أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مؤمن سمير - - كائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحة -














المزيد.....

- كائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحة -


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 01:14
المحور: سيرة ذاتية
    



كان الزمن هو نهاية تسعينيات القرن الفائت وكان النقاش في جلسة المقهى محتدماً حول قصيدة لأحمد يماني حتى أن الجلوس انقسموا فريقين وانضممتُ أنا للمجموعة التي كان على رأسها صديقنا الشاعر فتحي عبد الله والتي كانت ترى أنه لا أطر مسبقة ومحددة وجامدة تحكم الكتابة الجديدة وأن وصفة " سوزان برنار" لا تكمن رسالتها إلا في أشكال وأنماط الخروج عليها .. كان يماني قد كتبَ قصيدة نُشرت في إحدى المجلات أفاض فيها في رسم طقوسه الذاتية ، بزاوية نَظَر تبتعد بمراحل عن التوهج والإشراق والحكمية والمجازات الفاقعة بالطبع ، كتابة أقرب للحكي أو للسرد البارد الذي تحس معه أنه لا رسالة معينة بالذات ، تقصد أو تطمح هذه الكتابة لتوصيلها ، اللهم إلا إذا كانت هذه الكتابة ، بمجافاتها للرسولية ، في حد ذاتها هي الرسالة .. من هذه التفاصيل التبول على سبيل المثال .. لا سمو و لا هدفَ كبيراً وعظيماً ولا مغزى بعمق البحر وبُعْد النجوم وقرب إشعاعات الشمس .. اللهم إلا التواصل الإنساني البسيط المجرد من كل أشكالا الهالات .. الصداقة ، بين شخصيات عادية وواقعية ، من بينها وليس على رأسها ولا مميزاً فيها على الإطلاق ، ذلك الشاعر وأشباهه المبدعين الذي خَلَعوا قُبَّعات النور فتنفسوا بشكلٍ أفضل .. شخوص تقابلها حولك في كل مكان وفي كل وقت ، لكنها قد تكون وحيدة وبالضرورة ...
كان الواقع الثقافي يُصَدِّر أسماء الأصدقاء الثلاثة إيمان مرسال وأسامة الديناصوري وأحمد يماني عندما يتحدث عن جيل التسعينات ثم تأتي بقية الأسماء .. ذلك الجيل الذي كان ساعتها شاباً وصاخباً وله مناوئون أكبر سناً وأكثر صخباً وقسوة .. ثم رحل الثلاثة ، مات الديناصوري وسافرت إيمان وسافر يماني ، ولكن قصائد أسامة كانت قد بدأت تبني أسطورتها الذاتية وتثبت في الوعي والذاكرة كلما أعيد اكتشافها وقصائد إيمان وأخبارها تصل إلينا أولا بأول وكان الدور على يماني الذي أضاف الترجمة إلى جوار نصوص أكثر نضجاً وعمقاً وإنسانية .. ترجمات منتقاة بعناية ومصاغة بطريقة الشاعر الرهيف والحاد معاً والماكر على الدوام .. كان هذا الحراك في القاهرة فقط أما في باقي أنحاء مصر فكان يصعب عليك أن تجد من يتواصل مع دواوين يماني الخارجة من النشر الخاص ونسخه المحدودة ، ناهيك عن قصائده المنشورة غالباً في مجلات تتفق مع ذوقه الخاص ورؤيته ، مجلات الهامش ، التي تعبر كل منها عن حركة واتجاه يود أن يعيد النظر في الثوابت المتكلسة .. واستمر هذا الغياب إلى أن أعادت مكتبة الأسرة نشر ديوان " أماكن خاطئة " فصرت تتقابل مع من يمدح الجو والتفاصيل الأوروبية التي يلتقطها شخص شديد المصرية والحساسية أسمه أحمد أو يندهش آخر من التماهي بين الأبيض والأسود لمَّا تظهره هذه الذات الشاعرة والمتشظية بما يعني الاتساع ، والمنفتحة على زمان ملتبس يخلق جغرافيته كلما تتبدل أقنعتها ومناخاتها النفسية بالأساس .. يعجبون بالتواصل الذي تم والصداقة التي نَمَت بين أُناسٍ ، الألفة والدفء والحميمية على بُعْدِ خطواتٍ من ظلالهم .. وكائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحةٍ تمتلئ بتلالٍ باردةٍ وغربةٍ ذاتيةٍ تشبه الجِلْد المُمَّوه ، لا تغادر ولا تغيب ...



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( وجوه إيمان مرسال : الأخت التي تكمن خلف التفاصيل )
- - بهجة الاحتضار أو الرقص حول الموت - بقلم / ميرفت محمد يس
- ( - بورتريه أخير لكونشرتو العتمة - لمؤمن سمير: تقنيات التشكي ...
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير أجراه : يسري السيد
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير.. أجرت الحوار : نور الهدى عبد المنع ...
- - في سؤال الثقافة - بقلم / مؤمن سمير
- ( روادع الحنين / أقنعة الغناء في - غاية النشوة - ) بقلم : مح ...
- ( تفكيك السعادة للشاعر مؤمن سمير: تعالوا لنحكي عن السعادة قل ...
- - الوجه الآخر للانكسار - بقلم د.عفاف عبد المعطي
- ( حركية النص واستراتيجية الاحتمال في ديوان - هواء جاف يجرح ا ...
- - المفارقة الشعرية - بقلم / د. محمود الضبع
- - بهجة الاحتضار والبحث عن الذات - بقلم / د.عفاف عبد المعطي
- ( ديوان -غاية النشوة - وذات تختبئ خلف الأشياء ) بقلم / عبد ا ...
- - سِريُّونَ .. وقدماء - بقلم / محمد الأسعد
- ( جدلية الهواء .. في محاولة تضميد جرح الملامح : قراءة أولية ...
- - غاية النشوة - بقلم / بهيج إسماعيل
- ( - ممر عميان الحروب -.. صرخة شعرية ضد تشوهات الحرب ودمارها ...
- - ممر عميان الحروب لمؤمن سمير: اعتيادية القهر وألفة الاغتراب ...
- - كونشرتو .. العتمة - بقلم / محمد مستجاب
- - مؤمن سمير: قراءة في دفتر البهجة - بقلم / عيد عبد الحليم


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مؤمن سمير - - كائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحة -