أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يدخل ممر عميان الحروب -














المزيد.....

أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يدخل ممر عميان الحروب -


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 21:36
المحور: الادب والفن
    


صدر للشاعر مؤمن سمير ديوانه السادس ( ممر عميان الحروب ) عن سلسلة أصوات أدبية التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور محمد عبد المطلب ، وفي ديوان " ممر عميان الحروب " يطرح مؤمن تجربة متماسكة لكنها ليست منغلقة على موضوعها وإنما فوَّارة بما تجمعه من زوايا رؤية متعددة لفضاء كبير هو الإنسان المعاصر ، الوحيد ، المهمش بإزاء وجود ضاغط وملتبس . يعاني ذلك الكائن من تجربة الحرب ، المتعددة الأشكال فيحس بوطأة فكرة الدمار على روحه ، ذلك الدمار الممتد الذي لا يكتفي بشظايا القهر الدامية ، وإنما يترك وشمه الأسود في حنايا بصر وبصيرة تلك الروح .
يتكون الديوان من سبع عشرة قصيدة متفاوتة الطول ، تتعانق إما بشكل مباشر مع فكرة الحرب التي يصنعها الكبار الغامضون ويرتعش في أتونها العاديون الذين يمثلون وقودها الدائم ، وإما بشكل غير مباشر عن طريق السفر في الزمن الماضي ، زمن البراءة الإنسانية الأول أو التطواف مع الطيور في سماء واسعة تتخفف من مكرهاكل حين . فيقول مثلاً في ختام قصيدة " رائحة " :
ظِلُّ النافذةِ أحضانٌ ميتة
وظِلُّ الوقتِ حرب .
حيث تتجسد أمام ناظري الذات كلمة ضخمة ملتهبة ، تحاصرها كل لحظة هي الحرب ، المتعينة الفجة ، الواضحة ، السافرة ، كما يقول في قصيدة " اصطياد " :
كأي حرب هناك خيانة
وخوفنا الذي سيكون خوفه
سيفتح له مساحات قادرة على التصور ..
فيجتمع البسطاء الذين يسائلون التاريخ على هدفٍ حالٍ هو اصطياد الطاغية ، لكنهم يكتشفون أنه حقنهم طول الهزيمة وعلى امتدادها بمسحوق الخوف الذي يشبه السم . لكن من زاوية أخرى تطرق الشعرية تجليات خوفها وتسأل وتناور، وترسم مشاهد حركية تبتعد عن ساحات القتال لتدخل في قتال أكثر عنفاً ، مع الذات التي تقف دائماً أما مرآة أكبر منها لتكشف ضآلتها ، التاريخية الإنسانية في آن واحد . فيقول الشاعر في قصيدة " جَوْلَة " :
الطفل على حافة الشرفة
أبوه يُحَذَّر الرياح
والملاك يُقَبِّل رأسه
لكنه لا يسمع أحداً ..
وكأن الذات حين ارتدت إلى طفولتها ، لم تقتنص إلا لحظات موتها البرئ الدامي في الوقت عينه ، وكأنها تقارن بين أشكال ووسائل الموت وتمارس حقها في المقاومة عبر الاختيار!! وتتجسد الحيرة في فكرة التأرجح بين الخيارات خصوصاً أن الفروق غير متعينة فيقول الشاعر في قصيدة " حفنة من الكومبارس غير المجيدين " :
إما أن نموت مكاننا
من الخوف يا عاصفة
وبهذا نُفوِّت عليكِ
فرصة اصطياد طعم القتل
أو نضحك بكل ما بقي عندنا
من ماء الحياة ..
فالأزمة ليست الدوران حول القتل ولكن تكرار يته التي لا مناص ولا مفر منها . لغة الديوان بسيطة وماكرة وموحية وموجعة في لحظة واحدة .. تارة تلج عتبات الرهافة وتارة تضرب بكل عنف .. فيتزيَّا الأداء اللغوي بمحاولات ناجحة طول الوقت في صنع الطزاجة والبراءة ثم نكتشف الخديعة الدائمة عبر المجازات التي ( تحبك ) المؤامرة !!
مؤمن سمير يعلن عن نفسه بقوة في هذا الديوان ، ربما بشكل أكثر تجذراً من الدواوين السابقة ، ربما بفعل التراكم والدأب وربما بسبب اكتشاف لغته لمكامن انطلاقاتها ودورانها وشَغَبها الأنيق والجارح .. سبق للشاعر( المولود في 1975) أن أصدر دواوين " بور تريه أخير لكونشرتو العتمة " ، " هواء جاف يجرح الملامح " ، " غاية النشوة " ، " بهجة الاحتضار " ، " السريون القدماء " في الفترة مابين 1998 ، 2003.واللافت أن الشاعر من مواليد 1975، أي أنه يعد بين أفراد جيله ، جيل التسعينيات ، من أغزرهم إنتاجاً ودأباً وعكوفاً على مشروع شعري يتخلق باطِّراد عبر قصائد تسعى إلى أن تضرب في آفاق ( عديدة ) بحثاً عن صوتها الخاص ومعجمها ومفرداتها الشبيهة بالذات الشاعرة ، القلقة على الدوام .

* مجلة " نصف الدنيا " العدد 826 الصادر في 11ديسمبر2005 صفحة " ثقافة " .



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يُطِلُّ على حواسه ببصيرة الم ...
- - يَشُدُّ الحياةَ للداخلِ - شعر / مؤمن سمير - مصر
- - أمسكتُ بي .. أمسكتُ بنا - شعر / مؤمن سمير
- مؤمن سمير: الشاعر يتعامل مع العالم بتحفز القناص
- ممدوح رزق يكتب عن ديوان - رفة شبح في الظهيرة - لمؤمن سمير
- ديوان - عَالِقٌ في الغَمْرِ .. كالغَابةِِ كالأسلاف - شعر / م ...
- - كائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحة -
- ( وجوه إيمان مرسال : الأخت التي تكمن خلف التفاصيل )
- - بهجة الاحتضار أو الرقص حول الموت - بقلم / ميرفت محمد يس
- ( - بورتريه أخير لكونشرتو العتمة - لمؤمن سمير: تقنيات التشكي ...
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير أجراه : يسري السيد
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير.. أجرت الحوار : نور الهدى عبد المنع ...
- - في سؤال الثقافة - بقلم / مؤمن سمير
- ( روادع الحنين / أقنعة الغناء في - غاية النشوة - ) بقلم : مح ...
- ( تفكيك السعادة للشاعر مؤمن سمير: تعالوا لنحكي عن السعادة قل ...
- - الوجه الآخر للانكسار - بقلم د.عفاف عبد المعطي
- ( حركية النص واستراتيجية الاحتمال في ديوان - هواء جاف يجرح ا ...
- - المفارقة الشعرية - بقلم / د. محمود الضبع
- - بهجة الاحتضار والبحث عن الذات - بقلم / د.عفاف عبد المعطي
- ( ديوان -غاية النشوة - وذات تختبئ خلف الأشياء ) بقلم / عبد ا ...


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يدخل ممر عميان الحروب -