أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى فؤاد عبيد - نحو إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي (1) تطوير الإشراف البحثي والأكاديمي














المزيد.....

نحو إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي (1) تطوير الإشراف البحثي والأكاديمي


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 11:47
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


نحو إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي (1)
تطوير الإشراف البحثي والأكاديمي



من المتعارف عليه في الأوساط الرياضية أن الهبوط في مستوى النادي الرياضي والفشل في تحقيق الفوز في المنافسات الرياضية عادة ما يتم تحميل مسئوليته للمدربين، بحكم أن تقصيرهم كان السبب في هذا الفشل، مهما تعددت الأسباب، وجرت العادة أن يتم المطالبة بتعيين مدربين جدد للخروج من مأزق رياضي يتعرض له أحد النوادي بعد خسارة كبيرة في منافسة رياضية مرموقة، وفق الاعتقاد بأنه ربما لم ينجح في انتقاء اللاعبين المناسبين أو طرق إشراكهم في اللعب في تلك المنافسة أو لم يقر التدريب المناسب لهم أو حتى لم يستخدم خطة اللّعب الجيدة التي تؤدي للفوز بتلك المنافسة، والغريب أن كل تلك الأسباب تعود بالفعل على المدرب ويصبح هو المسئول عن خسارة الفريق!

ولو تخيلنا أن معظم مدربي كرة القدم مثلاً لا يمتلكون مهارة المدرب الناجح، الذي يجتهد في الكشف عن مواهب لاعبيه وقدراتهم الحقيقية وحدود إمكاناتهم وطريقة لعبهم التي تُميزهم والأماكن التي يُستحسن أن يتحركون فيها بأرض الملعب ويستخدم خطط اللعب المناسبة لهم ويدربهم ويوجههم ويدفعهم للأداء الأمثل، لما استمتعنا بالمباريات والمهارات والأهداف التي يحرزها الكثير من الموهوبين حول العالم، ولربما تراجعت رياضة كرة القدم وفقدت بريقها وأضحت المنافسات المحلية والعالمية واحتفالات الفوز كلها بلا نكهة ولا جمهور وأصبح اللاعب الرياضي يكتفي بشهادة تخرج من ناديه الرياضي تثبت أنه لاعب كرة قدم محترف ومتخصص في حراسة المرمى حتى لو كان مرماه يتلقى عشرات الأهداف في المباراة الواحدة من المباريات التي لا يحضرها الجمهور أصلاً ولا يدري عنها شيئاً!

وإذا صح لنا تشبيه المؤسسة الأكاديمية بالنادي الرياضي، فإن المشرفين الأكاديميين فيها سوف يناظرهم المدربين المتخصصين في الألعاب الرياضية المتنوعة، والطلاب والباحثين سوف يمثلهم الرياضيين أنفسهم الذين يمارسون تلك الألعاب، ووفق هذا التشبيه يُصبح بالإمكان استنباط أحد أهم الأسباب الخفية للتراجع في مستوى التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي ألا وهو أسلوب الإشراف الأكاديمي والبحثي "التقليدي" الذي لم يتطور أو يجاري التقدم الذي طرأ على جميع المجالات الأخرى، هذا بالرغم من تعاظم وتكديس أعداد الخريجين الأكاديميين والباحثين المتخصصين وغزارة وتنوع الأبحاث والدراسات "التقليدية" التي يتم إنتاجها.

ففي الوقت الذي تطورت فيه كل العلوم، من خلال التعمق الرأسي بنفس التخصص والتوسع الأفقي الناتج عن تشابك وترابط كل التخصصات معاً، إلاً أن أسلوب الإشراف البحثي والأكاديمي لم يحظ بالاهتمام الكافي الذي يؤهله لمجاراة هذا التطور وما نتج عنه من متغيرات في هذا العصر المتشابك علمياً واجتماعياً، فهو أمر يستدعي اكتساب المزيد من الثقافة العامة والبحثية والمعرفة المتنوعة في كل التخصصات بالإضافة لعلاقاتها جميعاً بمشكلات المجتمع المحيطة، كذلك فإنها تتطلب قدرات لا يُستهان بها من "الفراسة" التي تساهم في الاستكشاف المبكر لشخصية الباحثين وإمكاناتهم وقدراتهم الفكرية وميولهم واهتماماتهم العلمية والمعرفية واكتشاف مفاتيح توجيههم التوجيه السليم والمناسب ودفعهم للبحث والابتكار بدلا من العمل البحثي التقليدي الذي ساد في العقود السابقة مقارنة بالباحثين في الدول المتقدمة الذين يتجولون في أقاصي الشرق والغرب وحتى شمالاً وجنوباً وصولاً للأقطاب المتجمدة ويركبون البحار والمحيطات ويتسلقون أعالي الجبال ويهبطون في الوديان ويدخلون الغابات والأدغال بحثاً وتنقيباً عن المعرفة وإجراء الأبحاث والتجارب العلمية، حتى وإن طالت مدتها لعشرات السنين، بدافع "غريزة البحث العلمي" والابتكار والاستكشاف وبهدف تسخير المعرفة لصالح البشرية جمعاء.

إن الحلول الجذرية لمثل هذه المعضلة، التي تهدد صناعة المستقبل للأجيال المتعاقبة بشكل تسلسلي، تتطلب مسيرة إصلاح شاملة لثقافة الإشراف البحثي والأكاديمي أولاً، قبل أي شيء آخر، في جميع المستويات الدراسية، بدءاً من المدارس وحتى الجامعات والدراسات العليا، باعتبارها أشبه بعملية مساندة للطفل الذي يبدأ بالمشي على قدميه لأول مرة، فهي عملية شديدة الأهمية في أولى خطوات مشوار البحث العلمي ولا ينفع معها الأسلوب التقليدي أو التلقين والاستنساخ، ولا تجدي معها الاعتمادية الكاملة أو الترك المطلق بدون مساندة وتوجيه، وتتطلب ثقافة عالية وقدرات متميزة تهدف جميعها لتشجيع وتنمية وتطوير غريزة البحث العلمي لدى الطلاب في كل المراحل التعليمية ووضعهم على أول الطريق نحو التميز والإبداع فيما سوف يقدمونه من أبحاث ينبغي أن تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم وتقدم حلولاً حقيقية للمشكلات الملحّة في مجتمعاتهم وتساهم في تقدمها وازدهارها.



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (1) النظرية النسبية -الأ ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (3) إدارة الو ...
- نظريات القيادة الاصطناعية .. الركيكة !!
- الحلول الإبداعية للأزمات الاقتصادية (1) هندسة الاستثمارات ال ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المج ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون وا ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (3) الاتفاقيات الإستراتيجي ...
- الحلول السحرية لمشكلات البحث العلمي(1) المنافسات المتسلسلة ا ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (1) الفنون وا ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة، نظرية الأوزان الان ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (1) إدارة التقاطعات
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (2) استثمار تضخم أ ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (3) تجديد الفكر ا ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (2) التخطيط العنق ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (1)
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (1) اعتماد سلم الأ ...
- نظرية الأوزان الانتخابية الحديثة !!
- الثقافة الديناميكية العشوائية الحديثة !!
- الإستثمارات المعلوماتية.. والإحتلال المعلوماتي!!
- الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى فؤاد عبيد - نحو إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي (1) تطوير الإشراف البحثي والأكاديمي