أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يُطِلُّ على حواسه ببصيرة المتشكك -














المزيد.....

أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يُطِلُّ على حواسه ببصيرة المتشكك -


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 21:36
المحور: الادب والفن
    


منذ العنوان رأيت أنني أمام شاعر.
وعلى الرغم من أنه تربطني صداقة به ، فلم يُعلمني أنه تقدم للجائزة ، وغاب عن زيارتي ، ولم يتحدث إليَّ بأي وسيلة ، ولم يكن كغيره من الملحاحين ، الذين لا يتحلون بأخلاق الشعراء ، ولم يوسط أحداً .
كان شاعراً في نصه وسلوكه .
ولما رأيته بين صفوف الجالسين في المسرح بدار الأوبرا المصرية اعتقدت أنه جاء لمتابعة الاحتفال بالفائزين ، إلى أن نودي ، فصعد مؤمن محمد محمد علي مؤمن ، الذي هو " مؤمن سمير " صديقي حائزاً على الجائزة الأولى في الشعر عن ديوانه " يطل على الحواس " .
وعرفت أنه لم يبلغ الخامسة والثلاثين بعد ، ولذا من حقه أن يتقدم للجائزة لكنه بدأ النشر مبكراً ، إذ نشر أحد عشر عملاً شعرياً منذ عام 1998 ، الذي نشر فيه ديوانه " بورتريه أخير لكونشرتو العتمة " . وهذا العمل الشعري " يُطِلُّ على الحواس " هو الثاني عشر له ، وقد تناول تجربته نقاد ومبدعون وأكاديميون شهيرون في الحركة الثقافية المصرية ، ونشرت نصوصه في أبرز المطبوعات العربية والمصرية .
كان من اليسير إذن على لجنة التحكيم في فرع الشعر ( أشرف عامر وفارس خضر وأنا ) أن نمنحه الجائزة الأولى في الشعر .
ومؤمن سمير ، شاعر قلق ، مرتبك ، مهجوس بالسؤال ، يمارس الشعر يومياً ، إنه خبزه ، يعجنه سرداً ونثراً ، شعريته تحتاج إلى تلقٍ خاص ، يبدو كأنه محايد ، وهو الموجوع من فرط الطعن ، مولع بالحكي داخل النص دون ثرثرة أو زيادات ، هل لأنه يكتب القصة أيضاً ، ربما ، وربما لأن حياته قصة أخرى سوريالية ، تحتاج من يؤمن بها ويسامرها ليكتب نزيفها ، شاعر ذو نبرة خافتة – كحياته - نصه صامت ينطق ويهتك ، لا يقين لديه ، متشكك حتى في اسمه ، يلعب – كطفل - بألوان خيالاته أو يلعب معها مؤدياً في طقوس مدهشة وبدائية .
ولد في التيه ، مصادقاً الظِل ، لا ينسى غبار روحه ، لا يكتب بثقة العارف ، يبحث ويصطاد ، ويتقمص كل الأدوار بعد معايشتها طويلاً .
يمتلك في هذا الديوان أكثر من ذات معذبة منقسمة ومتشظية ، ولذا جاءت النصوص مكتوبة ببصيرة المتشكك على الأرض ، تحمل دهشتها . إن " سؤال المغايرة " يؤرق الشاعر مؤمن سمير ، لا يريد أن يكون واحداً في صفٍ من الشعراء ، وهذا ربما يكون سبب تعدد محاولاته وكثرتها حد " الرعب " .
هذا شاعر يكلم ظله ، لا يتخلى عن ذاكرته ، لكن لا يخضع لها كلية ، يخلق ذاكرة جديدة على الورق مستقاة من أوهامه وآلامه إلى أن تنفتح السماء لبهجة روحه حينما ترى وتقترح .
ثمة مسافة بين الشاعر ونصه هنا ، كأنه حكم لا متورط في اللعب بشكل أساسي ، مقارباً ذاته أو متوحداً معها ، فمؤمن سمير يشبه خياله الذي يخاف منه ويرتعب ، ذلك الشاعر المولود في الصحراء " في مدينة نسيتها الخريطة " فاتحا أقواسه طوال الوقت ، ينبئ ب " الفتح " لا بإغلاق التجربة ، يتسلل الصمت في ثنايا الصوت الشعري ، إذ لا شعر دون صمت ، ففي الصمت يخلق الشاعر أسطورته ، ويشيع هذيانه ، ويبقى طوال الوقت قريباً من الضوء ، عائداً إلى شمسه الأولى .
مؤمن سمير شاعر يتعقب الأشياء ، يثقبها كي يصل إلى السر ، وفي كل محاولة شعرية له ، يجرب الثَقْب ، ليطل على حواسه ، مدهوشٌ ، إذ فُطِرَ على البراح في انسيابه ونقائه ، واعتاد أن يلعب كلما خرج النهار من قبوه .

* مجلة " نصف الدنيا " العدد 1067 الصادر بتاريخ 23 يوليو 2010 ص 73 . ونفس المقالة كمقدمة لديوان " يُطِلُّ على الحواس " نشر : كتاب اليوم . دار أخبار اليوم 2010



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - يَشُدُّ الحياةَ للداخلِ - شعر / مؤمن سمير - مصر
- - أمسكتُ بي .. أمسكتُ بنا - شعر / مؤمن سمير
- مؤمن سمير: الشاعر يتعامل مع العالم بتحفز القناص
- ممدوح رزق يكتب عن ديوان - رفة شبح في الظهيرة - لمؤمن سمير
- ديوان - عَالِقٌ في الغَمْرِ .. كالغَابةِِ كالأسلاف - شعر / م ...
- - كائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحة -
- ( وجوه إيمان مرسال : الأخت التي تكمن خلف التفاصيل )
- - بهجة الاحتضار أو الرقص حول الموت - بقلم / ميرفت محمد يس
- ( - بورتريه أخير لكونشرتو العتمة - لمؤمن سمير: تقنيات التشكي ...
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير أجراه : يسري السيد
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير.. أجرت الحوار : نور الهدى عبد المنع ...
- - في سؤال الثقافة - بقلم / مؤمن سمير
- ( روادع الحنين / أقنعة الغناء في - غاية النشوة - ) بقلم : مح ...
- ( تفكيك السعادة للشاعر مؤمن سمير: تعالوا لنحكي عن السعادة قل ...
- - الوجه الآخر للانكسار - بقلم د.عفاف عبد المعطي
- ( حركية النص واستراتيجية الاحتمال في ديوان - هواء جاف يجرح ا ...
- - المفارقة الشعرية - بقلم / د. محمود الضبع
- - بهجة الاحتضار والبحث عن الذات - بقلم / د.عفاف عبد المعطي
- ( ديوان -غاية النشوة - وذات تختبئ خلف الأشياء ) بقلم / عبد ا ...
- - سِريُّونَ .. وقدماء - بقلم / محمد الأسعد


المزيد.....




- مهرجان الفيلم بمراكش يكشف عن أفلام دورته
- ماذا نعرف عن -الديموقراطية التمثيلية- التي أسقطها ممداني؟
- -الخارجية- ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين: انتص ...
- الفنان المصري ياسر جلال يعتذر عن تصريحاته بشأن دور الجزائر ب ...
- ياسر جلال: رواية -غير مثبتة- عن دور للجيش الجزائري في القاهر ...
- مهرجان فلفل إسبيليت الأحمر: طعام وموسيقى وآلاف الزوار
- فيلم وثائقي يعرض الانهيار الأخلاقي للجنود الإسرائيليين في حر ...
- من -سايكو- إلى -هالوين-.. لماذا تخيفنا موسيقى أفلام الرعب؟
- رام الله أيتها الصديقة..!
- ياسر جلال يعتذر عن معلومة -خاطئة- قالها بمهرجان وهران للفيلم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يُطِلُّ على حواسه ببصيرة المتشكك -