أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - -كوكب حمزة . . . دموع وآهات في لوحة محطات-















المزيد.....

-كوكب حمزة . . . دموع وآهات في لوحة محطات-


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 08:33
المحور: الادب والفن
    



رغم التقنيات والتكنولوجيا الحديثة المتسارعة التي جرفت الناس الى عوالم بعيدة وطقوس غريبة - مازالت جيوش الألم والآهات يجتاح أعصارها نوافذ الحياة . . ومازالَ وجعُ الغربة والحنين وانين الوطن يبكينا . . وبين هذا وذاك نبقى معلقين بدبق الماضي المُوجع نستنشقُ ذكرى هنا ونقلبُ صفحةً هناك . . .!
ترى ماذا نقلب من صفحات وماذا نستنشق من ذكريات . . وكيف تتمازج دمُوعنا وآهاتنا مع دمُوع الوجع والآهات التي تذرفها لوحة أغنية محطات؟!

أغنية (محطات) تمثل احدى لوحات الغناء العراقي الجميل والأصيل المعّبر عن مكنونات الألم والوجع المتراكم في الذات الأنسانية . . . تلك الأغنية (اللوحة) التي لا يمكن ان تُنسى أو تُمحى من الذاكرة مهما تقادم الزمن وعبثت بنا ريح الأيام . . أنها سنبلة ربيع الأغاني السبعينية . .
اغنية (محطات) لملحنها المبدع الفنان المغترب كوكب حمزه بصوتهِ الحزين ذي البحة العراقية المميزة الموشح بالألم ونكهة الحنين والعذاب والمناجاة . .

تبقى كلمات تلك الأغنية العملاقة (محطات) تتسيد الذاكرة لأجيال مهما كثر وتزاحم هيجان الأغاني الركيكة بكلماتها ولحنها واداءها الهزيل المسبب للصداع والغثيان . . أنا شخصياً كنتُ اسمعها لسنوات ماضية ومازلتُ أسمعها بصوت الطائر الجريح الفنان الأنسان قحطان العطار الذي يضفي عليها أحساساً مطعماً بالحنين والوجع وكأنه يعزف سمفونية الغربة بصوته العذب والموجع حد البكاء – لهذا أعيش أجواء هذه الأغنية (اللوحة) بكل أحساسي ومشاعري وجوارحي واشعر بالتصاقي لجذور الوطن والأم والأهل والأصدقاء ولكل الأماكن والذكريات الجميلة . . .

أغنية محطات . . (هي مناجاة وبكاء على اطلال الماضي والذكريات والأيام الخوالي) تبقى من الأغاني الصادحة بالحنين والغربة والألم معبّرة عن أسمى حالات الشعور والأنفعال الوجداني والعاطفي والأنساني الذي يتنفسه المغترب والمهاجر - ولأن المبدع المغترب كوكب حمزة تنفست رئتاه الغربة المبكرة في بلاده قبل رحيله الأجباري خارج اسوار الوطن في السبعينيات, تلك الغربة التي عاشها واحسها وذاق مكابداتها وعوالمها وهمومها واختناقاتها وعذاباتها وربما سكرت أقداح الغربه في روحه وتمايلت حزناً وعذاباً وبكاءاً وشاطرته لوعة الحنين للوطن . .

ولعلَ السّر وراء جمالية هذه الأغنية (محطات) يُكمن في عذوبة لحنها وكلماتها العفوية المستوحاة من الواقع الحزين الذي عاشه جيل السبعينيات وهم يعيشون تحت مطرقة وسندان قمع النظام الدموي الأحمق الذي قتلَ الحب والطفولة – قتلَ السنابل والأزهار – وقمعَ الحريات ولوثَ الطبيعة وشرّد الأنسان . . تلك الأغنية التي تصرخُ وتضجُ حزناً ولوعةً وضياعاً وشكوى ومناجاةٍ وأمُنيات وهي تدغدغ الوجدان الانساني بكلماتها المموسقة بلغة الواقع المدجج بحراب الألم واليأس والضياع وجراحات القلب . . لقد جعل منها كوكب حمزة لوحة معبّرة وحكاية للوجع والعذاب الأنساني والوجداني لهذا ولدت هذه الأغنية بهذا الشكل التراجيدي المعّبر - ولما لا وهو يعزف بأوتار عوده الحزين لحناً تراجيدياً تتمازجُ فيه الآهات والحسرات وغربة الوطن حتى ليبدو وكأنه عاشقٌ ولهان ضاقت به دروب الحياة بعدما فقد حبيبته وعجز عن وصالها واصابه اليأس لملاقاتها وكأني بلسان حاله يقول:

