أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الشحماني - أيهما أكثر انسانية دول الثلوج أم دول البترول . .؟














المزيد.....

أيهما أكثر انسانية دول الثلوج أم دول البترول . .؟


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 12:26
المحور: كتابات ساخرة
    



في بلاد الثلوج . . . . .
يستقبلونك بالأحضان وكأنك أبنهم المفقود وها انت ترجع اليهم بعد طول غياب . . . يؤونك ويلملمون شتاتك ويسكنوك مسكن لائق ويغدقون عليك بكل الخدمات الأنسانية . . . لا شيء يربطهم بك . . ليست هنالك صلة رحم بينهم وبينك, ليس هنالك تشابه بالعادات والتقاليد . . ليس هنالك لغة مشتركة بينهم وبينك أو حتى دين يجمعهم بك . . ومع ذلك فهم اكثر رأفة ورحمة وأنسانية بك . . يشعرونك بآدميتك المفقودة في بلاد البترول, بلاد البترول التي سرقت منك كل شيء . . . سرقت منك طفولتك, شبابك, أحلامك وانكرت حتى وجودك . . .!
في بلادك (بلاد البترول) أنت غريب. . لا بيت تسكن فيه, لا خدمات, لا أمان, لا حقوق, لا ضمان أجتماعي, لا رعاية أجتماعية . . .!
في بلادك (بلاد البترول) . . . انت مجرد أسم في دفاتر النفوس المركونه منذ عقود في زوايا الغرف المظلمة التي بنت علها العنكوت بيوتها الواهنه أو كأي ورقه مبلله مزقتها الريح ورمتها ايادي الزمن في سلة المهملات وربما انت كأي أسم سكن جثمانه القبر واصبح نسياً منسيا . .!
في بلادك (بلاد البترول) أنت مجرد شجرة مقطوعة ومتروكة في صحراء الوطن تنتظر دورها لترمى في تنور مستعر يبحث عن وقود جاهز ليعانق ناره رغيف الخبز الأسمر . .!
في بلادك (بلاد البترول) أنت مفقود الأسم والهوية والعنوان . . أما في بلاد الثلوج فلديك أسم وهوية وعنوان رغم مرارة الغربة وبعد المسافات وحنين القلب الذي اتعبته وانهكته مواويل السهر ولوعة الاشتياق. .!
في بلاد الثلوج يستقبلون البشر من كل الجنسيات, المسلم, البوذي, المسيحي, اليهودي, الطفل, المرأة, الشاب, الكهل . . يستقبلونهم بأبتسامة عريضة تزيح عنك جبل الهموم والأحزان . .
ـــــــــ هنا يراودني شعور بالألم والحسرة . . . آه لما لم يخلقني الله في تلك البلاد . .؟!
لما لم ترسو سفينة طفولتي المفقودة في موانيء تلك البلاد . .؟!
لما لم ينصفني القدر وآتي الى بلاد الثلوج قبل اندلاع حروب الوطن (وطن البترول) الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة . . . .!!
حروب الوطن التي لم ولن تنتهي . . مازال ذلك الغول الذي أسمه (البترول) يتنفس الصعداء . . !
حروب وطن البترول بعناوينها المختلفة على كل الجبهات الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية . .
حروب وطن البترول بأسماءها القديمة والحديثة . . حروب وطن البترول بعناوين الدكتاتورية القديمة ـ والديمقراطية الحديثة . . .!
حروب وطن البترول التي جعلتنا نخجل من ذلك الغول الذي أسمه (البترول) . . البترول الذي التصق بنا دون ان نعرف منه شيئاً او نجني منه شيئاً, التصق بنا كهوية للموت والحرب والدمار . . لم نأخذ منه شيئاً لكنه أخذ منا كل شيء . . وطن البترول مسجل (بأسماء شركات أجنبية) وبعناوين شتى . . مسجل في ارصدة وبنوك الغرب بأسماء سماسرة محترفين وأخرى أسماء وهمية . .
أما نحن أبناء (وطن البترول) مقدر لنا ان نكون فقراء تعساء واغبياء, يسكننا المرض والخوف وتعشعش فينا الفاقة . . نعيش أذلاء عبيداً لمن يسرق منا البترول ويغدق علينا بكسرة خبر أسود . . أنه بلد البترول..!
في بلاد الثلوج يستقبلونك بأحترام وكياسه وتقدير ونبل وانسانية . . بلاد الثلوج ليس لديهم ذلك الغول (البترول) . . لديهم فقط الثلوج ــــــ آه لو كان لديهم البترول لنسجوا لك ثياباً من ذهب . . !
لديهم الثلوج ومع ذلك فهم يوهبونك الحياة والأحترام والمأوى ويمنحونك الحب والتقدير والأمان . . ليس لديهم تفرقة عنصرية أو تعنصر ديني أو اثني أو عرقي . . ليس لديهم تفرقة في طرق التعامل اليومي, الكل متساوون أمام القانون, لا فرق لديهم بين ابناء القارة الأسيوية أو القارة السوداء . . ليس هنالك فرق بين اطفالهم واطفالنا . . في روضة الأطفال نراهم يهتمون بأطفالنا اكثر من اهتماهم بأطفالهم . . يقدمون لهم الطعام والشراب ويمنحونهم الحنان والرعاية الانسانية . .
بلاد الثلوج تكشف عن معني بياض الثلوج وهو (المشابه) لبياض قلوبهم وبياض انسانيتهم ونقاء ضمائرهم . . !
أما بلاد البترول فتكشف عن معنى سواد البترول (المشابه) لسواد قلوب انظمتنا السوداء التي تتاجر بمفاهيم الأنسانية (الفارغة) دون ان تدرك ان الأنسان مخلوق الله المقدس . . !



#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل لي من انت ... حدثني عن تاريخك ... حتى انتخبك..!
- هل سنبقى مثل الأسماك الصغيرة . . . ؟
- -كوكب حمزة . . . دموع وآهات في لوحة محطات-
- ديمقرا. . طية علي عبد الله الصالح . .العب يا بط
- نارُ الحريق تجاوزَ المتوقع . . !
- من دفاتر الذكريات . . . امرأة تشعل الف شمعة حب للفقراء
- رأيتُ العصافيرَ تبكي عليه حزناً . . .
- اعلان عن فقدان حبيبة العمر (لوبيتا). . .!
- للذكريات طعمٌ وعطرٌ ولونْ . . . يوتيوب أنترنيت الذكريات!!
- من دفاتر الذكريات . . . معسكرات الطلبة عام 1986
- صديق قديم وحميم يشعل نار الذكرى من جديد في أكواخ الزمن المتآ ...
- قحطان العطار . . . الغائب الحاضر - جراحات وعذابات الغربة -
- سامحك ألله ياقلبي الملوث بالخيانة
- - سومرية العينين -
- سومرية العينين -
- وداعا . . . أيها الطائر الجنوبي الجريح - كمال سبتي


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الشحماني - أيهما أكثر انسانية دول الثلوج أم دول البترول . .؟