أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - المعارضون واللحى وأشياء أخرى














المزيد.....

المعارضون واللحى وأشياء أخرى


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1257 - 2005 / 7 / 16 - 08:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن مفاجئاً أن تنبت اللحى على وجوه معظم تفريعات المعارضة السورية في الداخل والخارج ( نهائياً ) بعد أن أقدم الرفاق في تنظيم الإخوان المسلمين على تعديل خطابهم السياسي بما ينسجم مع لغة ما بعد أحداث نيويورك الإرهابية وقد حدث هذا التعديل تحت ضغوطات الأمر الواقع فمن جهة أولى كي يبعدوا عن أنفسهم كل صلة بالإرهاب والإرهابيين المسلمين الذي يشنُّ عليهم المجتمع الدولي حرباً ضروس.. ومن جهة ثانية كي يصبح بالامكان الدخول من جديد إلى الداخل السوري كلاعب سياسي أول بعد تقزم، وتشرزم أطياف المعارضة، وبروز ضعفها الشديد المتأتي من تراجع تأثيرها على الرأي العام السوري، واضمحلال قواعدها الشعبية.
في مثل هذه الأوضاع كان متوقعاً أن يتمكن الإخوان من النجاح النسبي في إحداث اختراق سياسي في مجرى العملية السياسية الراكدة ومن ثمَّ أن يثيروا من حولهم غبار الجدل حول مصداقية تحولهم إلى حزب من طراز جديد على عكس حزب التحرير الإسلامي الذي تشرنق أكثر فأكثر في ظل التحول العالمي وبدء الحرب على الإرهاب.!
وهكذا بدأت تنبت اللحى على وجوه عدد كبير من الكتاب، والمثقفين، والفئة المهنية الجديدة أقصد المحللين السياسيين وعلى ذقون بعض المنضوين في صفوف المعارضة والتاركين لتنظيماتها وإن ظهر الأمر عند الأقلية الماركسية وكأنه تكتيك سياسي ملزم تمليه الظروف الموضوعية، فإن المسألة عند الغالبية، هي وليدة انتماءاتهم الأيديولوجية نصف الإسلامية ( الناصريين على تنوعهم والبعثيين المعارضين على محدوديتهم والمستقلين الذين لم يقطعوا حبل السرة بتنظيماتهم السابقة التي تركوها لهذا السبب أو ذاك ).
إن غالبية هؤلاء كانوا ولا يزالون يتفقون مع الإخوان في طبعتهم القديمة حول هوية المجتمع الإسلامية وأحادية المرجعية من حيث هي الشريعة الإسلامية، ومن الطبيعي أن يتفقوا معهم في طبعتهم المحدَّثة حيث باتوا يرغبون في أن يكون هذا المجتمع ديمقراطياً، ومدنياً، وتعددياً، أما كيف يمكن أن يتحقق هذا المستحيل في ظل المرجعية الأحادية اياها فإن ذلك متروك للغيب وحده.
نعتقد أن هذا التحول النسبي في خطاب الإخوان ليس تكتيكاً كما رأى البعض بل هو ثمرة طبيعية لمجمل التغيرات الكبيرة التي حصلت في العالم.. وفي الوقت نفسه لا يمكن اعتبار هذا التحول تطوراً في فكر الجماعة كما رأى البعض الآخر حيث بقيت الشريعة الإسلامية مرجعاً وحيداً لهم وهي وحدها ستكون مصدر التشريعات والقوانين، وعليها وحدها سيتم الاتكاء لتنظيم أوضاع المجتمع وعلاقاته الداخلية وكل هذا وكثير غيره يناقض في كثير من الأمور ما وصلت إليه الحضارة المدنية الإنسانية وفي ذات الوقت يناقض الكثير من المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمرأة والطفل وغيرها.!
الغريب في الموضوع كله هو الحماسة التي أبداها البعض من الذين عرفوا بعلمانيتهم في تعاطيهم مع المشروع الإخواني، ومن ثم قبولهم الجزئي أو الكلي لحكاية تطور برنامجهم السياسي في الوقت الذي حافظ فيه الإخوان على هوية التنظيم الطائفية في كل مناحيه المعرفية، والإيديولوجية، ومن البداهة القول: إن العلماني يتناقض معرفياً مع كل الطروحات الدينية بغض النظر عن عائديتها، وهذا هو سبب الغرابة في تغليب ما هو سياسي راهن على ما هو معرفي عند أولئك العلمانيين.! فالقول بالدولة المدنية في مشروع تنظيم ديني مظلته الراسخة منظومة فقهية تعود لعشرات القرون هو قولٌ مردود ولا يستقيم مع منطق الضرورة والحياة ذلك لأن المشايخ هم هؤلاء وأولئك أي: إما خدم شرعيين عند الخليفة ومن بعده السلطان، والملك، والرئيس، أو فقهاء إرهاب وتكفير، وكل ما عدا ذلك يظل تنويع تجميلي لا تأثير له في الواقع. !



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيماءهم في عقولهم..!؟
- المعارضة الجوالة.. والسيد العراقي..!؟
- أحرار أم أشرار..!؟
- غربلة المقدسات : 49 + 50
- بين رياض الترك وسمير جعجع.!؟
- المستحاثات.. واتحاد الشباب العاطلين عن العمل.!
- كذبة /31/ شباط
- الديمقراطية الإسلامية على الطريقة الكويتية
- لماذا المؤتمر الوطني ( علاك مصدى ).!؟؟
- المنجل والمطرقة والحاصودي..!؟
- وإن الشهر الخامس لناظره لقريب.!؟
- المشهد السياسي السوري والخيار الصعب
- لعنة إلهكم عليكم وعلى جمعية المرتضى.!
- الديمقراطيون الإسلاميون : الأمير يوسف نموذجاً
- الاشتراكية الإسلامية ومقولة لا إكراه في الدين
- صيف بعثي ملتهب
- حيرة نبيل فياض فيما أجمع عليه الخطباء
- الوحدويون الانشقاقيون
- الأوباش الأمريكان لا يعطوننا نظير أتعابنا.!
- الحركة التصحيحية الجديدة


المزيد.....




- الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
- شاهد/حاخام صهيوني يصدر فتوى بقتل أطفال غزة جوعًا: -لا رحمة ع ...
- كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية ...
- عاجل | بوليتيكو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولم ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام المتطرف بن غفير باحات الم ...
- البرلمان العربي يدين اقتحام المستعمرين بقيادة بن غفير المسجد ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام -بن غفير- باحات المسجد ال ...
- الرئاسة التركية: اعتداء إسرائيل على المسجد الأقصى مرحلة أخرى ...
- تركيا تدين بشدة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى
- نادي الأسير الفلسطيني: استشهاد المعتقل أحمد سعيد صالح طزازعة ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - المعارضون واللحى وأشياء أخرى