دروس من الكرامة

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 18:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استيقظ الناس خلال شهر حزيران عام 1967 على نتائج كارثية فغشتهم حالة من اليأس والكآبة و الانكسار فقد كانت تلك النتائج تعبير عن الصراع العربي مع الكيان الصهيوني المدعوم من المراكز الامبريالية المهيمنة (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا) حيث يقدم للكيان الصهيوني السلاح الحديث والمال والمعلومات الاستخبارية والتكنولوجيا والدعم العسكري المباشر فلم تكن تلك النتائج تعبير عن ميزان قوى حسابي بين العرب والكيان الصهيوني.
إلا أن حالة اليأس لم تستمر طويلا فقد انطلقت حركة المقاومة الفلسطينية وتمكنت الجيوش العربية في دول الطوق من تحقيق انجازات عسكرية خلال حرب الاستنزاف وكان من أهم الأحداث في تلك المرحلة معركة الكرامة حيث تمكن الجيش الأردني الباسل والفدائيين من التصدي للقوات الإسرائيلية الغازية التي تجاوزت نهر الأردن ووصلت إلى أراضي بلدة الكرامة فقد تم تدمير العديد من الدبابات والآليات العسكرية وقتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال وقد جاء هذا النصر المهم بعد حرب عام 67 تتويجا للعلاقة الوثيقة بين الجيش الأردني والفدائيين والتنسيق المشترك ووحدة الموقف وغياب المظاهر الإقليمية والطائفية والمذهبية ودعم الشعب لحركة المقاومة ومشاركته الواسعة في عضوية الفصائل ووحدة الموقف حول أن العدو الأساسي هو العدو الصهيوني وهذا العدو ليس قدر لا يمكن مواجهته وإنما هو عدو لا يمتلك الشروط التاريخية أو الاجتماعية لبقائه واستمراره دون حمايته وضمان وجوده من المراكز الامبريالية المهيمنة وإن الاحتكام إلى خيار المقاومة بعيدا عن الاعتبارات الرسمية هو موقف صحيح وبمقدوره مواجهة عصابات الاحتلال الصهيوني وإيقاع أفدح الخسائر بهم بل هزيمتهم وتحرير الأراضي المحتلة كما أن الدرس المهم الذي يجب عدم نسيانه وأن قوى الاستعمار وعلى رأسها أمريكيا التي لا يمكن أن تدعم قوى التغيير الديمقراطي أو ترعى الحرية وحقوق الإنسان أو تسمح باستقرار وتقدم مجتمعاتنا العربية فكل القوى التي ترعاها وتدعمها أمريكيا هي قوى تآمرية تعمل بكل وحشية لتدمير وتخريب مجتمعاتنا العربية وممارسة كل الأنشطة التي تخدم بقاء الكيان الصهيوني وكل المجد للعلاقة الأردنية الفلسطينية فالشعبان الشقيقان مصيرهم واحد ومستقبلهم واحد ولن تنجح الإدارة الأمريكية وأدواتها المحلية في إحداث شرخ في ثوابت العلاقة الأردنية الفلسطينية أو في دفع الفلسطينيين للتراجع عن حق العودة و ثوابت المشروع الوطني الفلسطيني فكل المجد والفخار لشهداء ومقاتلي وجرحى وأسرى معركة الكرامة.

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل