شيمكور

حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 10:26
المحور: الادب والفن
    

شيمكور
حسين رشيد
يا لهذا الايناع، شيمكور بقعة دم اخضر نزفتها اثداء الالهة، وشرفة لضوء السماء اهلكها تضرع النساء والايتام. شيمكور اغنيات تموز وبوح عشتار وترنيمة غزل اصطفاها العشاق وتلاميذ الكهان ... ، شيمكور اقبية غير سرية تطوف في تجاويفها كائنات مفطومة عن الفرح، تغفو على نوح الصبا، وطبطبات ليل يدثره الشقاء.. ودماء صبايا وصبيان تغرفها اكف امهات لتلوذ بها حناء الى حيطان كنيسة ام الاحزان .. شيمكور الشوارع مليئة بطواقم الاسنان التي تترك تلصق على ظهور المارة اوراق بيضاء فيها آلالف التهم السوداء والحمراء. شيمكور صرخات طفل يلوذ بسرفة دبابة اطلقت رصاصة ، في عام حل فيه المطر اسود من غير رفقة لقوس القزح، وربما جاء القوس لكنه بلون واحد فقط، احمروت...

***

شيمكور هم الحفاة المقطعة ارجلهم والمكبلة اذرعهم المقطوعة الاكف. هم رماة الحصى المسطحة في المستنقعات وشواطئ الانهر والبحيرات والاهوار، حيث ترسم دائرة بعد اخرى، وتقفز فيها حتى تهوي وتغرق .. هم الخيل امتطاها العناء وراحت تصهل في كل فناء وتغنى مع الحباري والخضيري، وتنوح مع داخل حسن وناصر حكيم، وتتراقص على بستة لحضيري اولمسعود العمارتلي او عبادي ... وتعود آخر الليل قبل مطلع الفجر، بعد دثار النجوم، واستعداد القمر، وتهيؤ الشمس، تعود لرحى، تعمل في رحى تدور مع رحى ورحى داخل رحى ورحى..
شيمكور قارورة عطر لابل هي العطر الذي يضوع من احضان "حبوباتنا"، المطرزة اكفهن ووجوههن بتعب السنين، برسوم ونقشات خطها رماد تنور الخبز والحرب ... شيمكور قبعة على راس شاعر امطرتها السماء بحمم من جوع وفقر وظلم، لكن الشاعر كتب بمداد الهور والنهر، وجعل من "الزورية" قلما ومن "السياح" اوراقا لا تحترق...

***

شيمكور اغنية الاطفال في حجة رمضان وعاشوراء، وليالي زكريا وشموع الخضر، وقداس يوم احد ، وعرس تطهير وتعميد على جرف نهر مخصب بالشعر. شيمكور كاس خمرة، وفانوس، وشجرة الدفلى، ورداء ابيض. شيمكور دعاء اثمله البكاء والتوسل، وليلة اعتنقها الظلام، ومرارة كهل انفجرت قبل قطافها، وعروسة اغتصبت ليلة الحناء.
شيمكور عاصمة طيور الدنيا الدافئة، واسماك "الصبور" المدهونة بحليب "الصبير" الذي يذوب مع كل آذان مغرب وعشاء، وفجر، وظهروعصر، والعصر ان الانسان لفي خسر ....، وصوت قارئ تطلقه اجهزة التسجيل وهو ينشد على لسان الرب "ادعوني استجب لكم " علما ان الدعاء لم ينقطع منذ نزول ادم وقتل هابيل وطوفان نوح ونار ابراهيم وصلب عيسى وافعى موسى وهجرات آخرين وووووو. حتى اجل غير مسمى او ليكن تلك اللحظة المتتظرة... للخلاص...

#حسين_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات