أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - الفصل السابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر















المزيد.....


الفصل السابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 15:07
المحور: الادب والفن
    


فتلف ذراعها حول عنقي وهي تسند رأسها للوساده ..
فنسمع معا في الهزيع الأخير من الليل ونحن ملتحمين ، نباح كلاب يتدفق من وراء سياج الحوش الخارجي ،تحمله الريح البارده ، فيصيبها الفزع وتطلب اليّ ان أزيد من التحامي ان أضمّها بقوّة ضاغطة . فيما كان النباح يزداد ويتصاعد ويشيع في الخارج ..ولما سكت النباح ..تلاشى في الظلام .قلت _ : أ تسمعين النباح ........ انه يتلاشى ..
أ أنتِ نائمة ، فتهتف بصوت حالم _ : كلا ..لم أنم ..كنت معك اتدفء وسط ظلوعك الحارة ..
اتشمّم رائحتك العابقة بشذى الازهار ... استنشق عطر جسدك المتنامي في شفتيّ ..
في روحي ..في اصابعي ..في بدني ..المنتشر في دروج الدولاب والثياب والشراشف والجدران والضؤ والمرايا والنوافذ..] ..لما افقت من شرودي في متاهة تلك الذكرى لاح لعينيّ طيفها القديم كالدخان يصعد مع الريح ..يتوارى في ضؤ ساطع مشّرب بالعُري يشّع عبر النافذة راعشا متخما برائحة _ م _ ....
كنت ما ازال محجوزا في الفراغ المخيف خلف النافذة ..احدّق بعينين فاترتين رطبتين الى زوجتي الساقطة برمتها في الضوء الذي تركه النهار ينزلق على عُريها ... كانت ذراعها العارية لما تزل تلتف على رأسه______________________ ** كانت ذراعها العارية لما تزل تلتف على رأسه . غارزه اصابعها الطويلة في شعره ماسحة على عنقه الذي تلاشى وسط شعرها المحلول الغزير المنهمر ..ووجهها الممحو المتواري ... المشرع على مرافىء من فراغات غير منظورة .. امتدت يده لتمسك بثدييها ، بيد انها سرعان ما انخفضت انسابت للأسفل اثر صراخ واه تصاعد في الهواء من طرف الفراش المغطى بذراعيّ _ م _ المتباعدتين ..
اسند رأسه للجدار . فتوارى العُري في فراغ مضبّب .. فلم اعد أرى سوى جزء من لمعان جسدها ..[ زوجتي ] التي كانت قد مكثت وقتا طويلا تنتظرني ، تترقب عودة ماء الحياة الى اوصالي المجفّفة ولكن دون جدوى ..حتى نفذ الجفاف الى اعماقها ..وجفّف اللحم الطري ..فأمسكت عن مواصلة الانتظار وتبدّد أملها في عودة ذكورتي فأرتمت في احضان _ م _ بموعنة فاجرة من أمّها ...فأستجابت لنداء خفي انبجس من بدنها المتيبس ..
فأحدث ذلك النداء شرخا .. فوجدت نفسها بكر الوقت تذعن خانعة مستسلمة لذاك النداء الناضح رائحة نفاذّة راحت تغمر جسدها حتى لم يعد بمقدورهامنصاعة لذاك النداء الناضح رائحة نفاذّة راحت تغمر جسدها حتى لم لم يعد بمقدورها مقاومته............... لا اتذكّر متى حدث ذلك ..؟ متى تدفق النداء اوّل مرّة ؟ ..ومتى رأيت _ م _ ..؟ في المرّة الاوّلى وهو يقتحم عزلة البيت المستكين لطمأنينة ملغومة ..مشحونه ! لا ادري لماذا يخيّل ليّ اني كنت أراه واحدا بهيئة ثلّة من الرجال ، يفدون باطراد ... يدلفون الصالة خلسة في اوقات متباعدة في ذروة نهار واحد _ كما يخال ليّ بالطبع ..! _ واحد أثر آخر ..تقودهم زوجتي ..كأنها تعبر بهم قناطر من الرغبة والخوف ..فامتلاء برائحتهم النفاذّة المشاعة في فضاء الصالة ... فتترك بصمات لا تمحى من الكراهية واللاجدوى ..اخالهم يمروّن في الفراغات التي تركتها منذ وقت مديد مترع بالجفاف ..تنمو على الوسادة وفي غبار الجدران ..اسمع وقع اقدامهم يتصاعد محاذاة النافذة ..يعلو عبر الممشى .. فاجدني انؤ تحت اثقال مهولة من فحيحهم اللافح المشوب بحفيف ناعم يند عن الستارة الشفافة المسحوبة من احد طرفيها الى اقصى زاوية النافذة التي اقبع لصقها . مركون الى جدار من التعاسة ، مضطربا وانا اتملى ظل رأس بشعر نافر يغمر مساحة من فراغ النافذة .. فارفع رأسي فتلوح لعينيّ زوجتي كأنها تطل من وراء ضباب او غيمة او كأنها تغرق في عتمة خفيفة ..وعندما تقترب ينحسر عنها الضباب . فيتسع وجودها وينفرش شعرها الفاحم قبالة عينيّ ..فتتبدى مثل كرة قاتمة تطفو وسط ماء لزج .. فاسمعها تقول : الوقت هنا في الصالة مهلك ... فاراه يلوذ بالسكون ..فيلوح ليّ وهو يتراجع بأنفه المفروش وعينيه اللزجتين المطبقتين في اغماضة حالمةفي اغماضة حالمة كما لو انه يستعيد في الظلام احاسيس اللذّة التي بدت كأني المحها تسيل على خدوده وعيونه وكامل ملامح وجهه

* * *
منذ مدّة وزوجي المعاق لم يتوقف عن إشاعة الأضطراب في دواخلي ..كما لم يمسك عن التدفق بالبكاء المكتوم الصامت ...
منذ مدّة وهو يجهد دون قصد او إشارة مبطنة احالت حياتي الى جحيم ..الى ساعات مشحونة بالسأم والتوتر ............ منذ اكتشاف عقم محاولاته اللاهثة فوق السرير الضّاج بعاصفة مخيفة من اللاجدوى والجدب ... منذ تلك اللحظات العقيمة الماسكة بارتجاجات الجسد المختض في مجرى مريب من اليبوسة ..
منذ تلك اللحظة المليئة بالبكاء والندم انكسر شيء ما في دواخلي ... وشعرت بحاجز مخيف ينمو قوّيا بيننا ...يفصل بيننا ..جدار من الصدىء واليأس واللاجدوى ............
منذ تلك اللحظة بدا كلّ شيء يهتز ... حتى تحوّل البيت بالنسبة ليّ إلى جحيم لا يطاق من الأهتزازات المتصلة ..... اهتزاز الثقة ..الحبّ الذي بات محض ذكرى تبعث على الرثاء والبكاء ... كلّ شيء في البيت جعلت تنبعث منه رائحة يأس وضجر ..رائحة جعلت تنتشر في فضاءات الغرف ..تشبه تلك الرائحه التي تضوع من اجساد جرحى الحرب ..تفوح من تلك الأعضاء المعطوبة المجفّفة تحت شموس الحروب ..تشبه رائحة الموتى تحت غيوم من دخان الحروب..تحت سقف مهول من عصف القذائف* تحت سقف مهول من عصف القذائف ..رائحة تشيع العذاب والألم ، تكرهني على أنّ انأى بنفسي عن مدارها ..رائحة مشوبة بنوبات من الهذيان يشبه الأنين ..أنين الجنود الجرحى الرازحين تحت ضغط كوابيس ..فاجدني على الدوام غارقة في دوامّة من الكآبة والملل والخوف .. الخوف من شيء ما مجهول ..كنت احتمل اقصى درجات الألم وانا اساعده في قضاء حاجياته الماسة الصميمية .. لا تسعفه في انجازها قواه المعّاقه العاطلة ..كان منظره وهو يحاول ان يقضي حاجته يثير الأشمئزاز والخوف في نفسي ..اكاد اختنق وانا اعلّمه كيف يستخدم الاشياء التي يمكن ان تعينه في قضاء الحاجيات الملّحة والضرورية .. كان منظره وهو يزرر بنطاله تحت سقف من الأرتباك ..حيث الاطراف السفلى الميّته العاطلة ، التي تعيق حركته . تتبدى كما لو انها شيء فائض يزيد الاضطراب ويفاقم من حجم القسوة والعذاب ..كان يتلمس طريقه في الباحة في الممشى المفضي الى الحجرة فيتبدى ملموما على مقعده في انكماشة مخيفة تشي بمدى حجم الاوجاع التي تنهش اعماقه واضعا يديه على العجلتين الدوارتين ويحركهما بعنف كأنه ينهض ..يمشي بخطوات واسعة متلاحقة .. كأنه يطير بقدميه ..يحلّق بساقيه الرخوتين ...العاطلتين ..فيخيّل ليّ ..كأنه يحلّق فوق رأسي ويمدّ يده عبر عاصفة من غبار ..يبسطها كل البسط فتلامس اطراف اصابعه وجهي فأحس بدفء اصابعه القديم يتسرب الى بدني ...فأحس برائحة ذكرى غابرة فيرتعش قلبي في اخفاقات متواليه ..فيرتعش قلبي في اخفاقات متوالية ..فأرفع يدي لأعلى ..لأعلى اكثر ..كأني احلم ..كأني سأعيش احلاما لاحقة ... احلام تطير في الهواء مع ساقيّ زوجي ! العالقتين في الريح ..وفجأة يتناهى إلى اسماعي صوت ارتطام الكرسي بالجدار ..فألمح زوجي يهوي بكامل انكساره من على الكرسي ..فتصيبني الدهشه ، كأني افقت من حلم استغرق سنوات ! او مرّ عليه حين من الألم ..فاجري ناحيته في خطوات شديدة الاضطراب والخوف ....فيأتيني أنينه فاترا يلامس سمعي برفق ..كما لو إني اسمع صوت نشيج مكتوم ..فاجدني انحني بقامتي فوقه ..فرفع رأسه .
فاحسست برائحته وهو يتحسس ذراعي عبر اصابعه ثم يطبق على كفي ..ثم ما لبث ان طلب مني ان احمله على الكرسي ..... كانت الشمس تطبق على عينيّ لما امسكت به بكلتا يديّ ..ففوجئت بقوّة اطباقة يديه .. رغم وزنه الخفيف ... كان ينظر ليّ بعينين ناعستين مريضتين كما لو انه يحادثني بهما ..عن اوقات ما ، قديمة خلت ،فشعرت ان ذاكرتي ترتد للوراء كأنها تلقت ايعاز من عينيه .. من تلك النظرة المريضة الناعسة التي احالتني الى استعادة تلك الايام ..ايام ما قبل الحرب ..ماقبل العوّق ...
أيام كأني المس دقائقها وهي تتلامع في عينيه ...كأنني ألمس حرارة ذلك الوقت الجميل يشّع من عيونه ونظراته ويديه ..حتى لكأنه __ ذلك الوقت __ في متناول يديّ ..فيرتعش قلبي في اخفاقات متوالية ..فأرفع يدي لأعلى ..لأعلى اكثر ..كأني احلم ..كأني سأعيش احلاما لاحقة ... احلام تطير في الهواء مع ساقيّ زوجي ! العالقتين في الريح ..وفجأة يتناهى إلى اسماعي صوت ارتطام الكرسي بالجدار ..فألمح زوجي يهوي بكامل انكساره من على الكرسي ..فتصيبني الدهشه ، كأني افقت من حلم استغرق سنوات ! او مرّ عليه حين من الألم ..فاجري ناحيته في خطوات شديدة الاضطراب والخوف ....فيأتيني أنينه فاترا يلامس سمعي برفق ..كما لو إني اسمع صوت نشيج مكتوم ..فاجدني انحني بقامتي فوقه ..فرفع رأسه .
