أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد زهير الخطيب - الصدقُ، ذلك الخلقُ العظيم














المزيد.....

الصدقُ، ذلك الخلقُ العظيم


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 12:40
المحور: الادب والفن
    


ما أجمل أن يُسمّى رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصادق الامين)، وأن يقول عنه القرآن الكريم: (والذي جاء بالصدق وصدق به، اولئك هم المتقون) الزمر 33
لقد ثبت الترهيب من الكذب كما في الحديث المتفق عليه: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.
وفي صحيح مسلم: آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
وقد روى مالك حديثا مرسلا عن صفوان بن سليم أنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن كذابا؟ فقال لا.
ولا يشمل حديثنا بعض الاستثناءات القليلة كأن يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وفي الْحَرْبِ، والاصلاح بَيْنَ النَّاسِ.
الكذب خلق سيء ويجب أن يكون الانسان صادقاً، ولكن عند التطبيق نجد صعوبة في ذلك، وهذا هو السر في عظمة هذا الخُلق والتشديد عليه، إنه الخُلق الذي لوطبقته بنجاح لوجدت نفسك إنساناً صالحاً عظيماً... وكيف ذلك؟
لنعرف السبب علينا أن نبحث بالمجمل عما يمنع الناس من الصدق؟ هناك أسباب كثرة منها:
الكسل، والغش، والاهمال، وارتكاب الذنوب...
الاستاذ للطالب الكسلان: لماذا لم تكتب الوظيفة؟ الجواب الصحيح: لاني كسلان، الجواب الكاذب لان أمي كانت مريضة مثلاً...
المشتري للبائع الغشاش: هل هذه البضاعة قديمة؟ الجواب الصحيح: نعم، الجواب الكاذب: لقد وصلت منذ ساعات!!!
الاب للولد المهمل: هل كسرت هذا الصحن؟ الجواب الصحيح: نعم، الجواب الكاذب: كسرته القطة مثلاً...
الاب لابنه هل صليت العصر؟ الجواب الصحيح: لا، الجواب الكاذب: نعم، قبل أن أخرج من غرفتي!!!
في كل هذه الشواهد نجد أن هناك شيئاً سلبياً يدفع الانسان بقوة للكذب، ولو أنه صدق لتلقى عقوبة ما على الاغلب، لذا فمفتاح الصدق هو أن يتجنب الانسان الكسل والغش والاهمال والذنوب... وأن يكون مجتهداً أميناً جاداً بعيداً عن الذنوب...
ومما يساعد الاهل على تنشئة أولادهم على الصدق تبيان الكلام السابق، ووعدهم أنه لن تكون هناك عقوبة لهم أو أنها ستكون مخففة جداً لو قالوا الصدق حتى تُبنى هذه الخصلة الحميدة عندهم ويبتعدوا مع الوقت عن مسبباتها...
والكذب أنواع، أشده إدعاء مالا أصل له، وزعم ما لا وجود له، ولكن منه ما يمكن تصنيفه في المبالغات،
تسأله عن لقاء حضره خمسون شخصاً، كم شخصاً حضر اللقاء فيقول مثلاعشرة أو يقول مئة، فهذا كذب المبالغة وقد يكون أقل درجة غيره، ثم الكذب بذكر جزء من الحقيقة وإخفاء جزء آخر، كأن يتكلم عن مساعدة قُدّمتْ لشخص من قبل عدة أشخاص فيتكلم عن دوره هو فقط ويغفل دور الآخرين، فهو لم يقل أنه الوحيد، ولكنه أعطى انطباعاً بذلك... ثم هناك التدليس كالذي يقول لك حدثني أبو خالد موهماً إياك أنه شخص ما تعرفه بهذا الاسم بينما الذي يقصده حقيقة هو أبو خالد آخر!!! وهذا الامر المعيب كان يفعله بعض المحدثين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد علماء الجرح والتعديل رواياتهم المدلسة... ثم يأتي أخيراً الكلام بالتورية، وهي أخفها، وتكون مقبولة لو كان الامر يتعلق بمصلحة شرعية معتبرة...
الذي يهم في تصنيف هذه الانواع من الكذب أن لا نتوسع باتهام الناس بالكذب وكأنه أمر بسيط بل نكلف أنفسنا عناء التدقيق، ونصف بدقة سلوك الكاذب كأن نقول أنه يبالغ أو أن كلامه غير دقيق... وأن نوجه الاولاد الذين يحلوا لهم إتهام أقرانهم بالكذب على أقل شبهة، وأن نبين لهم أن الاتهام بالكذب أمر كبير لا نقوم به إلا بوجود دليل واضح لا شبهة فيه...
وأحق الناس بالصدق، العلماء الذين تصدوا للدعوة وتعليم الناس، والسياسيين الذين تصدوا لخدمة مصالح الأمة... والقضاة الذين لجأ لهم المتخاصمون رجاء العدل والانصاف...



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكمية لله عز وجل والديمقراطية
- مرة اُخرى، تفكير من خارج الصندوق!!!
- جنيف2 والارادة الدولية الغائبة
- نغمة المساواة بين الضحية والجلاد!!!
- العبور بالحلة للاشهار
- الاخوان المسلمون والمستقبل
- مخالفة مرور
- الحل الوحيد الممكن بيد السوريين
- على أبواب السنة الرابعة من الثورة
- محاولة للتأصيل الشرعي للاعلان العالمي لحقوق الانسان
- رسالة مفتوحة إلى الاخوان المسلمين السوريين
- فيلم -الميدان- -The Square -
- الارنب السعيد
- أسئلة حول حزب -وعد-
- سورية الجديدة
- الوردة والعصفور
- الحرية والديمقراطية في بيان العلماء
- متابعات حول حزب (وعد)
- في جنيف2: لصاحب الحق مقالا
- حزب (وعد) كما يعرّف نفسه


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد زهير الخطيب - الصدقُ، ذلك الخلقُ العظيم