أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - اعلان عن فقدان حبيبة العمر (لوبيتا). . .!















المزيد.....

اعلان عن فقدان حبيبة العمر (لوبيتا). . .!


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 16:19
المحور: الادب والفن
    



قبل ايام قليلة قامت الدنيا ولم تقعد اذ انطرق باب شقتي في وقت متأخر من الليل وهذه هي المرة الأولى التي يطرق فيها الباب في وقت متأخر من الليل منذ ان تنفست رئتاي هواء الحرية في أقاصي بلاد الله البعيدة, فتحت الباب واذا بفتاتين شقراويتين لا يتجاوز أعمارهن العشرين ربيعا ومعهما طفلة صغيرة ذات السادسه من عمرها على ما اتوقع - قالت أحداهن ذات الشعر الذهبي الطويل المنساب بتموجاته المثيرة فوق اكتاف فستانها الاسود الضيق بعدما حيتني بهدوء وهي تحدق بوجهي الأسمر والخجل يستحلب صوتها الناعم المغري المشحون بموسيقى الانوثة: "أتمنى ان لا نكون قد أزعجناك في هذا الوقت المتأخر"!! أجبتهما بهدوء تام - بالتاكيد لا! , واذا كنتم تعتبران طرق الباب في مثل هكذا وقت أزعاج فلعمري يسعدني أزعاجكما . .!

(مين كات لوبيتا !!!!) . . . قطتي لوبيتا . . !َ قالت الفتاة الشقراء الأخرى ذات الوشم الازرق الممتد فوق هضاب صدرها العاجي المحلى بزهرتين كأنهما لؤلؤتين قطفتهما الأمواج العاصفة من أعماق البحر – حتى أنه يبدو وكأنه لوحة مذهلة الوصف في الأثارة والأغراء . . .!

ماذا بها قطتك؟ أجبتها, قالت لقد فقدت قطتي (لوبيتا) قبل ثلاثة أيام ولم تأتي الى البيت وها نحن في حزنٍ وقلق شديد - نخشى أن تكون حالتها النفسية متوترة بعض الشيء أو أنها تعرضت الى حادث أفقدها الذاكرة . . .!
لقد عملنا لها أعلان مثبت فيه صورتها وكل المعلومات التفصيلية المتعلقة بها, بالأضافة الى اننا لصقنا صورتها في كل الاماكن القريبة من بيتنا وهذه نسخة من الأعلان ارجوا ان تقبلها لكي تتعرف على قطتي البيضاء المفقودة (لوبيتا) وتساعدنا قدر المستطاع بالبحث عنها لأنها جزءاً لا يتجزء من حياتي التي لا استطيع ان أتخيلها كيف سيكون طعمها بدون (لوبيتا), وسأعطي مكافأة لكل من يعثر عليها . .!
مسكتُ الأعلان وتأملتُ صورة القطة المفقودة (لوبيتا) . . . قطة بيضاء ذات عيون زرقاء أشبه بعيون صاحبتها الفتاة الشقراء . . قطة بيضاء كأنها الثلج الأبيض الذي يغطي أرض السويد في فصل الشتاء الطويل . . . يا ويلي , تباً لي وسحقاً لأيامي وسنواتي المفقودة التي ذهبت في مهب الريح . . .!! تلك الفتاتين يطرقن الأبواب باباً باباً ويتوسلان كل الوجوه من أجل العثور على القطة المفقودة (لوبيتا) التي غادرت بيت حبيبتها الى مكان مجهول . . تلك الفتاتين الشقراويتين الفاتنتين يبحثن عن قطة – مجرد قطة تموء– ماذا لو كان المفقود فتاة شابة لها كيان بشري مثلهن؟؟؟ ترى ماذا سيصنعان ؟؟ لله درك يا قلبي المبتلى بالضياع منذ ان أبصرت وجهي في مرآة الدنيا – لله درك يا قلبي كم فقدنا من الأحبه والأصدقاء في هذا الزمن الثعلبي الموبوء بالفاجعة . . . ترى من يعزينا ؟!

عجيب أمر الدنيا! , صرخت بأعلى صوتي المذبوح : أحبيبه وينج يمه تعاي شوفي بعينج – (لوبيتا) ضاعت . . . ضاعت. . . . ضاعت !)

سيحترق العمرُ حتما. .
وتصبح البلاد فوضى وخراب . . . !!
ستذبلُ كل ازهار العمر
وتحاصرهم جيوش الأكتئاب
سيجف نهر تريسيليلفا
وتتصحر الوديان والهضاب

لوبيتا. . .!!
الجميلة البيضاء . . .
غادرت
بيت حبيبتها الشقراء
غادرت بدون وداع . . .!!!
بدون أستئذان . . .!
وتركت النوافذ
مفتوحة والأبواب . .!
آه والف آه
ليتني أعرف الأسباب . . !!
* * * *
تمهل أيها الزمن . . .!!
لا ترتكب حماقة الفراق
تمهل وعد (بلوبيتا) الى عشيقتها الشقراء
لتضمها الى صدرها العاجي
وتشبعها لثما وتقبيلا وعناق
فلعمري أن (لوبيتا) أفضل من كل الشعراء
أفضل منا نحنُ المُعذبون التعساء
عد بها أيها الزمن الى عشيقتها الفاتنة
قبل ان تموتَ من لوعة الاشتياق
عد بها الى عشيقتها المضطربة
ودع عينيها تكف عن البكاء
ستتطاير كل اوراق الأشجار طربا ً
وتغرد كل العصافير فرحا ً
وترقص كل الفاتنات في بلاد الله
أذا عادت (لوبيتا)
الى حضن حبيبتها الشقراء . . .!


