أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - رواية الخبز الحافي وعولمة ابن بطوطة .....!















المزيد.....

رواية الخبز الحافي وعولمة ابن بطوطة .....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 01:21
المحور: الادب والفن
    


رواية الخبز الحافي وعولمة ابن بطوطة .....!

نعيم عبد مهلهل

اشتريت رواية الخبز الحافي للروائي المغربي محمد شكري من مكتبة بجوار مقهى فرنسا في مدينة كازابلانكا وقرأتها على حد قول اغنية المرحومة وردة الجزائرية ( في يوم وليلة ) وهي أي ( الخبز الحافي ) وحدها من أثارني وحفزني لأركب ناقة ابن بطوطة وأرحل الى طنجة ، باحثا عن امكنة الرواية وشخوصها وارائك وحانات ومسكن كاتبها الواقعة في شارع تولستوي بطنجة. وكان عليَّ أن استغل مسافة الليل الطويل الذي يطويه القطار من الدار البيضاء في الساعة والواحدة منتصف الليل حتى محطة طنجة في الساعة التاسعة صباحا حيث أعدت قراءة رواية الخبز الحافي ثانية ولتشكل بدهشتها وفطرتها وحدتها ومأساويتها واباحيتها وجرأتها بوابة لكتاب حملته ناقة ابن بطوطة على اكتاف الغيوم لأسجل فيه تاريخ رجل ومدينة وتلك الاشكالية في تداخل القراءة بين صاحب الخبز الحافي والرحالة الطنجاوي عَدها الروائي السوري ( خليل صويلح ) في مقال له بجريدة الاخبار اللبنانية العدد ١-;-٧-;-٤-;-٤-;- الجمعة ٢-;-٩-;- حزيران ٢-;-٠-;-١-;-٢-;- عن كتابي ( رحلة ابن بطوطة ــ عولمة البعير والدبابة ) وكما أراه وأحسهُ تداخلاً غير موفقاً ومستعجلاً ومرتبكاً يروي مشاهدات كاتب لظلال كاتب رواية الخبز الحافي ، وحسبي انه لم يقرأ الكتاب جيدا وبدى عليه الكثير من حماس المتحامل وعدم فهم رؤيا سبب جعلي الخبز الحافي نافذة لقراءة طنجة ثم التخلص من صيرورة الرواية لأقرا طنجة كما اراها انا وبموهبتي حتى لو عشت فيها شهرا فقط ، وهو ( صويلح ) يرى في مقاله ( المستعجل ) أن شهرا بطنجة لا يكفي لقراءتها ، وهو على صواب ، لكنه لو كان يدرك جغرافية ومذهب وفكرة كتابتي للكتاب لعرف اني في هذا الشهر مسكت اهم ما تمنيت ان امسكه عن طنجة وعن حكواتيها الشهير محمد شكري .
لكنه كان يكتب بمزاج أنه اعلم بطنجة من كاتب الكتاب ( أنا ) وأظن انه لم يرَ طنجة ولم يزرها ، وحتما حين يزورها لم يفهمها كما فهمتها انا متكأ على مرجعيات موهبتي الاسطورية وتشابه قدريات المكان في سير التاريخ وطوبوغرافيتها حيث يقول محمد شكري أن اسم طنجة جاء من المكان الذي رست فيه سفينة نوح عندما ارسل النبي حمامته لتستكشف له البر في رحلة الطوفان ، وعادت له مبشرة بالوصول الآمن الى البرد وهي تقول : الطين جا ...ومن هنا امتزجت المفردتان في المكان لتكون طنجة ، وقد ذكر شكري هذا المغزى في كتابه الحكائي زمن الأخطاء :
(( يحكون عنك أن طينة الخلاص منك ، وأن نوحا منك قد تفيأ الأمان .
وأنه حمامة أو هدهد
وأنه غراب
وبين موجتين تناسلت طنجة ملء زبد البحار ..)
لم يفهم خليل صويلح في عرضه المستعجل أني كنت اسير بموازاة هاجسين ( المدينة ، والخبز الحافي ) واني لن ارهن المنجز بتأملات ثلاثين يوميا ، بل كنت ارهنه بما اكتسبته من معرفتي الجغرافية للمكان من قراءات قديمة أبتدات من قصص المكتبة المدرسية وكتبها وانتهت في قراءاتي لرحلة أبن بطوطة وأنا في المرحلة الثانوية ، وأي حالم يسبقه حلمه القديم لجديد المدينة التي يراها لأول مرة سيشعر انه رأها من قبل لألف مرة.
لا أخفي مشاعر القهر التي طغت على الراوية ( الخبز الحافي ) وراويها وهو يوغل في ابعد مناطق الأستلاب والفقر والقسوة ، وكنت دائما اتخيل ردة فعل ( شكري ) أزاء الأب الذي لايعرف الحنان ازاء جميع افراد بيته ، ويوازها مشهد رد الفعل الذي مارسه شكري اتجاه تلك العلاقة المتنافرة بينه وبين ابيه ليمارسه في حياته اليومية وخاصة مع نساء ربما عاشن الحياة مثلما عاشها هو وانتهى بهن الامر في المواخير وارصفة الليل على الميناء او الائي يشاركن اللصوص في المقاهي المتأخرة اصطياد الثملين من السياح او البحارة وجنود البارجات الأجنبية الراسية في الميناء.
قرأ ( صويلح ) كتابي وهو راكبا سيارة ( بورش ) في رالي سريع ، وكتبت انا كتابي وانا راكب ناقة ابن طنجة ( ابن بطوطة ) وجنح نورس أستعرته من خيال المغاربة الواقفين على رصيف ( التنابله ) من جهة الميناء وهم يتأملون أطياف المكان الاندلسي ( أسبانيا ) ليذهبوا اليه مهاجرين ، وتلك المشاعر لايحتاج اي زائر وقتا طويلا ليفهمها عن شباب طنجة وأحلامهم التي لاتتوقف في الهجرة الى أوربا ، غير ان الخبز الحافي لم تلتفت الى هذه المشاعر ، لقد كانت الرواية هي رواية ( شكري ) وحده وانا استفدت منها ومن صاحبها لأقرا المدينة من زاوية الرواية العالمية ( الطنجة ) التي عاش فيها الجمال العالمي وتجنس بهويتها ( بول بوولز ، جان جينيه ، هنري ميلر ، داكورلا ، البرتو مورافيا ، مارك توين ) وحتى برلسكوني اختارها لتكون مكانا لحفل عيد ميلاد ابنته الاسطوري.
والغريب ان معظم عشاق طنجة هم من الروائيين وهذا يعني ان طنجة هي مدينة ساردة ولا فضل لمحمد شكري في هذا ، بل أن جمال السر في اخيلتها جاءها من طبيعتها الجغرافية اولا وسحر ما تمنح من اجواء ومعاشرة وثقافة وربما ماذكره براين جبسن عن تلك المشاعر خير دليل في قولته المشهورة : أذا قدر لي يوما أن أكون مسلما ، فبسبب الموسيقى المغربية .
لهذا في مراجعة متأنية لقراءة كتابي سيرى القارئ اني لم ارتدِ جلباب شكري في روايتي عن المدينة ( الباطن والظاهر ) بل اني في اغلب فصول الكتاب ذهبت الى ابعد من شكري لأروي عن مدينة تشبهني تماما ( شعراؤها ، مقاهيها ، بحرها ، غرباؤها ، خواطر طارق بن زياد ، مجانينها ، وخبزها الحافي ) ، وهذا الشبه جعلني أتكأ على ما منحتني اياه رواية الخبز الحافي لتكون مفتاح الولوج الى مدينة عليَّ ان اروي حكايتها بطريقتي الخاصة كما فعل كل الغرباء الذين زاروها وعاشوا فيها ، ولأني تعلمت الروي في ذاكرة المدينة من خلال أسطرة المكان حتى يكون مهيبا كما تأريخه وهذا ما فعلته في قراءتي لمدينتي ( اور ) ابتعدت عن ظلال شكري وتقاسيم وجهه الحادة كلما اطلقت اجفاني في فضاء المدينة لتكون روايتي وحدها من تتخيل المدينة ويومها وتواريخها وحتى في استخداماتي الاسطورية في رؤيا المدينة رحت استعير هواجس كتب اخرى غير الخبز الحافي ، فكانت رواية ( ايتاليو كالفينو ) المدهشة ( مدن لامرئية ) هي القرين المرئي واللامرئي لقراءة مدينة وفهمها كما طنجة ، وربما هناك الكثير من الديالوكات من تستفيد من سحر حكايات كالفينو عن المدن التي لاترى وخاصة ما كان يجري بين الرحالة قبلاي خان وماركو بولو ولكن وفق اخيلتي وتصوراتي ورؤاي ولم اقتبس شيئا في متن كتابي من كتاب كالفينو ( مدن لاترى ).
رواية محمد شكري رواية القاع السفلي للمدينة ، وهي رواية تبسط المخفي وتظهره وتؤرخه بطريقة رد الفعل المعاش ، من مبدع عاش الى سن العشرين أمياً ولكنه تعلم بعد ذلك بعصامية عجيبة ليكتب هذه الرواية ،لتروي لنا تلك العصامية القاسية التي صنعت الكاتب ومدينته.
لم تكن الخبز الحافي رواية طنجة كلها كما فهمها ( سهوا ) خليل صويلح في قراءته لكتابي ، فلقد كتبها شكري لحياته هو ، الريف المغاربي في بني شكير عند الحدود الجزائرية وايامه التي قضاها في وهران تلك المدينة الشمالية التي تتعلق في ذاكرة كل تلميذ عربي من خلال ذكرها في نشيد ( بلاد العرب اوطاني ) ، ولكن طنجة تمحورت في الخبز الخالي لأن شكري اكتشف فيها ما كان يكمن فيه وربما هي من علمته ليكون جرئيا ومتفردا واباحيا في كشف كل مشاعره وانفعالاته ، وفي غير الخبز الحافي يظهر لنا شكري ثقافة عالمية عالية وربما رسائله مع المبدع الكبير محمد برادة تظهر ذلك تماما.
كتب محمد شكري الخبز الحافي ، وكتبت أنا كتابي ، ولا مجال للمقارنة بينهما لن رواية شكري تعولمت بشكل فجائي وترجمت الى أكثر من اربعين لغة وبيعت بملايين النسخ وبفضلها صار شكري مشهورا ، أما أنا فلم ازل احبوا في خواطر التخيل والروي ومن ذوي الطبعة الواحدة ، لكني أؤمن بما اقدم ولن أدفع خطاي ابعد من ايماني فيما أكتب ، ولهذا أنا لا استعجل ولا امتلك الخفة النثرية كما يصفها صويلح ، بل انا اكتب بفضل ما ورثت من اساطير واحلام وفقر وقراءات مبكرة.......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية المقرؤة ..تكتبها ( أَما ) أنثى أو قِطة ..........!
- الرواية ( الشعرية ) ..من يكتبها ..؟
- الريادة ((عراقيا)) في الجمع بين شاعرين استثنائيين ((سان جون ...
- الفرق بين روايات ماركيز وسلمان المنكوب
- الرواية والميثولوجيا ودبابة بول بريمر ....!
- المدينة الرياضية وهمُ الخليج وكأسه
- بورخيس ينظر اليها ...وماركيز يسميها أمرأة ( الرواية )*
- الناصرية مفخخات وأوربا وداخل حسن
- خاطرتان عن الرواية
- حرب الجوامع والحسينيات
- يا أولاد الحلال ( محدش شاف مصر ؟)
- الفقراء والسياسة.......!
- جنكيزخان في دبي بحزامهِ الناسف
- البغدادية وحالة الرئيس الطلباني الصحية...!
- يزورهُ القديس كل ليلة
- قل لنار قلبي لاتنطفىء...!
- المنابر لم تُحسمها بعد ...؟
- موسيقى الدمعة في تفجيرات الناصرية
- في مديح الراحل شيركو بيكاس
- مُوسيقى المِفراس..!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - رواية الخبز الحافي وعولمة ابن بطوطة .....!