فاحسست برائحته وهو يتحسس ذراعي عبر اصابعه ثم يطبق على كفي ..ثم ما لبث ان طلب مني ان احمله على الكرسي ..... كانت الشمس تطبق على عينيّ لما امسكت به بكلتا يديّ ..ففوجئت بقوّة اطباقة يديه .. رغم وزنه الخفيف ... كان ينظر ليّ بعينين ناعستين مريضتين كما لو انه يحادثني بهما ..عن اوقات ما ، قديمة خلت ،فشعرت ان ذاكرتي ترتد للوراء كأنها تلقت ايعاز من عينيه .. من تلك النظرة المريضة الناعسة التي احالتني الى استعادة تلك الايام ..ايام ما قبل الحرب ..ماقبل العوّق ...
أيام كأني المس دقائقها وهي تتلامع في عينيه ...كأنني ألمس حرارة ذلك الوقت الجميل يشّع من عيونه ونظراته ويديه ..حتى لكأنه __ ذلك الوقت __ في متناول يديّ ..
فلاح لعينيّ طيف زوجي
فلاح لعينيّ طيف زوجيفلاح لعينيّ طيف زوجي يخترق مدّيات من العتمة ..
يعبر جسورا من الزمن المنحني ! ... تذكرت الرسائل .. رسائل الجنديّ المعاق .. الرسائل التي اتلفتّها عذابات العوّق والذكرى والحرب .. ونكد الحياة ..ومكابدات الأنتظار ..
كنت مسحورة بملامحه الطفولية التي كانت تفعمني بمشاعر هي خليط من الدهشة البكّر والأرتباك والحيّرة .. فالبث لوقت عصيب مأخوذة بكلامه الرطب الرقيق المبلّل بندى طفولة ساحرة مفعمة بالعذوبة والدفء ..فأنقاد لحلم عذب يغرقني في فيضان شفاف من الحبّ ..فأجدني محمولة على جناح غيمة من الوله والبهجة ...
ما زلت اتذكّر ايامنا الأوّلى التي راحت تتوارى على مهل وراء حاجز من الكراهية من ناحيتي ... تتتلاشى في ضباب كثيف ... حتى بدأت اشعر بتلك الايام إنها مرّت عليّ منذ قرون !! او مرت في حلم ما عابر !! او اني لم اعشها ..!!فيساورني شعور بالقلق من تشتّت ذهني فأجدني كما لو اني اتسلق سفحا وعرا من الذكريات ..احاول الأمساك باشد الحافات حميمية عسى ان تجعلني واقفة بثبات فوق بقعة مضيئة..فاندهش لتلك الذكريات* عسى ان تجعلني واقفة بثبات فوق بقعة مضيئة ...
فأندهش لتلك الذكريات رغم حميميتها ..ولكن لم تعد تلك الواحة التي انعم بتأملها ...
او كأنها لا تصلني بها وشيجة ..او كأنها ذكريات لا تتعلّق بي .تعود بكاملها لأحد سواي ..
فبات زوجي وحيدا غريبا عني ..لا يصلني به خيط من التوق او الانجذاب ..كأنه لا تربطني معه ذكرى ما ..او حياة برمتها حافلة بالحبّ ....... فجعلت انظر اليه كأي مخلوق غريب . بل مثير للقلق والاضطراب ..فبت اشعر إني غير قادرة على الأستمرار...حتّى بات مجرد النظر اليه يسبب ليّ تعاسة لا تطاق ..وكأنه ما كان جزءا منّي ذات وقت ما ! وكأن تلك الالفة الغاربة باتت محض اوهام ..كان ذلك يحزنني ، بيد إنّي لا املك ان افعل شيئا إزاء ما يحدث من خراب متلاحق مثير للشفقة ..كنت اتمنى أنّ يستمر خيط الموّدة يصل بيننا __ رغم كلّ شيء __ إلا ان الأحداث كانت تتسارع بوتيرة مخيفة ..فظهور _ م _ في حياتي سارع بقطع الخيط الذي كان يصلني بزوجي ..والأمر الذي كان يؤلمني لدرجة الرعب هو ان زوجي كان ما يزال يحبّني وانه بحاجة ماسة اليّ .. ولكنّي قد شرعت بطوي تلك الصفحة دون الالتفات لحجم الألم الذي سببته ...كانت حاجتي ل _ م _ تزداد يوما اثر آخر كنت اشعر برغبة غامضة في بادىء الامر نحوه ..هيّ خليط من عواطف جياشة ..
ثم نما شعور مرهف لديّ تفتّت ذلك الخيط الذي يصلني بزوجي مع نمو هذا الشعور الفوّار ... فاشعر اني بحاجة ملحّة ل _ م _ ..وانه ليس لديّ من خيار سوى الأذعان لنداءات الجسد** سوى الأذعان لنداءات الجسد الذي عرّش في مفاصله الجفاف منذ اصابت زوجي في الحرب ...
كان _ م _ بجسده المفتول هو الوعاء الذي اسكب فيه ماء الرغبة ..افرّغ فيه شحنات اللذّة المواّرة ............. حتّى كان نهار استبدت بي رغبة جامحة لا استطيع كبحها في ملامسة جسده ..كانت تلك المّرة الأوّلى التي اطفأ فيها جذوة الرغبة المتقده منذ انطفاء زوجي ..
كان _ م _ جالسا في الصالة المجاورة لغرفة زوجي مع أمّي ..كنت ادري انه كان مشدودا اليّ ويكن لي مشاعر عميقة تفيض بالود والحبّ والرغبة ..فظل يتعقبني منذ اكتشف عقم محاولات زوجي فوق السرير ..كانت أمّي النمامة هي من افشى سر العقم ..ولما خطوت إلى الغرفة .. كانت تلك الخطوة الاوّلى ثم اعقبتها خطوات اخرى إلى النهر نهر الرغبة ..بدأت أرتشف منه اغرف بكامل حرماني وجفافي كي ارطّب اليبوسة التي تغلغلت عميقا في مفاصل بدني ... كانت تلك هي اللحظة التي انتظرها ..لأغترف عبرها من ماء الحياة ..
تلك اللحظة قد ازّفت _ بالنسبة له كانت اشد _ كان الوقت نهارا لما غطست بكامل جسدي في حوض النشوة ..فشعرت بجسدي بات طريّا رطبّا تحول الى كتلة ريانة ناعمة
نعومة بدّدت ذلك الجدب المخيف ... فشعرت اني حرة وحيدة مع الحاضر ..ليس ليّ ماض اعتد به** فشعرت إني حرة ..وحيدة مع الحاضر ..ليس ليّ ماض اعتد به ، ...كان فمي يطبق على شفتيه كما لو يطبق على نبع في متاهة من الجفاف.... كنت اتحسس جسده كما لو اجوس في واحة خضراء ..فيما كانت اصابعه تتلمس الأجزاء الطرّية المتنملة بالرغبة من جسدي النحاسي ّ الأملس المفروش على الارض تتصاعد منه رائحة جدب عتيق يفيض خواءا جافا متجذرا ! ونداءات ضّاجة نابضة باللهفة والأغواء وانتهاك الطهارة التي جفّفت طراوة لحمي في علبة صدئة من المحّرمات والايام المتيبسة الماسكة باطراف رغبتي المكبّلة بقيود الطهارة والحاجزه ذلك الاخضرار الندي البليل النامي باستمرار وسط ظلوعي المشّبعة بمساحات مريعة من الظمأ ...
كان التهار في اوّله لما خطوة الخطوة الأولى الى النبع ..وأشرئب برأسي عبر الباب المفتوح المشرف على نافذة غرفة زوجي المغلقة بستارة عتيقة ...
كان _ م _ وحده جالسا كما لو كان ينتظر اطلالتي عقب مغادرة أمّي لمحته يومىء بيده المعبأة بكم قميص فضفاض مرحبا بقدومي ..لشد ماشغلتني اثار الجمال المطبوعة على وجهه ... فلاح لعينيّ كما لو انه يغرق في بقايا هالات نور غارب ..يشّع من ملامحه التي لما تزل تتوهج بذلك السحر الاخاذ ..كم بدوت مبتهجة وانا ارى اليه يفرش ابتسامة عريضة على وجهه. تنم عن توق عارم . توق عبر عنه اكثر نت مرّة وفي مناسبات شتى ..
ولكني كنت ما ازال في ذلك الحين مشدودة إلى زوجي* كنت ما ازال في ذلك الحين مشدودة إلى زوجي ...
