أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصطفى فؤاد عبيد - نظريات القيادة الاصطناعية .. الركيكة !!














المزيد.....

نظريات القيادة الاصطناعية .. الركيكة !!


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 15:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لو قُدر لنا قراءة كل الكتب والمحاضرات التي تتحدث عن أساليب وأسرار التنمية البشرية، وتحديداً تلك التي تُركز على تنمية القدرات الشخصية والمهارات القيادية، وبخاصة التي تم استيراد معظم مناهجها من الغرب أو تمت طباختها محلياً بطريقة استنساخية هشة، فإننا سنكتشف من الغرائب والعجائب ما يفوق كل ما قد نستنتجه من الإيجابيات التي تحملها بين صفحاتها، بحيث أننا مثلاً قد لا نلحظ وجود كلمة واحدة تُعبر عن "الحكمة" مثلاً أو حتى مضمونها في سياق موضوعات تلك المناهج في الوقت الذي يُفترض فيه أن تتمحور كل مكامن القدرات الذاتية للشخصية القيادية العربية حول هذا الجوهر المهم والأساسي فيها.

والصراع الأكاديمي الأزلي بين نظريات القيادة التي تؤكد أنها "فطرية خالصة" من جهة وتلك التي تفترض أنها يمكن أن تكون "مكتسبة بالتدريب" اشتدت في الآونة الأخيرة وفق ما أسست له الثقافات الغربية المتنوعة وساهمت في تحويله إلى صراع تسويقي للرؤى التي تحملها تلك الثقافات حول مفهوم القيادة وطرق الاستفادة من تسويق السمات الاصطناعية المختلفة التي يتم زرعها في القادة الذين يتم استنساخهم حول العالم من خلال مؤسسات متنوعة بمسميات مختلفة تهدف معظمها لصناعة قادة المستقبل، وبخاصة سمات الحث والتأثير، بحيث يصبح المشهد وكأنه عملية استنساخ وتسيير مجتمعات بأكملها بأقل التكاليف!

والتحول التدريجي، الذي قد يكون ملحوظاً لبعض المتخصصين والقادة المتمرسين، في الشخصية القيادية التي يتم تصنيعها الآن لا تتناسب حتى مع ما قصده مؤلفو نظريات القيادة المكتسبة الأصليون، وجعلت من مفهوم القيادة أمراً شكلياً وسطحياً مصنعاً بعيداً عن السمات القيادية ذات الجوهر الأصيل وتقترب أكثر من التلقين لكيفية التشبه المتصنع الركيك لطريقة التصرف في مواقف معينة كقائد بدلاً من زرع الأخلاقيات الحميدة التي يُفترض بأنها المُحرك الفعلي للقائد الحقيقي، تلك الأخلاقيات التي قد تؤهله لأن يتصرف بطريقة إبداعية تتناسب مع كل موقف بشكل أفضل مما قد يتصرفه شخص يتم تلقينه وتدريبه لاستخدام صوت أو لغة جسد مثلاً، والتي يُفترض أن تكون سمات فردية وشخصية غير قابلة للتعلم، بل أنه بمجرد أن يتعلمها يكون قد وقع في فخ التقليد ويفقد بالتالي أهم ميزات الشخصية القيادية.

وعلى النقيض من ذلك، يظل القائد الحقيقي، سواء الذي وُلد بسمات القائد بالفطرة أو اكتسبها بالتربية والتنشئة الأساسية الصحيحة منذ الصغر قبل مرحلة الشباب، قائداً حتى في أصعب المواقف وأكثرها حدة ولا يفقد سماته في الأوقات العصيبة بل أن سمات القيادة فيه قد تتجلى أكثر في مثل تلك المواقف، حتى وإن لم تكن ظاهرة في كل الأوقات، ويتحلى بالأخلاقيات والمُثل التي تجرّعها منذ الصغر وأهلته ليكون قائداً حقيقياً وليس حافظاً ومقلداً لبعض سمات القائد التي سيُطلب منه تأديتها من خلال حركات أو تصرفات في مواقف معينة يتلقاها بالتلقين والتدريب الهش بطريقة أشبه ما تكون بعملية "تعليب وتغليف" سريعة وكأنها تهدف لتأهيله حتى يؤدي دوراً في أحد الأفلام السينمائية ومن ثم الاعتزال!

إن إعادة هيكلة وبناء الاستراتيجيات الحالية المتبعة لبناء القدرات الذاتية لجيل الشباب هو مطلب أساسي في هذا العصر المليء بالكتب والمطبوعات المستنسخة التي بُني معظمها على أسس غير عربية وليس فيها من الأصالة العربية إلاّ اللغة، الركيكة أحياناً، بحيث ينبغي النزول بمستوى البناء في التأهيل والتنشئة القيادية للفئات العمرية الأقل والبدء بخطوات جوهرية أساسية في المنزل والمدرسة والأندية الرياضية والترفيهية والمراكز الثقافية والتدريبية المتخصصة وفق إستراتيجية تهدف لجعل الطفل قائداً على المدى الاستراتيجي البعيد، كذلك ينبغي تطوير المواد التدريبية التي تتناسب مع الرؤية العربية والإسلامية لمفهوم القيادة الحقيقية بكل ما تحتويه من أخلاقيات حميدة ومعاني ومُثل عليا كالتضحية والفداء والمروءة والشهامة والشجاعة في منحنى تصاعدي يصل إلى حد الامتزاج بالمنطق والحكمة والتفكير القيادي الأصيل، بهدف معالجة ما سنحصده في السنوات القادمة من فجوة قيادية بالرغم من احتمال ازدحامها بالشخصيات الموسمية ذات الصبغة القيادية الاصطناعية السطحية الركيكة!!



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلول الإبداعية للأزمات الاقتصادية (1) هندسة الاستثمارات ال ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المج ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون وا ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (3) الاتفاقيات الإستراتيجي ...
- الحلول السحرية لمشكلات البحث العلمي(1) المنافسات المتسلسلة ا ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (1) الفنون وا ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة، نظرية الأوزان الان ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (1) إدارة التقاطعات
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (2) استثمار تضخم أ ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (3) تجديد الفكر ا ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (2) التخطيط العنق ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (1)
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (1) اعتماد سلم الأ ...
- نظرية الأوزان الانتخابية الحديثة !!
- الثقافة الديناميكية العشوائية الحديثة !!
- الإستثمارات المعلوماتية.. والإحتلال المعلوماتي!!
- الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!
- تأملات بريئة في تجارة العلاقات الإنسانية .. الخبيثة!!
- دعوة لاستكشاف أسرار اللغة العربية !


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصطفى فؤاد عبيد - نظريات القيادة الاصطناعية .. الركيكة !!