أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - تقرير خاص عن حالتك النفسية














المزيد.....

تقرير خاص عن حالتك النفسية


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 13:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تستيقظ في الصباح، ترجو أن يكون اليوم مغايرا عن سابقه من الأيام، تتمنى لو يحدث شيء يغير حياته كلها رأسا على عقب، شيء يخرجك من الروتين الذي يخنقك (رغم أنك لا تراه). مع ذلك فأنت تعرف أنه لا شيء سيتغير، ولن يحدث شيء جديد ما عدا أن تنحو الأمور للأسوء، كمشاكل أخرى تنضاف للمشاكل الموجودة والتي لم تعرف كيف ربطَت صداقتها بك، يوم لاحظت أنك تعيش في دورة من التكرار يصعب تحمّلها فوجدت أنها (المشاكل) جزء من هذه الحلقة ولن تتخلص منها إلا بتحطيم هذه الحلقة : للخروج منها. ولولا المظهر الذي تسعى للمحافظة عليه أمام الآخرين، كي لا تبدو ضعيفا، لكنت انفجرت صارخا في وجه الجميع، لتبكي على قدر ما تستطيع بعد أن تكون قد حطمت بعض الأغراض تعبيرا عن ما يجول بداخلك، وما يجول بداخلك معقد لدرجة أنه لا يسهل التعبير عنه بهدوء، بل بهستيرية : أو هكذا يفعلون في الأفلام، التي تحاول أن تؤطر لك حياتك وأنت لا تعي، أو أنك تقلد شخصيات الأفلام. هذا لا يهم ! المهم أن حياتك كفيلم لكن به عطبٌ ما جعله يتوقف في أحداث معينة ! .
في الفيلم يعرف الشخص-البطل عدوه، أما أنت فعدوك غير واضح. مهما حققت من أمور ترى أنها غير مكتملة أو ينقصها شيء، وأي لحظة تشعر فيها أنك حققت ما تريد تشعر بأنك غير راضٍ، وكأن شبحا يطاردك دائما ليتلف كل ماتصنعه، ويدمر كل ما تحاول بنائه، بسلب الإحساس المطابق للحالة التي أنت فيها : فتشعر بالاغتراب والوحدة. فرغم كل ما فعلته إلا أنك لا زلت ترى أنه ينقصك الكثير ولم تسعد يوما سعادة حقيقية بما فعلته. وحتى إذا نجحت فيما تريده، فقد صرت تعلم أنه سيأتي ليسحب شيئا من فرحتك، لتجدها وهي غير مكتملة أو ناقصة : فرحتك ناقصة، وهذا يعني أنك إنسان ناقص، وإنجازات وأفعالاك ومشاريعك بالتالي ناقصة.
فتبدأ بالتفكير، لتتوصل في الأخير إلى الطريقة الوحيدة للتغلب على شبح "البؤس" هذا. ليس بالإنجازات والنجاح، بل بالحب : أو هكذا يقولون ! من ؟ لا يهم المهم أنهم يقولون.
لكن الحب يحتاج لشريك، لشخص آخر، لجسد آخر. وهذا يتطلب إغواء، فلا يعقل أن تقول لأي شخص أنا أحبك فيحدث الحب، زيادة على أن لك شخصية ونرجسية وقرار واختيار، وماسواه من تلك الأمور التي تعلمتها في البيت والمدرسة وتشاهد الناس في التلفاز يتحدثون عنها. بذلك يلزمك أن تجد شخصا كما تريد لتحبه، ولا يهم إذا لم يحبك، لأنه سيحبك أو هكذا تسير الأمور ! أين ؟ في الفيلم والمسلسلات : طبعا ستحدث بعض الصعوبات في البداية، لكنها تدخل في حكاية الحب والسعادة، وهي التي تشحن الواحد ليستمر في الأمر. وجدتَه ! فالأمر لا يحتاج للكثير من البحث : فالجميع صار متشابها، تكمن الاختلافات فقط في بعض التفاصيل. وطالما أن بعض التفاصيل في أحدهم تميل به ليشبه مغنيك أو ممثلك المفضل، فهذا سيستحق حبك.
الآن يجب الانتقال للمرحلة التالية : كيف ستغويه وتفتنه ؟ هل تخاطبه مباشرة ؟! طبعا لا سيحسب نفسه شخصا مهِما، فهو ليس بالمهم لهذه الدرجة، أنت من جعلته مهما، لكن لا يهم ! ستفضل أن تُظهر له أنك شخص مثقف وغني، لكن كيف ؟ هل ستدفع شخصا آخر يعرفه ويعرفك ليتقرب منه ويخبره عنك ؟ أم وهذه أفضل : ستحاول التقرب منه لكن عن خلال أنك صديق أو صدفة تعارف، ولن تكشف عن حبك له إلا بعد مدة أو لربما يعترف هو نفسه، وبهذا لن تضطر لمعايشة تلك اللحظة التي سيصعب عليك فيها الإدلاء بالسر، وأنت لم تألف أن تطلب من الناس شيئا، خاصة في الأمور الحميمية، زيادة على أنك تخجل في هذه الأمور، حتى لو كان الآخرون يرونك عكس ذلك : فأنت فقط تسعى دائما لتكون شخصا Cool.
فجأة ستدرك أن تعطي للناس اهتماما أكثر مما تستحق، من يحسب نفسه هذا الشخص حتى تخطط وتفكر في القيام بهذه الأمور السخيفة لأجله، وسترى كم أنت سخيف ! لذلك ستقرر أن تعود لممارسة حياتك العادية، ولن تهتم لأمر الحب وما سواه من سخافات المراهقين، فأنت شخص ناضج لكن هذا لا يعني أن ترفض الحب إذا أدلى الآخرون بمشاعرهم نحوك. طبعا لن تكشف عن لهفتك بالموافقة إذا عبّر أحدهم عن حبه لك، لكنك لن تُضيع الفرصة، هذا إن تم وحدث هذا الأمر ! لأنك تدرك أنه نادر، لكنه يحدث ! .

