أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ليالي زولنكن ومطعم مكسيكو...!














المزيد.....

ليالي زولنكن ومطعم مكسيكو...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 01:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليالي زولنكن ومطعم مكسيكو...!
نعيم عبد مهلهل

ترسم المدن حكاياتها تحت اجفان ذكرياتنا ، عندما تكون المهاجر والمنافي اعشاشا لنا ، توقظ فينا الحنين الى الطفولة وغبار المدن التي تركتنا وراءها وصارت تئن من وجع السياسة المخادعة وجروح شظايا المفخخات واحياء الصفيح الفقيرة وتفنن اللصوص في صنع الابتسامات في المناظرات التلفازية .
تركنا كل هذا هناك ، وصرنا نبحث عن بهجة تجمعنا في عيون البلاد الموزعة في شتات ابناءه ، اي مكان ، اي مقهى ، اي ناصية أو تجمع نتقابل فيه لنروي ما فينا من ظمأ وذكريات وضحكات مكتومة يهيجها بلوعة الايام البعيدة حديث عابر وقراءة لما نقرأ ونسمع ونتمنى.
هذه الاماني يحولها الليل البارد الى دفئ لعواطف العراق المتشظي بيننا كما يوزع الورد عطره على زائري حدائقه. وهكذا هو ما يتبقى من اعمارنا المهاجرة كما نوارس نهارات دجلة وفرات المشاحيف ، نراه في قعر كأس تلك السهرات ، الشاي ، وكاس الليمون وفنجان القهوة والكوتيل الرائع من يد صديقنا الطيب اثير في مطعم مكسيكو في مدينة زولنكن ، حيث يجتمع العراق برعاية احمد صاحب هذا المطعم ليوزع علينا حنانه وابتسامته وهدوءه وليكون مشوارنا هو وطن نتمناه ولكن في النهاية توصلنا قناعتنا الى تلك العبارة الازلية : لاعودة لما كان ..!
مطعم مكسيكو ، في مدينة زولنكن الالمانية ، يصنع لنا ليلا لهدوء القهوة في ذائقة ارواحنا ، يجمع الألفة في جمال ما نتمناه ونوده ليكثر اصدقاء المكان ، كمن يجمع وطنه في ابتسامة ونشوة كأس وموسيقى لحنين غاب في محطات البعد فأسمع منهم اكثر مما اتحدث ، فقط لاصنع من مشاعرهم المزيد من القصائد والمواد لاعمدتي الصحفية ، أحمد وسمير ولؤي واثير وبرار وآخرين يحملون دهشتهم معهم في براءتهم ليجمعنا المكان والاتين اليه من كولونيا ونويس وفوبرتال وأمكنة اخرى وجميع هذه الامكنة يوحدها مكان واحد هو العراق.
يسكن ليل زولنكن في اضوية مطعم مكسيكو الملونة ، وانصت الى اثير الطيب في جمال تصوراته ورؤاه ، ويشدنا أحمد الى كرمه وطيبته ، ويحدثنا لؤي عن ايام بغداد وطقوس كنائس كمب سارة ، فيما يحاول سمير في كل مرة ان يتفقد حاجة الجميع الى شيء ما ليوفره بالمناداة الى النادلة الجميلة.
السمك المطهي بالزيت والرز العنبر ، والحنين الى البلاد واساطيرها ، المحطات التي اتت بنا في صدفة الحياة لتصنع مودتها العائلية بين الجميع فلا تشعر بغربة في صدى النقاش وفوضى الضحك المتواصل في مطعم مكسيكو..
يشعرك كل شيء هنا .بدفء عاطفة المكان ، السهرة الجميلة ، لاتخيل ما تركته هناك ، كتبي التي الفتها ، رواياتي التي فزت بها ، دراسات عالم الاهوار ، اساطيري السومرية ، المهرجانات التي كنت احاضر فيها عن بابل والجنوب والمدن الأثرية التي كنت انقب فيها عن سبعة الاف عام بعيدة ، واصدقائي الذين فقدتهم في حروب بعيدة .
عالم زولنكن ، هو عالم المدينة الهادئة الصغيرة ، ابقيت فيها طموح ما تبقى من عمر ، وهي مدينة متواضعة لاتحب الصخب ، ومطعم مكسيكو ذو اليافطعة اللاتينية يحمل من عطر نخيل البصرة الكثير ومن صابون بعشيقة وطين دجلة وقصب الاهوار ، وكأنك هنا تنسج صدى خطابات كاسترو مع مواويل داخل حسن وحضيري بو عزيز وكاظم الساهر ، وكأنك مع القبعة المكسيكية ترتدي بيرية العريف عواد في الفصيل الاول لواء الرابع مشاة في ثكنة الناصرية ، وكأن اكتافيو باث الشاعر المكسيكي الحاصل على جائزة نوبل هو ذاته عريان سيد خلف او مظفر النواب.
دهشة الامكنة والفتها يصنعها مطعم مكسيكو ، يصنعها براءة ابتسامة اثير وذكاءه وطيبته المفرطة ، ليمضي بنا الليل ، نقلب العراق على الف وجه وقفى نستعيد عصوره ومدنه وكل لياليه الالف ، نصنع لشهرزاد حكايات جديدة ونعبر ازمنة الشوق الى كل نافذوة في بيوت الطين ، الى كل مأذنة وناقوس كنيسة او تكية لدرويش طيب.
انها ليالينا الالف تصنعها غربتنا ، وقيثارات السمفونيات المكسكية المتآلفة بشوق العولمة مع حناجر سنطور مطربي المقام العراقي .وبين الاثنين نعيش لحظات رائعة .نقتل الهومسك الذي يتربص بنا ، ونغني :
في مدينة زولنكن الألمانية.
وضع القدر الجميل لنا مكانا سحريا.
مطعم مكسيكو...
لا يقرأ اشعار غوته
لايكتب قصص غونتر غراس
ولا يحن الى روايات هيرمان هيسه.
خبرته فقط الحنين..
لأساطير امهاتنا والاغاني البابلية والسومرية والاشورية...
وايضا يحن كثيرا ...
لصوت موسيقى زهور حسين والهجع ..........!

زولنكن في 5 فبراير 2014



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد عن أطفال الأنابيب...!
- محافظة الجبايش ...عروسة الأهوار
- عضلات صدر كافافيس ..أغصان شجرة
- حَشَرَةٌ بَيّْنْ أنامِلَ سَانْ جَوُنْ بَيّرسْ
- العراق بين أسرار ( رافع العيساوي وبشار الاسد )
- مرثية الى نيلسون مانديلا...
- (( ارمسترونغ ))...اسقاط وهم حكايات القمر الجميل
- روايات طفولتنا الهندية..........!
- هناك في صحراء الدهشة تولد الرواية
- ساكو وفانزيتي ( إشتراكية السينما والرواية )
- رواية الخبز الحافي وعولمة ابن بطوطة .....!
- الرواية المقرؤة ..تكتبها ( أَما ) أنثى أو قِطة ..........!
- الرواية ( الشعرية ) ..من يكتبها ..؟
- الريادة ((عراقيا)) في الجمع بين شاعرين استثنائيين ((سان جون ...
- الفرق بين روايات ماركيز وسلمان المنكوب
- الرواية والميثولوجيا ودبابة بول بريمر ....!
- المدينة الرياضية وهمُ الخليج وكأسه
- بورخيس ينظر اليها ...وماركيز يسميها أمرأة ( الرواية )*
- الناصرية مفخخات وأوربا وداخل حسن
- خاطرتان عن الرواية


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ليالي زولنكن ومطعم مكسيكو...!