السيد كيري

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السيد كيري

تتوالى جولات السيد كيري وزير خارجية الإدارة الأمريكية حيث يرتحل من دولة عربية إلى أخرى بهدف التوصل إلى حلول للصراع العربي الصهيوني انطلاقا من الرؤية الإستراتيجية التي تخدم مصالح الكيان الصهيوني وأهمها عدم عودة اللاجئين وتقديم عطاءات مالية للتعويض عليهم وعدم زوال المستوطنات والإبقاء على سلطة فلسطينية منقوصة السيادة وعدم انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من الأراضي المحتلة عام 67.
وتأتي مبادرات السيد كيري في ظل ظروف تاريخية غير مسبوقة تتمثل في الانقسام الفلسطيني وعدم الاستجابة للمصالحة الوطنية الفلسطينية واستمرار الحرب الكونية ضد سوريا لتفكيك الدولة والمجتمع ومحاولة تقسيم الدولة السورية إلى كيانات متحاربة ورفع وتيرة الإرهاب والعنف في العراق وتعميق الأزمة السياسية والمجتمعية في مصر وتقديم لجنة التشريع في مجلس مدراء الكيان الصهيوني مشروعاً لضم الأغوار وتوتير الأوضاع في لبنان لخلق حالة من الاشتباك الطائفي والمذهبي ووضع المراكز العربية المؤهلة للتصدي للمشروع الصهيوني في أسوء حالات الضعف والتفكك وتراجع معدلات النمو الاقتصادي والعلمي والتقني، لكي تظل دولة الكيان الصهيوني مستقرة وهي الأفضل حالاً في الإقليم.
كما يأتي في هذا السياق ممارسة ضغوطات كبيرة على القيادتين الفلسطينية والأردنية للاستجابة لمشروع كيري التآمري على القضية الفلسطينية متجاهلاً السيد كيري أن الشعب الفلسطيني متمسكٌ بحقوقه التاريخية المشروعة ولديه الاستعداد المطلق للدفاع عن الدولة الأردنية والمحافظة على أوثق العلاقات المصيرية بين الشعبين الفلسطيني والأردني ويرفض كل أشكال وتجليات الوطن أو الحكم البديل ولديه الإصرار المطلق للتمسك بحق العودة وتقرير المصير والمطلوب من الحكومة الأردنية عدم الخوض في مفاوضات تعويضات الدول المضيفة والعمل على دعم أنشطة أبناء المخيمات الهادفة للتأكيد على حق العودة ورفض التعويض والتهجير وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
إن مصير دولة الاحتلال الصهيوني ومعها القوى الاستعمارية هو حتماً الهزيمة والاندحار والى مزابل التاريخ وإن امتنا العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني ودول العراق وسوريا ومصر سوف تتمكن من إسقاط مخططات التآمر والتجزئة وتتجاوز الحقبة التاريخية الراهنة باعتبارها مرحلة من مراحل تاريخ الأمة حيث ستتمكن امتنا من تحقيق أهداف شعوبها في الوحدة والتنمية وتطور دور الدولة الوطنية رغماً عن السيد كيري والإدارة الأمريكية البربرية المتوحشة.

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات