أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي حرك - وعود بخطابات ضمان














المزيد.....

وعود بخطابات ضمان


سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أستطيع وصف حال شعوب عالمنا الثالث, قليلة الحيلة, في التعامل مع ما تتلقاه من عدم الوفاء بالعهود, إلا بأنها شعوب المساكين, يتلقون آلاف الوعود البراقة بالرخاء والأمن والسعادة, يتبارى فيها القادة والسياسيين والنخب, ولو صدق بعض من هؤلاء وأولئك لإختلفت الأحوال أو بعضها وصارت إلى الأفضل!
في شعوب العالم الأول, لا يكاد السياسي يكذب أو يخلف وعده, أو يتحلل من تعهده وإلتزامه, إلا ويلقى الجزاء المناسب, فالرأي العام لديهم قوي ومؤثر, ولا يستطيع كائن من كان أن يغازل آمال الشعب بخيالات وأوهام, أو أكاذيب لا تتحقق!
في عالم المال والأعمال كذلك, لا يستطيع عميل أن يطلق لخياله العنان دون جزاء مقابل, فما تتعهد بتحقيقه شركة ما, ترفق بتعهدها ذلك خطاب ضمان يُغطي آثار ذلك التعهد, فيما لم يتحقق, فيستطيع الطرف المتعهد له تسييل ذلك الخطاب فور تبين إخفاق المتعهد!
خطيب الجمعة عندنا يتعهد للمُصلين الجالسين أمامه بلا حول ولا قوة, إلا الإستماع إليه في صمت, بالرخاء والرفاهية, بمجرد أن تتوقف بنوك مصر عن نظامها الربوي, فهو يعارض فقهاء دار الإفتاء وعلماء الأزهر ممن رأوا أن أعمال البنوك تخالف في طبيعتها أعمال الربا المقصود في النص القرآني, ثم يتجاوز معارضته تلك ويتعهد لجمهوره بأن تصبح مصر أغنى دولة في العالم بمجرد توقف بنوكها عن العمل بنظام الفائدة البنكية!
ذلك الخطيب الفصيح نسى أن مصر وجاراتها لم تعرف نظام البنوك كله إلا أواخر القرن تسعتاشر, وأن الحال قبل ذلك لم يكن أفضل, بل تحسنت الأمور كثيرًا مقارنة بقرون الظلام مع الخلافة العثمانية!
كما نسى ذلك المفوه, أو لعله لا يعرف, أن العالم الأول المتقدم جميعه, يتعامل ويأخذ بنظام البنوك, تلك التي أسماها ربوية, وأن بيننا وأقل دولة من دول ذلك العالم الحديث, مسافات ودرجات كثيرة علينا أن نتخطاها ولو بأظافرنا وأسناننا إذا ما أردنا اللحاق بذلك العالم المزدهر!
يتعهد الخطيب بأن يتنازل عن وظيفته إذا لم تصدق نبوءته, فنتذكر فورًا نبوءة مرسي وجماعته ووعودهم بالمليارات والرخاء خلال مائة يوم, فلما مرت الأيام وساءت الأحوال لم تطرف عينه, ولا تزعزع يقينه, وتشبث بالكرسي, ثم خرج علينا قائلاً: أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم, متناسيًا الآية الكريمة: " أوفوا العهد, إن العهد كان مسئولا".
ما الذي سيجنيه المصلون بعزل خطيبهم, مخلف الوعد كاذب النبوءة, بمنعه من صعود المنبر؟ ربما إلزامه بإعادة كل ما تحصل عليه من أموال عن وظيفته يكون بداية جزاء مناسب!
مازال الشارع المصري يعاني آثار أكاذيب مرسي وجماعته!
المجتمعات المتقدمة لديها آليات محاسبة للكذابين وأصحاب الوعود الزائفة, فهل نبتكر نحن آليات تناسب ظروفنا, نحمي بها أنفسنا من المتاجرين بأحلامنا وآمالنا في مجرد العيش الكريم!



#سامي_حرك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب مصر الأم
- تركيا وسوريا: الإبن العَاق والإبن المُعاق
- مصر ليست شقة مفروشة
- الأخوان, لم ولن يكونوا حزب سياسي!
- الإقتصاد المصري القديم, والمستقبل
- تلات سلامات .. للستات!
- قيامة أوزير وميلاد المسيح
- رفع العَلَم - رفع عمود جد
- فعاليات موسم الحج إلى أبيدوس
- قصة شجرة الكريسماس
- لصوص ومسوخ الحضارة
- أفريقيا: بيت العيلة!
- عيد الأضواء .. شعب الله المجنون
- عيد الميلاد
- ذاكرة النجاح
- نعم لدستور الخماسين
- لعبة السنة
- آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب
- عواصف دستور الخماسين
- التمييز الإيجابي .. بوليصة تأمين


المزيد.....




- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية على البرازيل تؤثر سلبًا على المسته ...
- لماذا فضل فيرتز الانتقال لليفربول وليس إلى بايرن ميونيخ؟
- فيتنام: مقتل 34 شخصا وفقدان أخرين إثر انقلاب قارب سياحي فى خ ...
- قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحر ...
- واشنطن بوست: تخفيضات تمويل البث العام تترك سكان الريف الأمير ...
- 104 شهداء والاحتلال يتمادى باستهداف طالبي المساعدات في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي حرك - وعود بخطابات ضمان