أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الثامن من آذار .. والكثير من اللطم !














المزيد.....

الثامن من آذار .. والكثير من اللطم !


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 15:10
المحور: الادب والفن
    


الثامن من آذار .. والكثير من اللطم !
مع أنني لا أحب الخوض في هذا الحديث عن الثامن من آذار , وعن المرأة المسكينة , والمرأة مسلوبة الحقوق , والمرأة المضطهدة , وما إلخ من توصيفات , وصفات للمرأة في هذا اليوم ,
ألا أنَّ هناك أموراً استفزتني , وجعلتني أقلب الصفحة لأدون هذه الملاحظات ..
أولاً .. في كل عام نجتمع في الثامن من آذار ونقول بلغت الإحصائيات التي تتكلم عن العنف الممارس ضد المرأة كذا وكذا وكذا ...
وما الحل ؟
هل سنبقى نورد إحصائيات ؟
الوضع الطبيعي , وطالما أننا في الآونة الأخيرة أخذنا نسير إلى الوراء , فمن الطبيعي أن يتأثر دور المرأة بهذا الشيء , وينعكس عليها سلباً , فلا يمكن لمجتمعات تتقهقر إلى الخلف أن تسير فيها النساء قدماً إلى الأمام ! ولو حصل هذا فهو ليس بالخروج عن القافلة , وتغيير المسير .
ثانياً .. من هو المسؤول عن إرجاع هذه الحقوق المسلوبة من المرأة ؟
هل هو الرجل ..؟؟!!
إذا كان الرجل هو من سلبها هذه الحقوق فكيف سيقوم هو بإرجاع هذه الحقوق , ولماذا يعيدها طالما أنه بسلبها إياها يعيش في هذه الحياة بأريحية تامة ؟
إذا لماذا نخاطب الرجل , وهو الطرف الآخر في الموضوع , هل سيتنازل مثلاً عما ألفه طِوال هذه القرون الفائتة , وما الذي يجعله يتنازل , أو ما الذي يغريه في التنازل ؟
ثالثاً .. فعلياً وعلى الأرض من هو المحرك الرئيسي لكل شيء ؟
المرأة بالطبع .. فمنذ اللحظة الأولى للميلاد , يولد الطفل , تتكفل أمه بتعليمه , وتلقينه الوصايا العشر, وتجعل من نفسها خير أنموذج على ذلك , بأن تسلم ابنها الكرباج ليجلد أخته إن لم تستجب لأوامره , وتنفذها بالحرف الواحد !
طبعاً بحجة ألا يصبح هذا الأخ معياراً في مجتمعه .. أنَّ فلان الفلاني محكوم لأمه وأخواته الإناث , بالتالي يصبح أضحوكة الحي , والبلد بأسرها .
رابعاً .. المرأة من خلال ما تقدم أعلاه هي المسؤولة عن التغيير , لأنها هي الإنسانة المسلوبة الحقوق , والمضطهدة , والمعذبة ووو ....
لكنها لا تفعل .. لماذا ؟
هناك الكثير من النساء تعشق فكرة العيش بجلباب الأب أو الأخ أو الزوج أو أي ذكر موجود في العائلة , وتعتبر هذا شرفاً لها , وبالتالي تربي أجيالاً على هذا الشرف , وعلى هذا الفخر .
وبعض النساء تعمد إلى الكسل , وترمي بكل شيء على ظهر الرجل , وتركن هيَّ إلى العمل الأسهل من وجهة نظرها , ألا وهو إدارة المنزل والأسرة !
فلهذه اللحظة الجميع يرى أنَّ إدارة وتدبير المنزل والأسرة بالأمر الهين , والعمل السهل , وتستطيع المرأة هذا المخلوق البسيط أن تقوم به لوحدها دون تدخل الزوج للمساعدة أو حتى المشورة !
وكذلك ترك العمل المهم , العمل الشاق , للزوج .. وعمل الزوج هو في غالبية الأحيان عمل مكتبي بسيط جداً .. يقتضي منه الجلوس وراء مكتب معظم الوقت , وطبعاً التحدث عبر الهاتف , أو الحديث مع الزملاء في العمل , لتمضية ساعات العمل الثقيلة , ليعود فيما بعد " سي السيد " يأمر , وينهي , ويعربد , إن كان طعام الغداء ليس جاهزاً في موعد عودته !
وتعتذر هي , وترتجف من الخوف لغضبه , وخشية أن تراوده نفسه الأمارة بالسوء فيتزوج بالأخرى نكاية بها , زوجة جديدة لا تتأخر بإعداد طعام الغداء لرجل منهك في العمل , وفي عدَّ ساعات الفراغ !
خامساً .. وهذا السؤال موجه للمرأة .. هل أنتِ فعلاً تشعرين بأنك مظلومة , ومسحوقة , ومضطهدة , أم أنها عبارات رنانة يطلقها البعض , فتجد في نفسك صدى طيباً ؟
وإلا فبماذا تفسرين أن كل ثامن من آذار أنتِ تتراجعين إلى الخلف , وحقوقك تنتهك بفظاعة , وأنتِ لا تنبتين ببنت شفه , بل وتباركين كل أفعال الرجل , فهو السيد الذي وهبه الله القدرة على أداء كل شيء , والسيطرة على كل شيء , بما فيهم أنتِ !
سادساً .. يا أيتها المرأة العظيمة لا تسمحي لمُطَالبتك بحقوقك أن تصبح مجرد دعابات , ووسائل للتسلية عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل " الواتس آب " و" البرودكاست " !
فهذا الموضوع مهم جداً , وخطير جداً , والتعامل معه يجب أن يكون بجدية تامة , وليس من خلال التهريج , وترويج النكات السخيفة التي لن تعود عليك بأي فائدة , بل وتقلل من قيمتك وشأنك , وقيمة مطالبك وشأنها .
سابعاً .. الرجل أيتها المرأة قيمته من قيمتك , ومنزلته من منزلتك , وأن تطالبي بحقوقك يعني أن تطالبي بها بشكل منطقي وعقلاني , وأن تحددي أهدافك بعناية , وتسعين إليها بالجهد الذاتي , والمنطق , والقانون , وليس من خلال الهجوم على الرجل , فهذا الرجل نصفك الآخر, وحقوقك يجب أن تؤخذ بالمنطق والعقل والحسنى , وليس برد الصاع صاعين .
ولا تنسي أن هذا الكون كله مفاتيحه بين يديك , فتعلمي كيف تفتحين هذا الكون بمفاتيحه , وليس بالعصا أو الحجر .
وإن شاء الله العام القادم .. الثامن من آذار القادم , أسمع صوتك أيتها المرأة وهو يعرض لنا حجم الإصلاحات , وحجم التغييرات , وحجم التطورات , التي حصلت عليها على صعيد أسرتك الصغيرة , كي تنطلقي إلى المجتمع الأكبر , وأتمنى ألا يكون هناك مزيداً من الشجب , والاستنكار , واللطم على الوجنات .
والله وليُّ التوفيق



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق أيلولية .. الورقة العشرون والأخيرة .
- أحلامي .. كزبد البحر !
- أوراق أيلولية .. الورقة التاسعة عشر .
- سأكتب إليك ...
- علب الأيام
- إلى أشعار آخر
- حينما تغفو الفراشات
- العشاء الأخير
- أوراق أيلولية .. الورقة الثامنة عشر .
- الجغرافيا الجديدة
- لمن يرد أن يستمع !
- فقط .. لمن يرد أن يستمع !
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السابعة عشرة .
- للشمس سلام
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السادسة عشرة .
- أوراق للنعي
- ليَّ كل الغيم
- أجبني عن .. أسئلتي المشروعة ...
- أوراق أيلولية .. الورقة الخامسة عشر .
- في غرفة الإنعاش


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الثامن من آذار .. والكثير من اللطم !