أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - الفصل السابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر















المزيد.....



الفصل السابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


فاستغرقت اتملى كل الماضي ..اتوقف عند اجمل المحطات واشدها رقة وعذوبة ..ولكن صوت أمّي بنبرته المبحوحة قذفني خارج مدى اللحظة ..خارج مدار الاستغراق ..خارج جميع المحطات : لم تبق سوى اجراءات قانونية يسيرة تتعلق بانفصالكِ من الجندي ..... ما عليك ساجعل الامور تسير سيرا حسنا
مرّ اكثر من شهرين على مغادرة الجندي المعطوب او التالف او المعاق او زوجي ...كان خلالها [ م ] يتردد على بيتنا باستمرار ...يحفر في ادق الامور سريتا واشدها خفاءا ..كان يتساءل على نحو يدعو للدهشة والريبة ..اسئلة مدعاة للشك ..كما لو يتمنى في سره ان لا يحدث الطلاق ..ساورتني الظنون وجعلت افكّر بما يدور في خلد [ م ] تمنيت لو استطيع سبر داخله المغلق ..ان المس ما يجول في رأسه من افكّار ...
شعرت بنمو حاجتي لمعرفة حقيقة مشاعره ..فقد بدا في الآونه الاخيرة غامضا ..كما لو كان مترددا في مشروع الزواج ! فلم المس من ناحيته اية بادره او خطوة او خطوتين استشف عبرهما اهتمامه او على الاقل انه لا يزال عند عزمه ...... بدا كأنه بمنأى عما يجري ..او كأنه يقف على مبعدة خطوات ..كما لو ان الامر يتعلق بي وحدي فقط ! ..فآثر ان يتنحى او ينسحب للظل ..او يمكث واقفا عند الضفة البعيدة .. يرقب ما يحدث من بعيد ..
كأنه نسي ما كان يردّده ... ولكن ما كان يدهشني هو مداومته على ترديد عبارة : ولكني اريد ان اطمأن على حياة الجندي !! ..اين قذفت به الاقدار ؟ بعد ان تم كنسه كشيأ تالفا او فائضا ..!! كلما نلتقي تمرّ عل لسانه تلك العبارة ...... كأنه يتغنى بها يدوّرها في لسانه بنبرة شجية تشي بالألم وجلد الذات والتأنيب والصحوة المتأخرة .والتأنيب والصحوه المتأخرة ... وكأن رغبته في الزواج مني قد تلاشت ..فما عادت تمور في داخله تلك المشاعر الجياشة الدافئة او لم اعد اتحسسها في نبرته وفي ملامسة يده ..كما لو ان حاجزا غير منظور كان يفصل بيننا او يحول دون انطلاق تلك المشاعر .............. حتى نبرة صوته تبدلت اشابها الوهن والفتور ! باتت مشرّبة بلون او جرس حزين مفعم بالشجن ..اقرب ما تكون غصة بكاء ملتاع
وجعل في المدة الاخيرة يكثر من الأسئلة الشجية التي تتعلق بمصير الجندي المجهول .
لم يحدث ان رأيته قلقا من قبل على مصير الجندي .. ذلك المصير المعلّق على هاوية ...
او على منحدر زلق من الخوف والتيه والضّياع ..اسئلة تترى تنعكس جذوتها المتأججة على تقاسيم وجهه فتزيد سحنته تعكّرا وتعاسة وتقطيبا ... مسحات قاسية من الألم والنفور والحزن تطبع ملامحه ..لم اطالعها في وجهه من قبل البته ..تشّع في عينيه اللتين خبا بريقهما كثيرا فباتتا اقرب الى الأنطفاء ..! وفي انفراج شفتيه الرخيتين وصمته .
حتى إني لم اعد اسمع سوى الكلام الذي يتعلق بمصير الجندي ..
فشعرت بان اضطرابات مخيفة تكتنف مشاعر [ م ] ..وبدأت المح خوفا خفيّ يشّع من بريق عينيه الخافت ..خوف بلغ به حد ان جعله يبحث عن الجندي في امكنة غامضة يمكن ان يرتادها الجندي ..!! لا لشيء الا ليطمأن على مصيره..كما لو ان شعورا بعقدة الذنب كان ينتابه او يلاحقه ...كما لو كان قد اقترف امرا مهولا ....بحق الجندي الذي مسه الضر ..
فجعله هذا الإحساس جامد الملامح ..حتى كأن غضونا مبّكرة راحت تتنامى وتلتم على سحنته وتشكّل خطوطا طريّة تحتشد على زاويتيّ فمه وعلى جانبيّ انفه ...... غضون كخطوط مخدّده لم تبان للرائي بيسر ..كانت مختبئة او خاتله وراء بشرة وسيمه .........