بدا في ضوء النهار . كما لو انّه يبزغ من اغوار مضيئة .. كما لو انّه جزء من النهار ، مضيئا بكامل بدنّه العابق برائحة ذكورية ...سادعوه ليقبلّني ، ليرتشف رحيق النشوة من شفتيّ
ليلامس ثدييّ...مدّ ليّ يده عبر نور النهار فلامست يدي ، فانتشرت رائحته تبدّد الجفاف الراكد المتيبس في بدنّي ... بدا ليّ بقامته المديده المعبأة داخل ثوب بنّي ، كأنّه غرق وسط حوض من شعاع ، وهو مغمور في ضوء نهار آثم ! او ظهيرة مدنّسة ، ساند ظهره إلى الجدار ..اومىء عبر يده ناحية النافذة المغلقة ، نافذة غرفة زوجي كما لو انه لمح احدا يختلس النظر ..ولكنّي سرعان ما جذبته عبر خيط من الأغواء كان ينبجس من عينيّ المشّعتين ببريق الرغبة . فابصرته يرتعش في دوامة من اختلاجات الرغبة وهو ما يزال غارقا في فيوضات النهار المنسفحة كشلالات بيض وسط مساحة الغرفة المشغولة بفراغ راكد متخم بصمت ثقيل لا تتخلله سوى همساتنا الخفيضة . وزقزقة عصافير تأتي عبر نافذة الصالة المشرعة على الحديقة ، وهيّ تتخاطف وتغزل الهواء الساكن المفعم برائحة رطبة تضوع من اشجار شاخصة عند حافة النافذة .. تطل بهاماتها المورقة على اسيجة بيوتات ملفوفة باقمطة من الصمت في الجانب الآخر .................
كان يدنو بيديه وفخذيه كما لو يروم انّ يحلّق بجناحين من اللذّة ..يطير في فضاء ابيض !
يذكيّ جذوة رغبة تتوهج في بدنه ..رغبة طفقت تنمو مشبوبة ... كانت نافذة الصالة مشرعة فتلوح لعينيّ عبرها الأشجار في الضفة الاخرى مظللّة بسقوف عرائش كروم تفرش تحتها مظلاّت من ظلال راعشة تتخللها فجوات مضيئة يسرّبها الشعاع المشمس المنسل عبر فراغات الاغصان ..قبل ان تبلغ خطوتي النهر .. نهر النشوة ..تعثرت بارتعاشات بهجة غامضة !طارئة ..فنهضت بكامل قامتي المعبأة بثوب شفاف يغلف تفاصيل جسدي غير المنتهك منذ اصابت زوجي في الحرب* كنت ما ازال في ذلك الحين مشدودة إلى زوجي ...
بدا في ضوء النهار . كما لو انّه يبزغ من اغوار مضيئة .. كما لو انّه جزء من النهار ، مضيئا بكامل بدنّه العابق برائحة ذكورية ...سادعوه ليقبلّني ، ليرتشف رحيق النشوة من شفتيّ
ليلامس ثدييّ...مدّ ليّ يده عبر نور النهار فلامست يدي ، فانتشرت رائحته تبدّد الجفاف الراكد المتيبس في بدنّي ... بدا ليّ بقامته المديده المعبأة داخل ثوب بنّي ، كأنّه غرق وسط حوض من شعاع ، وهو مغمور في ضوء نهار آثم ! او ظهيرة مدنّسة ، ساند ظهره إلى الجدار ..اومىء عبر يده ناحية النافذة المغلقة ، نافذة غرفة زوجي كما لو انه لمح احدا يختلس النظر ..ولكنّي سرعان ما جذبته عبر خيط من الأغواء كان ينبجس من عينيّ المشّعتين ببريق الرغبة . فابصرته يرتعش في دوامة من اختلاجات الرغبة وهو ما يزال غارقا في فيوضات النهار المنسفحة كشلالات بيض وسط مساحة الغرفة المشغولة بفراغ راكد متخم بصمت ثقيل لا تتخلله سوى همساتنا الخفيضة . وزقزقة عصافير تأتي عبر نافذة الصالة المشرعة على الحديقة ، وهيّ تتخاطف وتغزل الهواء الساكن المفعم برائحة رطبة تضوع من اشجار شاخصة عند حافة النافذة .. تطل بهاماتها المورقة على اسيجة بيوتات ملفوفة باقمطة من الصمت في الجانب الآخر .................
كان يدنو بيديه وفخذيه كما لو يروم انّ يحلّق بجناحين من اللذّة ..يطير في فضاء ابيض !
يذكيّ جذوة رغبة تتوهج في بدنه ..رغبة طفقت تنمو مشبوبة ... كانت نافذة الصالة مشرعة فتلوح لعينيّ عبرها الأشجار في الضفة الاخرى مظللّة بسقوف عرائش كروم تفرش تحتها مظلاّت من ظلال راعشة تتخللها فجوات مضيئة يسرّبها الشعاع المشمس المنسل عبر فراغات الاغصان ..قبل ان تبلغ خطوتي النهر .. نهر النشوة ..تعثرت بارتعاشات بهجة غامضة !طارئة ..فنهضت بكامل قامتي المعبأة بثوب شفاف يغلف تفاصيل جسدي غير المنتهك منذ اصابت زوجي في الحربكان يخطو على اطراف اصابعه نحو المعاق او الجنديّ المعاق او زوجي ، لا فرق ..الذي خيّل ليّ انه ما زال يخوض غمار ظلام برّي ...
ظلام من خرابات متوالية ... عاد _ م _ وهو لا يزال يتلفت قبل ان تستقر عيناه على صورة الجندي المعاق . المعلّقة أعلى الجدار فوق النافذة ... كانت الصورة قديمة تعود لأيام حربنا الأوّلى .. قبل زواجي منه . جلبها مع مقتنياته العديده الى عش الزوجية ..علّقها في الصالة فبقيت عالقة منذ ذلك اليوم البعيد في ثبات راسخ على إحد الجدران ...
رفع _ م _ بصره ناحية الصورة كما لو يراها للمرّة الأولى ..فظل مشدودا اليها وللمرتفعات التي تبان واضحة في الصورة ..المرتفعات المخضّبة سفوحها باخضرار باهت يندلق اسفله ركام ناصع من الثلج المشّع بياضا في انحداره البطيء للاسفل المشغول فضاءه الساكن بمكابدات جنديّ شاخص اسفل المرتفعات مغمور بفتائل او ندف من الوفر الذي محا علامته الترابية او الكاكية بوهج فضّي يلتمع في نهار مشمس ..فبدا كما لو انه جزء حميم من السفوح البيض المحلّقة على ارتفاعات محنّطة اعلى راسه المغطى بقبعة من الثلج .. لما اشاح _ م _ عينيه عن صورة الجندي ، طالعه وجهه في المرآة كأنه مغمور بنثار اعشاب بريّة مجفّفة غير منظورة ..لمحت وجهه يحدّق فيَّ وانا مكوّرة كتلة هائجة من اللحم الطري النابض بالاغواء متراجعة بظهري للحائط الساند كتف _ م _ ..كنت اغرز عينيّ المفعمتين ببريق الرغبة في ظهره والمتلاشيتين في جانب المرآة المشطورة ...
فيما كانت صورة الجندي المعاق غاطستين في عمق المرآة ... تلوحان لعينيّ في الجدار . في المرآة كأنهما تبحثان عني .... عن ذكرى ما ..افتقدها في البراري ..ذكرى شاحبة موغلة في مجرى عميق من المكابدات



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل السادس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الخامس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الرابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثالث من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثاني من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الاوّل من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- محض رأي عابر
- منظر من زاوية حادة
- مراثي الامهات
- في تلك الايام .. / مقطع
- معا .. ومعا تماما في المعبد الحرام
- إنهم يقتلون كلّ شيئ
- الله كما رأيته راكبا حمارا ابيض / طفل في ريعان الاوهام
- ما زلنا نتلاشى
- مرثية / ا / 2...
- حدث ذلك بعد الموت بسنوات
- قصة قصيرة : الشبح
- ذلك العواء البعيد
- هناك .. حيث لا احد سوى القبور
- مقطع / بلاد من دخان


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - الفصل السابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر