أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - سامحك ألله ياقلبي الملوث بالخيانة















المزيد.....

سامحك ألله ياقلبي الملوث بالخيانة


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


لا أعرف كيف تصافح الأكف الملوثة أيدينا , وكيف تطأ اقدامهم سطح الارض , وكيف نقيم معها علاقات انسانية , وكيف وكيف؟!

هذه الاسئلة تبقى عالقه في ضمير الزمن تبحث لها عن اجوبة . . .

كان جالسا في المقهى يتناول بعض الشاي , عيناه تحدقان في الوجوه من بعيد ومن قريب كأنه لص يبحث عن شيء مفقود في عيون الناس , نهض ومَـد يده في جيب قميصه الرث العقيق وبأنفاس حائرة لم يعثر على قطعة نقود ليداوي بها جروح استفلاسه , جلس مرة ثانية يتأمل الوجوه لعل شيئا ما سيحدث و لكن آه فالوجوه هي الوجوه , والأصوات هي الأصوات , لاشيء جديد . . .

لم يمض وقت طويل على مكوثه في المقهى وأذا بصديق له يدعى فاضل جاء يبحث عنه , أأنت هنا يا خالد؟ نعم أنا هنا. . . منذ متى؟ , منذ وقت ليس بطويل .

هلم معي لأروي لك أمراً هاماً يخصك ويستثير عاطفتك وأخلاقك, ماذا بك يا فاضل؟ , اخبرني بحق السماء , هل مات أبي؟ , هل دهست أمي؟ , هل سقط سقف البيت العتيق فوق رؤوس عائلتي؟ , أم هل جاء مختار المنطقة ومعه رجال الشرطة يبحثون عني فأنا كما تعلم جيداً هارباً من الجيش منذ أكثر من ستة اشهر؟!

لا يا خالد , ليس الأمر هذا أو ذاك .

أذن فأجلس ودعنا نتحدث عن الأمر الذي جئت من أجله.

حسناً ما الأمر . . . زوجة خالك سناء . . . ما بها؟ , ما الذي جرى معها؟.

لقد رأيتها للمرة الثالثة مع شاب نحيف الجسم , أسمر الوجه , لايتجاوز عمره الحادية والعشرون , يعمل نادلا في أحدى المطاعم الشعبية , كنت جالساَ في ذلك المطعم وسمعت همساتهم وضحكاتهم المدوية ورأيتها بأم عيني تسلمه مبلغا من المال قائلةً له حبيبي "علاء" انها لك , وسأتصل بك عند المساء في الحادية عشر ليلاَ لأخبرك بأمور مهمة جدا .

هل أنت متأكد مما تقول؟ قال خالد: نعم في غاية التأكد, أجاب فاضل.

اللعنة عليها , ان خالي رجل طيب القلب , كريم النفس , ثري , يملك الملايين الا انه دائما خارج البيت , ذلك مايتطلبه عمله كتاجر استيراد , أما هي واعني بها زوجة خالي أمرأة يتجاوز عمرها الثامنة والثلاثون , لم تعد مراهقة كما هو حال بعض الفتيات الشابات , لقد ذبلت وماتت في داخلها زهور المراهقة , فهي الان في وضع يحسد عليه , كل شيء متوفر لها في داخل قصرها المؤثث بأحدث موديلات الأثاث , حتى أن خالي لم يبخل عليها بالملابس الزاهية الجميله , العطور الأجنبية , الأكسسوارات , المكياج , وكل الأمور النسائية التي تحتاجها المرأة في وقتنا الحاضر , أضف الى ذلك أن لديها ثلاثة أطفال صغار , بنتان وولد.

الحقيقة أنها ملكة زمانها كما يقال.

اللعنة عليها . . . اذن سأنتقم منها , ماالذي ستفعله ياخالد؟؟؟ , ستعرف ذلك بنفسك , ولكن قبل هذا كيف يتسنى لي أن اتخذ من كلامك دليلا قاطعا.

نعم هذا ما أردت أن اخبرك به.

بما أنها ستتصل بذلك الشاب الغريم الذي يدعى علاء في الحادية عشر ليلاَ , لذا حاول أن تقوم بعمل خطة جهنمية وبدون أن تدعها تحس أو تشعر بذلك.

ماذا بحق السماء , ما الذي يدور في ذهنك يا فاضل , وماهي الخطة الجهنمية التي تتحدث عنها؟ قال خالد. الخطة هي كالاتي . . . أن تربط سلك الهاتف المؤدي الى غرفتها أثناء الليل بجهاز تلفون آخر مع ربطه بآلة تسجيل كاسيت صوتي وبذلك سيكون لديك دليلا قاطعا على معرفة صوتها ومعرفة مايدور بينهما من حديث غرامي.

فكرة شيطانية جيدة , حسناَ سأفعل.

رجع خالد الى بيت خاله عند المساء حيث يعتبر المحطة الوحيده له بعدما تم طرده واقصاءه من قبل والده لأسباب عديدة , من بينها شجاره الدائم مع افراد الأسرة , وهروبه من الجيش , وسرقته بعض الحلي من جيرانه الذين توعدوه بالسجن في حالة الأمساك به يتجول في المنطقة.

لحسن حظه , لم يكن خاله موجود في تلك الليله , فهو في سفر مستمر وقلما يتواجد في البيت هذه الأيام.

تناول خالد عشاءه في المطبخ بهدوء وبسرعة غير اعتيادية , ثم جلس في صالة التلفاز يستمع لبعض الاغاني العاطفية المثيرة , ولسخرية القدر , حدث أذ دخلت زوجة خاله سناء الحمام , فأنتهز المجال وراح يكمل مشوار خطته الجهنمية التي أتفق عليها مسبقا مع صديقه فاضل وقام بربط جهاز تلفون آخر في الغرفة التي يقيم فيها وحده في الليل . كل شيء على مايرام , تمتم مع نفسه ـــ بعد قليل ستبدأ اللعبة.

نعم لقد بدأت , في الساعة الحادية عشر ليلا اشتعل الضوء الأخضر وأطلق حكم المباراة صفارته وبدأ الحوار التلفوني بين زوجة خاله " سناء" وبين عشيقها "علاء" , حيث راحت زوجة خاله تخبره بأمور مهمة من بينها حكاية المسدس الذي اشتراه زوجها قبل أسبوعين والذي اهدته اياه وكيف خلق ذلك جواَ مثيرا من الشكوك والمتاعب في البيت عندما كان زوجها يفتش عنه في جميع أرجاء البيت ولكن دون جدوى , وعن مبلغ المليون دينار الذي وضعه في غرفتها والذي أصبح هو الأخر في خبر كان وأمور أخرى كثيرة.

أطمئن ياحبيبي علاء , كل شيء لك وحدك , أن زوجي مجرد أسم في هوية الأحوال المدنية , اما قلبي ومشاعري وكل ما أملكه فهي لك وحدك يامنية الفؤاد, وبهذه الكلمات المشحونة بالعاطفة أنهت مكالمتها الهاتفية , وراحت تتقلب على وسادتها المخملية يمينا وشمالاَ , تبني أحلامها الوردية الرومانسية , في أي بدلة أو فستان سوف تقابل عشيقها يوم غداَ , مالون المكياج الذي ستفرشه على وجهها وكم ستعطيه من المال؟؟؟

أنطرق باب غرفتها . . . من هنالك؟! أفتحي الباب يازوجة خالي العزيز.

كانت زوجة خاله سناء مرتدية ملابسها الداخلية , فراحت على تمهل تلبس فستانها الليلي الفضفاض.

أفتحي الباب؟ ـــ تمهل من انت؟ , أفتحي الباب أنا خالد. وماذا تريد في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ , هل تناولت عشاءك؟

يازوجة خالي العزيز لما هذه الخيانه مع شخص وغدٍ أسمه علاء , لقد سمعت وأدركت كل شيء , فأنت على حافة الأنهيار .

هل أنت مجنون؟ هل هذا جزاء معروفنا معك وأيواءنا اياك واطعامنا لك طيلة هذه الفترة؟ ـــ أخرج أيها السافل النذل من بيتي والا سوف أبلغ الجهات المسؤولة وأخبرهم بهروبك من الجيش.

هه . . هه . .هه . . أفعلي مايحلو لك ولاداعي من أزعاجك , سأطلبهم أنا بنفسي , سأتصل برجال الشرطة وأدعهم يستمعون الى هذا الكاسيت الصوتي الذي يشتمل على مكالمة غرامية أبطالها زوجة خالي وعشيقها علاء , وسنرى من الذي سيغادر البيت أنا أم أنت؟؟؟

انتظر أرجوك , ماهذه الفضيحة ياخالد , اعطني هذا الكاسيت وسأعطيك ماتريده من المال , ولكن أياك أن تنبس ببنت شفه الى خالك. كلا يازوجة خالي ــ سألقنك درسا سوف لاتنسينه أبدا. تمهل ياخالد ولا تتهور ودعنا نتحدث بهدوء , وقبل كل شيء تعال , أدخل الى غرفتي لكي لا يسمعنا الأطفال فهم الأن نيام , ربما يستيقظون من صياحنا ويعرفون ما يجرى بيننا , وهذا مالا أرغبه , أرجوك تعال أدخل الى غرفتي وسأعمل لك عصير برتقال لتهدأ من ثورة جنونك , أدخل أدخل أرجوك . . .

دخل خالد الى غرفة زوجة خاله سناء المعطره بأحلى العطور والمزينة بفساتين النوم الجميلة وهو منتشيا بالنصر.

ذهبت زوجة خاله لتحضر له عصير البرتقال , وجلس هو الأخر يتنفس الصعداء ويقول مع نفسه الأن بات كل شيء في يدي , سأملي شروطي وسأجعلها كالخاتم بأصبعي.

جاءت زوجة خاله بسرعه , منذهله ومرتبكه مما جرى وكيف ستعالج الأمر مع هذا الأحمق الشرير , أبتسمت له بعد أن ناولته العصير , ثم اردفت في القول : أسمع حبيبي خالد ــــ كم تريد من المال شريطة تسليمي لهذا الكاسيت الأن , هل أنت مجنونة؟ أجاب خالد. أذن ماالذي تريده بالتحديد يا خالد ؟ اريدك أنت! ماذا تقصد ياخالد؟

من الأن وصاعدا أريدك أن تنسي حكاية علاء والخروج من البيت لوحدك , والا سوف أسلم هذا الكاسيت الصوتي الى خالي وستكون النتيجة وخيمة جدا , وهي الطلاق والتشهير بلا أدنى شك , وربما يقتلك خالي , أو يقتلوك أهلك أن لم تكوني منبوذة ومحتقرة من قبل الجميع , وخائنه بنظر زوجك الذي لم يبخل عليك يوما ما قط , أريد أن أمارس معك جميع الطقوس العاطفية التي تنمحينها لعشيقك علاء , ولنبدأ مشوارنا منذ هذه الليله. . .

نظرت سناء الى وجهها في مرآة الغرفة بأرتجاف وشعرت بأن لامحال مع هذا الشرير , ولافائدة من التحايل معه , أنه أمامها كالأسد المتوحش , وهي كالغزال المهزوم , أذن عليً أن استسلم لقدري المحتوم مع هذا الوغد الشرير . فكرت مع نفسها لبرهة , ثم أتخذت قرارها المهين , حسناً يا خالد , ٍسأكون منذ هذه الليله عشيقتك أنت . . .

استمالت اليه مثل سكران ثمل وهي مدركةً اللعبة القذرة , أخذته بالأحضان وهي ترتجف من هول الفاجعة , أحاطته بصدرها المندى بالعاطفة وشهيقها المرتجف , اسقطته فوق فراشها المعطر بعطر الأنوثة المسكرة , ثم هاجمته بشهوتها المتعطشة كأنها لبوة جريحه وهي تقول في قرارة نفسها سامحك الله ياقلبي الملوث بالخيانة.




#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - سومرية العينين -
- سومرية العينين -
- وداعا . . . أيها الطائر الجنوبي الجريح - كمال سبتي


المزيد.....




- هجرات وأوقاف ونضال مشترك.. تاريخ الجزائريين في بيت المقدس وف ...
- جينيفر لوبيز تحدثت عن زياتها للسعودية وكواليس دورها بفيلم Un ...
- من منبر مهرجان مراكش.. الممثل الأميركي شون بن يفتح النار على ...
- ورد الطائف يُزهر في قائمة التراث العالمي لليونسكو والحناء تل ...
- معرض العراق الدولي للكتاب يستقطب الشخصيات الثقافية والرسمية ...
- فايزة أحمد الفنانة الجريئة التي مُنعت أشهر أغنياتها لأكثر من ...
- صور| إبداع فوق الخشبة: طلبة معهد فنون الكرخ يتألقون في معرض ...
- دار مزادات ألمانية تعرض لوحة فنية -فارغة- بمليون ونصف دولار! ...
- -الشتاء في ضواحي موسكو- يقدم مواعيد عروضه الجليدية
- لماذا يتقاتل البشر؟ سوسيولوجيا الحرب والعنف وصعود الوحشية ال ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - سامحك ألله ياقلبي الملوث بالخيانة