كان غياب الجندي او ضّياعه .كان غياب الجندي او ضيّاعه قد أضفى على سحنة [ م ] عدا التجاعيد الدقيقة الغير منظورة ! تقطيبة مزمنة تلوح باستمرار ! في المساحة التي تفصل بين الحاجبين .. المساحة التي باتت متغضّنة او مجعّده على الدوام ! ..كانّي رأيتها من قبل مرات عده ! من فرط ما ألفتها ..فضلا عن امارات الحزن الجلي الذي لم يكن بوسع وسامته ان تخفي علامته البارزة !! فكان على طول يشّع بالكأبة .... لم اكن اتوقع ان يترك غياب الجندي كلّ هذا الأثر الأليم في نفس [ م ] .......
كنت اعاينّه خلسة ابان حواراتنا المتناسلة في تشعّب ومسارات عديدة ..فلم أر غير جبين متعكّر وعينين خاملتين فاترتين ... حتى كلامه بدا غير مسموع ! كان اقرب الى الصمت منه الى الكلام..... بدا خفيضا اقرب ما يكون للهمس الجانح للسكوت !! وإذا استرسل او فاض بالكلام ، فكلامه يجري نحو روافد كلّها تصب في مصّب الجندي ! مما يجعلني مضطربة للغاية مترنحة على سفوح حاده من القلق والأمتعاض والخوف ..اذ شرعت عدوى الاهتمام بالجندي تنتقل اليّ على نحو خفيّ لا شعوري ..!تتفشى بداخلي بطريقة اقرب الى تفشي الوباء ..فلم استطع كبح انتشارها وشيوعها .....

*************** ************ *********

وجدتني ممدا على السرير __ لا ادري كيف ..!! __ تقمطنّي لفافات جراح ..كما لو إني محمول على جسر مغلق في فراغ داخن .. ارى إلى وجهها __ زوجتي __ كأنه يلوح لعينيّ عبر مدّيات بعيده ! يرتعش مثل نقطة مضيئة او مثل نجمة تحجب شعاعها غيمة ..
فيما كان وقع اقدامها خفيفا بعيدا ..كأنها تمشي في برّية مكتظة برائحة اعشاب وغبار .
كان مكانها على السرير فارغا كان مكانها على السرير فارغا ...فراغ يتدلى في فراغ بري ... استدرت برأسي ناحية الفراغ الذي يشغل مكانها او موضعها فوق السرير ... فاحسست برأسي ثقيلا في حركته الأخيرة ... كأنه ينؤ باثقال حطام جسور منهارة !!..... احسست بيدها تداعب وجهي ، تتلمسه ..كأنها تبحث عن ملامحي التي فقدتها في البرّية ..نسيتها في عمق التشّوهات ... زادت من ضغط اصابعها الناعمة ..فشعرت كأن جروحي تلتئم وان دمّها جعل يتسرب عبر اصابعها ويجري في عروقي ..كان حارا دافئا ، حتى إني هجسته ينبض في سحنتي ! ينشف الألم المتجمد في ملامحي وفي عروقي .... مكثت اصابعها تمسح على ذقني النامي ، كأنّها تحادثني باصابعها ..كأن صوتها يتدفق عبر الاصابع ، التي شرعت اطرافها تتحسس شفتيّ وتقبلّهما ...... رغم ذلك كان وجهها بعيدا ، منعزلا ، يتلاشى في صحراء .. حاولت ان أنوشه ، لكنه كان ينأى ....... وجه بات بعيدا ..تفصلني عنه مدّيات مهولة موحشة من التشّوهات والبراري ! ..في حين ظلت اصابعها تتحسس وجهي ..كأنها تبحث فيه عني !وهي تتطلع الى التشّوهات التي امحت جزءا حميما من ملامحي .. مسحتها بصدىء الحديد ،.. باصابع من لهب ،..محتها عبر شعاع ..عبر وهج متأجج ..عبر ذكريات موقدة !!
حتى صيرته بلون الطين المجفّف ،! احمله وسط كتفيّ كعلامة من علامات جهنم ..!
ادخل به الغرفة __ في الايام الاولى من عودتي __ ناشرا رائحة دخان وغبار برّي ، ابحث من خلاله عن وجه زوجتي المعلّق في ذاكرة معطوبة ... ذاكرة براري راحت تتلاشى كالدخان في الايام الاخيرة ...........
