أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعدنى - الوطن يعد القهوة لزائر غريب














المزيد.....

الوطن يعد القهوة لزائر غريب


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 01:11
المحور: الادب والفن
    


عينان أوضح من نهار
حاولت تقريب المسافة
مابين عينيها وقلبى
حاولت إيقاف الدوار
ليتها تبقى على تلك المسافة
أو تذيب حوافر الغرباء فى الطرقات قبل الانكسار
حاااااا و ل ت
ردت علىً تحيتى
فتحت ذراعيها وغابت
(كالمريد)..
ألقت بما فى حجرها..
وإذا بأنفاسى تزيد
أهلاً بعاشقنا المهذب..
فى دولة الأقزام
فى الوطن الجديد
من قصيدة للشاعر اليمنى محمد عبده الشجاع فى ديوانه "جرحاً توحد كى ينتقى شكل موته"، ولقد اعتدنا فى شعرنا العربى المعاصر تداخل الخاص بالعام بما يسقط إحباط الشاعر وعذابات تجربة عشقه الإنسانى على محيط السياسة وقلق النضال وشخص الوطن الذى غالبا ماتمثله عينا المحبوبة فى ألق وتوهج ودموع وانكسار جراء مايحيق بعالمنا العربى الكبير من إغتراب واحتراب واستهداف وأيضاً تخاذل ممن يملك القرار، أقول هذا عارفاً أنك تشعر بعموم معاناة الشاعر رغم خصوصية تجربته، فغالبا فى وطننا الكبير الشعر واحد والحزن واحد والجرح واحد، ودائماً مايكون الحلم واحد. ومن عجب أن ألم ربيعنا العربى ومخاض ثوراته ومآلاتها وتعرج مساراتها ومحاولات استلابها أيضاً واحد، لافرق بين يمن وتونس وليبيا ومصر، حيث تنكر الربيع لعشاقه والناسكين حوله التواقين لجماله، وارتمى فى أحضان دعاة القبح، فضل الجلافة والتخلف على الرومانسية والتطلع.
ولقد حاول الشاعر قراءة عيون الوطن التى كان صفاؤها فى وضوح النهار، وحاول تقريب المسافة بينهما وأن يوقف لحظة الإهتزاز والإرتجاج والدوار، وتمنى لو تبقى الحبيبة "الوطن" على اقترابها من أحلامه، أو حتى لاتسمح لجحافل الغرباء الطامعين المقتحمين حتى لايكون الإنكسار، حاول بكل الطاقة، لكنها عندما فتحت ذراعيها، لم تكن احتفاء به، وإنما سبحت فى ملكوت ورؤى غيبتها عنه وتماهت مع المجهول، وألقت بما فى الحجر من عشم وأمل وأواصل عشرة وزمن تراكم بينها، فإذا بأنفاسه تسخر منه، وكأن لسان حاله يعاتبه لأنه كان عاشقاً عذرياً فى دولة اغتربت عنه ووطن لم يعد بعد جديد. ترى لوكتب ذلك شاب مصرى لاختلفت الكلمات أو المشاعر والتشبيهات؟ أشك. وحتى تصدقنى، تابعه فى قصيدة أخرى حيث يقول:
شاخ الجذع وظل الفرع وارف
وذوى الشحاذ إلى الظل، بعد أن....
أقفلت أبوابها كل المصارف.
وتابعه فى قصيدة أخرى إذ يقول:
أنا لا أقرر من أكون
أنا أقصد الأرض مجازاً
إما... أن يصل الجميع إلى هناء
أو نستعيد مجازنا لنعود أدراج السماء
وكأنه ينشد الخلاص جماعة، أو يحمل الحلم معه ورفاقه إلى مدارج السماء.
أما قصيدته التى حملت عنوان الديوان "جرحاً توحد كى ينتقى شكل موته"، فيقول فيها:
حين تصفق تلك الجدران
تأكد أن الجوع يطاردها
يتوارى الضوء ليحفر قبراً للباعة
لأسراب الذباب الطائر فى الشوارع
للبطالة المقنعة
وللأحزاب التى شاخت
للصغار الهاربين من رعب المدارس
حين تصفق تلك الجدران
تأكد أن القاتل نام قرير العين
وأن جرحاً توحد كى ينتقى شكل موته
وأن نبض القلب واحد.
مع الأبيات تذكرت كل من تناثرت دماؤهم الطاهرة تروى نهر الطريق بينما نهتف، عيش حرية عدالة إجتماعية، على وعلى وعلى الصوت عمر الثورة مايوم حتموت، دقت الساعة العاشرة وألتفت أطالع نشرة الأخبار بينما الوطن كان لايزال يعد القهوة فى انكسار لزائر غريب.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسى وتأسيس الجمهورية الرابعة
- السياسة فى بلادنا بلا مقدمات ولانتائج
- مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته
- رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا
- إعادة هيكلة الدولة حتم تاريخى لا رفاهية
- السيسى لا يلعب النرد مع -هارى بوتر-
- على من يكون الرهان؟
- طارق البشرى: فراغ باتساع الوطن
- دكتور حسام عيسى والجامعات الخاصة
- حكومة الفرجة فى مسرح العبث
- هل السيسى ظاهرة شعبية لسلطة ملهمة؟!
- إنى أتهم: الحكومة و-المدبلجين- وغيرهم
- التاريخ يستدعى قادته وأبطاله
- مندوب المصالح الأمريكية في الحكومة المصرية
- حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى ...
- الأستاذ هيكل فى لزوم مالايلزم
- وهل من الديمقراطية تفكيك مصر وتبديد دولة الحد الأوسط؟
- -خلايا الإخوان النائمة مابين التبرير والتسويغ والتحريض- : طا ...
- -الجبهة الوطنية مابين مسلسلات السياسة و-خرم إبرة- -: ماتيسر ...
- ثورة يوليو وموسم الهجرة إلي الشمال


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعدنى - الوطن يعد القهوة لزائر غريب