أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - فهد في عيد حزبه الثمانين














المزيد.....

فهد في عيد حزبه الثمانين


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 03:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل عام وبضعة اشهر من آذار 1934 وبالتحديد في ليل 13 كانون اول "ديسمبر" وفي بلدة الناصرية ظهر اول بيان شيوعي بخط اليد ليعلق في ثمانية عشر "عدد محافظات العراق اليوم" مكانا مختلفا من المدينة وموقعّا ببساطة شديدة بأسم "عامل شيوعي". ولم يكن البيان وليد ساعته او لحظته بل كان صرخة تراكمت نتيجة سنوات طويلة من الحرمان والفقر الذّي لف العراق وغيره من بلدان المشرق العربي. فترجمها "العامل الشيوعي" فهد في لحظة تأريخية ستؤثر في حياة العراق وشعبه لعقود قادمة وها هي تتجدد بأحتفال حزبه الحزب الشيوعي العراقي بعقده الثامن وكأن فحوى ذلك البيان كتبت في يومنا هذا، فهل ولد "فهد" من جديد مستقرئا أحداث اليوم أم أن بعض اوضاع العراق اليوم تشبه الى حد بعيد ما كانت عليه قبل 80 عاما؟

"أيها العمال !... العاطلون عن العمل يملأون الشوارع... نساؤهم وأطفالهم لا يملكون ما يقتاتون به... هل فكّرت الحكومة بمساعدتهم في هذا الطقس البارد؟ لم يحصل شيئا من هذا... لأن الحكومة ليست الا عصابة تعمل ضد الشعب"(1). هكذا خاطب "الخالد فهد" جماهير الفقراء والمحرومين والذين لدينا في عراق اليوم "على الرغم من الفارق الشاسع بين مداخيل ذلك العهد واليوم" عشرات امثالهم من العاطلين والمحرومين والمهجرّين بسبب الارهاب وضعف الحكومة في مواجهته نتيجة التناسل غير الطبيعي لتلك العصابة والتي لم تكتفي بتحولها الى عصابات، بل انتقلت الى مرحلة المافيا مهددة السلم المجتمعي والبلد وثروات العراق بالصميم نتيجة لجشعها واجرامها من جهة، ورهنها مستقبل العراق لطائفية مقيتة عند عواصم الجوار لتنفيذ اجندتها على حساب وطننا وشعبنا من جهة ثانية، واحترابها لنهب اكبر قدر ممكن من ثروات البلد من جهة ثالثة .

أن فهدا "بطبعه شبه القاسي في طاقته، والبسيط والمتحرر- في الوقت نفسه- من أي غش"(2) كان قريبا من الناس متعرفا على طباعهم لصيقا بهمومهم مفتشا بنظرة ثاقبة عن حلول لمشاكلهم، وبالوقت نفسه كان هاديا لهم ناصحا دافعا اياهم في خضم النضال من اجل تحرر انفسهم ووطنهم، مشيرا بعقلية متفتحة وبجرأة اصبحت سمة من سمات حزبه ورفاقه لاحقا الى اللصوص مدعّي الشرف فكتب في ذلك البيان الثوري " ما من أحد يمكنه أن يشعر ببؤس العمال الا العمال انفسهم. ولا أحد يعرف آلام الجوع الا الجائع. لماذا نلوم الذين يأكلون ثمار عملنا... اذا كنّا نحن انفسنا نشجّعهم على سرقتنا؟ لا تُخدعوا بأسم فلان من الناس لكونه من الاعيان أو لكونه غنيا أو من عائلة كبيرة، فكل الرذائل تأتي من العائلات الكبيرةالتي يُزعم أنها شريفة حيث لاشرف الا بالعمل، وما من شريف غير العامل والفلاح"(3) . فهل كتب الرفيق الخالد "فهد" بيانه ذاك اليوم، كيف عرف اننا اليوم نشجع السراق على سرقتنا ونبارك لهم؟ كيف عرف ان عشرات العوائل التي تدعي الشرف والوجاهة ما هم الا حفنة من لصوص وقتلة؟ كيف عرف ان كل ما يجري في بلدنا اليوم هو نتيجة لانخداع الناس بهذه العوائل التي تتاجر بالرذيلة؟ والرذيلة التي أشار اليها مؤسس حزب الشيوعيين الخالد ليست تلك التي تدور في أذهان تجارها لا ابدا. انما الرذيلة هي نهج المحاصصة الطائفية القومية التي انتجت وتنتج كل هذه الجرائم بحق وطننا وشعبنا، فهل عرف تاريخ العراق السياسي لليوم تعريفا اكثر وضوحا ودقّة واكثر شمولا من تعريف الرفيق الخالد فهد للرذيلة؟ أيها الرفيق الخالد "فهد" لم يشهد بلدا في العالم عصابات بأسم رسمي تنهب ثرواته وتفتك بمواطنيه وتهدر كرامته وتبدد ثراوته وتضّيع مستقبل أجياله وتشيع بينهم الجهل والتخلف والامية والامراض وتساهم في تلوث الارض والمياه والانسان كما عصابات اليوم، أيها الرفيق الخالد "فهد" أننا اليوم بحاجة الى بيانك الذي طرّزت به جدران الناصرية وبعدها جدران الوطن لنستنسخه بدماء ضحايا شعبنا الابرياء ولنرسم به وطنا يحث الخطى نحو الحرية ليسرع في اللحاق بركب الامم وأسعاد شعبنا.

