سقوط الوهم

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سقوط الوهم
منذ توقيع اتفاقيات اسلوا وحتى اليوم وُقع العديد من الملاحق والبروتوكولات والاتفاقيات بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني واهم ما يميز تلك الاتفاقيات عدم التزام الصهاينة بتطبيق ما اتفق عليه والإخلال بالمواعيد و الجداول الزمنية وإحداث تعديل في المرجعيات القانونية واستحداث مرجعيات جديدة يتم فيها التخلي عن الحقوق السياسية الأساسية للشعب الفلسطيني وفي هذا السياق فقد فشلت المفاوضات الأخيرة التي تمت برعاية أمريكية والتي تنتهي في 29 نيسان الحالي دون الاتفاق حول قضايا الحل النهائي.
وفشل المفاوضات الأخيرة هو دليل قاطع على سقوط الوهم المبني على إمكانية تنازل الصهاينة وخاصة في ظل العجز العربي غير المسبوق وعدم الاهتمام بالقضية الفلسطينية و تمكن المشروع الأمريكي من تصفية بعض الدول العربية وتشجيع عصابات الإرهاب والقتل واستمرار سعي المشروع التركي العثماني لإيجاد مجال حيوي في الإقليم على أنقاض الدولة السورية والدولة العراقية ودعم بعض قوى الإسلام السياسي وتوظيفها كأدوات للمشروع الاوردوغاني الذي يسعى للتمدد شرقا نتيجة انسداد آفاق تمدده نحو أوروبا ودعم تلك القوى بالمال والسلاح وكل ما يلزم لفتح جبهات صراع داخلية بديلا عن جبهة الصراع الأساسية مع العدو الصهيوني مما يعزز صلف الصهاينة ويقوي تمسكهم بالتوجهات التي تخدم المشروع الصهيوني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة الاستمرار في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والاعتداءات على القدس والمسجد الأقصى وسرقة المياه والثروات الطبيعية وفرض مشاريع من خلال الإدارة الأمريكية تحول دون عودة اللاجئين ورفض السيادة الفلسطينية على الحدود ومحاولة ضم أراضي الأغوار مما يتطلب الإسراع في تبني إستراتيجية مقاومة ترتكز على البعد الفلسطيني الداخلي والشتات وعلى الجماهير العربية والرأي العام العالمي وإعادة الوحدة بين الضفة والقطاع وانجاز المصالحة الفلسطينية فخطوة القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى المنظمات الدولية هي خطوة ضرورية للقضية الفلسطينية وان جاءت متأخرة إلا أنها ليست كافية ولا يجوز اعتبارها خطوة بطولية انتحارية فلم يشهد تاريخ الصراع حركات التحرر الوطني تنازل العدو نتيجة كرم أخلاقه أو إنسانيته وإنما يتم انتزاع الحقوق رغم عنه وبالأشكال النضالية المدعومة من العمق الاستراتيجي والرأي العام العالمي لذا يجب وقف المفاوضات العبثية والاحتماء بالجماهير وإستراتيجية المقاومة الوطنية الشاملة وعدم تعليق الآمال على الإدارة الأمريكية وهي الضامن لوجود الكيان الصهيوني وضمان بقائه وتفوقه .

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل