أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - سيمفونيات عيد الخليقة المندائية














المزيد.....

سيمفونيات عيد الخليقة المندائية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 16:47
المحور: الادب والفن
    




1
في اليوم الأول أمي لبستْ ثوبا أبيضاً لتقول لطباشير السبورة : أنا وأنتَ والملح والنوارس أبناء الطبيعة البريئة ، وفي ذلك الصباح المندائي الأزرق حملتْ نعش آدم ، وطافت فيه شوارع الناصرية ، تبحث عن حواء تشع الحناء على رأسه ، وتقبلهُ من فمهِ وتهمسُ: خليقتكَ أنا.............!
الملاكان جبرائيل وزيوا يحتسيان عصير العنب الأسود في مقهى سوفيتية ، يتأملان وجه العالم بأنوثة موسيقى الراب وثوب الرستة والخبز الرز بليل الأهوار.
أيوب هناك وإبراهيم وتولستوي وشيخ عشائر آل خويبر وكل الموسيقيين في فرقة مادونا ، يرسلون تحيات خضراء ببطاقات بريد تطبعها كوبا وجزر الهاواي وأنجولا...
تصل ....
أمي تصبغ رأسها بالحناء
سعيدة كما عصفور محلتنا الوردي.
يزقزق ، لغة آرامية ، وتأوه أشعار شجر الكرز
قمر في شارعنا بقميص روماني ، لبسهُ القيصر في اليوم الأول من خليقتنا وأعطى الصاغة عطلة رسمية .
أمي.....
تصبغ شفتيها بلون الرمان ، وبضفائر أطول من سطر غرام في رسالة حب شطراوية ، ترسل أشواق أقواس قزح فوق سماء الشوق الى ارض الميعاد.
هناك دلمون المندائيين
سدرة ، وتنور خبز ، وسلال رطب من نخلة بستان الله.
أمي...
اليوم الأول .
العالم خلق بكلمة وانبثقت صفة الحياة...
صدره يتنفس
الطين تحرك
الرب أعلن عن نفسه
أطرَ صورته بالغفران وبالحب وبقبلات العصفور
بالرحمة ، بالملوكية ، وبمساطر عمال الطين
والسيمفونيات عزفت لحياة بدأت بغرام رمش....!

2
في اليوم الثاني ، البيضة صارت ديكا ، والديك الى باريس يسافر.
مثل أحلام المعدان وسط رقص جواميس ظهاري الصيف الساحر في ميزوبوتاميا
يتمنى أن يأخذ من خد العلوية دينوف ، قبلات ونواح عجائز ويأكل جبنا من ليل مرسيليا
الجنود الجمهوريون سيأتون من مدريد ومن شرق البصرة.
المدافع ستقتل السمك في عمق الأهوار
وستشملكم الجندية وأول شهيد مندائي جاء من الأهواز
تلك قدرية الأزل لذاك الوطن الأول.
أمي .....
قالت : ذلك القدر ، سفينة نوح في فيضان أرواحنا...
المندائيون لا يموتون في حرب
يموتون في العشق والصلاة فقط.
كان جواب سقراط لها:
عمتنا تاجية فنجان راهي ، العشق مثل الحرب ، الرماح أساطيره.
بكت
ناحت
عزفت سيمفونية بتهوفن
كتبت بالخط الكوفي أجمل خطابات ملك النيبال
والى الهند أهدت باخرة من تمر الخستاوي
وقطار من شلب الكحلاء
في اليوم الثاني
فوق سطوح المندائيين
نهض الرب من غفوة عطره
وعشقه
ورحمته
وكتب الأسئلة على صدورنا
البعض صار عالما وزميل دراسة للمطرب الريفي اينشتاين
والبعض ...
صار طبيبا
والبعض....
مع الخواتم هوايته
سليمان للغرام
وبلقيس للرسائل
والهدهد للطيران
أنها العظمة
أن تكون شاخصا في وجودك
وترتدي معطفا أسمه
عبد الجبار عبد الله..............!

3
في اليوم الثالث ...
كراس الرسم ومعادلة الفيزياء هما الرمش والسهم المخترق القلب.
أنت أيتها الساحرة بشغف بطاقات السينما ونوبات الصداع وسلال الجوري في كل ربيع ميساني
البهجة فيك...
خليقة خديكِ والمرمر...
يقودني إليكِ تواريخ شوق موطنها سومر
موطنها الطور الصبي
وميتافيزيقيات قواميس الحلم اللينيني بليل الحلة
في اليوم الثالث
العلم في صدرك
وسهم العشق في صدر كليوباترا
أنت أيها المندائي الجميل
أرتدِ ثوب الرستة
فكل المدعوين في حفل الأوسكار
ينتظرون التعميد
معهم أيضا جلس في الصف الأول
علماء ناسا
وسادة نجفيون
وحاخامات من أهل ناحية العزير.......!
وفي الصف الأول أيضا : الشيخ ستار جبار حلو

4
في اليوم الرابع ...انبثق الحق
العدل في الأجفان والميزان وقبلات الشفاه
العدل في الخبز
وذكريات الحلم بشوارع المطر
هناك كنا
تطاردنا العصي
نبحث عن حماس شبابنا
فلسطين
ولينين
وعمال الطين
الزوارق والفيالق والبيارق
المواجع والمدامع والمدافع
وأنت ياصاحب السلطة البهي
رب زيوا ويسوع وموسى ومحمد وعلي وعمر وكل آيات الله في مدن الله وجامعة الأزهر.
لكم هذا العدل خليفة.
ولنا نحن الماء والضوء
بهما نتوضأ ونصلي.....!

5
في اليوم الخامس .
الحياة صارت زمنا وفصولا ويافطات مدارس ابتدائية
الأحلام تحولت الى انهر ودمى ورسائل جنود وروايات وقناني عطر
الحياة المندائية
صارا مثل الجغرافية
تمشي مع أمنيات بورخيس في جعل الشرق نعاسا أرجنتينياً في فم شهرزاد
تدور
كما دورة إسطرلاب روحي في بهجة الاكتشاف
والخليقة هي سرنا
نولد نموت وفي العام 365 يوما
بها نحصد ونزرع ونموت ونعيش وأمهاتنا يقمن مواسم شوق طفولتنا وسن البلوغ
عوالم النور انبثقت أيضا
وللصباح معنى
وأغاني فيروز من بعض مفاتيحه
أشياء فلكية
وأبراج تمسك خصرها وتعرض فتنتها في غيب اشتهاء الإناث الآتيات من المدرسة الثانوية
الخلق الروحي يصير رياضيات وصحن فستق وليلة زكريا في جرف الشط
النور بخور
وعيناك موسيقى أفغانية
والسلطان أبي
في اليوم الخامس
مكان الرب أغرقنا بخواطر نوح والمطر
وجميعنا ...
جاءتنا النشوة
وصرنا جنودا وفيضانات وعطر

6
تلك هي الخليقة وعينيك
وأنتِ يا أمي
أجمل مافي مندائيتك الطيبة
أنها تدمع في يوم قتل العباس
وتنتشي في الليل مع موزارت
تلك هي الأيام التي خلقت العالم
أضعها الآن على نافذة بيتنا الطيني
هناك
في الغبش الأسطوري لآيات الكنزا ربا ومدائح يحيا لنظرات يسوع
هناك
في محلة الصابئة التي لا تشبه أي شارعا في السويد وواشنطن
تشبه فقط حَنِينُنا إليها............!

دوسلدورف 16 آذار 2014





#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصفور في قلادة واحدة من معدان الله..........!
- لاتخف ياكافافيس ..الآلهة والمانجو معك..........!
- أرسم وجه القمر وأرسم ثورا ونهداً............!
- الحلة البكاء ثانية ......!
- الموناليزا الماركسية بالزي الكردي
- تحت قبة الكهرمان
- غراميات دلمون اللندنية ...
- تأثيث العالم ..باللصوص والإرهابيين ...!
- شيء عن جنة دلمون ...
- داعش التي تعشق يسوع
- ترتعش الجغرافية. والتأريخ عمامة مندائي
- معراج العشق السومري ..
- سهرة البجع في عراق شنايدر …!
- كافافيس يبيع الملابس في الشورجة
- .المقدس الذي لايحتاج الى فالنتين.....!
- كف المندائي البياض والماء والآس ....!
- النشيد ( دغاي* ) لمندائيتنا البيضاء
- الصباح المندائي في العهد الايقوني..! النشيد الثاني
- موسيقى الصباح المندائي
- ليالي زولنكن ومطعم مكسيكو...!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - سيمفونيات عيد الخليقة المندائية