لم أرها كان وجهها يضيع باستمرار في امكنة مجهولة !! ثم فجأة يثب من غيابه ..اعرف ذلك عبر صياحها الناقم المتذمر المتدفق خارج الغرفة ....... كان صوتها يحدث في بدني ارتعاشات كما لو تدوس جروحي او تغرز فيها دبابيس ... لا اعرف لماذا تفعل ذلك !! كان كلامها صراخا كأنها تركض فوق سطح معدني متأجج .كان مكانها على السرير فارغا ...فراغ يتدلى في فراغ بري ... استدرت برأسي ناحية الفراغ الذي يشغل مكانها او موضعها فوق السرير ... فاحسست برأسي ثقيلا في حركته الأخيرة ... كأنه ينؤ باثقال حطام جسور منهارة !!..... احسست بيدها تداعب وجهي ، تتلمسه ..كأنها تبحث عن ملامحي التي فقدتها في البرّية ..نسيتها في عمق التشّوهات ... زادت من ضغط اصابعها الناعمة ..فشعرت كأن جروحي تلتئم وان دمّها جعل يتسرب عبر اصابعها ويجري في عروقي ..كان حارا دافئا ، حتى إني هجسته ينبض في سحنتي ! ينشف الألم المتجمد في ملامحي وفي عروقي .... مكثت اصابعها تمسح على ذقني النامي ، كأنّها تحادثني باصابعها ..كأن صوتها يتدفق عبر الاصابع ، التي شرعت اطرافها تتحسس شفتيّ وتقبلّهما ...... رغم ذلك كان وجهها بعيدا ، منعزلا ، يتلاشى في صحراء .. حاولت ان أنوشه ، لكنه كان ينأى ....... وجه بات بعيدا ..تفصلني عنه مدّيات مهولة موحشة من التشّوهات والبراري ! ..في حين ظلت اصابعها تتحسس وجهي ..كأنها تبحث فيه عني !وهي تتطلع الى التشّوهات التي امحت جزءا حميما من ملامحي .. مسحتها بصدىء الحديد ،.. باصابع من لهب ،..محتها عبر شعاع ..عبر وهج متأجج ..عبر ذكريات موقدة !!
حتى صيرته بلون الطين المجفّف ،! احمله وسط كتفيّ كعلامة من علامات جهنم ..!
ادخل به الغرفة __ في الايام الاولى من عودتي __ ناشرا رائحة دخان وغبار برّي ، ابحث من خلاله عن وجه زوجتي المعلّق في ذاكرة معطوبة ... ذاكرة براري راحت تتلاشى كالدخان في الايام الاخيرة ...........
لم أرها كان وجهها يضيع باستمرار في امكنة مجهولة !! ثم فجأة يثب من غيابه ..اعرف ذلك عبر صياحها الناقم المتذمر المتدفق خارج الغرفة ....... كان صوتها يحدث في بدني ارتعاشات كما لو تدوس جروحي او تغرز فيها دبابيس ... لا اعرف لماذا تفعل ذلك !! كان كلامها صراخا كأنها تركض فوق سطح معدني متأججكأنّها تركض فوق سطح معدني متأجج ..
فتحشو رأسي بدوي لوقت عصيب يحوم حتى تتقطع انفاسي ..فاشعر كأني ما زلت اتشمم غبار الحرب في صحراء حفر الباطن ..فأن دوي قذائفها ما زال يملاء اسماعي ! يحشوها بذلك الطنين المخيف ... كأن الطائرات ما زالت تقصفنا هناك ..فيتطابق في ذهني ذاك الدوي مع صياحها او صراخها المستمر ! .... لست ادري متى انطلقت صرختها الأوّلى ..؟ .. أفي ذلك الليل الذي اكتشقت فيه عقم محاولاتي في الفراش ..أم عند حلول [ م ] بن خالتها ، أم عندما طالعتها بوجهي المشّوه ..! ؟
ولكني كنت متيقنا أنّ صرختها الأولى انطلقت عقب مرور وقت طويل على عودتي معاقا من الحرب ، بيد ان قلقا كان يساورني __ في الأيام الاولى __ مبعثه التبدّل الذي طرء على سلوكها ، تبدّل كان غامضا في أوّل الأمر ..! كنت استشف ذلك من خلال شرودها الذهني ، ونظراتها التائهة الطويلة ،واستغراقها الحزين في صفن وسرحان كما لو تغط في مجرى من الذهول ..ومن خلال عيونها الراكزة او المشدودة الى شيء ما ، شديد الغموض للغاية !! من خلال نظراتها المديده المعلّقة على وجهي والتي كانت تنغرس مثل دبابيس في اشد البقع تشّويها من وجهي ..لم استطع ان اسبر عمق نظراتها ..كانت نظرات تنم عن عن تيه يزيد من ارتخاء ملامحها وتهدّل شفتيها ويفاقم من ذبول عينيها المتموجتين برقائق دموع خفّية تترقرق في الفصّين العسليّن اللامعين ........... فكنت اطلب اليها ان تدنو من السرير ..فأضغط على يدها برفق باصابعي المشّوهة .. كأني اتشبث بشيء حميم ، اخشى ان افقده ..لم افلح ان اسبر غور نظراتها وهي تجّر يدها برفق ، تفك اشتباكها من اصابعي ..
كنت في ذلك الوقت لم احدس بعد ، او اكتشف ما يمور بخلدها ..ما يعتمل في داخلها من مشاعر ..فحرصت برقّة على تسحب يدّها دون ان تلفت نظري .. او تثير لديّ مشاعر لا تخلو من ظنون ..وبمرور الوقت وانا استعيد عبر ذاكرتيوبمرور الوقت وانا استعيد عبر ذاكرتي . صوّر من حياتنا الحميمة ما قبل الحرب واقارتها بما يحدث الآن ..فاكتشف ان الفجوة كانت مهولة ! ..وان الهوة التي باتت تفصل بين حياتين ..حياة ما قبل الحرب وحياة ما بعدها . كانت من الاتساع بمكان بحيث ظلت على الدوام تبعث على الرعب والتوجسات ..فاشعر إنّ شعاع الامل بعودة حياة ما قبل الحرب ..قد بدأ يخبو وان نوره الفاتر لا يقوى على تبديد الظلام المرين على فضاء حياة ما بعد الحرب ... فاجدني اغور في مجرى قاتم من العزلة ،
غزلة مترامية التوحد والصمت ، اجتر عبرها ذكرياتي مع موتى صحراء حفر الباطن ، حفر الخيبات والخذلان والقسوة ..
حتى كان يوم . وجدتني فيه احلّق بقدمين معطوبين عاطلين تالفين ، خارج فضاء الغرفة ..
بعيدا لمدّيات مريعة عن سماء البيت ، ..رأيتني اخطو بقدمين من حديد ..تدوران كالمراوح ! .
امشي بقدمين لا تخطوان ابدا .. امشي محمولا على على كرسي متحرك في الشوارع ..اتنقّل عبره بين غرف مريبة لفنادق رخيصة ووسط حانات ... يقودني الكرسي من قدميّ . كأنّه يمشي بهما عددا منهكا من الخطوات ! ..خطوات متصلة ، كأنها خطوة واحدة طويلة في خطوات ! خطوات متباطة متعرجة .. خطوات تقذف بي إلى غرف رطبة ضيقة كأنها علب او صناديق احشر فيها بدني حشرا ..صناديق تشبه التوابيت .صناديق تشبه التوابيت ،جدرانها المتقابلة متقاربة قربا مخيفا مقرفا ..حتى اخالها تكاد تطبق عليّ ..فاشعر إني ملتحم بآجرها المفتّت في اتصال كافر .. اسمع اصوات النزلاء عبر النوافذ التي تشابه الكوات المظلمة المحفورة في حياطين الطين ..تنمو عبرها اصوات النزلاء .نموا جافا مريضا يابسا ...
اصوات كأنين مكتظ داخل افواه متيبسة تترك أثرا __ كصراخ فاتر اخير يلفضه ميت __ أثرا يطوف في فضاءات الغرف المضاءة بنور اقرب الى العتمة ..نور خافت يندلق من امكنة غامضة مجهولة ... او من قمم جدران تشّكل في امتداداتها المتوازية مماشي ساكنة ..
قمم ترسل ضوءا مريضا ! نحيلا ..كأنه مسفوح من بعيد ... يسندني الكرسي عبر تنقلاتي بين غرف الحمّامات والمراحيض والمماشي ... كما لو اني في خريف شيخوخة طاعنة بالانهاك والسنين ... اتكىء على جدار من الخطوات الحديدية ..او اتوكأ على عصا من الاطارات ..اتحرك باحتراس في طريقي الى المراحيض فيحدث ان اصطدم بنزلاء يحدث ذلك على طول .. كانت المماشي ضيّقة لا تتسع لأثنين يمران في اتجاهين متعاكسين ..
وعند حلول نور الصباح ..تندفع الاقدام خارجة من تحت الدثارت الوسخة الرثة ..تتدفق كحيوانات اليفة وهي تتواثب في الممرات ..يند عنها وقعا كطرق متوال على باب موصد ..
اقدام غاطسة داخل احذية او شبه احذية ..تترك وقعا على البلاط يظل صوته لوقت عصيب يحفر في اسماعي _ فتزدحم في ذهني اشكال حزينة لطيور مقصوصة الاجنحة _ فاشعر اني اختنق تحت وقع تلك الاحذية التي تحدّث اضطرابا يشعرني كأنني اتمدد تحت وقعها المؤلم ...
فاندفع في زحام الاحذية ..ازيح عبر قدميّ الحديديتين ! خطوطا من الخطوات المتقاطعة والمتوازية والمتأخرة ...... تشكيلة من الخطوات تجري في زحامتشكيلة من الخطوات تجري في الزحام ..زحام ينمو مضطربا مكتظا ... ارتطم باجساد منهكة في مشيها ..ادفعها وامضي ..بلا خطوات ! تشيّعني عيون النزلاء ..عيون مغروزة في وجوه عتيقة ، متيّبسة . كأنّها جزء حميم من يبوسة الغرف الضيّقة ... وجوه متجهّمة ، الفت وجهي المكتظ بزحام الحزن والتشّوهات ..
اجتاز الممشى الطويل في عبور منهك ..اصبح خارج مبنى الفندق ... كان الصباح في الخارج ، ما يزال يمشي في خطواته الأولى المتوجهة صوب الضحى ...يتلقفني زحام السوق على مقربة من مبنى الفندق الذي اقطن .... في زحام السوق أبسط يدي كلّ البسط ! ..كما اعتدت في مثل هذا الوقت .... أمد يدي تحت عيون المارة .. أسمع أحدهم يهتف لصاحبه ، : هذا الشحاذ المعوّق ..كعقارب الساعة لا يتقدم ولا يتأخر ..كلّ صباح في مثل هذا الوقت اراه ...فيلتفت الآخر باحثا عني ..ينقداني ويغادرا سريعا ..وعلى مبعدة خطوات سمعت آخر يخاطب زميله : لا تنسى موعدنا في الغد في ذات المكان امام الشحاذ ..فيصيبني الذعر ، اذ علمت إنّي بت علامة ، من علامات المدن ! ... علامة مفتوحة على مدخل السوق .... علامة تقود الخطوات ..... كلّ المتاهات تؤدي إلى الشحاذ ........... كلّ تيه يفضي إلى الشحاذ ............ كلّ المواعيد المتأخرة ........ كلّ الخطوات المتخلّفة عن اللحاق بالموعد ...... بت علامة تدلِ التأهين ....اصبحت محطّة يلتقي عندها العاشقون و المرتابون والمتوجسون و............. ، محطّة قائمة في أوّل السوق ..تقع على يمين المدخل ..علامة مغروزة ثابتة ، بلا خطوات ..تمشي في ثباتها ..
يتراكم عندها الذباب والهوام والغبار والاحزان والصراخ والفاقه والنداءات الطويلة ....يتراكم حولها الذباب ..حول كتلة تالفة مصنوعة من بقايا خراب ونساء ..مصنوعة من أنين براريمصنوعة من أنين براري وذكريات وطفولة مقفرة ...خرجت من معطف العوز منهكا ..خرجت من رحم الشقاء والحرمان ..خرجت كتلة اصابها التلف مكومّة على كرسي ، جاثمة على تشوّهاتها ..تتحلل ذكرياتها على مهل في ذاكرة يشغلها الفراغ والخواء والجوع ...... انا نجمة الصباح .. علامته ، اختفي عند حلول الظهيرة ... اتلاشى كالنجوم التي تقود البداة الرحل ... تقودني خطواتي الغاطسة في المقعد المتحرك صوب الحانات المطلّة على شارع النهر والذكرى . شارع [ ابو نؤاس ]
ادخل الحانة ..حانة [ بلقيس ] ..ادخل واخرج دون خطوات .. يلتم عندي ألندل وانا انشر رائحة الخمر ، كما انشر بكائي ودموعي ورمادي ...انشره على حبل من زجاجات الخمر المغشوش .. على طبق من البكاء واللوعة ... وقبل ان يتعتني السكر ويبلغ بي اشده ..
يكنسونني __ كما فعل اللذين من قبلهم __ كما يفعلون بالغبار والاوساخ والقمامة ..
يقذفونني خارج الحانة ........ فينشر الجندي في داخلي حطامه على الملاء ...
ويخرج من فمي [ عفاط ] ...متصل كأني اقول عبره للندّل : هذا نهار من نهارات الحرية ..
افتقدته مذ الطفولة ... مذ الأزل !! ... فاشعر بروحي كأنّها تخرج مع [ العفطه ] .........
تخرج من صندوق مغلق على احزان وسنوات من الحرمان ...فيشتد صراخي ..كأنني كنت اصرخ منذ الطفولة ..منذ سنوات من الحرمان ..منذ نهارات البراري في حربنا الأولى .كأني كنت اصرخ منذ سنين ... منذ نهارات البراري في حربنا الأوّلى ... اصرخ في وجه يطالعني في كلّ حين ! وجه قابع في ذاكرتي في إقامة مزمن .. وجه مخيف يتناسل إلى مئات الوجوه .. اصرخ بها كلّها ..ثم اباشر بالعزف على وتر الدموع في ايقاع مستمر بالخراب ..اسرف في نحيب متواتر ..انتحب على مقربة من باب الحانه ..فيطالعني وجه صديق خرج مترنحا من الحانة ..وجه اعرفه مزدحما بالدموع والغضون والحرمان ...خلته للحظة ، جنديا كان معي في صحراء حفر الباطن في حربنا المنهكة ...سحب الكرسي وقادني بعيدا عن باب الحانة ..نحو ظلال جدار في زقاق فرعي من ازقة البتاوين ، ارث سيجارة ودسها بين شفتيّ ..وابتاع ليّ [ بطل عرق عصرية صرمهر ] من باب الاحتياط ..في الظلال الرطيبة جوار الجدار ، لمحنا على مبعدة ... متسكعا ثملا مكومّا لصق الجدار عند الطرف البعيد ..يقف فوق رأسه كلب بخطم موحل .. يلعق خلال لسانه المندلق للخارج بكامل لزوجته قدميّ المشرد الصعلوك الحافيتين ...هش صاحبي الكلب ، فانكفىء الاخير مرتدا للوراء .. جرى خطوات للخلف قال صاحبي _ : أتعرف لماذا كان يلعق الكلب قدميّ المشرد واضاف كانت تضوع منهما بقايا رائحة فُتات بقيت عالقة في القدمين الحافيتين ... ان امثال هولاء يقتادون على القمامة..............
عوى الكلب ..ففرّت يمامة ، كانت خاتلة في الظل ..تململ الرجل الصعلوك ..واطلق تنهيدة طويلة كالعواء .. اطلقها في الظلال ...كانت الوجوه المارة في الزقاق تتطلع ناحيتي وانا مداوم على كرع الخمر من رأس البطل ............. كانت وجوه متشابه طالعتها في امكنة متباينة او طالعتني كاي .وجوه متشابه طالعتها في امكنة متباينة او طالعتني كأي متشرد ، يجوب امكنة مختلفة ...امكنة مغمورة بالظلام ، او غارقة بفيوضات نهار ما ..في كراج سيارات ..عند محطات انتظار ..في شوارع فرعية عالقة في عزلة ..في حانات مكتظة بزحام من الغناء والغو وفيضان من الدموع والشتائم والمشاجرات ..وعند اشجار ظليلة ..وابواب جوامع ..وارصفة ..وخلاءات مريبة ..ومخافر شرطة ..ومقاه .... اغلب الوجوه التي تمرّ تعرفني ..لا سيما في السوق ...وجه بات علامة معرشّة في ذاكرة المدينة بكامل تشّوهاته ..وجه تقطر سماءه المكدرة حزنا وقهرا ودموعا والفة ..وجه متسول تكتظ ملامحه بزحام من الشقاء والذكريات ........ كنت انشر وجهي في كلّ الشوارع التي ارتادها ...افرشه على تخوت المقاهي وغبار الارصفه ورائحة القمامة ..اوزعه على موائد الحانات .. أنشره تحت عيون السقاة ..سقاة الخمرة والماء ، كما لو انشر رائحة لعنة تلاحقني ..لعنة تطفو في الدمامة التي ارتديها قناعا فاضحا لاهوال الحرب ..دمامة تفضي بي الى اقصى العذاب ، تقودني الى تخوم من التيه والضّياع والبكاء .. ظلّلت ايامي السود ..ايامي المكررة في دوران من الجوع والثمالة والغناء والنوم على الارصفة والمبيت في العراءات ..بقيت ايامّي راكده مثل بركة آسنة ،تضّج بطنين الهوام ...فجأة سمعنا المشرد او الصعلوك الراقد في الظل يطلق لصوته العنان ..في غناء شجي حزين يفتّت القلب ..انطلق في اوّل الامر فاترا ، ثم مالبث ان تصاعد ..كان الحزن يحفر قاسيا في نبرته ..صوت ينوء بركام مهول من الاشجان ..كأنه يأتي من اعماق سحيقة ... صوت متخم بالوجع واليأس ..يتدفق من اعماق اللوعة والويلات والشجن ..يخرج من نوافذ اوجاع مترسبة في مسيرة إنسان حافلة بالوجع .......استدار ناحيتنا وهو يسوي اسماله الرثة ويعدل قامته الضامرة ، واومأ بيده فاردا اصبعيّ كفه اليمين كما لو يرسم شارة او علامة النصر ويقربهما الى شفتيه ، طالبا عبر علامة النصر تلك سيجارة ..ارث صاحبي سيجارة وقذفها ناحيته ، تلقفتها علامة النصر ودستها بين الشفتين ..شرع الدخان يتدفق في خطوط بيض وحلقات كان يمج الدخان بعمق ولوعة وعطش فيخرج من فمه كما لو ينفذ من كوة او موقد او مدخنة!! ... ثم تصاعد الغناء .تصاعد الغناء يتدفق من اقصى نقطة ملتاعة في الروح..يتدفق من اعماق المغنّي المشرد متخما باللوعة والشجن ..كان ينشد عبر الغناء غربته وضّياعه ..ينشد طيف أمّه التي افتقدها في زحام الفاقة والغربة والتيه ..كان الغناء يخرج من داخله المهشّم مثقلا بالتعاسة واللوعة ..يتدفق وهو يخفق في رياح من الغربة
منذ ذلك النهار جمعتني بالمغني المشّرد صداقة حميمة ودودة ، مشحونة بالغناء والضّياع والسكر والبكاء ..نوبات البكاء التي غالبا ما تتخلل وصلات الغناء .............