ضاقت بي الدنيا وكانت رحبةً والليلُ طال وما لفجري مطلعُ
لم يبقَ لي غيرُ الحنين يشُدني وثمالةٌ منها اعلُ واكرعُ
ما كنتُ أحسبني جباناً هكذا كألطفلِ أبكي والبُكا لا ينفعُ

(محطات . . صار العمر محطات عديتهن ما ظل عرف) هي كلمات شاعرها المبدع زهير الدجيلي الذي كتبها بعفوية صادقة لتلامس شغاف القلب وتعصر الروح . . . . هذه الأغنية (اللوحة) تعد أحدى اجمل الأغنيات العراقية تعبيراً للغربة وصرخة بوجه الزمن الذي طالما فرق وباعدَ الأحبة وهدّم اسوار الألفة والموّدة بين الأصدقاء والأحبة - والجدير بالذكر ان اغنية (يا طيور الطايرة) التي نالت الشهرة محلياً وعربياً لما صدحت به من دفء عاطفي وشعور وجداني ابكت بصدق كل القلوب المتعطشة للوطن والأهل هي من كلمات الشاعر زهير الدجيلي والحان المبدع كوكب حمزة ايضاً وكأن هنالك روح واحساس مشترك بين هذين المبدعين . .

”قصيدة محطات” . . .
يمته تسافر يا گمر واوصيك
والوادم الترضه النشد تدليك
گالولي نيتك صافية
وولايتك متصافية
وگبلك ردت لي مسافر اليندل هلي
وگبلك ردت المسافر الجنة هلي
* * * *

صار العمر محطات أنا عديتهن ما مش عرف
صار العمر محطات انا خفت انشد بلاية عرف
صار العمر محطات انا عديتهن ما ظل عرف

يا فشلة الملهوف ويدوّر هله . . محطات
يا فشلة الملهوف وما يندل هله . . محطات
ياعيني يا جنة هلي
يا روحي يا جنة هلي
* * * *

وصفوك الي النواطير . . .
گالولي نيتك صافية . . مثل العشك والازهار
وصفوك الي النواطير . . .
گالولي روحك غافية . . بين الوفه والأسرار
گالولي . . . گالولي
گالولي كل الليل يلتم ما يطفيك
وگالولي كلكّ حيل والهّم ما يمضّ بيك
وعيونك اللي تشبه الگاع
تشبه عيون الناس والحب والعصافير
وعيونك اللي تحرس الگاع
تشبه أعيون الناس والحب والعصافير
وتالي العمر محطات ؟!
عّديتهن ما مش عرف
وتالي العمر محطات؟!
انا خفت انشد بلاية عرف
يا فشلة الملهوف ويدوّر هله
يا فشلة الما يوصل الديرة هله
يا فشلة
الما
يوصل
الجنة
هله
يا عيني يا ديرة هلي . . يا روحي يا جنة هلي
م
ح
ط
ا
ت

http://www.youtube.com/watch?v=X9PJDWJ5gms



#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقرا. . طية علي عبد الله الصالح . .العب يا بط
- نارُ الحريق تجاوزَ المتوقع . . !
- من دفاتر الذكريات . . . امرأة تشعل الف شمعة حب للفقراء
- رأيتُ العصافيرَ تبكي عليه حزناً . . .
- اعلان عن فقدان حبيبة العمر (لوبيتا). . .!
- للذكريات طعمٌ وعطرٌ ولونْ . . . يوتيوب أنترنيت الذكريات!!
- من دفاتر الذكريات . . . معسكرات الطلبة عام 1986
- صديق قديم وحميم يشعل نار الذكرى من جديد في أكواخ الزمن المتآ ...
- قحطان العطار . . . الغائب الحاضر - جراحات وعذابات الغربة -
- سامحك ألله ياقلبي الملوث بالخيانة
- - سومرية العينين -
- سومرية العينين -
- وداعا . . . أيها الطائر الجنوبي الجريح - كمال سبتي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - -كوكب حمزة . . . دموع وآهات في لوحة محطات-