من الأخطر على الهوية العربية والإسلامية ...إسرائيل أم إيران !!!

عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد تحدثنا أكثر من مرة من قبل ، حول الجدوى الوظيفية للصراع الحضاري بيننا وبين إسرائيل من جهة ، وبيننا وبين ايران من جهة أخرى ...

إيران تدعونا للصراع حول شرعية الوراثة بين يزيد والحسين ،عبر تجاهل حقيقة أن الاثنين (وريثان عربيا وأولاد عمومة قرشية ) حيث موقعهما كوريثين لا يعطي لأحد المشروعية الدستورية على الآخر ...وإيران وحزب الله يقاتلان الشعب السوري قتالا جهاديا لنصرة الحسين العربي رغم فارسيتهم الغريبة ،ورغم أن الشعب السوري قد يكون متعاطفا مع الحسين لقرابته من النبي ، وليس لشرعيته المدنية والسياسية التي تعطي (يزيد) تفوقا بوصفه ممثلا للشرعية السياسية القائمة ...وهي شرعية دولة الانجاز التي تحولت خلال سنوات قليلة إلى امبراطورية عالمية يهاب جانبها عالميا ..

ولا ندري ما معنى هذا النضال النكوصي المستنقعي الذي تخوضه الشيعية السياسية بقيادة إيران ضد الأكثرية الإسلامية السنية ...سوى أنها حروب تهوسات |(دون كيشوتية ) لكنها تفتقر إلى النبل والفروسية الدون كيشوتية ...

إسرائيل رغم خلافنا العميق معها على الأرض والسيادة ،لكنها لا تدخلنا في صراعها على الأرض بالغيبيات (السحرية ) ولا تهددنا بمجيء المهدي المنتظر )، بل إنها لا تملك أية نوايا صراع ايديولوجي ديني ( قروسطي ظلامي طائفي ومذهبي كإيران ) ، بل هي مكتفية بيهوديتها دون أي رسالة تبشيرية دينية تدعونا لتغيير هويتنا الإسلامية بهوية يهودية، وذلك كما تسعى إيران (القروسطية) لتبشيرنا مذهبيا بعقيدتها الطائفية التشيعية الأقلوية إسلاميا، في حين أن إسرائيل لا تدعو أحدا (للتهود ) ومسح هويته وشخصيته القومية والدينية
...
إسرائيل دولة تؤسس خطابها ومنطقها على فلسفة (إرادات القوة والمعرفة :حيث القوة معرفة ،والمعرفة قوة ..) ...

مما يدخلنا في نسق صراعات عصرناالحقيقة (العلمية والمعرفية والفكرية والثقافية والسياسية) وليس الأسطورية ، وهو مانحن بحاجة إليه لخوض معركة كسب الحاضر والمستقبل ...
وليس الصراع حول آل البيت والمهدي المنتظر للدخول معهم في المراوحة في مستنع عقل الأسطورة الركودي المقابري ...

ولهذا علينا وعلى المفاوضين على مستقبل سوريا ( المعجبين بروسيا وإيران)، أن يحددوا الصراعات على أسس حضارية مدنية (مهمازية ) تولد وتؤجج شرارة روح التحدي الحضاري مع إسرائيل... وليس طائفية عفنة ومهترئة بين (يزيد والحسين ) وكلاهما بالأخير عربيان مسلمان، ولا نعرف علاقة إيران بهذا الصراع الذي يذبحون من خلالة شعبنا في سوريا، من أجل صراع قبلي -عشائري عربي قديم، يمكن أن يسويه العرب بين بعضهم بعضا قبليا، ومن ثم المصالحة بين (البيت الهاشمي والبيت المرواني ) المختلفين والمتصارعين منذأربعة عشر قرنا، وهو صراع لا علاقة للفرس وإيران به في كل الأحوال سوى الدسائس الطائفية واللعب المؤجج للفتن ..


J’aime · · P

#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل