أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - عن : جان دمو .. بلا مناسبة














المزيد.....

عن : جان دمو .. بلا مناسبة


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


• ... عن : جان دمو .. بلا مناسبة ..
• ___________________

• لا شك انّ جان كان وجها منهكا مألوفا لدى زبائن وندّل الحانات التي كان يرتادها ..وايضا كان مألوفا وأليفا لدى الارصفة والنهارات والحدائق والفنادق والمقاهي التي قلما يؤمها ..ولدى المثقفين على اختلاف مشاربهم والوانهم وتوجاهاتهم ..وبلا ادنى ريب كان جان يحظى باهتمام استثنائي من لدن اصدقائه الشعراء الصعاليك او مايشاع عنهم بالصعاليك ..ومن لدن البعض ممن كانوا متطفلين على موائد الشعراء الشعراء والمثقفين المهمشيّن .. وجان كان صديقا مشاكسا للجميع ويحظى باهتمام وتقدير هذا الجميع .. رغم شتائمه التي كانت تطال الجميع يوزعها بسخاء منقطع النظير على ندماؤه بالتساوي ..لاسيما ممن كانوا مأزومين ماليا أوجيوبهم مثقوبه على الدوام يتساقط منها الخواء على نحو مزمن ..كان الهولاء المتطفلين على موائد الخمور في الحانات غراماؤه اللدودين ..اذ كانوا ينافسونه على الاعطايات او الهبات التي كانت تغدق عليه على شكل انصاف زجاجات عرق ..هذه احدى اهم الأزمات التي كانت تحدث وعلى نحو لايخلو من التكرار في اماسي حانات جان ..ربما هو شاعر بالإشاعة ..!! لكنه كان مثقفا ويمتلك حسا نقديا جماليا في قراءة الشعر يميزه ويتفرد به عن بقية اقرانه الشعراء الصعاليك ..هذا ماستشفيته او استنتجته عبرحوارات مكثفة تحدث كلما جمعتنا مائدة في حانة .. كان يقرأ ليّ بعض مما كتبه من قصائد في وقت ما , قصائد من تلك التي تمتلك مقومات البقاء والديمومة والمكوث في الذاكرة ومقارعة قوى النسان والتلف ..كانت شحيحة تلك القصائد التي كتبها في اوقات جدّ متباعدة وعبر مراحل ومسافات من تطور ذائقته ..لا اعرف السبب المضمر الذي دعاني لأستذكار جان .. ربما الموت الذي بات على مقربة من ابوابنا المغلقة ..او الشعور بنهاية الرحلة ..التي استغرقة قرابة 55 عاما من المكابدات والشقاء والحروب ..اقول ربما الموت الذي تعقب آثار جان في رحلته العجائبية التي لا تخلو من حس عبثي . الموت الذي اقتفى اثر جان عند محطته البعيدة . لاحقه هناك في البعيد حيث يلاقي حتفه وسط قارة . كان يحسبها ملاذا يقيه العوز والتشرد . فكانت تبيت له قبرا وعزلة وغربة .. ما اسرع انّ وافاه الأجل او الخراب السرمدي .. طار من هنا .من بلاد مابين الخرابين ..من بلاد اوصدت حاناتها الابواب .. اغلقت نوافذها بوجهه .. فطار محلّقا صوب بلاد لا تغلق فيها الحانات ابدا .. طار حالما بزجاجات الخمور التي شحت في البلاد وباتت كطيف بعيد ..اقول ربما الموت الذي اختطف الحياة من جان وهو لم يزل في مقتبل الثمالة , هو الذي دعاني لأستذكار جان .. رغم تباين شكل وملامح الموتين الذي سيحدث .. الموت الاوّل حدث على نحو تراجيدي قريبا في صياغته واجواءه من المناخ السوريالي ..والثاني لا يزال ينتظر .. ينتظر لمسات القدر الاخيرة التي سوف تلطّخ لوحة الحياة بسخام العبث الوجودي او عبثية الوجود .. في تلك السنوات . سنوات اماسي الحانات ..والتي كانت اغلبها تطل على ابي نؤاس ذلك الشارع العتيد الخالد في ذاكرة العشاق والصعاليك .. لم نكن نتبأ بما سيحدث .. ولم اكن اتوقع سيأتي زمن ما .. شبيه بهذا الزمن الذي لا مثيل له !! زمن اراه فيه الموت يمشي على مقربة من سريري .. زمن يقذف بشيخ الصعاليك صوب مرافىء صدئة وهناك يتوّج خاتمته باكليل من اللاجدوى والعبث ..أيكون شبح الموت في حضوره الوشيك حافزا منشطا للذاكرة .. حافزا لأستذكار اطياف الموتى ممن تصلنا بهم وشيجة ما ..فكان هذا الشبح المتخاطف في المخيّلة حافز نشطا لأستدعاء طيف جان . الطيف الذي غدا ذكرى .. يا للغرابة . ما اسرع انّ صار ذكرى .. وما اسرع ان توارت تلك الشتائم الساخطة _ شتائم جان _ التي كانت تتصاعد في فضاء الحانات ناقمة على كلّ شيء .. كلّ شيء ..وانا استعيد كل هذا الشريط من الاستذكارات , الشريط الذي بات رماديا شاحبا في تلاحقه التراجيدي . تثب إلى ذهني اطياف كلّ الشعراء الصعاليك الذين رحلوا في مقتبل تفتّح مواهبهم .. تلك المواهب التي لم تقل اوتبح بعد ما في حوزتها .. رحلت دون انّ تقول اجمل مالديّها /



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الاحتجاجات المليونية في العراق ..! ؟ وإلى متى .. ؟
- لماذا باتت نتائج الانتخبات محسومة سلفا
- : عن الجمال __ محض انطباع
- فصل من رواية مخطوطة : سلمى والنهر _ 1
- كتابة عن الشعوب النائمة او // ضد الحكومة
- العام العاشر في الغابة
- نص في المكان : مقهى الميثاق : علامة .. / مقطع من رواية مخطوط ...
- بمناسبة ما يسمى بعيد الأمّ
- الفصل الاخير __ التاسع عشر __ من رواية مخطوطة : بقايا الجندي ...
- الفصل الثامن عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السادس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الخامس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثالث عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثاني عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الحادي عشر . من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل العاشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل التاسع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثامن من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر


المزيد.....




- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - عن : جان دمو .. بلا مناسبة