أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - المراوحة في مرحلة التأسيس














المزيد.....

المراوحة في مرحلة التأسيس


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


افرّق هنا بين مرحلتين : مرحلة بناء مؤسسات الدولة التي تليها مرحلة التداول السلمي للسلطة .
مرحلة التأسيس تعني الشروع ببناء دولة ليس على مثال سابق محلي او موروث : انها دولة ذات مواصفات حديثة من حيث شرعيتها ومن حيث الحقوق التي تريد تثبيتها عبر تشريعات تنطلق من زاوية نظر للحقوق تختلف جذرياً عن الحقوق التي كانت تدافع عنها الدولة السابقة...
ويعتمد التداول السلمي للسلطة اعتماداً وثيقاً على مرحلة التأسيس ، بمعنى انه لا يمكن القفز على المراحل ، فمن غير الانتهاء من مرحلة التأسيس لا يمكن البتة ممارسة التداول السلمي للسلطة ، حتى لو تم أنجاز العديد من الانتخابات الدورية ...
في الصراع الدائر الآن بين رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء تتكشف حقيقة البنية التنظيمية للدولة بأجلى اشكالها كبنية توافقت على قيامها كتل سياسية من غير الايمان الحقيقي بالتأسيس لدولة ، فهذا الصراع العلني والمكشوف يشير الى اننا لم نتخط بعد مرحلة التأسيس ...
نتائج انتخابات 2010 لم تؤسس لمرحلة التداول السلمي للسلطة ، فلم يبرز فيها ويتبلور وعي محايث مدرك لضرورة ولادة : السلطة والمعارضة وما يقابلهما من واقع الاكثرية والاقلية السياسية . فلقد تبعها شد وجذب وعراك من أجل المزيد من الامتيازات والمناصب والسلطات استمر على مدى الاربع سنوات المنصرمة ...
انعكس هذا الصراع المستمر على الحياة العامة وكان من نتائجه : الغياب الكامل للقانونين الاساسيين الذين ينظمان الحياة : قانون الاحزاب وقانون النفط والغاز ...غياب هذين القانونين يشير بقوة الى ان صراع الكتل السياسيةهو الناظم للعملية السياسية مثلما يخترم هذا الصراع بنية الدولةمن قمتها الى قاعدتها ....
يسود مرحلة التأسيس عادة التأويل : كل طرف يفسر القانون الاساسي للبلاد بما يتوافق مع مصالحه ..
وكل طرف يبرئ ذاته اذ يفسر قراراته ومواقفه بما ينسجم مع تأويله الخاص للدستور ، أي بما ينسجم ومصالحه...
وكل طرف يحشد ما استطاع من قوى الدعاية للترويج لمواقفه ، وهي دعاية تنطلق من جبروت الايمان المطلق بكون كل كتلة من الكتل السياسية تنطوي لوحدها على الروح الوطنية : بما يعنيه هذا التوجه من عدم افساح المجال امام تبلور مشروع السلطة والمعارضة ثقافياً ، وذلك ما يشير الى توجه شديد الخطورة على العملية السياسية في البلاد التي لم تنجز بعد مهمتها الاكبر : مهمة تخطي مرحلة التأسيس التي لا يمكن تخطيها من غير تحول مفهوم المعارضة الى مقولة اساسية من مقولات الوعي السياثقافي ، لكي يتم قبول الآخر الذي كان أقلية في دورة انتخابية سابقة ــ وليتم تسليمه السلطة السياسية بسلاسة في حال فوزه . اما وكل كتلة سياسية تسعى الى حشد كل الاوصاف الترذيلية والتحقيرية التي تصل احياناً الى درجة تكفير وابلسة الآخر فأن العملية السياسية لن تصل البتة الى مرحلة التداول السلمي للسلطة ...
توجيه تهمة خطيرة من قبل السيد رئيس مجلس النواب : تهمة الانقلاب العسكري ، رداً على ما اعلنه السيد رئيس الوزراء من انه دستورياً المسؤول الاول عن عملية تشغيل وتصريف الشأن العام وانه سيأمر بالصرف لتشغيل ماكنة الدولة ، يشي ــ ونحن على ابواب دورة انتخابية جديدة ــ بأننا ما زلنا نرواح في المرحلة السابقة على مرحلةالتأسيس التي عادة ما يسودها صراع من هذا النوع الخطير ..نحن بالضبط نعيش هذه المرحلة التي لم تتبين فيها طريقة اشتغال مؤسسات الدولة : فلا رئيس مجلس الوزراء الذي يتهم رئاسة البرلمان بتعطيل التوقيع على الموازنة يعي دور البرلمان وصلاحياته ، ولا رئيس البرلمان يريد ان يتصور المدى الذي تتحمل فيه رئاسة الوزراء ــ كجهة تنفيذية ــ مسؤولية تشغيل آلة الدولة ، وبالتالي ضخ الطاقة اللازمة لسريان الحياة ، اذ ان كل شئ في العراق يعتمد على هذا الغول الرأسمالي الكبير الذي هو الدولة الذي ستختخنق الحياة في العراق من غير تشغيله ...
الحالتان معاً ــ حالة فوز رئيس الوزراء في هذا الصراع وتنفيذ ما أعلنه يوم الاربعاء من انه بصدد الصرف من غير موافقة البرلمان ، او فوز رئيس البرلمان ــ تشيران الى اننا مازلنا في مرحلة التأسيس او حتى في المرحلة السابقة على التأسيس ، اذ ان قدر الديمقراطية لا ينتصب الا على ثلاثة أعمدة : البرلمان والحكومة والقضاء وحذف واحد من هذه الاعمدة يعني سقوط القدر وفساد الطبخة كلها ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان الملك فيصل الاول رؤيوياً ؟
- لا أحد / رسالة الى سماحة السيّد مقتدى الصدر
- مواجهة مصر لعصرها
- بداية نهاية مرحلة سياسية
- نيلسون مانديلا
- مشاهدات بغدادية _ بغداد بين طوفانين
- ماذا يعني ان نسمي كاتباً بعينه مفكراً ؟
- اضاءات / 4 انتخابات كردستان
- اضاءات / 3 الاعلام والسياسي
- اضاءات / 2 العرب والضربة
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً الى سيمون خوري
- اضاءات / 1
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً 2 من 4
- تجسيد الحداثة : العفيف الاخضر نموذجاً 1 من 4
- مشاهدات بغدادية المجلس الاعلى وتقاعد البرلمانيين
- مرسي والمصير المحتوم
- الاخوان وشرعية الانجاز
- لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان
- درس الثورة المصرية الجديد
- نداء من العامة الى الخاصة


المزيد.....




- بريطانيا تُعلن استعدادها لنشر قوات في أوكرانيا بحال التوصل ل ...
- مسؤول أمريكي: ترامب قد ينسحب من قمته مع بوتين في هذه الحالة ...
- كيف أصبح الموز رمزًا لطوكيو رغم عدم زراعته هناك؟
- بلافتات -زيلينسكي يجب أن يكون هنا- و-ألاسكا تقف مع أوكرانيا- ...
- مشجعون إسرائيليون يثيرون غضب بولندا بلافتة مسيئة.. والرئيس ا ...
- قمة ألاسكا.. ماذا يريد كل من بوتين وترامب والغائب زيلينسكي؟ ...
- حزب الله يؤكد رفض قرار تجريده من سلاحه ويتهم الحكومة بـ-تسلي ...
- فشل مفاوضات جنيف بشأن معاهدة الحد من خطر البلاستيك على البيئ ...
- لا آمال أميركية عالية وموسكو ترفض التكهن قبل قمة ترامب وبوتي ...
- صحيفة إسرائيلية: ترامب طلب من نتنياهو تسريع العمليات بغزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - المراوحة في مرحلة التأسيس