الملامح وفي يوم أخر أراك سمراء! أيعقل أنك تحبين التغيير لهذه الدرجة وتلك طبيعتك حقا فأنت تملين بسرعة وتحبين التغيير!حتى في شكلك!
لم تحبي النوم لساعات طويلة كسائر الأطفال في عمرك! كنت وكأنك تشعرين أن النوم يفقدك رؤية الحياة المثيرة من حولك ويفقدك متعة التأمل في صور هذا الكون من حولك كون بسيط مكون بضعة غرف وقليل من الأشخاص !
كنت أدرس ملامحك في كل ساعة لكأنما هي تتغير!أصبحت أراك تشبهين أناسا أعرفهم، مرة تشبهين أخي ومرة تشبهين أمي ومرة تشبهين أبيك !
شعرت حينها أن كل جزءا منك يحتوي جزءا من عالمي الذي أعرف، إنك بوجهك الصغير ترسمين كل عالمي وأنت لا تعرفين!
كانت عينيك متغيرتين كسائر الأطفال مرة زرقاء ومرة تميل الى السواد واستقرتا لتكونا بنيتين ما أحلاهما، كانت حركاتك أكبر من عمرك، هكذا قيل لي حينها، كنت تحركين ذراعيك ورجليك كثيرا !وكنت أنا كالبلهاء اسأل أمي هل الأطفال حديثي الولادة هكذا؟! كنت أظنهم دوما نيام !

كبرت مع الأيام أصبحت تفعلين أشياء تسترعي الإنتباه أكثر، ترقصين مع نغمات الهاتف المحمول ،تتمايلين مع أي أغنية، صَورتك وأنت تصفقين وتهزين رأسك...هل تعرفين؟ ذات مرة أحببت أن تعزفي على البيانو اللعبة فاخترت رجلك لتعزف لا يديك وكان اللحن جميلا!!

حلمت بأشيائك كلها ..بحبك للغناء وكيف كنت تخترعين كلاما من عندك لتغنيه وكيف كنت ترقصين !
حلمت بك وقد كبرت وأصبحت تؤلفين قصصا ومزيدا من الأغاني ، وصارت كلمات أغانيك لها معنى!
كثير من الناس يقولون ابنتك تشبه أبيها وليست تشبهك وقلة يرونك تشبهينني!

ولكني أرى أنك تشبهيننا كلينا، جمعت بعض الأشياء من والدك وأخذت بعض الاشياء مني وتلك الابتسامة الجميلة والغمازتين، آه من تلك الغمازتين ، أخذتهما من خالتك !
ليس مهما من تشبهين فأنت تجمعين في ملامحك وفي أفكارك جزءا مني بل ربما تجمعين في كينونتك كل حياتي وكل الحب!
سعدت بأول قصة كتبتها كانت القصة من سطرين!! نشرتها لأحبائي على الفيسبوك وحظيت باعجاب كبير
قصة صغيرة من طفلة جميلة لها معنى كبير!
سعدت بالقصة ليس لمعناها وليس لأنها كتابتك بالذات، حبيبتي سعدت بها لأنها ذكرتني بأيامي التي كانت، بشيء كنت أفعله مثلك، أيام كنت أظن أنني سأكون كاتبة كبيرة !! ذكرتني بأحلامي وأمنياتي التي كانت ذكرتني أنك رغم كل ما قيل، تشبهينني في داخلك ، لم أصبح كاتبة كبيرة معروفة ،فهل ستكونين أنت ؟!

أسئلتك كثيرة وتنتبهين لأشياء صغيرة جدا، ملاحظاتك دقيقة.. أحيانا أرى فيك امرأة صغيرة!
مخيلتك لم تتلوث بعد بأفكارنا نحن الكبار.. أفكارنا السخيفة !

حلمت بك بأول خطواتك بأول كلماتك بأول يوم لك في المدرسة ،بتخرجك من الروضة!! حلمت بك كيف كنت وكيف ستصبحين ،،صليت في حلمي أن تكبري ويكون حالك أفضل من حالي!
تمنيت في حلمي أن يتوقف الزمن وتتسمر الحياة لأظل اشعر بحنانك وأنت في حضني ،ولكني أيضا تمنيت أن تصعدين سلم الحياة وترتقين وأن لا تتوقفي عند عثرة ما في يوم ما!
حينما كبرت وصرت تتحدثين أفضل وتعرفين أكثر، فصرت بمعرفتك الأكثر تقومين بحماقات!! وحينها كنت أوبخك خاصة وقد صار طبعك نرفوزيا مثل أمك!! لأندم، نعم أندم حين تذهبين الى النوم! أنت لا تعرفين، حقا لا تعرفين! حين تذهبين الى النوم وتنامين كالملاك كم كنت أتألم كم كنت أشعر بالحزن ربما لأني قسوت عليك من دون سبب ماذا تعني بضع حماقات من طفلة لايتجاوز عمرها بضع سنوات! فهل نحن لا نفعل ما هو أكثر من الحماقات ! من طرف الباب اراك نائمة تحلمين احلامك البسيطة وأتأمل وجهك البريء للحظات وربما بعض الأحيان لأكثر من لحظات !

صغيرتي أشعر بالحزن حين تنامين أحيانا أعزوه لعقابي لك وأحيانا لا أدري لماذا؟ في بعض المرات أردت أن أوقظك لأقبلك واحتضنك لتظلي قريبة مني! فهل هو الحزن لما سيكون؟! يوما ما ستبتعدين بجسدك بفكرك بقلبك عني يوما ما سترين أني من عالم قديم وأنك أنت من عالم جديد وأن أشيائك غير أشيائي وأفكارك غير أفكاري ! يوما ما ربما لن تعودي تطلعيني على أسرارك !
حلمت بك تشاهدين أفلامك المفضلة افلام الأميرات سندريلا وسنو وايت وغيرهن ..كيف كنت تنظرين نظرة حالمة لمشاهد النهاية السعيدة!! يالها من نظرة لا تنسى!
رومانسية أنت أم أن كل فتاة هي رومانسية ! أم أنك ورثت بعض الرومانسية -التي ودعتها أنا- مني، أخاف عليك من هذي الرومانسية وقوة العاطفة والحب! فعالمنا مليء بالذئاب الخاطفة ومليء بالأشرار الذين لا يعرفون معنى حب!!
حنونة أنت طيبة جدا!هكذا حدثني عنك أبي!وأنا أصدق كل ما يقوله أبي!
مهما خفت ومهما تمنيت ومهما قلت!

ستسيرين مع الحياة وستسير الحياة كما تشاء ولكنك ستملكين جهاز تحكم داخلي يسير بك حيثما أردت!
يبقى لدي سؤال يلح علي باستمرار، هل سأنجح في تمكينك من اقتناء جهاز فعال؟!


استيقظت من أحلامي في صباحي الباكر،نهضت متكاسلة ولكني ابتسمت في داخلي وهرعت إليك لكأنما هرعت الى الحياة نفسها!

أحضنك وأقبلك فاليوم ذكرى ميلادك ..أدرت مشغل الأسطوانات وأتت أغنية العيد تهنئك استعجبت مني وتسائلت:
في الصباح يا ماما احتفالات!!
نعم لنحتفل في الصباح الباكر ! فالإحتفال بنعمة وجودك يجعل من صباحي أحلى صباح!
كل نهار كل صباح يأتي علي لأشاهدك فيه معي وأجد فيه نفسي معك يستحق الإحتفال به!

حملتك من جديد كما حملتك أول مرة وقد زدت وزنا! ورقصنا أنا وأنت على أنغام الحب فعدت أنا صغيرة جدا ربما أصغر منك!! واعتراني شعور جميل ربما هو شعور السعادة ..
شكرا لأنك أعدتني اليوم صغيرة ولو لبعض الوقت،وشكرا لأنك وهبتني سعادة!


شكرا لأنك أنت موجودة بيننا ...................شكرا لأنك ابنتي وأنا أمك!









#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات أنثوية 3
- غرامة البيكيني!!
- يوميات انثوية (2)
- يوميات انثوية (1)
- إنك للمأسورين محرر
- اشتقت إلى صلواتك
- عادي!
- البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفها ...
- ثقافة التحرش الجنسي!!
- أمي.. يمَه..يامو..
- بعض البشر كالملائكة
- طريق الألهة
- صوم روحي
- وغفا الحلم ..قصة قصيرة
- مفكرة كل مسلم!
- رثاء إنسان ..أم رثاء صور!
- جرائم الشرف كمرآة للمجتمع!
- خربشات قلب ..لرفيق الدرب
- اغتيال الحرية!
- زي السحر


المزيد.....




- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - امال طعمه - من قلب أم ..لإبنتها الصغيرة