"أيها الرجل الصلب" * ان حزبك الشيوعي العراقي وهو يحتفل بعيد تأسيسه الثمانين في ظل ظروف سياسية معقدة للغاية، لهو بحاجة وبقية القوى الديموقراطية المتحالفة معه في "التيار الديموقراطي" وهم على اعتاب انتخابات سترسم وجه العراق ليس للسنوات الاربع القادمة بل الى ابعد منها، الى الاستفادة القصوى من ذلك البيان الاول والغوص في معانيه لترجمته بأبداع وتثقيف الناس به وفق ظروف اليوم أنتظار لغد مشرق.

مجدا لتلك اليد التي كتبت وعلّقت البيان على جدران بيوت الفقراء في الناصرية.
مجدا لك ايها القائد الظافر.
مجدا لك ايها الرجل الصلب.
مجدا لحزبك حزب الفقراء والمحرومين وشغيلة اليد والفكر في عيده تأسيسه الثمانين.
مجدا 31 آذار.


(1) العراق، ج 2 الحزب الشيوعي ص 80، حنا بطاطو.
(2) نفس المصدر ص 80.
(3) نفس المصدر ص 80.

* "الرجل الصلب" من كتاب ذكرياتي ج1 ص 397 ، محمد مهدي الجواهري.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل السيد المالكي ولي أمر أم ولي دم؟
- الدم بالدم عرف بدوي أيها السيد المالكي
- أختطاف الطائرات وأرهاب الاحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد
- المسؤولين العراقيين وأبنائهم -ع- شلّة -هايته-
- أنتخابات كربلاء وداماد الوالي *
- على مرجعية النجف الاشرف ان لاتسيء لنفسها مرة اخرى
- المالكي وتظاهرات التحرير والكيل بعشرة مكاييل
- الدواعش في البرلمان والحكومة العراقيتين
- انقلابي 8 شباط و 28 مرداد وما بينهما
- هل ستكون معركة بغداد آخر معارك القادسية؟
- وهل فتحتم الحدود امام الارهابيين يا بثينة شعبان أم لا؟
- ناغورني تلعفر وقره باخ خورماتو
- مهمة الجيش العراقي هي الحفاظ على السلطة الدكتاتورية وديمومته ...
- صحيفة التآخي ترد الدَّين الفيلي بسيل من الاهانات
- العراق من صدام المجيد الى نوري الاشتر
- أجيبوا هذه الطفلة ان كانت لكم كرامة
- قراءة في تقرير الاجتماع الاعتيادي الكامل للجنة المركزية للحز ...
- الكورد الفيليون وسراب الكوتا
- السيد ابو حسنين .... تره صارت يخني
- القتلة يحكمون العراق


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - فهد في عيد حزبه الثمانين