حزنٌ وقلقٌ شديد وفقدان شهية وحالة من الأنكسار والتألم بسبب القطة المفقودة (لوبيتا) . . . أعلانات وصور وبوسترات ونفور وتأزم وأضطراب وربما تعلن هاتين الفتاتين بعد استحصالهن الموافقة من منظمة الرفق بالحيوان الدولية حالة العصيان والتمرد والثورة في البلاد في حالة عدم تمكنهن من العثور على القطة البيضاء (لوبيتا). . وربما يصابان بالأحباط الذي يدفع بهن الى الأنتحار أو الأصابة بمرض سايكولوجي خطير يترتب عليه عدم الذهاب الى النوادي الليلية والرقص على موسيقى السالسا والجاز الصاخب وكرع عشرات الأقداح من الويسكي والنبيذ والفودكا والكونياك الأوربي المحسن وربما يصابان بمرض سيسيولوجي تنعدم فيه شهيتهن اليومية لممارسة اللعبة الجنسية بشراهتها المعهودة, هذا كله ربما يحصل لهاتين الفتاتين في حالة عدم العثور على القطة البيضاء (لوبيتا) لا سامح الله . . .!

(عمي هي قطة لو ورطة) . . سبحان الله ولا اله الا الله. . . حقيقة تمنيت في تلك اللحظة بأن أرواح جميع العراقيين المفقودين في الحروب الطويلة التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل – الحروب التي أخذت شبابنا طعام لنزوات الحكام الجهلة البرابرة الذين لا يعرفون قيمة الانسان في الارض, والحصار الذي سرق أحلامنا وقتل أرواحنا وبدد طموحاتنا أيضا من أجل نزوة حكامنا الحلوين . .! تمنيت لو أن ارواحنا في تلك اللحظة مخلوقة على هيئة قطط سويدية لكي نجد من يبحث عنا ويطرق أبواب العالم في الليل للاستفسار عن سبب ضياعنا وفقداننا ! . . آه كم نحن بؤساء! . . تبا لقلبي وسحقا لأيامي المفقودة! . . ما أسوء حظنا نحن التعساء المنبوذين في بلادنا, نحن الذين نعيش مفقودين مدى العمر . . نعيش مفقودين منذ أول يوم ولادتنا حتى آخر لحظات أنفاسنا الأخيرة, لا أحد يبحث عنا, لا أحد يطرق أبواب العالم يسئل علينا. . . آه وألف آه ليتنا كنا مثل (لوبيتا)المفقودة !!!!
رحم الله المبدع بليغ حمدي في رائعته التي غناها سعدون جابر . . . (رحنه . . . والله والله رحنه . . . أذا نسافر واذا نعود . . . منسيين أحنه . . . . !!!!)



#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للذكريات طعمٌ وعطرٌ ولونْ . . . يوتيوب أنترنيت الذكريات!!
- من دفاتر الذكريات . . . معسكرات الطلبة عام 1986
- صديق قديم وحميم يشعل نار الذكرى من جديد في أكواخ الزمن المتآ ...
- قحطان العطار . . . الغائب الحاضر - جراحات وعذابات الغربة -
- سامحك ألله ياقلبي الملوث بالخيانة
- - سومرية العينين -
- سومرية العينين -
- وداعا . . . أيها الطائر الجنوبي الجريح - كمال سبتي


المزيد.....




- تابع بجودة عالية احداث المؤسس عثمان الحلقة 174 Kurulus Osman ...
- ترجمة أعمال الشاعر جوان مارغريت إلى العربية في صحراء وادي رم ...
- أحداث مسلسل قيامة عثمان الحلقة 174 مترجمة علي قناة الفجر الج ...
- -كل ثانية تصنع الفرق-.. فنانون سوريون يطلقون نداءات لتسريع - ...
- مواقف أبرز الفنانين السوريين بعد سقوط حكم الأسد
- حين يكون الشاعر مراسلا حربيا والقصيدة لوحة إعلانات.. حديث عن ...
- الروائي السوري خليل النعيمي: أحب وداع الأمكنة لا الناس
- RT Arabic تنظم ورشة عمل لطلاب عمانيين
- -الخنجر- يعزز الصداقة الروسية العمانية
- قصة تاريخ دمشق... مهد الخلافة الأموية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - اعلان عن فقدان حبيبة العمر (لوبيتا). . .!