أنت متزوج، لكنك لا زلت تشعر كأن شيئا لم يتغير، ماعدا ممارستك للجنس مع شخص آخر أحيانا لأنك ملزم، كم كنت سعيدا بممارسة الجنس معه في البداية، لكنه الآن صار كأنك تمارس العادة السرية بوجود شخص آخر ! لقد ظننت أن زواجك سيكون صداًّ لشبح البؤس، لكنه تغلل حتى للحظاتك الحميمية، ليُفقدها رونقها ومتعتها. هذا الأمر الذي كنت بالسابق متحرقا للقيام به وتأتي مسرعا للبيت لممارسته، أصبح عبئا. بهذا أدركت أنه لم يكن حبا حقيقيا، لقد اختلطت عليك المشاعر بسبب الكبت، وكنت متلهفا لأي شخص يبدي إعجابا نحوك. لكنه لم يكن حبا حقيقيا، كذلك الذي قرأته في بعض الروايات. صرت تعرف ذلك.
لذلك يجب أن تجد الحب الحقيقي الذي ستتغلب بفضله على شبح البؤس، لكن يجب أولا أن تتخلص من هذه الدابة التي لم تكن أكثر من غلطة وتسرُّع في حياتك، وهاهي الآن تتصرف كأنها صاحبة فضل عليك : الناس لا يتغيرون، لكن الزمن كافٍ لفضحهم، فيظهر أنهم تغيروا لكنهم كانوا كذلك منذ البداية، نحن فقط من لا نلاحظ : هذا ما تعلّمته.
ستنام، وتتمنى أن تتغير الأمور في الغد : سترى ما يمكن أن تفعله لأجل ذلك ..



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة الوراثية للرجل على المرأة
- ما يقوله الناس
- شخص قد تعرفه
- أدلجة الأطفال عبر الرسوم المتحركة
- الأمراض الفيسبوكية : 3 حالات
- الإسلام ليس مُسلماً
- ضياع الشهيد السوري بين النظام والمعارضة
- إهانة الأقزام في السينما والتلفزيون
- بلاد الشر أوطاني
- الرودِيو العربي : تعليق كارل ماركس على الثورات العربية
- خرافة الفيلسوف
- عطرٌ رخيص
- تصريحات فابيوس والقصة الغير مكتملة للوضع السوري
- تعامل الرجل الشرقي مع الأنثى الأجنبية - تحليل الأنماط
- الدين والكبت والتحرش الجنسي
- ضد استغلال الأطفال في التسوّل وحظر تشغيلهم
- انكسار الإنسان : أو حينما يصبح الشخص قاسياً
- المرأة العربية أنواع والرجل نوع واحد
- الملحدين أو شياطين العصر الحديث
- الترهيب الديني للأطفال عدوان مُمارس على طفولتهم


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - تقرير خاص عن حالتك النفسية