أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - ما الذي يجري ؟














المزيد.....

ما الذي يجري ؟


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 19:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عراقيون من الجنسين .. من مختلف الاعمار .. من مناطق مختلفة في بغداد .. من اهواء ومشارب فكرية متعددة .. ومن مستويات دراسية مختلفة .. التقيهم كل يوم تقريباً من غير موعد مسبق ، فنحن لا نعمل في دائرة واحدة : مدنية أو عسكرية ، ولهذا لا تتم لقاءاتنا في الغرف والقاعات التي يعمل فيها الموظفون .. انما تتم لقاءاتنا عادة في الهواء الطلق .. في اماكن انتظار وسائط النقل العامة من ( الكيات ) وسواها من اسماء السيارات التي تتسع لاكثر من عشرة نفرات ... الصدفة وحدها جعلتني انصت باهتمام لما يقولون .. فأنا مضطرمثلهم على الخروج لمكان عملي .. ومثلهم عليّ التنقل في اكثر من باص لاصل الى المكان الذي اعمل فيه .. انصت باهتمام لما يقولون ، وما يقولونه يشبه في عفويته وفي عدم قصديته لقاءاتنا العفوية التي تتم على قارعة الطريق بانتظار سيارات الاجرة التي تقلنا الى امكنتنا المقصودة بسعر أقل بكثير مما يطلبه سواق التاكسيات .. يشبه الدور الذي امارسه معهم دور الاستبيانات التي ابتدعها الامريكي : الدكتور جورج كالوب ومنح طريقة استبيان الرأي الكثير من الصدقية ..
جوهر طريقة الامريكي " كالوب " : تقوم على الاعتباطية في لقائه بالعينات البشرية التي سيستفتيها ليأخذ رأيها في قضية تشغل الرأي العام الاميركي : قد تكون هذه القضايا محلية كالموقف من الزواج المثلي ، أو عالمية كالموقف من الحرب الدائرة على الاراضي السورية منذ ثلاث سنوات ، او بالموقف من القضية الدولية الساخنة الآن : قضية أوكرانيا ، أو القضية الفلسطينية ...
ما القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي ..؟
كثيرة وكثيرة جداً ، واكبر من طاقة حكومة لوحدها على تصريفها ، الاّ اذا كان اعضاء الحكومة الحالية في العراق قد حباهم اللّه بمواهب خاصة ترفعهم درجات فوق مستوى البشر ، وهيأهم منذ نعومة اظفارهم لرؤية ما لا يراه غيرهم وسماع ما لا يسمعه البشر الفانون ...
قضايا العراق كثيرة ومتشعبة ومتراكبة وتزداد مع مرور الايام تشعباً كما لو ان أعضاء الحكومة لا يلذ لهم العيش في الحياة الا على ظهور الخيل ، ولا يستنشقون هواء الطبيعة الا اذا اختلط بما تثيره سنابك الخيول من دوامات الغبار والرمال ، فطبيعة نفوسهم التي حباهم اللّه بها لا تقبل التحديات الاّ اذا كانت مركبة ومتداخلة ، والا اذا حاربوا على اكثر من جبهة : لأن نفوسهم العظيمة لا تلتفت للتحديات الصغيرة التافهة من مثل اصلاح التعليم او غيرها من القضايا التي تنشغل بها العامة كالبطالة والفقر والخدمات ونهب المال العام ، هم بالضبط اولئك العظام الذين تنبأ بهم المتنبي حين قال :
وتعظم في عين الصغير صغارها ـــــــــ وتصغر في عين العظيم العظائم ...
المفارقة الصارخة التي اواجهها يومياً وانا التقي بالعامة من الناس يومياً ، تتمثل في اننا معاً : أنا وهم لم نطلع ــ لجهلنا ببواطن الامور ــ على نظرية في المعرفة يتم من خلالها قذف نور المعرفة في قلوب الخاصة من الصالحين الذين زهدوا بكل شئ في الحياة وكرسوا حياتهم على فعل الخير والخير وحده ، وابتعدوا عن شهوات المال والمناصب ...
كيف يمكن لنا نحن العامة ان نحل هذه المشكلة العويصة ؟ وكيف يمكن لنا ــ نحن الخائضون في الجهل وفي الجهالة ــ ان ندرك ان " اولي الامر " منا يرون ما لا نرى ويبصرون ما لا نبصر : غشاوة الجهل قد اعمتنا عن رؤية هذا الطريق السري في المعرفة التي يقذفها الغيب في قلوب الصفوة من الناس الذين هم اعضاء مجلس الحكومة ...
ولذا فأن التساؤل الجارح : ما الذي يجري ، أو الى أين نحن سائرون ؟.. الذي يتنقل معنا ونردده في فضاء سيارات النقل ، او في الهواء الطلق ، ونحن ننتظر وسائط النقل العامة ، هذا التساؤل ينم عن جهلنا وتخلفنا عن ساستنا الذين يعرفون ــ عن طريق قذف المعرفة بطريقة سرية في قلوبهم ــ كيف يعالجون هذه الازمات المتراكمة على بعضها في الوقت المناسب ...
فليذهب كالوب الى الجحيم .. ولتذهب طريقته الاعتباطية في سبر اغوار الرأي العام الى سقر.. بل ليذهب العامة وما تنطوي عليه توجساتهم من تساؤلات الى اسفل سافلين . لماذا تستطلعون آراء العامة بما نمر به من نكبات ، ما الفائدة منها والمعلومة الصحيحة يتلقاها أولي الامر منا على شكل رؤيا في المنام ، او بطريقة الالهام في النهار ، أو بطرق أخرى لا يعلمها الا الراسخون في العلم ؟ ....



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض المفاهيم السيافقهية الارهابية
- المراوحة في مرحلة التأسيس
- هل كان الملك فيصل الاول رؤيوياً ؟
- لا أحد / رسالة الى سماحة السيّد مقتدى الصدر
- مواجهة مصر لعصرها
- بداية نهاية مرحلة سياسية
- نيلسون مانديلا
- مشاهدات بغدادية _ بغداد بين طوفانين
- ماذا يعني ان نسمي كاتباً بعينه مفكراً ؟
- اضاءات / 4 انتخابات كردستان
- اضاءات / 3 الاعلام والسياسي
- اضاءات / 2 العرب والضربة
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً الى سيمون خوري
- اضاءات / 1
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً 2 من 4
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً 1 من 4
- مشاهدات بغدادية المجلس الاعلى وتقاعد البرلمانيين
- مرسي والمصير المحتوم
- الاخوان وشرعية الانجاز
- لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - ما الذي يجري ؟