عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 00:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حاولنا أن نرى في الجيش المصري قوة وطنية تقف مع ثورات الشعب المصري بقيادته الشبابية: الأولى في يناير والثانية في يونيو، حيث اعتبر فريدمان الصحفي الأمريكي الشهير، أن هذين الثورتين المصريتين أشبه بطيران الفيلة في معجزتهما ،إذ يرى في الثورتين ضد (الاستبداد السياسي (المباركي ) والاستبداد الديني (الأخواني : الإقصائي الاستفرادي) معجزة، وذلك استنادا إلى راي ابن خلدون القائل : إن المصريين يخضعون لمن غلب !!ولهذا اعتبرهما فريدمان معجزة ...
إن الجيوش العربية عموما، هي مؤسسات وطنية ،وهي المؤسسات الوطنية الأكثر تنظيما من كل المؤسسات في المجتمعات الأهلية ، ما قبل المدنية، ولهذا تحمسنا في يوم ما من تاريخ الثورة السورية للدعوة إلى أن تناط قيادة الثورة بعد أن تم عسكرتها وتطييفها أسديا، إلى (الجيش الحر) بوصفه الأكثر تمثيلا لمنسوب الوعي الوطني السوري من الأحزاب السياسية ( الإسلامية والعلمانية) ، فهو يمثل منسوب الوعي الوسطي بينهما ...
ولهذا دعونا لوضع كل القوى والتنظيمات المسلحة -بعد تسلح الثورة - تحت مظلته الشرعية قبل أن تعصف بسوريا تيارات التطرف الخارجية ( من داعش إلى حالش ) ، وتأكيدا منا على وطنيته غير المنحازة ايديولوجيا (بين اليسار واليمين )، وذلك بعد إنشقاقه الوطني عن الجيش الأسدي الذي تحول إلى ميليشيا طائفية أسدية خارجة على الميثاق العسكري الوطني لصالح نظام طائفي استعماري استيطاني غريب عن نسيج شعبه الوطني، ولهذا تفرد بوحشيته عالميا وإنسانيا ...
ولذلك راهنا على الجيش المصري الوطني الحديث الذي أسسه محمد علي، وقاده ضد الاستعمار البريطاني أحمد عرابي، أن يكون قوة وطنية حيادية (خارج الإسلام السياسي أو اليسار القومي) ليعيد الثورة إلى منابعها (الشبابية المدنية الديموقراطية المتألقة خارج (الاستقطاب الإسلاموي والعلمانوي
...
لكن هذا التهريج الشمولي الشعبوي(الاستهبالي) للسيسي، الذي تخطى الشعبوية الناصرية والصدامية والقذافية بل والأسدية في تقديم السيسي( تجعلنا نشك جديا بدور الجيش المصري كحامي للثورة في مرحلتيها، سيما إذا أكد السيسي ترشيحه في هذه اللحظة الزمنية من تاريخ الانعطاف الثوري المصري العظيم، حتى مع الاحتفاظ بحقه في الترشح للرئاسة كمواطن في كل الأوقات اللاحقة ...
لكن ليس في هذه اللحظة التي لا يمكن أن يسمى ترشيحه فيها سوى انقلاب عسكري طامح شخصيا، لفرض الأمر الواقع بالقوة مثبتا نظرية ابن خلدون عن أن المصريين -بل والعرب -يخضعون لمن غلب ..وتحية ووردة للشعب التونسي وجيشه الوطني الوريث للوطنية الليبرالية الديموقراطية لمؤسس تونس الوطنية المدنية الحديثة (بورقيبة)... الذي أمكن أن يبنى علي ميراثه المدني، أرقى دستور مدني ديموقراطي عربيا وإسلاميا ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