أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - من ثمارِ معرضِ الكتاب














المزيد.....

من ثمارِ معرضِ الكتاب


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس قيام معرض الكتاب بظاهرة فريدة مكرسة للعروض الاحتفالية بل هو معالجة عقول لثمار المعرفة المُنتجة خلال سنة أو تزيد، وهي قراءاتٌ للنتاج الأدبي الفكري ومعرفة تياراته وتطوراته.
وإذا كانت الرواية هي أكثر الميادين المنتجة وأحفل الظاهرات بالرصد والاحتفال فهي لكونها غدت شكلاً معرفياً فنياً، يجمع بين الإبداع والعلوم، لكن إلى أي مدى تحقق ذلك في معرض الكتاب الذي انصرم بالبحرين ومدى الإنجازات التي تحققت؟
هذا يحتاج إلى رصد ليس سهلاً.
لقد أخذت الروايات تتغلغل في بلدان جديدة وتعطي ثماراً هامة، ففي السعودية تظهر سنوياً أكثر من رواية مطبوعة ولكن ليست كلها خصبة وثرية للقراءة لكن بعضها يصل إلى هذا ويقدم نتاجات جديدة واعدة.
القاص والروائي السعودي (مقبول العلوي) له نتاجات قليلة ولكنها مهمة فهو كاتب شاب مثير للاهتمام. في مجموعته القصصية (فتيات العالم السفلي) الصادرة عن دار فضاءات بالأردن (2013) يقدم أحداثاً اجتماعية مكثفة ترصد هموم البشر وتجسد مقاطع مختزلة من حياتهم بشكل تصويري لماح ومكثف.
حتى الآن لا أرى فلسفة فيها، فهو يرصدُ الخارجَ ومشكلات عابرة، لكنه يعرض ملامح من الانفتاح والنهضة في الحياة الشعبية الاجتماعية ويقدم تجربة جديدة في القصة القصيرة السعودية.
في روايته (زرياب) الصادرة عن دار الساقي ببيروت (2014) نجد هذا النهج البرعمي وقد استوى رؤية ورواية جميلة.
(زرياب) المغني والموسيقي العربي الشهير يتحول إلى شخصية روائية على مدى مائتي صفحة، ويعيش علاقة صراع ضارية مع معلمه (إسحاق الموصلي).
اختيار الكاتب للتاريخ العربي والثقافي الإبداعي فيه شيء جديد ومدهش في الكتابة الروائية، حيث إن هذا المجال بكر، وحيث إن قضايا التاريخ والصراع بين الخليفة المأمون وأخيه الأمين لم تعالج من قبل، وهي تتشابك مع تطور الغناء والموسيقى ويبرز أعلامٌ منها فتعرض لوحات تاريخية إلى جانب حياة الشخوص وعوالمها المختلفة ويتضافر التاريخي والشخصي مكونين الرواية الحديثة.
فهذا المستوى من الرصد التاريخي الثقافي هو شأن إبداعي جديد، والكاتب يدخل في تفاصيل هذه الجوانب من عرض أدوات الغناء كالعود خاصة وأوتاره وكيفية صنعها إلى كيفية تفجرها بالألحان، إلى عرض مجالس هارون الرشيد الحافلة بالشخصيات التاريخية والثقافية كالأصمعي والكسائي والجاحظ وغيرهم من أعلام اللغة والأدب وكيف ظهر في هذه المجالس إسحاق الموصلي وتلميذه (زرياب) وأسباب تفجر الصراع بين الأستاذ والتلميذ كما هو بين الخلفاء حتى يلوذ زرياب بالهرب ويمضي في رحلة طويلة من بغداد حتى الأندلس التي يبدعُ قلائده وآخر إنتاج وينقل للمغرب ولأوروبا ثمار نهضة وثقافة مشرقية كبيرة وفي الأندلس يبدع ويموت.
كما يعرض المؤلف لمحات من الصراع التاريخي بين المأمون والأمين فهو يتجه بعرض كله للصراع الشخصي بين زرياب والموصلي تاركاً اللوحة التاريخية الثرية كومضات سريعة.
الجمع بين فن الرواية وموضوعية التاريخ قضية مهمة صعبة، وقد قام المؤلف بصنع أولياتها، ولم يغص في كل عمقها وتشعباتها بسبب خبرته الأولية وتجربته الواعدة لكنها رواية شيقة مترابطة سهلة العرض وبسيطة الأسلوب.
ليس من السهولة أن يكتب الشباب رواية تاريخية عن التراث العربي فهو مستوى يحتاج إلى تقدم كبير في الأدوات الفنية وقراءة التاريخ، وهي ثنائية حققها هذا الكاتب الشاب بتفوق.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجزٌ سياسي
- مؤشرٌ سلبي
- هل فشلَ الربيعُ العربي؟
- انتهازية التحديثيين
- ارتباك قومي
- الوعي التحديثي وتجاوز التقليدية
- رأسماليةُ دولةٍ وعجز عن التطور
- رياضُ الأطفالِ والتعليم
- الأزمةُ مرةً أخرى
- معرضُ الكتابِ وأزهاره
- الدينيون والحداثة (4)
- الدينيون والحداثة (3)
- التحديثيون الدينيون 2 - 2
- التحديثيون الدينيون (1)
- تركيا الحداثة
- بين رأسماليتين
- الشعبُ هو الذي يصنعُ التاريخَ
- شطبُ الدعوى هل هو بدايةُ مصالحةٍ عميقة؟
- وتزدادُ الشروخُ في الوطن
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (7)


المزيد.....




- ستوكهولم: محاضرة قانونية سياسية حول اتفاقية خور عبد الله للد ...
- ضغوط داخلية وانتقادات خارجية.. خطة نتنياهو أمام مجلس الامن
- وسائل إعلام صينية تؤكد أن رقائق (إتش20) المطورة من إنفيديا ا ...
- ألمانيا تقر تعديلا قانونيا لتعزيز مكافحة غسل الأموال
- -كنت شاهدا على مذابح الفرنسيين في مصر-
- قنبلة -ليتل بوي- السلاح النووي الذي دمر ثلثي هيروشيما
- شاهد.. محرز يزور تدريبات مانشستر سيتي ويحظى باستقبال مميز
- مارسيل خليفة يغني لغزة ولبنان في مهرجان صيدا
- تعرف على أسعار السلع الأساسية في غزة
- عاجل | نتنياهو: هدفنا نزع سلاح حماس وإنشاء إدارة مدنية غير إ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - من ثمارِ معرضِ الكتاب