أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - غيبوبة خضراء














المزيد.....

غيبوبة خضراء


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 00:34
المحور: الادب والفن
    





تتشقّق المدائن جسراً للريح
أشلاء الخمائل مبعثرة ..
موانىء الرحيل ذاكرة للإحتضار
كان الفجر يموت
والوطن رسوم على الجدران
كم على هذا العبور الموشوم
فوق الجسد المسجّى في الفراغ
أن يغلق ذاكرته على المنافي
ياربي اترك فيهم الرشاد
لكنك يا عبدالله مرصود
فاحذر
إن تاه صوتك تلقى حتفك
إن شئت ابسط قدمك
او رابط مع الباقون



لا فرار للبحر من الخيبات الممتدّة
على الموجات الطليقة
إنّنا وحدنا بلا وقت ولاضفاف
حزينة هي صلاتنا
أوجاعنا حمم
والبياض بكاء
والسّاعة غبار ينهش أقراط النساء
ويمزّق عورات الرجال
يا عبد الله
هذا الوجع مضمّخ بالملح
المرار يمتد حبلاً
والشهقات أعناق تتربّص الأفخاخ
ليس سوانا ..
نتلوى في ألواح الحكايات
ننفطر كروم ويمامة
فمن سوانا يصفق للمارقون



كأنّنا في غبش المسافة
نستعصم وطن يخاتل الموت
يتوغّل اللّيل المسموم
يندس خلف الضفاف الحزينة
يا عبد الله
كيف نراقص ركام السحاب على طيف الرّيح
والأفق ضرير
يا الله
ها نحن ببابك نتضرّع
ارفع عنّا هذا السواد الباتر
قد أضحى حزني عارياً
كما أغلال العيون



يا ربي
ارحم ضعف حيلتي
ودع لي قوة العناد
ها أنا والخطايا والتسويل
أطرقنا بين يديك
جئتك ظمآن على سعف الغبار
هبني فراغ بطعم الركام
حسبيّ صوت الجفاف
يزاحم رعش العيون
أيّها الماء ..
من أين لهذا الرماد التائه .. كلّ هذا اليمّ
في غفلة من الطوفان
كدّست أحزاني أمام باب الله
وبكيت بكاء المحتسبون



مدد مدد ..
مدد بلا عدد
إن لي إخوة فيك يا بلد
فمن أين يأتي كل هذا الضيم
ومن أين لعينيك صوت الغيث ؟
يا الله
اروي قلوبنا بالصبر
هنا نحن باقون
هنا تستحم البحار بالأسماء المحترقة
هنا سوف نظل
حتى تزحف عيون الفرح فوق العقارب
يارب ..
أسالك شقوق لاتنوح
وباباً يمتد ضفيرة للخصوبة
وغيبوبة خضراء تستمطر الموت
قبل الجنون



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزن حزين
- ذاكرة من مطر
- الفنان الدنمركي من أصل فلسطيني موسى دعيبس ... وطني يعيش في ق ...
- ياموتنا في نصالك الحياة
- صكوك الموت
- طعم الكوثر
- مخاض الريح
- وا شرفاه
- يا شام
- سنظل أوفياء للشعب الفلسطيني حتى لو كنا في السجون
- سقط اليقين
- أهوى النساء
- الطفح الأصفر
- زفرات الهوى
- إمرأة من زعفران
- شهب عرجاء
- الوطن العابر
- تراتيل حزينة
- قاطعوا إسرائيل ... وفلسطين دولة رغم أنف الإحتلال
- أغلال الغرام


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - غيبوبة خضراء