كنا نستعين بالغناء لتبّديد قوّة الحزن الجاثم على ظلوعنا ودموعنا..لتجفيف منابع التعاسة واليأس ...كنا نتسلّح بالغناء ضد العزلة والخوف والتيه والضّياع والفقدان ........ حتى صار المغني المشرد العلامة الثانية الاكثر حضورا في ذاكرة المدينة ...العلامة الملحقة بي في ذاكرة السوق ... العلامة الشاخصة عند الكرسي المتحرك في مدخل السوق ...مرّت سنوات حافلة بالشقاء والغناء والبكاء والخمر والضّياع على صداقتنا المشدودة إلى افق من الود الحميم ..منذ ذلك النهار الذي جمعني بالمغني __ جمعنا معا حبّنا للغناء والخمر والبكاء __ تركت الفندق وافترشت الارصفة .. كنا نبيت في العراء ... كان ليل العراء في الشتاء لاذعا يعصف بالبرد والجوع والاوجاع والذكرى ...تهب رياحه في الظلام موحشة شديدة القسوة والصمت والأسى ... كان البرد ينسل الى العظام ..ويوخز البدن .... برد مفترس له مخالب وانصال تنغرس في اللحم المتيبس ... يهاجمنا باسلحة الظلام المخيف ...وفي الليالي الممطرة ، كنا نغرق في حوض من الظلام ... لا احد يرى الاخر من شدة الظلام ...فنشعر كأننا متشكّلين من قسوة البرد والظلام ...او كأننا جزء حميم من الليل ... نلوذ بكنف الحيطان المهدّمة....... وسط الحطام في الخرائب المهجورة ...
نوقد اكوام من النفايات المتيبسة نغذي جذوتها باستمرار ، كي تبقى متأججة باستمرار يتسرب دفئها الى ظلوعنايتسرب دفئها إلى ظلوعنا ، فنحس بجذوة الحياة تتوهج في ابداننا ... وكأن الحياة ما زالت في متناول ايدينا ! كأنها لم تهرب منا وتهجرنا في اتعس سنوات العمر ....... كأنها لم تسرق خطواتي وملامحي ..لتبددّها هناك عند البراري ..وتتركني اتلمس في الظلام مسالك الحياة الوعرة ..كأنها لم تحيلني الى محض حطام ، الى خراب اتشظى باطراد الى ذرات من الاحزان .............
عند حلول اشرعة الصباح الخافقة في الريح والبرد والنور ، نشرع بكنس الرماد المتخلف عن موقد ليل البارحة ............... نخرج من الرماد إلى الصباح ... المغنّي وراء الكرسي ..يدفعني او يدفع الكرسي بيدين خاملتين ، ثملتين راعشتين من أثر البرد والخمر والجوع
يدفعني برفق وعناء وانا متربع على عرش العوّق والحاجة او العوز وبقايا بكاء يتغلغل في قلبي وعظامي وبقايا دموع وذكرى وسكر ................ غاطس في حضن الكرسي ..
تطالعنا في الطريق في نور الصباح ..نساء فاتنات بتنورات قصيرة ملوّنة تتطاير اطرافها في الهواء ... يستقبلن الصباح بأذرع عارية ..يضوع في الهواء عطرهن الأنثوي المغري .. ينشرنّه في الشوارع المزدحمة ... يتخاطرن مثل اضواء متوهجة ترسل شعاعا خاطفا يرش ذراته الملتمعة في الظلام ...لم نفطن ونحن ندرج في الطريق إلى ان بوبي كان يقتفي أثرنا ...
بوبي كلب لطيف وديع ودود ..عقدنا معه مؤخرا صداقة حميمة ..فبات يأوي معنا إلى الخرابة او المأوى ..في الحقيقة كانت خرابته لكننا اغتصبناها عنوة ، فلم يجد بدا من الأذعان لمشيئتنا ، فأوانا عبر هزة خفيفة من ذيله ..ايمأه من ذيله اشارت في خنوع الى عدم الممانعة في المبيت عنده ...وداومنا على اطعام بوبي الكلبوداومنا على إطعام ، بوبي الكلب بسخاء مما عزز مكانتنا لديه ، فحضينا بمودتهِ الكلبيه ،...
كان الكلب يشبهنا في العديد من الخصال ..سيما عزلته التي تتضامن مع ميولنا ... طلبت من المغنّي انّ يستدير بالكرسي ناحية الكلب ، فبان ليّ خطمه الملّطخ بالسخام ..سخام صباحنا النابض بالبرد ...سخام داكن ، احتل مساحة رثة من انفه واسفل بوزه ..فبدا ليّ بهيئته المزرية هذه ، كما لو انه كلب آخر غاطس في بركة من سخام ..كان معنا خرج من السخام والرماد إلى الصباح ...اومأت إليه عبر إشارة ودودة من يدي ، فجرى ناحيتي مسرعا مغتبطا ، يهش بذيلهِ وهو يثب على الكرسي ويتشمّم وجهي المشّوه .
يتحسسه خلال خطمهِ المسّخم ..ثم جعل ينكفىء للوراء في ارتداد رشيق ويدور حول الكرسي هاشا ذيله المعقوف الموحل باستمرارية ودوده ........ ثم ما لبث صاحبي المغنّي المشرد أنّ ادار الكرسي ناحية الشارع ..كان الكلب حريصا على مرافقتنا في الرحلة ..فلازمنا بقوّة ...
يمشي معنا بكامل خطواته ..خطوات رشيقة خفيفة لم تنل منها بريّة الحرب ، او الحرب البرّية ! كان رأسه الضخم في حركة دؤبة ، يتلفت باستمرار في تأهب وتحفز ! كما لو إنّه حارسنا الشخصي ... وعلى الدوام كأنه يتشمم رائحة مريبة ....
كان الشارع يقودنا نحن الثلاثة في مشهد غريب ..الكلب الرث بخطمه المعفر بالسخام ، كخطما من فحم ...وانا باليتي الغاطسه في حضن الكرسي ، كأني نصف مخلوق يبحث عن نصفه الآخر الطائر في الفراغ ..! فراغ البراري ...والمغنّي الذي له هيئة مهرّج..يرتكز بيديه على جانبيّ الكرسي العلويين .......... ندرج في الشارع في تشكيلة بهلوانية ..وجوهنا جمعينا مشرعة كان الشارع يقودنا او كأنّه يمشي معنا .. او كأنه يسحلنا بحبل من المجاعة .. كان الكلب يمشي على اليمين ، فاغرا فكيّه كأنه يضحك بانياب ناصعة ... ولسانه المندلق للخارج ..كأنه يخرج من كوّة..يلهث طرفه الدبق في الهواء او في الشارع ..تمرّ عليه عيون المارة ..تمرّ علينا نحن الثلاثة انا . والكلب . والمغنّي ..تضغط عيونهم علينا بقوّة ، فنصير موضوعا طريفا ، يسلقونه خلال لحظات على موقد النميمة والسخرية ...وهم يتلمضون في الشارع ذاهلين ..! يصدر الكلب نباحا فاترا سريعا ، ثم يعفبه عواء ممدودا لما يلمح قطيعا من الكلاب الفقيرة ! الضالة الجائعة يعبر الشارع خائفا مضطربا .... ننعطف نحن الثلاثة في زقاق يقودنا إلى آخر ، يفضي بنا هذا الآخر إلى ساحة ..وثالثنا كلبنا يتبعنا ، نسمع اصوات شجار عند نهاية الزقاق الذي كان يتراجع على مهل ..فيما كانت اصوات الشجار تتلاشى كلما ازداد توغلنا في الساحة ، ثم يغيب في هواء الصباح مخلّفا بقايا طنين يحوم ..ثم ما يلبث ان يتضاءل في اسماعنا ..اسماعنا نحن الثلاثة ..ندخل زقاق ..لم اطالع وجوه قاطنيه منذ قرابة اكثر من شهرين ...
اشاهد إمرأة متلفعة بثياب سود ملفوفة على كامل بدنّها ، تقتعد دكة حجرية تتصدر باب ب [ طلاقتين ] ..انبثق على مقربة منها رهط من اطفال برزوا على حين فجأة بابدانهم الضامرة ووجوههم الصفر واسمالهم الرثة ..ركضوا ناحيتنا ..كأنهم يتدفقون من فراغ ! هرعوا في لهفة حالما لمحونا ... تحلّقوا حول الكرسي ..وجعلوا يزدادون اقترابا من الكلب بوبي الذي كان ودودا حيالهم ..استند بعضهم الى الكرسي .. فشعرت اني اغرق او اتلاشىللجوانب كلّها !!
كأننا ندور برؤسنا في فراغات تميل بنا ذات اليمين وذات اليسار .......... كان الشارع يقودنا كأنه يمشي معنا او ك .



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل السادس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الخامس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثالث عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثاني عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الحادي عشر . من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل العاشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل التاسع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثامن من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السادس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الخامس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الرابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثالث من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثاني من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الاوّل من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- محض رأي عابر
- منظر من زاوية حادة
- مراثي الامهات
- في تلك الايام .. / مقطع


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - الفصل السابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر